[الهمزة : 4] كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ
4 - (كلا) ردع (لينبذن) جواب قسم محذوف أي ليطرحن (في الحطمة) التي تحطم كل ما القي فيها
وقوله : " كلا " يقول تعالى ذكره : ما ذلك كما ظهن ليس ماله مخلده . ثم أخبر جل ثناؤه أنه هالك ومعذب على أفعاله ومعاصيه التي كان يأتيها في الدنيا ، فقال جل ثناؤه : " لينبذن في الحطمة " : يقول : ليقذفن يوم القيامة في الحطمة ، والحطمة : اسم من أسماء النار ، كما قيل لها : جهنم وسقر ولظى ، وأحسبها سميت بذلك لحطمها كل ما ألقى فيها ، كما يقال للرجل الأكول : الحطمة .
وذكر عن الحسن البصري أنه كان يقرأ ذلك ( لينبذان في الحطمة ) يعني : هذا الهمزة اللمزة وماله ، فثناه لذلك .
قوله تعالى:" كلا" رد لما توهمه الكافر، أي لا يخلد ولا يبقى له مال. وقد مضى القول في (كلا) فإنه يقول كذبت " لينبذن" أي ليطرحن وليلقين. وقرأ الحسن ومحمد بن كعب ونصر بن عاصم ومجاهد وحمد ابن محيصن: لتنبذان بالتثنية، أي هو وماله. وعن الحسن أيضاً (لينبذنه) على معنى لينبذن ماله. وعنه أيضاً بالنون (لننبذنه) على إخبار الله تعالى عن نفسه، وأنه صاحب المال. وعنه أيضاً (لينبذن) بضم الذال، على أن المراد الهمزة اللمزة والمال وجامعه. " في الحطمة" وهي نار الله، سميت بذلك لأنها تكسر كل ما يلقى فيها وتحطمه وتهشمه. قال الراجز:
إنا حطمنا بالقضيب مصعبا يوم كسرنا أنفه ليغضبا
وهي الطبقة السادسة من طبقات جهنم. حكاه الماوردي عن الكلبي. وحكى القشيري عنه: (الحطمة) الدركة الثانية من درك النار. وقال الضحاك: وهي الدرك الرابع. ابن زيد: اسم من أسماء جهنم.
الهماز بالقول واللماز بالفعل يعني يزدري الناس وينتقص بهم, وقد تقدم بيان ذلك في قوله تعالى: "هماز مشاء بنميم" قال ابن عباس : همزة لمزة, طعان معياب. وقال الربيع بن أنس : الهمزة يهمزه قي وجهه واللمزة من خلفه وقال قتادة : الهمزة واللمزة لسانه وعينه ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم. وقال مجاهد : الهمزة باليدين والعين واللمزة باللسان وهكذا قال ابن زيد . وقال مالك عن زيد بن أسلم : همزة لحوم الناس, ثم قال بعضهم: المراد بذلك الأخنس بن شريق وقيل غيره وقال مجاهد هي عامة. وقوله تعالى: "الذي جمع مالاً وعدده" أي جمعه بعضه على بعض وأحصى عدده كقوله تعالى: "وجمع فأوعى" قاله السدي وابن جرير , وقال محمد بن كعب في قوله: "جمع مالاً وعدده" ألهاه ماله بالنهار هذا إلى هذا فإذا كان الليل نام كأنه جيفة منتنة.
وقوله تعالى: "يحسب أن ماله أخلده" أي يظن أن جمعه المال يخلده في هذه الدار "كلا" أي ليس الأمر كما زعم ولا كما حسب. ثم قال تعالى: "لينبذن في الحطمة" أي ليلقين هذا الذي جمع مالاً فعدده في الحطمة وهي اسم صفة من أسماء النار لأنها تحطم من فيها ولهذا قال: " وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة " قال ثابت البناني : تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء ثم يقول لقد بلغ منهم العذاب ثم يبكي, قال محمد بن كعب : تأكل كل شيء من جسده حتى إذا بلغت فؤاده حذو حلقه ترجع على جسده.
وقوله تعالى: "إنها عليهم مؤصدة" أي مطبقة كما تقدم تفسيره في سورة البلد. وقال ابن مردويه : حدثنا عبد الله بن محمد , حدثنا علي بن سراج , حدثنا عثمان بن حرزاد , حدثنا شجاع بن أشرس , حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه " عن النبي صلى الله عليه وسلم "إنها عليهم مؤصدة" قال: مطبقة " . وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن أسيد عن إسماعيل بن خالد عن أبي صالح قوله ولم يرفعه. وقوله تعالى: "في عمد ممددة" قال عطية العوفي : عمد من حديد, وقال السدي من نار,وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس "في عمد ممددة" يعني الأبواب هي الممددة, وقال قتادة في قراءة عبد الله بن مسعود : إنها عليهم مؤصدة بعمد ممددة, وقال العوفي عن ابن عباس : أدخلهم في عمد ممددة عليهم بعماد في أعناقهم السلاسل فسدت بها الأبواب: وقال قتادة : كنا نحدث أنهم يعذبون بعمد في النار واختاره ابن جرير , وقال أبو صالح "في عمد ممددة" يعني القيود الثقال.آخر تفسير سورة ويل لكل همزة لمزة, ولله الحمد والمنة.
4- "كلا" ردع له عن ذلك الحسبان: أي ليس الأمر على ما يحسبه هذا الذي جمع المال وعدده، واللام في "لينبذن في الحطمة" جواب قسم محذوف: أي ليطرحن في النار وليلقين فيها. قرأ الجمهور "لينبذن" وقرأ علي والحسن ومحمد بن كعب ونصر بن عاصم ومجاهد وحميد وابن محيصن: لينبذان بالتثنية: أي لينبذ هو وماله في النار. وقرأ الحسن أيضاً: لينبذن: أي لينبذن ماله من النار.
4- "كلا"، رداً عليه أن لا يخلده ماله، "لينبذن"، ليطرحن، "في الحطمة"، في جهنم، والحكمة من أسماء النار، مثل: سقر، ولظى، سميت حطمة لأنها تحطم العظام وتكسرها.
4-" كلا " ردع له عن حسبانه " لينبذن " ليطرحن . " في الحطمة " في النار التي من شأنها أن تحطم كل ما يطرح فيها .
4. Nay, but verily he will be flung to the Consuming One.
4 - By no means! He will be sure to be thrown into that which Breaks to Pieces.