[يوسف : 67] وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
67 - (وقال يا بني لا تدخلوا) مصر (من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) لئلا تصيبكم العين (وما أغني) أدفع (عنكم) بقولي ذلك (من الله من) صلة (شيء) قدره عليكم وإنما ذلك شفقة (إن) ما (الحكم إلا لله) وحده (عليه توكلت) به وثقت (وعليه فليتوكل المتوكلون)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال يعقوب لبنيه ، لما أرادوا الخروج من عنده إلى مصر ليمتاروا الطعام : يا بني لا تدخلوا مصر من طريق واحد ، وادخلوا من أبواب متفرقة .
ذوكر أنه قال ذلك لهم ، لأنهم كانوا رجالاً لهم جمال وهيأة ، فخاف عليهم العين إذا دخلوا جماعة من طريق واحد ، وهم ولد رجل واحد ، فأمرهم أن يفترقوا في الدخول إليها ، كما :
حدثنا الحسن بن محمدقال ، حدثنا يزيد الواسطي ، عن جويبر ، عن الضحاك : "لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة" ، قال : خاف عليهم العين .
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : "يا بني لا تدخلوا من باب واحد" ، خشي نبي الله صلى الله عليه وسلم العين على بنيه ، كانوا ذوي صورة وجمال .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : "وادخلوا من أبواب متفرقة" ، قال : كانوا قد أوتوا صورةً وجمالاً ، فخشي عليهم أنفس الناس .
حدثني محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : "وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة" ، قال : وهب يعقوب عليه السلام العين .
حدثت عن الحسين بن الفرج قال ،سمعت أبا معاذ قال ، أخبرنا عبيد بن سليمان قال ، سمعت الضحاك يقول في قوله : "لا تدخلوا من باب واحد" ، خشي يعقوب على ولده العين .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب ، "لا تدخلوا من باب واحد" ، قال : خشي عليهم العين .
قال ، حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي قال : خاف يعقوب صلى الله عليه وسلم عن بنيه العين ، فقال : "يا بني لا تدخلوا من باب واحد" ، فيقال : هؤلاء لرجل واحد ! ولكن ادخلوا من أبواب متفرقة .
حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال لما أجمعوا الخروج ـ يعني ولد يعقوب ـ قال يعقوب : "يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة" ، خشي عليهم أعين الناس ، لهيأتهم ، وأنهم لرجل واحد .
وقوله : "وما أغني عنكم من الله من شيء" ، يقول : وما أقدر أن أدفع عنكم من قضاء الله الذي قد قضاه عليكم من شيء صغير ولا كبير ، لأن قضاءه نافذ في خلقه ، "إن الحكم إلا لله" ، يقول : ما القضاء والحكم إلا لله دون ما سواه من الأشياء ،فإنه يحكم في خلقه بما يشاء ، فينفذ فيهم حكمه ، ويقضي فيهم ، ولا يرد قضاؤه ، "عليه توكلت" ، يقول : على الله توكلت فوثقت به فيكم وفي حفظكم علي ، حتى يردكم إلي وأنتم سالمون معافون ، لا على دخولكم مصر إذا دخلتموها من أبواب متفرقة ، "وعليه فليتوكل المتوكلون" ، يقول : وإلى الله فليفوض أمورهم المفوضون .
فيه سبع مسائل:
الأولى: لما عزموا على الخروج خشي عليهم العين، فأمرهم ألا يدخلوا مصر من باب واحد، وكانت مصر لها أربعة أبواب، وإنما خاف عليهم العين لكونهم أحد عشر رجلاً لرجل واحد، وكانوا أهل جمال وكمال وبسطة، قاله ابن عباس و الضحاك وقتادة وغيرهم.
الثانية: إذا كان هذا معنى الآية فيكون فيها دليل على التحرز من العين، والعين حق، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر ". وفي تعوذه عليه السلام: " أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " ما يدل على ذلك. وروى مالك عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول: " اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخرار فنزع جبة كانت عليه، وعامر بن ربيعة ينظر، قال: وكان سهل رجلاً أبيض حسن الجلد قال فقال له عامر بن ربيعة: ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء! فوعك سهل مكانه واشتد وعكه، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر أن سهلاً وعك، وأنه غير رائح معك يا رسول الله، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره سهل بالذي كان من شأن عامر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت إن العين حق توضأ له فتوضأ عامر، فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس، في رواية ( اغتسل) فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخل إزاره في قدح ثم صب عليه، فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس ". " وركب سعد بن أبي وقاص يوماً فنظرت إليه امرأة فقالت: إن أميركم هذا ليعلم إنه أهضم الكشحين، فرجع إلى منزله فسقط، فبلغه ما قالت المرأة، فأرسل إليها فغسلت له "، ففي هذين الحديثين أن العين حق، وأنها تقتل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا قول علماء الأمة، ومذهب أهل السنة، وقد أنكرته طوائف من المبتدعة، وهم محجوجون بالسنة وإجماع علماء هذه الأمة، وبما يشاهد من ذلك في الوجود، فكم من رجل أدخلته العين القبر، وكم من جمل ظهير أدخلته القدر، لكن ذلك بمشيئة الله تعالى كما قال: " وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله " ( البقرة: 102). قال الأصمعي : رأيت رجلاً عيوناً سمع بقرة تحلب فأعجبه شخبها فقال: أيتهن هذه؟ فقالوا: الفلانية لبقرة أخرى يورون عنها، فهلكتها جميعاً، المورى بها والمورى عنها. قال الأصمعي : وسمعته يقول: إذا رأيت الشيء يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني.
الثالثة: واجب على كل مسلم أعجبه شيء أن يبرك، فإنه إذا دعا بالبركة صرف المحذور لا محالة، ألا ترى قوله عليه السلام لعامر: ( ألا بركت) فدل على أن العين لا تضر ولا تعدو إذا برك العائن، وأنها إنما تعدو إذا لم يبرك. والتبريك أن يقول: تبارك الله أحسن الخالقين! الله بارك فيه.
الرابعة: العائن إذا أصاب بعينه ولم يبرك فإنه يؤمر بالاغتسال، ويجبر على ذلك إن أباه، لأن الأمر على الوجوب، لا سيما هذا، فإنه قد يخاف على المعين الهلاك، ولا ينبغي لأحد أن يمنع أخاه ما ينتفع به أخوه ولا يضره هو، ولا سيما إذا كان بسببه وكان الجاني عليه.
الخامسة: من عرف بالإصابة بالعين منع من مداخلة الناس دفعاً لضرره، وقد قال بعض العلماء: يأمره الإمام بلزوم بيته، وإن كان فقيراً رزقه ما يقوم به، ويكف أذاه عن الناس. وقد قيل: إنه ينفى، وحديث مالك الذي ذكرناه يرد هذه الأقوال، فإنه عليه السلام لم يأمر في عامر بحبس ولا بنفي، بل قد يكون الرجل الصالح عائناً، وأنه لا يقدح فيه ولا يفسق به، ومن قال: يحبس ويؤمر بلزوم بيته. فذلك احتياط ودفع ضرر، والله أعلم.
السادسة: روى مالك عن حميد بن قيس المكي أنه قال: " دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابني جعفر بن أبي طالب فقال لحاضنتهما: ما لي أراهما ضارعين فقالت حاضنتهما: يا رسول الله! إنه تسرع إليهما العين، ولم يمنعنا أن نسترقي لهما إلا أنا لا ندري ما يوافقك من ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استرقوا لهما فإنه لو سبق شيء القدر سبقته العين ". وهذا الحديث منقطع، ولكنه محفوظ لأسماء بنت عميس الخثعمية عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ثابتة متصلة صحاح، وفيه أن الرقى مما يستفدع به البلاء، وأن العين تؤثر في الإنسان وتضرعه، أي تضعفه وتنحله، وذلك بقضاء الله تعالى وقدره. ويقال: إن العين أسرع إلى الصغار منها إلى الكبار، والله أعلم.
السابعة: أمر صلى الله عليه وسلم في حديث أبي أمامة العائن بالاغتسال للمعين، وأمر هنا بالاسترقاء، قال علماؤنا: إنما يسترقي من العين إذا لم يعرف العائن، وأما إذا عرف الذي أصابه بعينه فإنه يؤمر بالوضوء على حديث أبي أمامة، الله أعلم.
قوله تعالى: " وما أغني عنكم من الله من شيء " أي من شيء أحذره عليكم، أي لا ينفع الحذر مع القدر. " إن الحكم " أي الأمر والقضاء. " إلا لله عليه توكلت " أي اعتمدت ووثقت. " وعليه فليتوكل المتوكلون ".
يقول تعالى إخباراً عن يعقوب عليه السلام, إنه أمر بنيه لما جهزهم مع أخيهم بنيامين إلى مصر أن لا يدخلوا كلهم من باب واحد, وليدخلوا من أبواب متفرقة, فإنه كما قال ابن عباس ومحمد بن كعب ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي وغير واحد إنه: خشي عليهم العين, وذلك أنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة, ومنظر وبهاء, فخشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم, فإن العين حق تستنزل الفارس عن فرسه, وروى ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله "وادخلوا من أبواب متفرقة" قال: علم أنه سيلقى إخوته في بعض تلك الأبواب. وقوله "وما أغني عنكم من الله من شيء" أي إن هذا الاحتراز لا يرد قدر الله وقضاءه, فإن الله إذا أراد شيئاً لا يخالف ولا يمانع, "إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون * ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها" قالوا: هي دفع إصابة العين لهم "وإنه لذو علم لما علمناه" قال قتادة والثوري: لذو عمل بعلمه. وقال ابن جرير: لذو علم لتعليمنا إياه "ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
لما تجهز أولاد يعقوب للمسير إلى مصر خاف عليهم أبوهم أن تصيبهم العين لكونهم كانوا ذوي جمال ظاهر وثياب حسنة مع كونهم أولاد رجل واحد. فنهاهم أن يدخلوا مجتمعين من باب واحد لأن في ذلك مظنة لإصابة الأعين لهم، وأمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة، ولم يكتف بقوله: 67- "لا تدخلوا من باب واحد" عن قوله: "وادخلوا من أبواب متفرقة" لأنهم لو دخلوا من بابين مثلاً كانوا قد امتثلوا النهي عن الدخول من باب واحد، ولكنه لما كان في الدخول من بابين مثلاً نوع اجتماع يخشى معه أن تصيبهم العين أمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة، قيل وكانت أبواب مصر أربعة.
وقد أنكر بعض المعتزلة كأبي هاشم والبلخي أن للعين تأثيراً، وقالا: لا يمتنع أن صاحب العين إذا شاهد الشيء وأعجب به كانت المصلحة له في تكليفه أن يغير الله ذلك الشيء حتى لا يبقى قلب ذلك المكلف معلقاً به. وليس هذا بمستنكر من هذين وأتباعهما، فقد صار دفع أدلة الكتاب والسنة بمجرد الاستبعادات العقلية دأبهم وديدنهم، وأي مانع من إصابة العين بتقدير الله سبحانه لذلك؟ وقد وردت الأحاديث الصحيحة بأن العين حق، وأصيب بها جماعة في عصر النبوة، ومنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأعجب من إنكار هؤلاء لما وردت به نصوص هذه الشريعة ما يقع من بعضهم من الإزراء على من يعمل بالدليل المخالف لمجرد الاستبعاد العقلي والتنطع في العبارات كالزمخشري في تفسيره، فإنه في كثير من المواطن لا يقف على دفع دليل الشرع بالاستبعاد الذي يدعيه على العقل حتى يضم إلى ذلك الوقاحة في العبارة على وجه يوقع المقصرين في الأقوال الباطلة والمذاهب الزائفة.وبالجملة فقول هؤلاء مدفوع بالأدلة المتكاثرة وإجماع من يعتد به من هذه الأمة سلفاً وخلفاً، وبما هو مشاهد في الوجود، فكم من شخص من هذا النوع الإنساني وغيره من أنواع الحيوان هلك بهذا السبب.
وقد اختلف العلماء فيمن عرف بالإصابة بالعين، فقال قوم، يمنع من الاتصال بالناس دفعاً لضروره بحبس أو غيره من لزوم بيته، وقيل ينفى، وأبعد من قال إنه يقتل إلا إذا كان يتعمد ذلك وتتوقف إصابته على اختياره وقصده ولم ينجز عن ذلك، فإنه إذا قتل كان له حكم القاتل. ثم قال يعقوب لأولاده "وما أغني عنكم من الله من شيء" أي لا أدفع عنكم ضرراً ولا أجلب إليكم نفعاً بتدبيري هذا، بل ما قضاه الله عليكم فهو واقع لا محالة. قال الزجاج وابن الأنباري: لو سيق في علم الله أن العين تهلكهم مع الاجتماع لكان تفرقهم كاجتماعهم. وقال آخرون: ما كان يغني عنهم يعقوب شيئاً قط حيث أصابهم ما أصابهم مع تفرقهم من إضافة السرقة إليهم، ثم صرح يعقوب بأنه لا حكيم إلا الله سبحانه فقال: "إن الحكم إلا لله" لا لغيره ولا يشاركه فيه مشارك في ك "عليه توكلت" في كل إيراد وإصدار لا على غيره: أي اعتمدت ووثقت "وعليه" لا على غيره "فليتوكل المتوكلون" على العموم.
67-"وقال"، لهم يعقوب لما أردوا الخروج من عنده، "يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة"، وذلك أنه خاف عليهم العين، لأنهم كانوا أعطوا جمالا وقوة وامتداد قامة، وكانوا ولد رجل واحد، فأمرهم أن يتفرقوا في دخولهم لئلا يصابوا بالعين، فإن العين حق، وجاء في الأثر: إن العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر.
وعن إبراهيم النخعي: أنه قال ذلك لأنه كان يرجو أن يروا يوسف في التفرق. والأول أصح.
ثم قال: "وما أغني عنكم من الله من شيء"، معناه: إن كان الله قضى فيكم قضاء فيصيبكم مجتمعين كنتم أو متفرقين، فإن المقدور كائن والحذر لا ينفع من القدر، "إن الحكم"، ما الحكم، "إلا لله"، هذا تفويض يعقوب أموره إلى الله، "عليه توكلت"، اعتمدت، "وعليه فليتوكل المتوكلون".
67."وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة" لأنههم كانوا ذوي جمال وأبهة مشتهرين في مصر بالقربة والكرامة عند الملك ، فخاف عليهم أن يدخلوا كوكبة واحدة فيعانوا ، ولعله لم يوصهم ذلك في الكرة الأولى لأنهم كانوا مجهولين حينئذ، أو كان الدعي إليها خوفه على بنيامين.وللنفس آثار منها العين والذي بدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في عوذته"اللهم إني أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة"."وما أغني عنكم من الله من شيء "مما قضي عليكم بما أشرت به إليكم فإن الحذر لا يمنع القدر ."إن الحكم إلا لله " يصيبكم لا محالة إن قضي عليكم سوء ولا ينفعكم ذلك ."عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون" جمع بين الحرفين في عطف الجملة على الجملة لتقدم الصلة الاختصاص كأن الواو للعطف والفاء لإفادة التسبب، فإن فعل الأنبياء سبب لأن يقتدى بهم.
67. And he said: O my sons! Go not in by one gate; go in by different gates. I can naught avail you as against Allah. Lo! the decision rests with Allah only. In Him do I put my trust, and in Him let all the trusting put their trust.
67 - Further he said: O my sons enter not all by one gate: enter ye by different gates. not that I can profit you aught against God (with my advice): none can command except God: on him did I put my trust: and let all that trust put their trust on him.