[الماعون : 5] الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ
5 - (الذين هم عن صلاتهم ساهون) غافلون يؤخرونها عن وقتها
وقوله : " الذين هم عن صلاتهم ساهون " يقول تعالى ذكره : فالوادي الذي يسيل من حدثد أهل جهنم للمنافقين الذين يصلون ، لا يريدون الله عز وجل بصلاتهم ، وهم في صلاتهم ساهون إذا صلوها .
واختلف أهل التأويل في معنى قوله ( عن صلاتهم ساهون ) فقال بعضهم : عني بذلك أنهم يؤخرونها عن وقتها ، فلا يصلونها إلا بعد خروج وقتها .
ذكر من قال ذلك :
حدثني ابن المثنى ، قال :ثنا سكن بن نافع الباهلي ، قال : ثنا شعبة ، عن خلف بن حوشب ، عن طلحة بن مصرف ، عن مصعب بن سعد ، قال : قلت لأبي ، أرأيت قول الله عز وجل " الذين هم عن صلاتهم ساهون ": أهي تركها ؟ قال : لا ، ولكن تأخيرها عن وقتها .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن عطية ، عن هشام الدستوائي ، قال : ثنا عاصم بن بهدلة ، عن مصعب بن سعد ، قال : قلت لسعد : " الذين هم عن صلاتهم ساهون ": أهو ما يحدث به أحدنا نفسه في صلاته ؟ قال : لا ، ولكن السهو أن يؤخرها عن وقتها .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن مصعب بن سعد " الذين هم عن صلاتهم ساهون " قال : اللسهو : الترك عن الوقت .
حدثنا عمرو بن علي ، قال : ثنا عمران بن تمام البناني ، قال : ثنا أبو حمزة الضمعي نصر بن عمران ، عن ابن عباس ، في قوله " الذين هم عن صلاتهم ساهون " قال : الذين يؤخرونها عن وقتها .
وحدثنا ابن حميد ، قال :ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن ابن أبزى : " فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون " قال : الذين يؤخرون الصلاة المكتوبة ، حتى تخرج من الوقت أو عن وقتها .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق " الذين هم عن صلاتهم ساهون " قال : الترك لوقتها .
حدثني أبو السائب ، قال : ثني أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، في قوله " الذين هم عن صلاتهم ساهون "قال : تضييع ميقاتها .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى " عن صلاتهم ساهون " قال : ترك المكتوبة لوقتها .
حدثنا ابن البرقي ، قال : ثنا ابن أبي مريم ، قال :ثنا يحيى بن أيوب ، قال : أخبرني أبن زحر ، عن الأعمش ، عن مسلم بن صبيح " عن صلاتهم ساهون " الذين يضيعونها عن وقتها .
وقال آخرون : بل عني بذلك أنهم يتركونها فلا يصلونها .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله " فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون " فهم المنافقون كانوا يراءون الناس ببصلاتهم إذا حضروا ، ويتركونها إذا غابروا ، ويمنعونهم العارية بغضاً لهم ، وهو الماعون .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس" الذين هم عن صلاتهم ساهون " قال : هم المنافقون يتركون الصلاة في السر ، ويصلون في العلانية .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد " عن صلاتهم ساهون " قال : الترك لها .
وقال آخرون : بل عني بذلك أنهم يتهاونون بها ، ويتغافلون عنها ويلهون .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله " عن صلاتهم ساهون " قال لاهون .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال :ثنا سعيد ، عن قتادة " الذين هم عن صلاتهم ساهون " : غافلون .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " عن صلاتهم ساهون " قال : ساه عنها ، لا يبالي صلى أم لم يصل .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال : ابن زيد ، في قوله " الذين هم عن صلاتهم ساهون " يصلون ، وليست الصلاة من شأنهم .
حدثني أبو السائب ، قال :ثنا ابن فضيل ، عن ليث ، عن مجاهد ، في قوله " الذين هم عن صلاتهم ساهون " قال : يتهاونون .
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب بقوله " ساهون " : لا هون يتغافلون عنها ، وفي اللهو عنها والتشاغل بغيرها ، تضييعها أحياناً ، وتضييع وقتها أخرى ، وإذا كان ذلك كذلك صح بذلك قول من قال : عني بذلك ترك وقتها ، وقول من قال : عني به تركها ، لما ذكرت من أن في السهو عنها المعاني التي ذكرت .
وقد روي عن رسول الله بذلك خبران يؤيدان صحة ا قلنا في ذلك ، أحدهما ما :
حدثني به زكريا بن أبان المصري ، قال :ثنا عرو بن طارق ، قال : ثنا عكرمة بن إبراهيم قال : ثنا عبد الملك بن عمير ، عن مصعب بن سعد ، ، عن سعيد بن أبي وقاص ، قال : " سالت النبي صلى الله عليه وسلم ، عن " الذين هم عن صلاتهم ساهون " قال : هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها " .
والآخر منهما ما :
حدثني به أبو كريب ، قال :ثنا معاوية بن هشام ، عن شيبان النحوي ، عن جابر الجعفي قال : ثني رجل ، عن أبي برزة الأسلمي ، قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انزلت هذه الأية : " الذين هم عن صلاتهم ساهون " : الله أكبر هذه خير لكم من أن لو أعطي كل رجل منكم مثل جميع الدنيا ،هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته ، وإن تركها لم يخف ربه " .
حدثني أبو عبد الرحيم البرقي ، قال : ثني عمرو بن أبي سلمة ، قال : سمعت عمر بن سليمان يحدث عن عطاء بن دينار ، أنه قال : الحمد لله الذي قال : " الذين هم عن صلاتهم ساهون " .
وكلا المعنيين الذين ذكرت في الخبرين اللذين روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم محتمل عن معنى السهو عن الصلاة .





قوله تعالى:" فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون" -قال- (الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، تهاوناً بها). وعن ابن عباس أيضاً: هم المنافقون يتركون الصلاة سرا، يصلونها علانية" إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى" [النساء:142]... الآية. ويدل على أنها في المنافقين قوله: " الذين هم يراؤون " وقال ابن وهب عن مالك. قال ابن عباس: ولو قال في صلاتهم ساهون لكانت في المؤمنين. وقال عطاء: الحمدلله الذي قال: (عن صلاتهم) ولم يقل في صلاتهم. قال الزمخشري: فإن قلت:أي فرق بين قوله:(عن صلاتهم) وبين قولك: في صلاتهم. قلت: أي فرق معنى (عن) أنهم ساهون عنها سهو ترك لها وقلة التفات إليها، وذلك فعل المنافقين، أو الفسقة الشطار من المسلمين. ومعنى(في) أن السهو يعتريهم فيها، بوسوسة شيطان، أو حديث نفس، وذلك لا يكاد يخلو منه مسلم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع له السهو في صلاته، فضلاً عن غيره، ومن ثم أثبت الفقهاء باب سجود السهو في كتبهم. قال ابن العربي: لأن السلامة من السهو محال، وقد سها رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته والصحابة. وكل من لا يسهو في صلاته، فذلك رجل لا يتدبرها، ولا يعقل قراءتها، وإنما همه في أعدادها، وهذا رجل يأكل القشور، ويرمي اللب. وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسهو في صلاته إلا لفكرته في أعظم منها، اللهم إلا انه قد يسهو في صلاته من يقبل على وسواس الشيطان إذا قال له: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يضل الرجل أن يدري كم صلى.
يقول تعالى: أرأيت يا محمد الذي يكذب بالدين وهو المعاد والجزاء والثواب "فذلك الذي يدع اليتيم" أي هو الذي يقهر اليتيم ويظلمه حقه ولا يطعمه ولا يحسن إليه "ولا يحض على طعام المسكين" كما قال تعالى: "كلا بل لا تكرمون اليتيم * ولا تحاضون على طعام المسكين" يعني الفقير الذي لا شيء له يقوم بأوده وكفايته, ثم قال تعالى: "فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون" قال ابن عباس وغيره: يعني المنافقين الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر ولهذا قال: "للمصلين" الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها ثم هم عنها ساهون, إما عن فعلها بالكلية كما قاله ابن عباس , وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعاً فيخرجها عن وقتها بالكلية, كما قاله مسروق وأبو الضحى .
وقال عطاء بن دينار : الحمد لله الذي قال: "عن صلاتهم ساهون" ولم يقل في صلاتهم ساهون, وإما عن وقتها الأول فيؤخرونها إلى آخره دائماً أو غالباً, وإما عن أدائها بأركانها وشروطها على الوجه المأمور به, وإما عن الخشوع فيها والتدبر لمعانيها, فاللفظ يشمل ذلك كله ولكن من اتصف بشيء من ذلك قسط من هذه الاية, ومن اتصف بجميع ذلك فقد تم له نصيبه منها وكمل له النفاق العملي كما ثبت في الصحيحين " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تلك صلاة المنافق, تلك صلاة المنافق, تلك صلاة المنافق, يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً" فهذا آخر صلاة العصر التي هي الوسطى كما ثبت به النص إلى آخر وقتها, وهو وقت الكراهة, ثم قام إليها فنقرها نقر الغراب لم يطمئن ولا خشع فيها أيضاً, ولهذا قال لا يذكر الله فيها إلا قليلاً, ولعله إنما حمله على القيام إليها مراءاة الناس لا ابتغاء وجه الله, فهو كما إذا لم يصل بالكلية. قال الله تعالى: " إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا " وقال تعالى ههنا: " الذين هم يراؤون ".
وقال الطبراني : حدثنا يحيى بن عبد الله بن عبدويه البغدادي , حدثني أبي , حدثنا عبد الوهاب بن عطاء , عن يونس عن الحسن عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في جهنم لوادياً تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة أعد ذلك للمرائين من أمة محمد لحامل كتاب الله وللمصدق في غير ذات الله وللحاج إلى بيت الله وللخارج في سبيل الله" وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة قال كنا جلوساً عند أبي عبيدة , فذكروا الرياء فقال رجل يكنى بأبي يزيد : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه وحقره وصغره" ورواه أيضاً عن غندر ويحيى القطان عن شعبة عن عمرو بن مرة عن رجل عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره, ومما يتعلق بقوله تعالى: " الذين هم يراؤون " أن من عمل عملاً لله فاطلع عليه الناس فأعجبه ذلك أن هذا لا يعد رياء, والدليل على ذلك ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده, حدثنا هارون بن معروف , حدثنا مخلد بن يزيد , حدثنا سعيد بن بشير , حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت أصلي فدخل علي رجل فأعجبني ذلك, فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كتب لك أجران: أجر السر وأجر العلانية".
قال أبوعلي هارون بن معروف بلغني أن ابن المبارك قال نعم الحديث للمرائين, وهذا حديث غريب من هذا الوجه, و سعيد بن بشير متوسط, وروايته عن الأعمش عزيزة,وقد رواه غيره عنه, قال أبو يعلى أيضاً: حدثنا محمد بن المثنى بن موسى , حدثنا أبو داود , حدثنا أبو سنان عن حبيب بن أبي ثابت , عن أبي صالح , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: " يا رسول الله الرجل يعمل العمل يسره, فإذا اطلع عليه أعجبه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: له أجران أجر السر وأجر العلانية". وقد رواه الترمذي عن محمد بن المثنى وابن ماجه عن بندار كلاهما عن أبي داود الطيالسي عن أبي سنان الشيباني , واسمه ضرار بن مرة , ثم قال الترمذي غريب وقد رواه الأعمش وغيره عن حبيب عن أبي صالح مرسلاً.
وقد قال أبو جعفر بن جرير : حدثني أبو كريب , حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان النحوي عن جابر الجعفي , حدثني رجل عن أبي برزة الأسلمي قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الاية "الذين هم عن صلاتهم ساهون" قال: الله أكبر هذا خير لكم من أن لو أعطي كل رجل منكم مثل جميع الدنيا هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته وإن تركها لم يخف ربه" فيه جابر الجعفي وهو ضعيف وشيخه مبهم لم يسم, والله أعلم. وقال ابن جرير أيضاً: حدثني زكريا بن أبان المصري , حدثنا عمرو بن طارق , حدثنا عكرمة بن إبراهيم حدثني عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذين هم عن صلاتهم ساهون قال: "هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها قلت: وتأخير الصلاة عن وقتها يحتمل تركها بالكلية ويحتمل صلاتها بعد وقتها شرعاً أو تأخيرها عن أول الوقت " , وكذا رواه الحافظ أبو يعلى عن شيبان بن فروخ عن عكرمة بن إبراهيم به, ثم رواه عن أبي الربيع عن جابر عن عاصم عن مصعب عن أبيه موقوفاً: سهواً عنها حتى ضاع الوقت, وهذا أصح إسناداً وقد ضعف البيهقي رفعه وصحح وقفه وكذلك الحاكم .
وقوله تعالى: "ويمنعون الماعون" أي لا أحسنوا عبادة ربهم ولا أحسنوا إلى خلقه حتى ولا بإعارة ما ينتفع به, ويستعان به مع بقاء عينه ورجوعه إليهم, فهؤلاء لمنع الزكاة وأنواع القربات أولى وأولى, وقد قال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال علي : الماعون الزكاة, وكذا رواه السدي عن أبي صالح عن علي , وكذا روي من غير وجه عن ابن عمر , وبه يقول محمد بن الحنفية وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وعطاء وعطية العوفي, والزهري والحسن وقتادة والضحاك وابن زيد , وقال الحسن البصري : إن صلى راءى وإن فاتته لم يأس عليها ويمنع زكاة ماله وفي لفظ صدقة ماله, وقال زيد بن أسلم : هم المنافقون ظهرت الصلاة فصلوها, وضمنت الزكاة فمنعوها. وقال الأعمش وشعبة عن الحكم عن يحيى بن الخزاز أن أبا العبيدين سأل عبد الله بن مسعود عن الماعون فقال: هو ما يتعاوره الناس بينهم من الفأس والقدر. وقال المسعودي عن سلمة بن كهيل عن أبي العبيدين أنه سئل ابن مسعود عن الماعون فقال: هو ما يتعاطاه الناس بينهم من الفأس والقدر والدلو وأشباه ذلك.
وقال ابن جرير : حدثني محمد بن عبيد المحاربي , حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي العبيدين وسعد بن عياض عن عبد الله قال: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث أن الماعون الدلو والفأس والقدر لا يستغنى عنهن, وحدثنا خلاد بن أسلم , أخبرنا النضر بن شميل , أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت سعد بن عياض يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثله وقال الأعمش عن إبراهيم عن الحارث بن سويد عن عبد الله أنه سئل عن الماعون فقال: ما يتعاوره الناس بينهم الفأس والدلو وشبهه وقال ابن جرير : حدثنا عمرو بن علي الفلاس , حدثنا أبو داود الطيالسي , حدثنا أبو عوانة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله قال: كنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن نقول منع الماعون منع الدلو وأشباه ذلك.
وقد رواه أبو داود والنسائي عن قتيبة عن أبي عوانة بإسناده نحوه ولفظ النسائي عن عبد الله قال: كل معروف صدقة, وكنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: الماعون العواري القدر والميزان والدلو. وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس "ويمنعون الماعون" يعني متاع البيت, وكذا قال مجاهد وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وأبو مالك وغير واحد إنها العارية للأمتعة, وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس "ويمنعون الماعون" قال: لم يجىء أهلها بعد: وقال العوفي عن ابن عباس "ويمنعون الماعون" قال: اختلف الناس في ذلك فمنهم من قال يمنعون الزكاة, ومنهم من قال يمنعون الطاعة, ومنهم من قال يمنعون العارية, رواه ابن جرير ثم روي عن يعقوب بن إبراهيم عن ابن علية عن ليث بن أبي سليم عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي : الماعون منع الناس الفأس والقدر والدلو, وقال عكرمة رأس الماعون زكاة المال وأدناه المنخل والدلو والإبرة, رواه ابن أبي حاتم وهذا الذي قاله عكرمة حسن, فإنه يشمل الأقوال كلها وترجع كلها إلى شيء واحد, وهو ترك المعاونة بمال أو منفعة, ولهذا قال محمد بن كعب "ويمنعون الماعون" قال: المعروف. ولهذا جاء في الحديث "كل معروف صدقة".
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج , حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن الزهري "ويمنعون الماعون" قال بلسان قريش: المال وروى ههنا حديثاً غريباً عجيباً في إسناده ومتنه فقال: حدثنا أبي وأبو زرعة قالا, حدثنا قيس بن حفص الدارمي , حدثنا دلهم بن دهيم العجلي , حدثنا عائذ بن ربيعة النميري . حدثني قرة بن دعموص النميري أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ما تعهد إلينا ! قال: "لا تمنعوا الماعون قالوا: يا رسول الله وما الماعون ؟ قال: في الحجر وفي الحديدة وفي الماء قالوا: فأي الحديدة ؟ قال: قدوركم النحاس وحديد الفأس الذي تمتهنون به قالوا: ما الحجر ؟ قال: قدوركم الحجارة" غريب جداً ورفعه منكر, وفي إسناده من لا يعرف والله أعلم. وقد ذكر ابن الأثير في الصحابة ترجمة علي النميري فقال: روى ابن مانع بسنده إلى عامر بن ربيعة بن قيس النميري عن علي بن فلان النميري , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المسلم أخو المسلم إذا لقيه حياه بالسلام ويرد عليه ما هو خير منه لا يمنع الماعون قلت: يا رسول الله ما الماعون ؟ قال :الحجر والحديد وأشباه ذلك" والله أعلم.
5- "الذين هم عن صلاتهم ساهون" أي عذاب لهم، أو هلاك، أو واد في جهنم لهم كما سبق الخلاف في معنى الويل، ومعنى ساهون: غافلون غير مبالين بها، ويجوز أن تكون الفاء لترتيب الدعاء عليهم بالويل على ما ذكر من قبائحهم، ووضع المصلين موضع ضميرهم للتوصل بذلك إلى بيان أن لهم قبائح أخر غير ما ذكر. قال الواحدي: نزلت في المنافقين الذين لا يرجون بصلاتهم ثواباً إن صلوا، ولا يخافون عليها عقاباً إن تركوا، فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها.
5- "الذين هم عن صلاتهم ساهون"، أي: عن مواقيتها غافلون.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، أخبرنا أبو جعفر محمد بن غالب بن تمام الضبي، حدثنا حرمي بن حفص القسملي حدثنا عكرمة بن إبراهيم الأزدي، حدثنا عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن "الذين هم عن صلاتهم ساهون"، قال: إضاعة الوقت".
5-" الذين هم عن صلاتهم ساهون " أي غافلون غير مبالين بها .
5. Who are heedless of their prayer;
5 - Who are neglectful of their Prayers,