[هود : 90] وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ
90 - (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم) بالمؤمنين (ودود) محب لهم
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره ، مخبراً عن قيل شعيب لقومه : "استغفروا ربكم" ، أيها القوم ، من ذنوبكم بينكم وبين ربكم التي أنتم عليها مقيمون ، من عبادة الآلهة والأصنام ، وبخس الناس حقوقهم في الميكاييل والموازين ، "ثم توبوا إليه" ، يقول : ثم ارجعوا إلى طاعته والانتهاء إلى أمره ونهيه ، "إن ربي رحيم" ، يقول : هو رحيم بمن تاب وأناب إليه ، أن يعذبه بعد التوبة ، "ودود" ، يقول : ذو محبة لمن أناب وتاب إليه ، يوده ويحبه .
قوله تعالى: " ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه " تقدم. " إن ربي رحيم ودود " اسمان من أسمائه سبحانه، وقد بيناهما في كتاب الأسنى في شرح الأسماء الحسنى . قال الجوهري : وددت الرجل أوده وداً إذا أحببته، والودود المحب، والود والود والود والمودة المحبة. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه كان إذا ذكر شعيباً قال: ذاك خطيب الأنبياء ".
يقول لهم " ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي " أي لا تحملنكم عداوتي وبغضي على الإصرار على ما أنتم عليه من الكفر والفساد فيصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط من النقمة والعذاب وقال قتادة " ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي " يقول: لا يحملنكم فراقي, وقال السدي عداوتي, على أن تمادوا في الضلال والكفر فيصيبكم من العذاب ما أصابهم. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد ابن عوف الحمصي حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج حدثنا ابن أبي غنية حدثني عبد الملك بن أبي سليمان عن ابن أبي ليلى الكندي قال: كنت مع مولاي أمسك دابته وقد أحاط الناس بعثمان بن عفان إذ أشرف علينا من داره فقال: "يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح" يا قوم لا تقتلوني إنكم إن قتلتموني كنتم هكذا وشبك بين أصابعه, وقوله: "وما قوم لوط منكم ببعيد" قيل المراد في الزمان, قال قتادة: يعني إنما هلكوا بين أيديكم بالأمس, وقيل في المكان ويحتمل الأمران "واستغفروا ربكم" من سالف الذنوب "ثم توبوا إليه" فيما تستقبلونه من الأعمال السيئة وقوله: "إن ربي رحيم ودود" لمن تاب.
ثم بعد ترهيبهم بالعذاب أمرهم بالاستغفار والتوبة فقال: 90- "واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود" وقد تقدم تفسير الاستغفار مع ترتيب التوبة عليه في أول السورة، وتقدم تفسير الرحيم، والمراد هنا أنه عظيم الرحمة للتائبين، والودود المحب. قال في الصحاح: وددت الرجل أوده وداً: إذا أحببته، والودود المحب، والود والود والود: المحبة، والمعنى هنا، أنه يفعل بعباده ما يفعله من هو بليغ المودة بمن يوده من اللطف به وسوق الخير إليه ودفع الشر عنه. وفي هذا تعليل لما قبله من الأمر بالاستغفار والتوبة.
90- "واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود"، وللودود معينان: أحدهما، أنه محب للمؤمنين، وقيل: هو بمعنى المودود أي محبوب المؤمنين. وجاء في الخبر: إن شعيباً عليه السلام خطيب الأنبياء عليهم السلام.
90."واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه"عما أنتم عليه"إن ربي رحيم" عظيم الرحمة للتائبين ."ودود"فاعل بهم من اللطف والإحسان ما يفعل البليغ المودة بمن يوده ،وهو وعد على التوبة بعد الوعيد على الإصرار.
90. Ask pardon of your Lord and then turn unto Him (repellent). Lo! my Lord is, Merciful, Loving.
90 - But ask forgiveness of your Lord, and turn unto him (in repentance): for my Lord is indeed full of mercy and loving kindness.