98 - (يقدم) يتقدم (قومه يوم القيامة) فيتبعونه كما اتبعوه في الدنيا (فأوردهم) أدخلهم (النار وبئس الورد المورود) هي
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : "يقدم" فرعون ، "قومه يوم القيامة" ، يقودهم ، فيمضي بهم إلى النار ، حتى يوردهموها ، ويصليهم سعيرها ، "وبئس الورد" ، يقول : وبئس الورد الذي يردونه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : "يقدم قومه يوم القيامة" ، قال : فرعون ، يقدم قومه يوم القيامة ،يمضي بين أيديهم ، حتى يهجم بهم على النار .
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : "يقدم قومه يوم القيامة" ، يقول : يقود قومه ، "فأوردهم النار" .
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال ، قال ابن عباس قوله : "يقدم قومه يوم القيامة" ، يقول : أضلهم فأوردهم النار .
حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عمن سمع ابن عباس يقول في قوله : "فأوردهم النار"، قال : الورد ، الدخول .
حدثت عن الحسين قال ، سمعت أبا معاذ يقول ، حدثنا عبيد بن سليمان قال ، سمعت الضحاك يقول في قوله : "فأوردهم النار" ، كان ابن عباس يقول : الورد في القرآن أربعة أوراد : في هود قوله : "بئس الورد المورود" ، وفي مريم : ( وإن منكم إلا واردها ) : ، وورد في الأنبياء : ( حصب جهنم أنتم لها واردون ) ، وورد في مريم أيضاً : ( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ) . كان ابن عباس يقول : كل هذا الدخول . والله ليردن جهنم كل بر وفاجر : ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ) .
قوله تعالى: " يقدم قومه يوم القيامة " يعني أنه يتقدمهم إلى النار إذ هو رئيسهم. يقال: قدمهم يقدمهم قدماً وقدوماً إذا تقدمهم. " فأوردهم النار " أي أدخلهم فيها. ذكر بلفظ الماضي، والمعنى فيوردهم النار، وما تحقق وجوده فكأنه كائن، فلهذا يعبر عن المستقبل بالماضي. " وبئس الورد المورود " أي بئس المدخل المدخول، ولم يقل بئست لأن الكلام يرجع إلى المورود، وهو كما تقول: نعم المنزل دارك، ونعمت المنزل دارك. والمورود الماء الذي يورد، والموضع الذي يورد، وهو بمعنى المفعول.
يقول تعالى مخبراً عن إرسال موسى بآياته ودلالاته الباهرة إلى فرعون ملك القبط وملئه "فاتبعوا أمر فرعون" أي منهجه ومسلكه وطريقته في الغي "وما أمر فرعون برشيد" أي ليس فيه رشد ولا هدى. وإنما هو جهل وضلال وكفر وعناد, وكما أنهم اتبعوه في الدنيا وكان مقدمهم ورئيسهم كذلك هو يقدمهم يوم القيامة إلى نار جهنم فأوردهم إياها وشربوا من حياض رداها, وله في ذلك الحظ الأوفر, من العذاب الأكبر, كما قال تعالى: "فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً" وقال تعالى: " فكذب وعصى * ثم أدبر يسعى * فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى * فأخذه الله نكال الآخرة والأولى * إن في ذلك لعبرة لمن يخشى " وقال تعالى: " يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود " وكذلك شأن المتبوعين يكونون موفورين في العذاب يوم القيامة كما قال تعالى: "لكل ضعف ولكن لا تعلمون" وقال تعالى إخباراً عن الكفرة أنهم يقولون في النار: " ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب " الاية, وقال الإمام أحمد: حدثنا هشيم حدثنا أبو الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "امرؤ القيس حامل لواء شعراء الجاهلية إلى النار" وقوله: "وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة" الاية, أي أتبعناهم زيادة على عذاب النار لعنة في الدنيا "ويوم القيامة بئس الرفد المرفود" قال مجاهد: زيدوا لعنة يوم القيامة فتلك لعنتان, وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "بئس الرفد المرفود" قال: لعنة الدنيا والاخرة وكذا قال الضحاك وقتادة وهو كقوله "وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون * وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين" وقال تعالى "النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب".
98- "يقدم قومه يوم القيامة" من قدمه بمعنى تقدمه: أي يصير متقدماً لهم يوم القيامة سابقاً إلى عذاب النار كما كان يتقدمهم في الدنيا "فأوردهم النار" أي إنه لا يزال متقدماً لهم وهم يتبعونه حتى يوردهم النار، وعبر بالماضي تنبيهاً على تحقق وقوعه، ثم ذم الورد الذي أوردهم إليه، فقال: "وبئس الورد المورود" لأن الوارد إلى الماء الذي يقول له الورد، إنما يرده ليطفئ حر العطش، ويذهب ظمأه، والنار على ضد ذلك.
98-"يقدم قومه"، يتقدمهم، "يوم القيامة فأوردهم" فأدخلهم "النار وبئس الورد المورود"، أي: بئس المدخل المدخول فيه.
98."يقدم قومه يوم القيامة "إلى النار كما كان يقدمهم في الدنيا إلى الضلال يقال قدم بمعنى تقدم ."فأوردهم النار"ذكره بلفظ الماضي مبالغة في تحقيقه ومنزل النار لهم منزلة الماء فسمى إتيانها مورداً ثم قال: "وبئس الورد المورود " أي بئس المورد الذي وردوه فإنه يراد لتبريد الأكباد وتسكني العطش والنار بالضد ، والآية كالدليل على قوله:"وما أمر فرعون برشيد" فإن من كان هذه عاقبته لم يكن في أمره رشد ، أو تفسير له على أن المراد بالرشيد ما يكون مأمون العاقبة حميدها.
98. He will go before his people on the Day of Resurrection and will lead them to the Fire for watering place. Ah, hapless is the watering place (whither they are) led.
98 - He will go before his people on the day of judgment, and lead them into the fire (as cattle are led to water): but woeful indeed will be the place to which they are led