[إبراهيم : 5] وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
5 - (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا) التسع وقلنا له (أن أخرج قومك) بني إسرائيل (من الظلمات) الكفر (إلى النور) الإيمان (وذكرهم بأيام الله) بنعمه (إن في ذلك) التذكير (لآيات لكل صبار) على الطاعة (شكور) للنعم
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ولقد أرسلنا موسى بأدلتنا وحججنا من قبلك ، يا محمد ، كما أرسلناك إلى قومك بمثلها من الأدلة والحجج ، كما :
حدثنا محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ،حدثنا عيسى ، عن ابن ابي نجيح ، وحدثني الحارث قال ، حدثنا الحسن الأشيب قال ، حدثنا ورقاء ،عن أبي نجيح، عن مجاهد ، وحدثنا الحسن بن محمد قال ، حدثنا شبابة قال ، حدثنا ورقاء ، عن ابن ابي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا" ، قال : بالبينات .
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن ابي نجيح ، عن مجاهد : "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا" ، قال : التسع الآيات ، الطوفان وما معه .
حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : "أرسلنا موسى بآياتنا" ، قال : التسع البينات .
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .
وقوله : "أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور" ، كما أنزلنا إليك ، يا محمد ، هذا الكتاب لتخرج الناس به من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ، ويعني بقوله : "أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور" ، أن ادعهم ، من الضلالة إلى الهدى ، ومن الكفر إلى الإيمان ، كما :
حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور" ، يقول : من الضلالة إلى الهدى .
حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا هشام ، عن عمرو ، عن سعيد ، عن قتادة ، مثله .
وقوله : "وذكرهم بأيام الله" ، يقول جل وعز : وعظهم بما سلف من نعمى عليهم في الأيام التي خلت ، فاجتزىء بذكر : الأيام من ذكر النعم التي عناها ، لأنها أيام كانت معلومة عندهم ، أنعم الله عليهم فيها نعماً جليلةً ، أنقذهم فيها من آل فرعون ، بعد ما كانوا فيه من العذاب المهين ، وغرق عدوهم فرعون وقومه ، وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم .
وكان بعض أهل العربية يقول : معناه : خوفهم بما نزل بعاد وثمود وأشباههم من العذاب ، وبالعفو عن الآخرين : قال : وهو في المعنى كقولك : خذهم بالشدة واللين .
وقال آخرون منهم : قد وجدنا لتسمية النعم بالأيام شاهداً في كلامهم . ثم استشهد لذلك بقول عمرو بن كلثوم :
‌وأيام لنا غر طوال عصينا الملك فيها أن ندينا
وقال : فقد يكون إنما جعلها غراً طوالاً ، لإنعامهم على الناس فيها . وقال : فهذا شاهد لمن قال : "وذكرهم بأيام الله" ، بنعم الله ؟ ثم قال : وقد يكون تسميتها غراً لعلوهم على الملك وامتناعهم منه ،فأيامهم غر لهم ، وطوال على أعدائهم .
قال أبو جعفر : وليس للذي قال هذا القول ، من أن في هذا البيت دليلاً على أن الأيام معناها النعم ، وجه . لأن عمرو بن كلثوم إنما وصف ما وصف من الأيام بأنها غر ، لعز عشيرته فيها وامتناعهم على الملك من الإذعان له بالطاعة ، وذلك كقول الناس : ما كان لفلان يوم أبيض ، يعنون بذلك أنه لم يكن له يوم مذكور بخير . وأما وصفه إياها بالطول ، فإنها لا توصف بالطول إلا في حال شدة ، كما قال النابغة :
كليني لهم يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب
فإنما وصفها عمرو بالطول ، لشدة مكروهها على أعداء قومه . ولا وجه لذلك غير ما قلت .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي قال ، حدثنا فضيل بن عياض ، عن ليث ، عن مجاهد : "وذكرهم بأيام الله" ، قال : بأنعم الله .
حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال ، حدثنا يحيى بن يمان ، عن سفيان ، عن عبيد المكتب ، عن مجاهد : "وذكرهم بأيام الله" ، قال : بنعم الله .
حدثنا أحمد بن إسحاق قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا سفيان ، عن عبيد المكتب ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا أحمد قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا عبثر ، عن حصين ، عن مجاهد ، مثله .
حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا ابو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثنا ورقاء ، جميعاً ، عن ابن ابي نجيح ، عن مجاهد : "بأيام الله" ، قال : بنعم الله .
حدثنا الحسن بن محمد قال ، حدثنا شبابة قال ، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .
حدثني المثنى قال ، أخبرنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : "وذكرهم بأيام الله" ، قال : بالنعم التي أنعم بها عليهم ، أنجاهم من آل فرعون ، وفلق لهم البحر ، وظلل عليهم الغمام ، وأنزل عليهم المن والسلوى
حدثنا أحمد قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا حبيب بن حسان ، عن سعيد بن جبير : "وذكرهم بأيام الله" ، قال: بنعم الله .
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : "وذكرهم بأيام الله" ، يقول : ذكرهم بنعم الله عليهم .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : "وذكرهم بأيام الله" ، قال : بنعم الله .
حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قول الله : "وذكرهم بأيام الله" ، قال : أيامه التي انتقم فيها من أهل معاصيه من الأمم ، خوفهم بها وحذرهم إياها ، وذكرهم أن يصيبهم ما أصاب الذين من قبلهم .
حدثني المثنى قال ، حدثنا الحماني قال ، حدثنا محمد بن أبان ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن أبي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : "وذكرهم بأيام الله" ، قال : نعم الله .
حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن عبيد الله أو غيره ، عن مجاهد : "وذكرهم بأيام الله" ، قال : بنعم الله .
"إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور" ، يقول : إن في الأيام التي سلفت بنعمي عليهم ،يعني على قوم موسى ، "لآيات" ، يعني لعبراً وموعظ ، "لكل صبار شكور" ، يقول : لكل ذي صبر على طاعة الله ، وشكر له على ما أنعم عليه من نعمه .
حدثني المثنى قال ، حدثني إسحاق قال ، حدثنا هشام ، عن عمرو ، عن قتادة في قول الله عز وجل : "إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور" . قال : نعم العبد عبد إذا ابتلي صبر ، وإذا أعطي شكر .
قوله تعالى: " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا " أي بحجتنا وبراهيننا، أي بالمعجزات الدالة على صدقه. قال مجاهد: هي التسع الآيات. " أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور " نظيره قوله تعالى لنبينا عليه السلام أول السورة: " لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ". وقيل: ( أن) هنا بمعنى أي، كقوله تعالى: " وانطلق الملأ منهم أن امشوا " ( ص~: 6) أي امشوا.
قوله تعالى: " وذكرهم بأيام الله " أي قل لهم قولاً يتذكرون به أيام الله تعالى. قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: بنعم الله عليهم، وقاله أبي بن كعب ورواه مرفوعاً، أي بما أنعم الله عليهم من النجاة من فرعون ومن التيه إلى سائر النعم، وقد تسمى النعم الأيام، ومنه قول عمرو بن كلثوم:
وأيام لنا غر طوال
وعن ابن عباس أيضاً ومقاتل: بوقائع الله في الأمم السالفة، يقال: فلان عالم بأيام العرب، أي بوقائعها. قال ابن زيد: يعني الأيام التي انتقم فيها من الأمم الخالية، وكذلك روى ابن وهب عن مالك قال: بلاؤه. وقال الطبري : وعظهم بما سلف في الأيام الماضية لهم، أي بما كان في أيام الله من النعمة والمحنة، وقد كانوا عبيداً مستذلين، واكتفى بذكر الأيام عنه لأنها كانت معلومة عندهم. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا موسى عليه السلام في قومه يذكرهم بأيام الله وأيام الله بلاؤه ونعماؤه " وذكر حديث الخضر، ودل هذا على جواز الوعظ المرقق للقلوب، المقوي لليقين، الخالي من كل بدعة، والمنزه عن كل ضلالة وشبهة. " إن في ذلك " أي في التذكير في أيام الله " لآيات " أي دلالات. " لكل صبار " أي كثير الصبر على طاعة الله، وعن معاصيه. " شكور " لنعم الله. وقال قتادة: هو العبد، إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر - ثم تلا هذه الآية - " إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور "". ونحوه عن الشعبي موقوفاً. وتوارى الحسن البصري عن الحجاج سبع سنين، فلما بلغه موته قال: اللهم قد أمته فأمت سنته، وسجد شكراً، وقرأ: ( إن في ذلك لأيات لكل صبار شكور). وإنما خص بالآيات كل صبار شكور، لأنه يعتبر بها ولا يغفل عنها، كما قال: " إنما أنت منذر من يخشاها " ( النازعات: 45) وإن كان منذراً للجميع.
يقول تعالى: وكما أرسلناك يا محمد وأنزلنا عليك الكتاب لتخرج الناس كلهم تدعوهم إلى الخروج من الظلمات إلى النور كذلك أرسلنا موسى إلى بني إسرائيل بآياتنا , قال مجاهد: هي التسع الايات "أن أخرج قومك" أي أمرناه قائلين له "أخرج قومك من الظلمات إلى النور" أي ادعهم إلى الخير ليخرجوا من ظلمات ما كانوا فيه من الجهل والضلال إلى نور الهدى وبصيرة الإيمان, "وذكرهم بأيام الله" أي بأياديه ونعمه عليهم في إخراجه إياهم من أسر فرعون وقهره وظلمه وغشمه, وإنجائه إياهم من عدوهم, وفلقه لهم البحر, وتظليله إياهم بالغمام, وإنزاله عليهم المن والسلوى إلى غير ذلك من النعم, قال ذلك مجاهد وقتادة وغير واحد, وقد ورد فيه الحديث المرفوع الذي رواه عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل في مسند أبيه حيث قال حدثني يحيى بن عبد الله مولى بني هاشم, حدثنا محمد بن أبان الجعفي عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس, عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: "وذكرهم بأيام الله" قال: بنعم الله, ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث محمد بن أبان به, ورواه عبد الله ابنه أيضاً موقوفاً وهو أشبه.
وقوله: " إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور " أي إن فيما صنعنا بأوليائنا بني إسرائيل حين أنقذناهم من يد فرعون وأنجيناهم مما كانوا فيه من العذاب المهين لعبرة لكل صبار, أي في الضراء شكور أي في السراء, كما قال قتادة: نعم العبد عبد إذا ابتلي صبر, وإذا أعطي شكر. وكذا جاء في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن أمر المؤمن كله عجب, لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيراً له, إن أصابته ضراء صبر, فكان خيراً له, وإن أصابته سراء شكر, فكان خيراً له".
ثم لما بين أن المقصود من بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور أراد أن يبين أن الغرض من إرسال الأنبياء لم يكن إلا ذلك، وخص موسى بالذكر لأن أمته أكثر الأمم المتقدمة على هذه الأمة المحمدية فقال: 5- "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا" أي متلبساً بها. والمراد بالآيات: المعجزات التي لموسى، ومعنى "أن أخرج" أي أخرج، لأن الإرسال فيه معنى القول، ويجوز أن يكون التقدير بأن أخرج، والمراد بقومه بنو إسرائيل بعد ملك فرعون "من الظلمات" من الكفر أو من الجهل الذي قالوا بسببه: "اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة"، "إلى النور" إلى الإيمان أو إلى العلم "وذكرهم بأيام الله" أي بوقائعه. قال ابن السكيت: العرب تقول الأيام في معنى الوقائع، يقال فلان عالم بأيام العرب: أي بوقائعها. وقال الزجاج: أي ذكرهم بنعم الله عليهم وبنقم أيام الله التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمود. والمعنى: عظهم بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد "إن في ذلك" أي في التذكير بأيام الله أو في نفس أيام الله "لآيات" لدلالات عظيمة دالة على التوحيد وكمال القدرة "لكل صبار" أي كثير الصبر على المحن والمنح "شكور" كثير الشكر للنعم التي أنعم الله بها عليه، وقيل المراد بذلك كل مؤمن، وعبر عنه بالوصفين المذكورين لأنهما ملاك الإيمان، وقدم الصبار على الشكور، لكون الشكر عاقبة الصبر.
وقد أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: "لتخرج الناس من الظلمات إلى النور" قال: من الضلالة إلى الهدى. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: "يستحبون" قال: يختارون. وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: إن الله فضل محمداً على أهل السماء وعلى الأنبياء، قيل ما فضله على أهل السماء؟ قال: إن الله قال لأهل السماء "ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم" وقال لمحمد "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" فكتب له براءة من النار، قيل فما فضله على الأنبياء؟ قال: إن الله يقول: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه" وقال لمحمد "وما أرسلناك إلا كافة للناس" فأرسله إلى الإنس والجن. وأخرج ابن مردويه عن عثمان بن عفان "إلا بلسان قومه" قال: نزل القرآن بلسان قريش. وأخرج ابن المنذر عن مجاهد مثله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وعطاء وعبيد بن عمير في قوله: "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا" قال: بالآيات التسع الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا ويده والسنين ونقص من الثمرات. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس "أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور" قال: من الضلالة إلى الهدى. وأخرج النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي ابن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "وذكرهم بأيام الله" قال: بنعم الله وآلائه. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس "وذكرهم بأيام الله" قال: نعم الله. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد "وذكرهم بأيام الله" قال: وعظهم. وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في الآية قال: بوقائع الله في القرون الأولى. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: "إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور" قال: نعم العبد عبد إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر.
"ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور" أي: من الكفر إلى الإيمان بالدعوة، "وذكرهم بأيام الله"، قال ابن عباس وأبي بن كعب ومجاهد وقتادة: بنعم الله.
وقال مقاتل: بوقائع الله في الأمم السالفة. يقال: فلان عالم بأيام العرب، أي: بوقائعهم، وإنما أراد بما كان في أيام الله من النعمة والمحنة، فاجتزأ بذكر الأيام عنها لأنها كانت معلومة عندهم.
"إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور"، و" صبار ": الكثير الصبر، و"الشكور": الكثير الشكر، وأراد: لكل مؤمن، لأن الصبر والشكر من خصال المؤمنين.
5."ولقد أرسلنا موسى بآياتنا"يعني اليد والعصا وسائر معجزاته ."أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور"بمعنى أن أخرج لأن في الإرسال معنى القول ،أو بأن أخرج فإن صيغ الأفعال سواء في الدلالة على المصدر فيصح أن توصل بها أن الناصبة ."وذكرهم بأيام الله "بوقائعه التي وقعت على الأمم الدارجة وأنام العرب حروبها.وقيل بنعمائه وبلائه." إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور " يصبر على بلائه ويشكر على نعمائه ، فإنه إذا سمع بما أنزل على من قبل من البلاء وأفيض عليهم من النعماء اعتبر و تنبه لما يجب عليه من الصبر والشكر . وقيل المراد لكل مؤمن وإنما عبر عنه بذلك تنبيهاً على أن الصبر والشكر عنوان المؤمن.
5. We verily sent Moses with Our revelations, saying: Bring thy people forth from darkness unto light. And remind them of the days of Allah. Lo! therein are revelations for each steadfast, thankful (heart).
5 - We sent Moses with our signs (and the command). bring out thy people from the depths of darkness into light, and teach them to remember the days of God. verily in this there are signs for such as are firmly patient and constant, grateful appreciative.