97 - (أفأمن أهل القرى) المكذبون (أن يأتيهم بأسنا) عذابنا (بياتاً) ليلاً (وهم نائمون) غافلون عنه
" أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون "
قوله تعالى: "أفأمن أهل القرى" الاستفهام للإنكار، والفاء للعطف. نظيره: "أفحكم الجاهلية" [المائدة: 50]. والمراد بالقرى مكة وما حولها، لأنهم كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم. وقيل: هو عام في جميع القرى. "أن يأتيهم بأسنا" أي عذابنا. "بياتا" أي ليلاً "وهم نائمون".
يخبر تعالى عن قلة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسل, كقوله تعالى: "فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين" أي ما آمنت قرية بتمامها إلا قوم يونس, فإنهم آمنوا وذلك بعدما عاينوا العذاب, كما قال تعالى: " وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فآمنوا فمتعناهم إلى حين " وقال تعالى: "وما أرسلنا في قرية من نذير" الاية, وقوله تعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا" أي آمنت قلوبهم بما جاء به الرسل وصدقت به واتبعوه, واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات "لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" أي قطر السماء ونبات الأرض, قال تعالى: "ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون" أي ولكن كذبوا رسلهم فعاقبناهم بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارم, ثم قال تعالى مخوفاً ومحذراً من مخالفة أوامره والتجرؤ على زواجره: "أفأمن أهل القرى" أي الكافرة "أن يأتيهم بأسنا" أي عذابنا ونكالنا "بياتاً" أي ليلاً "وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون" أي في حال شغلهم وغفلتهم "أفأمنوا مكر الله" أي بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سهوهم وغفلتهم "فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون" ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله: المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن .
والاستفهام في 97- "أفأمن أهل القرى" للتقريع والتوبيخ، وأهل القرى هم أهل القرى المذكورة قبله، والفاء للعطف، وهو مثل "أفحكم الجاهلية يبغون"، وقيل: المراد بالقرى مكة وما حولها لتكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم والحمل على العموم أولى. قوله: "أن يأتيهم بأسنا بياتاً" أي وقت بيات، وهو الليل على أنه منصوب على الظرفية، ويجوز أن يكون مصدراً: بمعنى تبيتاً، أو مصدراً في موضع الحال: أي مبيتين، وجملة "وهم نائمون" في محل نصب على الحال.
97 - " أفأمن أهل القرى " الذين كفروا وكذبوا ، يعني : أهل مكة وما حولها ، " أن يأتيهم بأسنا " ، عذابنا ، " بياتا " ، ليلاً ، " وهم نائمون " .
97. " أفأمن أهل القرى " عطف على قوله : " فأخذناهم بغتةً وهم لا يشعرون " وما بينهما اعتراض والمعنى : أبعد ذلك أمن أهل القرى . " أن يأتيهم بأسنا بياتاً " تبييتاً أو وقت بيات أو مبيتا أو مبيتين ، وهو في الأصل مصدر بمعنى البيتوتة ويجيء بمعنى التبييت كالسلام بمعنى التسليم . " وهم نائمون " حل من ضميرهم البارز أو المستتر في بياتا.
97. Are the people of the townships then secure from the coming of Our wrath, upon them as a night raid while they sleep?
97 - Did the people of the town feel secure against the coming of our wrath by night while they were asleep?