[يونس : 53] وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ
53 - (ويستنبئونك) يستخبرونك (أحق هو) أي ما وعدتنا به من العذاب والبعث (قل إي) نعم (وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين) بفائتين العذاب
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ويستخبرك هؤلاء المشركون من قومك، يا محمد، فيقولون لك: أحق ما تقول، وما تعدنا به من عذاب الله في الدار الآخرة جزاءً على ما كنا نكسب من معاصي الله في الدنيا؟ قل لهم يا محمد: " إي وربي إنه لحق "، لا شك فيه، وما أنتم بمعجزي الله إذا أراد ذلك بكم، بهرب، أو امتناع، بل أنتم في قبضته وسلطانه وملكه، إذا أراد فعل ذلك بكم، فاتقوا الله في أنفسكم.
قوله تعالى: "ويستنبئونك" أي يستخبرونك يا محمد عنكون العذاب وقيام الساعة. "أحق" ابتداء. "هو" السدي مسد الخبر، وهذا قول سيبويه. ويجوز أن يكون هو مبتدأ، و أحق خبره. "قل إي" إي كلمة تحقيق وإيجاب وتأكيد بمعنى نعم. "وربي" قسم. "إنه لحق" جوابه، أي كائن لا شك فيه. "وما أنتم بمعجزين" أي فائتين عن عذابه ومجازاته.
يقول تعالى ويستخبرونك "أحق هو" أي المعاد والقيامة من الأجداث بعد صيرورة الأجسام تراباً "قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين" أي ليس صيرورتكم تراباً بمعجز الله عن إعادتكم كما بدأكم من العدم فـ "إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون" وهذه الاية ليس لها نظير في القرآن إلا آيتان أخريان يأمر الله تعالى رسوله أن يقسم به على من أنكر المعاد في سورة سبأ "وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم" وفي التغابن " زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير " ثم أخبر تعالى أنه إذا قامت القيامة يود الكافر لو افتدى من عذاب الله بملء الأرض ذهباً "وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط" أي بالحق "وهم لا يظلمون".
ثم حكى الله سبحانه عنهم بعد هذه البيانات البالغة، والجوابات عن أقوالهم الباطلة: أنهم استفهموا تارة أخرى عن تحقق العذاب، فقال: 53- "ويستنبئونك أحق هو" أي يستخبرونك عن جهة الاستهزاء منهم والإنكار أحق ما تعدنا به من العذاب في العاجل والآجل، وهذا السؤال منهم جهل محض، وظلمات بعضها فوق بعض، فقد تقدم ذكره عنهم مع الجواب عليه، فصنيعهم في هذا التكرير صنيع من لا يعقل ما يقول ولا ما يقال له، وقيل: المراد بهذا الاستخبار منهم هو عن حقية القرآن، وارتفاع حق على أنه خبر مقدم، والمبتدأ هو الضمير الذي بعده، وتقديم الخبر للاهتمام، أو هو مبتدأ، والضمير مرتفع به ساد مسد الخبر، والجملة في موضع نصب بيستنبئونك، وقرئ آلحق هو على أن اللام للجنس، فكأنه قيل: أهو الحق لا الباطل. قوله: "قل إي وربي إنه لحق" أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم هذه المقالة جواباً عن استفهامهم الخارج مخرج الاستهزاء: أي قل لهم يا محمد غير ملتفت إلى ما هو مقصودهم من الاستهزاء: "إي وربي إنه لحق": أي نعم وربي إن ما أعدكم به من العذاب لحق ثابت كائن لا محالة. وفي هذا الجواب تأكيد من وجوه: الأول: القسم مع دخول الحرف الخاص بالقسم الواقع موقع نعم، الثاني: دخول إن المؤكدة، الثالث: اللام في لحق، الرابع: إسمية الجملة، وذلك يدل على أنهم قد بلغوا في الإنكار والتمرد إلى الغاية التي ليس وراءها غاية، ثم توعدهم بأشد توعد، ورهبهم بأعظم ترهيب، فقال: "وما أنتم بمعجزين" أي فائتين العذاب بالهرب والتحيل الذي لا ينفع والمكابرة التي لا تدفع من قضاء الله شيئاً، وهذه الجملة إما معطوفة على جملة جواب القسم، أو مستأنفة لبيان عدم خلوصهم من عذاب الله بوجه من الوجوه.
53-" ويستنبئونك "، أي: يستخبرونك يا محمد، "أحق هو"، أي ما تعدنا من العذاب وقيام الساعة، "قل إي وربي"، أي: نعم وربي، "إنه لحق"، لا شك فيه، "وما أنتم بمعجزين"، أي: بفائتين من العذاب، لأن من عجز عن شيء فقد فاته.
53."ويستنبئونك"و يستخبرونك."أحق هو"أحق ما تقول من الوعد أو ادعاء النبوة تقوله بجد أم باطل تهزل به قاله حيي بن أخطب لما قدم مكة ، والأظهر أن الاستفهام فيه على أصله لقوله:"ويستنبئونك"وقيل إنه للإنكار ويؤيده أن قرئ(آلحق هو)فإن فيه تعريضاً بأنه باطل ، وأحق مبتدأ والضمير مرتفع به ساد مسد الخبر أو خبر معدم والجملة في موضع النصب "يستنبئونك"."قل إي وربي إنه لحق" إن العذاب لكائن أو ما ادعيته لثابت.وقيل كلا الضميرين للقرآن ، و إي بمعنى نعم وهو من لوازم القسم ولذلك يوصل بواوه في التصديق فيقال إي والله يقال إي وحده."وما أنتم بمعجزين"بفائتين العذاب.
53. And they ask thee to inform them (saying): Is it true? Say: Yea, by my Lord, verity it is true, and ye cannot escape.
53 - They seek to be informed by thee: is that true? say: Aye by my Lord it is the very truth and ye cannot frustrate it