91 - (قالوا) إيذاناً بقلة المبالاة (يا شعيب ما نفقه) نفهم (كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً) ذليلاً (ولولا رهطك) عشيرتك (لرجمناك) بالحجارة (وما أنت علينا بعزيز) كريم عن الرجم وإنما رهطك هم الأعزة
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال قوم شعيب لشعيب : "يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول" ، أي : ما نعلم حقيقة كثير مما تقول وتخبرنا به ، "وإنا لنراك فينا ضعيفا" .
ذكر أنه كان ضريراً ، فلذلك قالوا له ، "إنا لنراك فينا ضعيفا" .
ذكر من قال ذلك :
حدثني عبد الأعلى بن واصل قال ، حدثنا أسد بن زيد الجصاص قال ، أخبرنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد بن جبير في قوله : "وإنا لنراك فينا ضعيفا" ، قال : كان أعمى .
حدثنا عباس بن أبي طالب قال ، حدثني إبراهيم بن مهدي المصيصي قال ، حدثنا خلف ابن خليفة ، عن سفيان ، عن سعيد ، مثله .
حدثنا أحمد بن الوليد الرملي قال ، حدثنا إبراهيم بن زياد ، وإسحاق بن المنذر ، وعبد الملك بن يزيد قالوا ، حدثنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد مثله .
قال ، حدثنا عمرو بن عون ومحمد بن الصباح قالا ، سمعنا شريكاً يقول في قوله : "وإنا لنراك فينا ضعيفا" ، قال : أعمى .
حدثنا سعدويه قال ، حدثنا عباد ، عن شريك ، عن سالم ، عن سعيد بن جبير ، مثله .
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو نعيم قال ، حدثنا سفيان قوله : "وإنا لنراك فينا ضعيفا" ، قال : كان ضعيف البصر . قال سفيان : وكان يقال له : خطيب الأنبياء .
قال ، حدثنا الحماني قال ، حدثنا عباد ، عن شريك ، عن سالم ، عن سعيد :"وإنا لنراك فينا ضعيفا" ، قال : كان ضرير البصر .
وقوله : "ولولا رهطك لرجمناك" ، يقول : يقولون : ولولا أنك في عشيرتك وقومك ، "لرجمناك" ، يعنون : لسببناك .
وقال بعضهم : معناه : لقتلناك .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : "ولولا رهطك لرجمناك" ، قال : قالوا : لولا أن نتقي قومك ورهطك لرجمناك .
وقوله : "وما أنت علينا بعزيز" ، يعنون : ما أنت ممن يكرم علينا ،فيعظم علينا إذلاله وهوانه ، بل ذلك علينا هين .
قوله تعالى: " قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول " أي ما نفهم، لأنك تحملنا على أمور غائبة من البعث والنشور، وتعظنا بما لا عهد لنا بمثله. وقيل: قالوا ذلك إعراضاً عن سماعه، واحتقاراً لكلامه، يقال: فقه يفقه إذا فهم فقهاً، وحكى الكسائي : فقه فقهاً وفقهاً إذا صار فقيهاً. " وإنا لنراك فينا ضعيفا " قيل: إنه كان مصاباً ببصره، قاله سعيد بن جبير وقتادة. وقيل: كان ضعيف البصر، قاله الثوري وحكى عنه النحاس مثل قول سعيد بن جبير وقتادة. قال النحاس : وحكى أهل اللغة أن حمير تقول للأعمى ضعيفاً، أي قد ضعف بذهاب بصره، كما يقال له ضرير، أي قد ضر بذهاب بصره، كما يقال له: مكفوف، أي قد كف عن النظر بذهاب بصره. قال الحسن: معناه مهين. وقيل: المعنى ضعيف البدن، حكاه علي بن عيسى. وقال السدي : وحيداً ليس لك جند وأعوان تقدر بها على مخالفتنا. وقيل: قليل المعرفة بمصالح الدنيا وسياسة أهلها. و ( ضعيفاً) نصب على الحال. " ولولا رهطك " رفع بالابتداء، ورهط الرجل عشيرته الذي يستند إليهم ويتقوى بهم، ومنه الراهطاء لجحر اليربوع، لأنه يتوثق به ويخبىء فيه ولده. ومعنى " لرجمناك " لقتلناك بالرجم، وكانوا إذا قتلوا إنساناً رجموه بالحجارة، وكان رهطه من أهل ملتهم. وقيل: معنى ( لرجمناك) لشتمناك، ومنه قول الجعدي :
تراجمنا بمر القول حتى نصير كأننا فرسا رهان
والرجم أيضاً اللعن، ومنه الشيطان الرجيم. " وما أنت علينا بعزيز " أي ما أنت علينا بغالب ولا قاهر ولا ممتنع.
يقولون " يا شعيب ما نفقه " ما نفهم "كثيراً" من قولك "وإنا لنراك فينا ضعيفاً" قال سعيد بن جبير والثوري وكان ضرير البصر, وقال الثوري كان يقال له خطيب الأنبياء, قال السدي "وإنا لنراك فينا ضعيفاً" قال: أنت واحد, وقال أبو روق: يعنون ذليلاً لأن عشيرتك ليسوا على دينك "ولولا رهطك لرجمناك" أي قومك لولا معزتهم علينا لرجمناك قيل بالحجارة وقيل لسببناك "وما أنت علينا بعزيز" أي ليس عندنا لك معزة "قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله" يقول: أتتركوني لأجل قومي ولا تتركوني إعظاماً لجناب الرب تبارك وتعالى أن تنالوا نبيه بمساءة وقد اتخذتم كتاب الله "وراءكم ظهرياً" أي نبذتموه خلفكم لا تطيعونه ولا تعظمونه "إن ربي بما تعملون محيط" أي هو يعلم جميع أعمالكم وسيجزيكم بها.
وجملة 91- "قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول" مستأنفة كالجمل السابقة، والمعنى: أنك تأتينا بما لا عهد لنا به من الإخبار بالأمور الغيبية كالبعث والنشور ولا نفقه ذلك: أي نفهمه كما نفهم الأمور الحاضرة المشاهدة، فيكون نفي الفقه على هذا حقيقة لا مجازاً، وقيل: قالوا ذلك إعراضاً عن سماعه، واحتقار الكلام مع كونه مفهوماً لديهم معلوماً عندهم، فلا يكون نفي الفقه حقيقة بل مجازاً، يقال فقه يفقه: إذا فهم فقهاً وفقهاً، وحكى الكسائي فقهاناً، ويقال فقه فقهاً: إذا صار فقيهاً "وإنا لنراك فينا ضعيفاً" أي لا قوة لك تقدر بها على أن تمنع نفسك منا وتتمكن بها من مخالفتنا، وقيل: المراد أنه ضعيف في بدنه قاله علي بن عيسى، وقيل: إنه كان مصاباً ببصره. قال النحاس: وحكى أهل اللغة أن حمير تقول للأعمى ضعيف: أي قد ضعف بذهاب بصره كما يقال له ضرير: أي قد ضر بذهاب بصره، وقيل: الضعيف المهين، وهو قريب من القول الأول "ولولا رهطك لرجمناك" رهط الرجل عشيرته الذين يستند إليهم ويتقوى بهم، ومنه الراهط لجحر اليربوع، لأنه يتوثق به ويخبأ فيه ولده، والرهط يقع على الثلاثة إلى العشرة، وإنما جعلوا رهطه مانعاً من إنزال الضرر به مع كونهم في قلة والكفار ألوف مؤلفة، لأنهم كانوا على دينهم فتركوه احتراماً لهم لا خوفاً منهم، ثم أكدوا ما وصفوه به من الضعف بقوله: "وما أنت علينا بعزيز" حتى نكف عنك لأجل عزتك عندنا، بل تركنا رجمك لعزة رهطك علينا، ومعنى لرجمناك لقتلناك بالرجم وكانوا إذا قتلوا إنساناً رجموه بالحجارة، وقيل معنى لرجمناك لشتمناك، ومنه قول الجعدي:
تراجمنا بمر القول حتى نصير كأننا فرسا رهان
ويطلق الرجم على اللعن، ومنه الشيطان الرجيم.
91- "قالوا يا شعيب ما نفقه"، ما نفهم، "كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً"، وذلك أنه كان ضرير البصر، فأرادوا ضعف البصر، "ولولا رهطك"، عشيرتك وكان في منعه من قومه، "لرجمناك"، لقتلناك. والرجم: أقبح القتل. "وما أنت علينا"، عندنا، "بعزيز".
91."قالوا يا شعيب ما نفقه"ما نفهم."كثيراً مما تقول"كوجوب التوحيد وحرمة البخس وما ذكرت دليلاً عليهما، وذلك لقصور عقولهم وعدم تفكرهم .وقيل قالوا ذلك استهانة بكلامه ، أو لأنهم لم يلقوا إليه أذهانهم لشدة نفرتهم عنه "وإنا لنراك فينا ضعيفاً"لا قوة لك فتمتنع منا إن أردنا بك سوءاً ، أو مهيناً لا عز لك ، وقيل أعمى بلغة حمير وهو مع عدم مناسبته برده التقييد بالظرف ، ومنع بعض المعتزلة استنباء الأعمى قياساً على القضاء والشهادة والفرق بين "ولولا رهطك"قومك وعزتهم عندنا لكونهم على ملتنا لا لخوف من شوكتهم ،فإن الرهط من الثلاثة إلى العشرة وقيل إلى التسعة."لرجمناك"لقتلناك برمي الأحجار أو بأصعب وجه."وما أنت علينا بعزيز"فتمنعنا عزتك عن الرجم ،وهذا ديدن السفيه المحجوج يقابل الحجج والآيات بالسب ، والتهديد وفي إيلاء ضميره حرف النفي تنبيه على أن الكلام فيه لا في ثبوت العزة ، وأن المانع لهم عن إيذائه عزة قومه ولذلك.
91. They said: O Shueyb! We understand not much of that thou tellest, and lo! we do behold thee weak among us. But for thy family, we should have stoned thee, for thou art not strong against us.
91 - They said: O Shu'aib much of what thou sayest we do not understand in fact among us we see that thou hast no strength were it not for thy family, we should certainly have stoned thee for thou hast among us no great position