88 - (لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات) في الدنيا والآخرة (وأولئك هم المفلحون) أي الفائزون
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: لم يجاهد هؤلاء المنافقون الذين اقتصصت قصصهم المشركين لكن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والذي صدقوا الله ورسوله معه، هم الذين جاهدوا المشركين بأموالهم وأنفسهم، فأنفقوا في جهادهم أموالهم، وأتعبوا في قتالهم أنفسهم وبذلوها، " وأولئك "، يقول: وللرسول وللذين آمنوا معه، الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم، " الخيرات "، وهي خيرات الآخرة، وذلك: نساؤها، وجناتها، ونعيمها.
واحدتها ((خيرة))، كما قال الشاعر:
ولقد طعنت مجامع الربلات ربلات هند خيرة الملكات
و((الخيرة))، من كل شيء، الفاضلة.
" وأولئك هم المفلحون "، يقول: وأولئك هم المخلدون في الجنات، الباقون فيها، الفائزون بها.
وقوله تعالى في وصف المجاهدين: "وأولئك لهم الخيرات" قيل: النساء الحسان، عن الحسن. دليله قوله عز وجل: "فيهن خيرات حسان" [الرحمن:70]. ويقال: هي خيرة النساء. والأصل خيرة فخفف، مثل هينة وهينة. وقيل: جمع خير. فالمعنى لهم منافع الدارين. وقد تقدم معنى الفلاح.
لما ذكر تعالى ذنب المنافقين وبين ثناءه على المؤمنين ومالهم في آخرتهم, فقال "لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا" إلى آخر الايتين من بيان حالهم ومآلهم, وقوله: "وأولئك لهم الخيرات" أي في الدار الاخرة في جنات الفردوس والدرجات العلى .
المقصود من الاستدراك بقوله: 88- "لكن الرسول" إلى آخره الإشعار بأن تخلف هؤلاء غير ضائر، فإنه قد قام بفريضة الجهاد من هو خير منهم وأخلص نية كما في قوله: "فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين". وقد تقدم بيان الجهاد بالأموال والأنفس، ثم ذكر منافع الجهاد فقال: "وأولئك لهم الخيرات" وهي جمع خير فيشمل منافع الدنيا والدين، وقيل المراد به: النساء الحسان كقوله تعالى: "فيهن خيرات حسان" ومفردة خيرة بالتشديد ثم خففت مثل هينة وهينة. وقد تقدم معنى الفلاح والمراد به هنا الفائزون بالمطلوب وتكرير اسم الإشارة لتفخيم شأنهم وتعظيم أمرهم.
88-"لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات"، يعني: الحسنات، وقيل: الجواري الحسان في الجنة. قال الله تعالى: "فيهن خيرات حسان"، جمع خيرة، وحكى عن ابن عباس: أن الخير لا يعلم معناه إلا الله كما قال جل ذكره: "فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين" (السجدة -17). "وأولئك هم المفلحون".
88."لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم"أي إن تخلف هؤلاء ولم يجاهدوا فقد جاهد من هو خير منهم ."وأولئك لهم الخيرات" منافع الدارين النصر والغنيمة في الدنيا والجنة والكرمة في الآخرة.وقيل الحور لقوله تعالى:" فيهن خيرات حسان"وهي جمع خيرة تخفيف خيرة."وأولئك هم المفلحون" الفائزون بالمطالب.
88. But the messenger and those who believe with him strive with their wealth and their lives. Such are they for whom are the good things. Such are they who are the successful.
88 - But the Apostle, and those who believe with him, strive and fight with their wealth and their persons: for them are (all) good things: and it is they who will prosper.