[الهمزة : 8] إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ
8 - (إنها عليهم) جمع الضمير رعاية لمعنى كل (مؤصدة) بالهمزة والواو ومطبقة
وقوله : " إنها عليهم مؤصدة " يقول تعالى ذكره : إن الحطمة التي وصفت صفتها عليهم ، يعني على هؤلاء الهمازين اللمازين " مؤصدة " يعني : طبقة . وهي تهمز ولا تعهمز ، وقد قرئتا جميعاً .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا طلق ، عن ابن ظهير ، عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس في مؤصدة ، قال : مطبقة .
حدثني عبيد بن أسباط ، قال :ثني أبي ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، في قوله " إنها عليهم مؤصدة " قال : مطبقة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، قال : في النار رجل في شعب من شعابها ينادي مقدار ألف عام : يا حنان يا منان ، فيقول رب العزة لجبريل : أخرج عبدي من النار ، فيأتيهما فيجدها مطبقة ، فيرجع فيقول : يا رب " إنها عليهم مؤصدة " فيقول : يا جبريل فكها ، وأخرج عبدي من النار ، فيفكها ، وبخرج مثل الخيال ، فيطح على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعراً ولحماً ودماً .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال :ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله " إنها عليهم مؤصدة " قال : مطبقة .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن منضرس بن عبد الله ، قال : سمعت الضحاك "إنها عليهم مؤصدة " قال : مطبقة .
حدثني محمد بن سعد ،قال :ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال :ثني أبي عن أبيه ، عن ابن عباس : " إنها عليهم مؤصدة " قال : عليهم مغلقة .
حدثني بشر ، قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " إنها عليهم مؤصدة " : أي مطبقة .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " إنها عليهم مؤصدة " قال : مطبقة ، والعرب تقول : أو صد الباب : أغلق .
قوله تعالى:"إنها عليهم مؤصدة"
أي مطبقة، قاله الحسن والضحاك. وقد تقدم في سورة (البلد) القول فيه. وقيل : مغلقة، بلغة قريش. يقولون: آصدت الباب: إذا أغلقته، قاله مجاهد. ومنه قول عبيد الله بن قيس الرقيات:
إن في القصر لو دخلنا غزالاً مصفقاً موصداً عليه الحجاب
الهماز بالقول واللماز بالفعل يعني يزدري الناس وينتقص بهم, وقد تقدم بيان ذلك في قوله تعالى: "هماز مشاء بنميم" قال ابن عباس : همزة لمزة, طعان معياب. وقال الربيع بن أنس : الهمزة يهمزه قي وجهه واللمزة من خلفه وقال قتادة : الهمزة واللمزة لسانه وعينه ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم. وقال مجاهد : الهمزة باليدين والعين واللمزة باللسان وهكذا قال ابن زيد . وقال مالك عن زيد بن أسلم : همزة لحوم الناس, ثم قال بعضهم: المراد بذلك الأخنس بن شريق وقيل غيره وقال مجاهد هي عامة. وقوله تعالى: "الذي جمع مالاً وعدده" أي جمعه بعضه على بعض وأحصى عدده كقوله تعالى: "وجمع فأوعى" قاله السدي وابن جرير , وقال محمد بن كعب في قوله: "جمع مالاً وعدده" ألهاه ماله بالنهار هذا إلى هذا فإذا كان الليل نام كأنه جيفة منتنة.
وقوله تعالى: "يحسب أن ماله أخلده" أي يظن أن جمعه المال يخلده في هذه الدار "كلا" أي ليس الأمر كما زعم ولا كما حسب. ثم قال تعالى: "لينبذن في الحطمة" أي ليلقين هذا الذي جمع مالاً فعدده في الحطمة وهي اسم صفة من أسماء النار لأنها تحطم من فيها ولهذا قال: " وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة " قال ثابت البناني : تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء ثم يقول لقد بلغ منهم العذاب ثم يبكي, قال محمد بن كعب : تأكل كل شيء من جسده حتى إذا بلغت فؤاده حذو حلقه ترجع على جسده.
وقوله تعالى: "إنها عليهم مؤصدة" أي مطبقة كما تقدم تفسيره في سورة البلد. وقال ابن مردويه : حدثنا عبد الله بن محمد , حدثنا علي بن سراج , حدثنا عثمان بن حرزاد , حدثنا شجاع بن أشرس , حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه " عن النبي صلى الله عليه وسلم "إنها عليهم مؤصدة" قال: مطبقة " . وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن أسيد عن إسماعيل بن خالد عن أبي صالح قوله ولم يرفعه. وقوله تعالى: "في عمد ممددة" قال عطية العوفي : عمد من حديد, وقال السدي من نار,وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس "في عمد ممددة" يعني الأبواب هي الممددة, وقال قتادة في قراءة عبد الله بن مسعود : إنها عليهم مؤصدة بعمد ممددة, وقال العوفي عن ابن عباس : أدخلهم في عمد ممددة عليهم بعماد في أعناقهم السلاسل فسدت بها الأبواب: وقال قتادة : كنا نحدث أنهم يعذبون بعمد في النار واختاره ابن جرير , وقال أبو صالح "في عمد ممددة" يعني القيود الثقال.آخر تفسير سورة ويل لكل همزة لمزة, ولله الحمد والمنة.
8- "إنها عليهم مؤصدة" أي مطبقة مغلقة كما تقدم بيانه في سورة البلد، يقال أصدت الباب: إذا أغلقته، ومنه قول قيس بن الرقيات:
إن في القصر لو دخلنا غزالاً مصيباً موصداً عليه الحجاب
8- " إنها عليهم مؤصدة "، مطبقة مغلقة.
8-" إنها عليهم مؤصدة " مطبقة من أوصدت الباب إذا أطبقته ، قال :
تحن إلى أجبال مكة ناقتي ومن دونها أبواب صنعاء موصده
وقرأ حفص و أبو عمرو و حمزة بالهمزة .
8. Lo! it is closed in on them
8 - It shall be made into a vault over them,