[هود : 64] وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ
64 - (ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية) حال عامله الإشارة (فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء) عقر (فيأخذكم عذاب قريب) إن عقرتموها
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره ، مخبراً عن قيل صالح لقومه من ثمود ، إذ قالوا له : "وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب" ، وسألوه الآية على ما دعاهم إليه : "يا قوم هذه ناقة الله لكم آية" ، يقول : حجة وعلامة ودلالة على حقيقة ما أدعوكم إليه ، "فذروها تأكل في أرض الله" ، فليس عليكم رزقها ولا مؤونتها ، "ولا تمسوها بسوء" ، يقول : لا تقتلوها ولا تنالوها بعقر ، "فيأخذكم عذاب قريب" ، يقول : فإنكم إن تمسوها بسوء ، يأخذكم عذاب من الله غير بعيد فيهلككم .
قوله تعالى: " و يا قوم هذه ناقة الله " ابتداء وخبر. " لكم آية " نصب على الحال، والعامل معنى الإشارة أو التنبيه في ( هذه). وإنما قيل: ناقة الله، لأنه أخرجها لهم من جبل - على ما طلبوا - على أنهم يؤمنون. وقيل: أخرجها من صخرة صماء منفردة في ناحية الحجر يقال لها الكاثبة، فلما خرجت الناقة - على ما طلبوا - قال لهم نبي الله صالح: " هذه ناقة الله لكم آية ". " فذروها تأكل " أمر وجوبه، وحذفت النون من ( فذروها) لأنه أمر. ولا يقال: وذر ولا واذر إلا شاذاً. وللنحويين فيه قولان، قال سيبويه : استغنوا عنه بترك. وقال غيره: لما كانت الواو ثقيلة وكان في الكلام فعل بمعناه لا واو فيه ألغوه، قال أبو إسحاق الزجاج: ويجوز رفع ( تأكل) على الحال والاستئناف. " ولا تمسوها " جزم بالنهي. " بسوء " قال الفراء: بعقر. " فيأخذكم " جواب النهي. " عذاب قريب " أي قريب من عقرها.
تقدم الكلام على هذه القصة مستوفى في سورة الأعراف بما أغنى عن إعادته ههنا وبالله التوفيق.
قوله: 64- "ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية" قد مر تفسير هذه الآية في الأعراف، ومعنى لكم آية: معجزة ظاهرة، وهي منتصبة على الحال، ولكن في محل نصب على الحال من آية مقدمة عليها، ولو تأخرت لكانت صفة لها، وقيل: إن ناقة الله بدل من هذه، والخبر لكم، والأول أولى، وإنما قال: ناقة الله لأنه أخرجها لهم من جبل على حسب اقتراحهم، وقيل: من صخرة صماء "فذروها تأكل في أرض الله" أي دعوها تأكل في أرض الله مما فيها من المراعي التي تأكلها الحيوانات. قال أبو إسحاق الزجاج: ويجوز رفع تأكل على الحال والاستئناف، ولعله يعني في الأصل على ما تقتضيه لغة العرب لا في الآية، فالمعتمد القراءات المروية على وجه الصحة "ولا تمسوها بسوء". قال الفراء: بعقر، والظاهر أن النهي عما هو أعم من ذلك "فيأخذكم عذاب قريب" جواب النهي: أي قريب من عقرها، وذلك ثلاثة أيام.
64-"ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية"، نصب على الحال والقطع، وذلك أن قومه طلبوا منه أن يخرج ناقة عشراء من هذه الصخرة، وأشاروا إلى صخرة، فدعا صالح عليه السلام فخرجت منها ناقة وولدت في الحال ولدا مثلها، فهذا معنى قوله: "هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله"، من العشب والنبات فليست عليكم مؤونتها، "ولا تمسوها بسوء": ولا تصيبوها بعقر، "فيأخذكم"، إن قتلتموها، "عذاب قريب".
64."ويا قوم هذه ناقة الله لكم آيةً"انتصب آية على الحال وعاملها معنى الإشارة ،ولكم حال منها تقدمت عليها لتنكيرها."فذروها تأكل في أرض الله"ترع نباتها وتشرب ماءها. "ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب"عاجل لا يتراخى عن مسكم لها بالسوء إلا يسيراً وهو ثلاثة أيام.
64. O my people! This is the camel of Allah, a token unto you, so suffer her to feed in Allah's earth, and touch her not with harm lest a near torment seize you.
64 - And O my people this she camel of God is a symbol to you: leave her to feed on God's (free) earth, and inflict no harm on her, or a swift penalty will seize you