96 - (يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) أي عنهم ولا ينفع رضاكم مع سخط الله
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: يحلف لكم، أيها المؤمنون بالله، هؤلاء المنافقون، اعتذاراً بالباطل والكذب، " لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين "، يقول: فإن أنتم، أيها المؤمنون، رضيتم عنهم وقبلتم معذرتهم، إذ كنتم لا تعلمون صدقهم من كذبهم، فإن رضاكم عنهم غير نافعهم عند الله، لأن الله يعلم من سرائر أمرهم ما لا تعلمون، ومن خفي اعتقادهم ما تجهلون، وأنهم على الكفر بالله... يعني أنهم الخارجون من الإيمان إلى الكفر بالله، ومن الطاعة إلى المعصية.
حلف عبد الله بن أبي ألا يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وطلب أن يرضى عنه.
أخبر تعالى عن المنافقين بأنهم إذا رجعوا إلى المدينة أنهم يعتذرون إليهم "قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم" أي لن نصدقكم "قد نبأنا الله من أخباركم" أي قد أعلمنا الله أحوالكم "وسيرى الله عملكم ورسوله" أي سيظهر أعمالكم للناس في الدنيا "ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون" أي فيخبركم بأعمالكم خيرها وشرها ويجزيكم عليها, ثم أخبر عنهم أنهم سيحلفون لكم معتذرين لتعرضوا عنهم فلا تؤنبوهم فأعرضوا عنهم احتقاراً لهم إنهم رجس أي خبث نجس بواطنهم واعتقاداتهم, ومأواهم في آخرتهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون أي من الاثام والخطايا, وأخبر أنهم إن رضوا عنهم بحلفهم لهم "فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين" أي الخارجين عن طاعة الله وطاعة رسوله, فإن الفسق هو الخروج, ومنه سميت الفأرة فويسقة لخروجها من جحرها للإفساد, ويقال فسقت الرطبة إذا خرجت من أكمامها
وجملة 96- "يحلفون لكم" بدل مما تقدم. وحذف هنا المحلوف به لكونه معلوماً مما سبق، والمحلوف عليه لمثل ما تقدم، وبين سبحانه أن مقصدهم بهذا الحلف هو رضا المؤمنين عنهم، ثم ذكر ما يفيد أنه لا يجوز الرضا عن هؤلاء المعتذرين بالباطل، فقال: "فإن ترضوا عنهم" كما هو مطلوبهم مساعدة لهم "فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين" وإذا كان هذا هو ما يريده الله سبحانه من عدم الرضا على هؤلاء الفسقة العصاة، فينبغي لكم أيها المؤمنون أن لا تفعلوا خلاف ذلك بل واجب عليكم أن لا ترضوا عنهم على أن رضاكم عنهم لو وقع لكان غير معتد به ولا مفيد لهم، والمقصود من إخبار الله سبحانه بعدم رضاه عنهم نهي المؤمنين عن ذلك لأن الرضا على من لا يرضى الله عليه مما لا يفعله مؤمن.
96-وقال مقاتل: نزلت في عبد الله بن أبي حلف للنبي صلى الله عليه وسلم بالله الذي لا إله إلا هو لا يتخلف عنه بعدها، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرضى عنه، فأنزل الله عز وجل هذه الآية، ونزل:"يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين".
96."يحلفون لكم لترضوا عنهم"بحلفهم فتستديموا عليهم ما كنتم تفعلون بهم ."فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين"أي فإن رضاكم لا يستلزم رضا الله ورضاكم وحدكم لا ينفعهم إذا كانوا في سخط الله وبصدد عقابه،وإن أمكنهم أن يلبسوا عليكم لا يمكنهم أن يلبسوا على الله فلا يهتك سترهم ولا ينزل الهوان بهم ، والمقصود من الآية النهي عن الرضا عنهم والاغترار بمعاذيرهم بعد الأمر بالأعراض وعدم الالتفات نحوهم.
96. They swear unto you, that ye may accept them. Though ye accept them, Allah verily accepteth not wrongdoing folk.
96 - they will swear unto you, that ye may be pleased with them. but if ye are pleased with them, God is not pleased with those who disobey.