[يونس : 86] وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
86 - (ونجنا برحمتك من القوم الكافرين)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ونجنا، يا ربنا، برحمتك، فخلصنا من أيدي القوم الكافرين، قوم فرعون، لأنهم كانوا يستعبدونهم ويستعملونهم في الأشياء القذرة من خدمتهم.
قوله تعالى: "ونجنا برحمتك" أي خلصنا. "من القوم الكافرين" أي من فرعون وقومه، لأنهم كانوا يأخذونهم بالأعمال الشاقة.
يقول تعالى مخبراً عن موسى أنه قال لبني إسرائيل: "يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين" أي فإن الله كاف من توكل عليه "أليس الله بكاف عبده" "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" وكثيراً ما يقرن الله تعالى بين العبادة والتوكل كقوله تعالى: "فاعبده وتوكل عليه" "قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا" "رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً" وأمر الله تعالى المؤمنين أن يقولوا في كل صلواتهم مرات متعددة "إياك نعبد وإياك نستعين" وقد امتثل بنو إسرائيل ذلك فقالوا: "على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين" أي لا تظفرهم بنا وتسلطهم علينا فيظنوا أنهم إنما سلطوا لأنهم على الحق ونحن على الباطل فيفتنوا بذلك هكذا روي عن أبي مجلز وأبي الضحى, وقال ابن أبي نجيح وغيره عن مجاهد لا تعذبنا بأيدي آل فرعون ولا بعذاب من عندك فيقول قوم فرعون لو كانوا على حق ما عذبوا ولا سلطنا عليهم فيفتنوا بنا وقال عبد الرزاق أنبأنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد "ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين" لا تسلطهم علينا فيفتنونا. وقوله: "ونجنا برحمتك" أي خلصنا برحمة منك وإحسان "من القوم الكافرين" أي الذين كفروا الحق وستروه ونحن قد آمنا بك وتوكلنا عليك.
ولما قدموا التضرع إلى الله سبحانه في أن يصون دينهم عن الفساد أتبعوه بسؤال عصمة أنفسهم فقالوا: 86- "ونجنا برحمتك من القوم الكافرين" وفي هذا دليل على أنه كان لهم اهتمام بأمر الدين فوق اهتمامهم بسلامة أنفسهم.
86-"ونجنا برحمتك من القوم الكافرين".
86." ونجنا برحمتك من القوم الكافرين "من كيدهم ومن شؤم مشاهدتهم، وفي تقديم التوكل على الدعاء تنبيه على أن الداعي ينبغي له أن يتوكل أولاً لتجاب دعوته.
86. And, of Thy mercy, save us from the folk that disbelieve.
86 - And deliver us by thy mercy from those who reject (thee).