99 - (أفأمنوا مكر الله) استدارجه إياهم بالنعمة وأخذهم بغتة (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: أفأمن يا محمد، هؤلاء الذين يكذبون الله ورسوله، ويجحدون آياته، استدراج الله إياهم بما أنعم به عليهم في دنياهم من صحة الأبدان ورخاء العيش، كما استدرج الذين قص عليهم قصصهم من الأمم قبلهم، فإن مكر الله لا يأمنه - يقول: لا يأمن من ذلك أن يكون استدراجاً، مع مقامهم على كفرهم، وإصرارهم على معصيتهم - " إلا القوم الخاسرون "، وهم الهالكون.
قوله تعالى: "أفأمنوا مكر الله" أي عذابه وجزءاه على مكرهم. وقيل: مكره استدراجه بالنعمة والصحة.
يخبر تعالى عن قلة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسل, كقوله تعالى: "فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين" أي ما آمنت قرية بتمامها إلا قوم يونس, فإنهم آمنوا وذلك بعدما عاينوا العذاب, كما قال تعالى: " وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فآمنوا فمتعناهم إلى حين " وقال تعالى: "وما أرسلنا في قرية من نذير" الاية, وقوله تعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا" أي آمنت قلوبهم بما جاء به الرسل وصدقت به واتبعوه, واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات "لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" أي قطر السماء ونبات الأرض, قال تعالى: "ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون" أي ولكن كذبوا رسلهم فعاقبناهم بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارم, ثم قال تعالى مخوفاً ومحذراً من مخالفة أوامره والتجرؤ على زواجره: "أفأمن أهل القرى" أي الكافرة "أن يأتيهم بأسنا" أي عذابنا ونكالنا "بياتاً" أي ليلاً "وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون" أي في حال شغلهم وغفلتهم "أفأمنوا مكر الله" أي بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سهوهم وغفلتهم "فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون" ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله: المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن .
والاستفهام في 99- "أفأمنوا مكر الله" للتقريع والتوبيخ وإنكار ما هم عليه من أمان ما لا يؤمن من مكر الله بهم وعقوبته لهم، وفي تكرير هذا الاستفهام زيادة تقرير لإنكار ما أنكره عليهم، ثم بين حال من أمن مكر الله، فقال: "فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون" أي الذين أفرطوا في الخسران، ووقعوا في وعيده الشديد، وقيل: مكر الله هنا هو استدراجه بالنعمة والصحة. والأولى حمله على ما هو أعم من ذلك.
99 - " أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " ، ومكر الله استدراجه إياهم بما أنعم عليهم في دنياهم . وقال عطية : يعني أخذه وعذابه .
99. " أفأمنوا مكر الله " تكرير لقوله : " أفأمن أهل القرى " و" مكر الله " استعارة لاستدراج العبد وأخذه من حيث لا يحتسب . " فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " الذين خسروا بالكفر وترك النظر والاعتبار
99. Are they then secure from Allah's scheme? None deemeth himself secure from Allah's scheme save folk that perish.
99 - Did they then feel secure against the plan of God? but no one can feel secure from the plan of God, except those (Doomed) to ruin