9 - (وإذا علم من آياتنا) أي القرآن (شيئا اتخذها هزوا) أي مهزوءا بها (أولئك) أي الأفاكون (لهم عذاب مهين) ذو إهانة
يقول تعالى ذكره :" و إذا علم " هذا الافاك الاثيم "من"آيات الله " شيئاً اتخذها هزواً " يقول : اتخذ تلك الآيات التي علمها هزوا يسخر منها و ذلك كفعل أبي جهل حين نزلت " إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم " الدخان :43-44 إذ دعا بتمر وزبد فقال : تزقموا من هذا ما يعدكم محمد إلا شهداً و ما أشبه ذلك من أفعالهم .
و قوله " أولئك لهم عذاب مهين " يقول تعالى ذكره : هؤلاء الذين يفعلون هذا الفعل وهم الذين يسمعون آيات الله تتلى عليهم ثم يصرون على كفرهم استكباراً و يتخذون آيات الله التي علموها هزواً لهم يوم القيامه من الله عذاب مهين يهينهم و يذلهم في نار جهنم بما كانوا في الدنيا يستكبرون عن طاعة الله و اتباع آياته . و إنما قال تعالى ذكره " أولئك " فجمع , و قد جرى الكلام قبل ذلك رداً للكلام إلى معنى الكل في قوله " ويل لكل أفاك أثيم "
قوله تعالى : " وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا " نحو قوله في الزقوم : إنه الزيد والتمر ، وقوله في خزنة جهنم : إن كانوا تسعة عشر فأنا ألقاهم وحدي ، " أولئك لهم عذاب مهين " . مذل مخز .
يقول تعالى: "تلك آيات الله" يعني القرآن بما فيه من الحجج والبينات "نتلوها عليك بالحق" أي متضمنة الحق من الحق, فإذا كانوا لا يؤمنون بها ولا ينقادون لها فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ؟ ثم قال تعالى: "ويل لكل أفاك أثيم" أي أفاك في قوله كذاب حلاف مهين أثيم في فعله وقلبه كافر بآيات الله ولهذا قال: "يسمع آيات الله تتلى عليه" أي تقرأ عليه "ثم يصر" أي على كفره وجحوده استكباراً وعناداً "كأن لم يسمعها" أي كأنه ما سمعها "فبشره بعذاب أليم" أي فأخبره أن له عند الله تعالى يوم القيامة عذاباً أليماً موجعاً "وإذا علم من آياتنا شيئاً اتخذها هزواً" أي إذا حفظ شيئاً من القرآن كفر به واتخذه سخرياً وهزواً "أولئك لهم عذاب مهين" أي في مقابلة ما استهان بالقرآن واستهزأ به, ولهذا روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو, ثم فسر العذاب الحاصل له يوم معاده فقال: "من ورائهم جهنم" أي كل من اتصف بذلك سيصيرون إلى جهنم يوم القيامة "ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئاً" أي لا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم "ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء" أي ولا تغني عنهم الالهة التي عبدوها من دون الله شيئاً "ولهم عذاب عظيم" ثم قال تبارك وتعالى: "هذا هدى" يعني القرآن "والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم" وهو المؤلم الموجع. والله سبحانه وتعالى أعلم.
9- "وإذا علم من آياتنا شيئاً" قرأ الجمهور: "علم" بفتح العين وكسر اللام مخففة على البناء للفاعل. وقرأ قتادة ومطر الوراق على البناء للمفعول. والمعنى: أنه إذا وصل إليه علم شيء من آيات الله "اتخذها" أي الآيات "هزواً" وقيل الضمير في اتخذها عائد إلى شيئاً، لأنه عبارة عن الآيات، والأول أولى. والإشارة بقوله: "أولئك" إلى كل أفاك متصف بتلك الصفات "لهم عذاب مهين" بسبب ما فعلوا من الإصرار والاستكبار عن سماع آيات الله واتخاذها هزواً، والعذاب المهين هو المشتمل على الإذلال والفضيحة.
9. " وإذا علم من آياتنا "، قال مقاتل : من القرآن، " شيئاً اتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين "، وذكر بلفظ الجمع رداً إلى ((كل)) في قوله: " لكل أفاك أثيم ".
9-" وإذا علم من آياتنا شيئاً " وإذا بلغه شيء من " آياتنا " وعلم أنه منها . " اتخذها هزواً " لذلك من غير أن يرى فيها ما يناسب الهزء ، والضمير لـ" آياتنا " وفائدته الإشعار بأنه إذا سمع كلاماً وعلم أنه من الآيات بادر إلى الاستهزاء بالآيات كلها ولم يقتصر على ما سمعه ، أو لشيء لأنه بمعنى الآية . " أولئك لهم عذاب مهين " .
9. And when he knoweth aught of Our revelations he maketh it a jest. For such there is a shameful doom.
9 - And when he learns something of Our Signs, he takes them in jest: for such there will be a humiliating Penalty.