(الله لا إله إلا هو) والله (ليجمعنكم) من قبوركم (إلى) في (يوم القيامة لا ريب) لا شك (فيه ومن) أي لا أحد (أصدق من الله حديثا) قولا
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله : "الله لا إله إلا هو ليجمعنكم"، المعبود الذي لا تنبغي العبودة إلا له ، هو الذي له عبادة كل شيء وطاعة كل طائع.
وقوله : "ليجمعنكم إلى يوم القيامة"، يقول : ليبعثنكم من بعد مماتكم ، وليحشرنكم جميعا إلى موقف الحساب الذي يجازى الناس فيه بأعمالهم ، ويقض فيه بين أهل طاعته ومعصيته ، وأهل الإيمان به والكفر، "لا ريب فيه"، يقول : لا شك في حقيقة ما أقول لكم من ذلك وأخبركم من خبري : أني جامعكم إلى يوم القيامة بعد مماتكم ، "ومن أصدق من الله حديثا"، يعني بذلك : فاعلموا حقيقة ما أخبركم من الخبر، فإني جامعكم إلى يوم القيامة للجزاء والعرض والحساب والثواب والعقاب يقيناً، فلا تشكوا في صحته ولا تمتروا في حقيقته ، فإن قولي الصدق الذي لا كذب فيه ، ووعدي الصدق الذي لا خلف له ، "ومن أصدق من الله حديثا"، يقول : وأي ناطق أصدق من الله حديثاً؟ وذلك أن الكاذب إنما يكذب ليجتلب بكذبه إلى نفسه نفعاً، أو يدفع به عنها ضراً. والله تعالى ذكره خالق الضر والنفع ، فغير جائز أن يكون منه كذب ، لأنه لا يدعوه إلى اجتلاب نفع إلى نفسه ، أو دفع ضر عنها داع . وما من أحد لا يدعوه داع إلى اجتلاب نفع إلى نفسه ، أو دفع ضر عنها، سواه تعالى ذكره ، فيجوز أن يكون له في استحالة الكذب منه نظيراً، فقال : "ومن أصدق من الله حديثا"، وخبراً.
قوله تعالى :" الله لا إله إلا هو" ابتداء وخبر واللام في قوله " ليجمعنكم " لام القسم نزلت في الذين شكوا في البعث فأقسم الله تعالى بنفسه وكل لام بعدها نون مشددة فهو لام القسم ومعناه في الموت وتحت الأرض " إلى يوم القيامة " وقال بعضهم: " إلى " صلة في الكلام معناه ليجمعنكم يوم القيامة وسميت القيامة قيامةً لأن الناس يقومون فيه لرب العالمين جل وعز قال الله تعالى " ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين " [المطففين :4-6] وقيل سمي يوم القيامة لأن الناس يقومون من قبورهم إليها قال الله تعالى :" يوم يخرجون من الأجداث سراعا" [المعارج:43] وأصل القيامة الواو" ومن أصدق من الله حديثا" نصب على البيان والمعنى لا أحد أصدق من الله وقرأ حمزة والكسائي ومن أزدق بالزاي الباقون: بالصاد وأصله الصاد إلا أن لقرب مخرجها جعل مكانها زاي.
يأمر تعالى عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بأن يباشر القتال بنفسه, ومن نكل عنه فلا عليه منه, ولهذا قال "لا تكلف إلا نفسك" قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا محمد بن عمرو بن نبيح, حدثنا حكام, حدثنا الجراح الكندي عن أبي إسحاق, قال: سألت البراء بن عازب عن الرجل يلقى المائة من العدو فيقاتل فيكون ممن قال الله فيه: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" ؟ قال: قد قال الله تعالى لنبيه: "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين". ورواه الإمام أحمد عن سليمان بن داود, عن أبي بكر بن عياش, عن أبي إسحاق, قال: قلت للبراء: الرجل يحمل على المشركين, أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة ؟ قال: لا, إن الله بعث رسوله صلى الله عليه وسلم وقال: "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك" إنما ذلك في النفقة وكذا رواه ابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش وعلي بن صالح, عن أبي إسحاق, عن البراء به. ثم قال ابن مردويه: حدثنا سليمان بن أحمد, حدثنا أحمد بن النضر العسكري, حدثنا مسلم بن عبد الرحمن الجرمي, حدثنا محمد بن حمير, حدثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق, عن البراء, قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين" الاية, قال لأصحابه: "وقد أمرني ربي بالقتال فقاتلوا" حديث غريب.
وقوله: "وحرض المؤمنين" أي على القتال ورغبهم فيه وشجعهم عليه, كما قال لهم صلى الله عليه وسلم يوم بدر وهو يسوي الصفوف: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض" وقد وردت أحاديث كثيرة في الترغيب في ذلك, فمن ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من آمن بالله ورسوله, وأقام الصلاة وآتى الزكاة, وصام رمضان, كان حقاً على الله أن يدخله الجنة, هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها". قالوا: يا رسول الله أفلا نبشر الناس بذلك ؟ فقال: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبييل الله, بين كل درجتين كما بين السماء والأرض, فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة, وأعلى الجنة, وفوقه عرش الرحمن, ومنه تفجر أنهار الجنة" وري من حديث عبادة ومعاذ وأبي الدرداء, نحو ذلك. وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أبا سعيد, من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً, وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ونبياً, وجبت له الجنة", قال: فعجب لها أبو سعيد, فقال: أعدها علي يا رسول الله, ففعل, ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأخرى يرفع الله العبد بها مائة درجة في الجنة, ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض". قال: وما هي يا رسول الله ؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" , رواه مسلم. وقوله: "عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا" أي بتحريضك إياهم على القتال تنبعث هممهم على مناجزة الأعداء. ومدافعتهم عن حوزة الإسلام وأهله, ومقاومتهم ومصابرتهم. وقوله تعالى: "والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً" أي هو قادر عليهم في الدنيا والاخرة كما قال تعالى: " ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض " الاية.
وقوله: "من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها" أي من يسعى في أمر فيترتب عليه خير كان له نصيب من ذلك, "ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها" اي يكون عليه وزر من ذلك الأمر الذي ترتب على سعيه ونيته, كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم, أنه قال: "اشفعوا تؤجروا, ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء", وقال مجاهد بن جبر: نزلت هذه الاية في شفاعات الناس بعضهم لبعض. وقال الحسن البصري: قال الله تعالى: "من يشفع" ولم يقل من يشفع, وقوله: "وكان الله على كل شيء مقيتاً". قال ابن عباس وعطاء وعطية وقتادة ومطر الوارق "مقيتاً" أي حفيظاً. وقال مجاهد: شهيداً, وفي رواية عنه: حسيباً. وقال سعيد بن جبير والسدي وابن زيد: قديراً. وقال عبد الله بن كثير: المقيت الواصب, وقال الضحاك المقيت الرزاق, وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا عبد الرحيم بن مطرف, حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل عن رجل. عن عبد الله بن رواحة, وسأله رجل عن قول الله تعالى: "وكان الله على كل شيء مقيتا" قال: مقيت لكل إنسان بقدر عمله.
وقوله: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها" أي إذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم, أو ردوا عليه بمثل ما سلم, فالزيادة مندوبة, والمماثلة مفروضة, قال ابن جرير: حدثنا موسى بن سهل الرملي, حدثنا عبد الله بن السري الأنطاكي, حدثنا هشام بن لاحق عن عاصم الأحول, عن أبي عثمان النهدي, عن سلمان الفارسي, قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله, فقال: "وعليك السلام ورحمة الله", ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وعليك السلام ورحمة الله وبركاته"، ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته, فقال له: "وعليك", فقال له الرجل: يا نبي الله, بأبي أنت وأمي, أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي فقال: "إنك لم تدع لنا شيئاً, قال الله تعالى: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها" فرددناها عليك", وهكذا رواه ابن أبي حاتم معلقاً, فقال: ذكر عن أحمد بن الحسن الترمذي حدثنا عبد الله بن السري أبو محمد الأنطاكي, قال أبو الحسن, وكان رجلاً صالحاً: حدثنا هشام بن لاحق فذكره بإسناده مثله, ورواه أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبد الباقي بن قانع, حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل, حدثنا أبي, حدثنا هشام بن لاحق أبو عثمان فذكره مثله, ولم أره في المسند, والله أعلم.
وفي هذا الحديث دلالة على أنه لا زيادة في السلام على هذه الصفة, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن كثير أخو سليمان عن كثير, حدثنا جعفر بن سليمان بن عوف, عن أبي رجاء العطاردي, عن عمران بن حصين أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: السلام عليكم يا رسول الله فرد عليه ثم جلس فقال: "عشر", ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله يا رسول الله, فرد عليه ثم جلس, فقال: "عشرون", ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, فرد عليه, ثم جلس فقال: "ثلاثون", وكذا رواه أبو داود عن محمد بن كثير وأخرجه الترمذي والنسائي والبزار من حديثه, ثم قال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه. وفي الباب عن أبي سعيد وعلي وسهل بن حنيف, وقال البزار: قد روي هذا عن البني صلى الله عليه وسلم من وجوه هذا أحسنها إسناداً وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن حرب الموصلي, حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن الحسن بن صالح, عن سماك, عن عكرمة, عن ابن عباس, قال: من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه وإن كان مجوسياً, ذلك بأن الله يقول: فحيوا بأحسن منها أو ردوها, وقال قتادة: فحيوا بأحسن منها, يعني للمسلمين, أو ردوها يعني لأهل الذمة, وهذا التنزيل فيه نظر كما تقدم في الحديث من أن المراد أن يرد بأحسن مما حياه به, فإن بلغ المسلم غاية ما شرع في السلام, رد عليه مثل ما قال, فأما أهل الذمة فلا يبدؤون بالسلام ولا يزادون, بل يرد عليهم بما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم: السام عليكم, فقل: وعليك" في صحيح مسلم عن أبي هريرة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه". وقال سفيان الثوري, عن رجل, عن الحسن البصري, قال: السلام تطوع والرد فريضة, وهذا الذي قال هو قول العلماء قاطبة, أن الرد واجب على من سلم عليه, فيأثم إن لم يفعل, لأنه خالف أمر الله في قوله: فحيوا بأحسن منها أو ردوها وقد جاء في الحديث الذي رواه (أبو داود بسنده إلى أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده, لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم") .
وقوله: "الله لا إله إلا هو" إخبار بتوحيده وتفرده بالإلهية لجميع المخلوقات وتضمن قسماً لقوله: "ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه" وهذه اللام موطئة للقسم, فقوله الله لا إله إلا هو خبر وقسم أنه سيجمع الأولين والاخرين في صعيد واحد, فيجازي كل عامل بعمله, وقوله تعالى: "ومن أصدق من الله حديثاً" أي لا أحد أصدق منه في حديثه وخبره ووعده ووعيده, فلا إله إلا هو ولا رب سواه.
قوله 87- "الله لا إله إلا هو" مبتدأ وخبر، واللام في قوله "ليجمعنكم" جواب قسم محذوف: أي والله ليجمعنكم الله بالحشر إلى يوم القيامة: أي إلى حساب يوم القيامة، وقيل: إلى بمعنى في، وقيل: إنها زائدة. والمعنى: ليجمعنكم يوم القيامة، و"يوم القيامة" يوم القيام من القبور "لا ريب فيه" أي: في يوم القيامة، أو في الجمع: أي جمعاً لا ريب فيه "ومن أصدق من الله حديثاً" إنكار لأن يكون أحد أصدق منه سبحانه. وقرأ حمزة والكسائي ومن أزدق بالزاي. وقرأ الباقون بالصاد، والصاد الأصل. وقد تبدل زاياً لقرب مخرجها منها.
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي سنان في قوله "وحرض المؤمنين" قال: عظهم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله "من يشفع شفاعة حسنة" الآية، قال: شفاعة الناس بعضهم لبعض. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله "يكن له نصيب منها" قال: حظ منها. وقوله "كفل منها" قال: الكفل هو الإثم. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال: الكفل الحظ. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله "وكان الله على كل شيء مقيتاً" قال: حفيظاً. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن رواحة: أنه سأله رجل عن قول الله "وكان الله على كل شيء مقيتاً" قال: يقيت كل إنسان بقدر عمله. وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله "مقيتاً" قال: شهيداً. وأخرج ابن جرير عنه "مقيتاً" قال: شهيداً حسيباً حفيظاً. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله "مقيتاً" قال: قادراً. وأخرج ابن جرير عن السدي قال: المقيت القدير. وأخرج أيضاً عن ابن زيد مثله. وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: المقيت الرزاق. وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه وإن كان يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً، ذلك بأن الله يقول "وإذا حييتم بتحية" الآية. وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه قال السيوطي بسند حسن عن سلمان الفارسي قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال: وعليك ورحمة الله، ثم أتى آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، فقال: وعليك ورحمة الله وبركاته، ثم جاء آخر فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال له: وعليك، فقال له الرجل: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي؟ فقال: إنك لم تدع لنا شيئاً، قال الله: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها" فرددناها عليك". وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة: "أن رجلاً مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال: سلام عليكم، فقال: عشر حسنات، فمر رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: عشرون حسنة، فمر رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: ثلاثون حسنة". وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر مرفوعاً نحوه. وأخرج البيهقي عن سهل بن حنيف مرفوعاً نحوه أيضاً. وأخرج أحمد والدارمي وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي عن عمران بن حصين مرفوعاً نحوه أيضاً، وزاد بعد كل مرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه، ثم قال: عشر إلى آخره. وأخرج أبو داود والبيهقي عن معاذ بن أنس الجهني مرفوعاً نحوه، وزاد بعد قوله وبركاته: ومغفرته، فقال: أربعون، يعني حسنة.
87-قوله تعالى:"الله لا إله إلا هو ليجمعنكم"، اللام ، لام القسم تقديره: والله ليجمعنكم في الموت وفي القبور،"إلى يوم القيامة" وسميت القيامة قيامةً لأن الناس يقومون من قبورهم ، قال الله تعالى "يوم يخرجون من الأجداث سراعاً" (المعارج -43) وقيل: لقيامهم إلى الحساب، قال الله تعالى:"يوم يقوم الناس لرب العالمين"، (المطففين-6) "ومن أصدق من الله حديثاً"أي: قولاً ووعداً، وقرأ حمزة والكسائي "أصدق"، وكل صاد ساكنة بعدها دال بإشمام الزاي.
87"الله لا إله إلا هو" مبتدأ وخبر، أو "الله" مبتدأ والخبر " ليجمعنكم إلى يوم القيامة " أي الله، والله ليحشرنكم من القبور إلى يوم القيامة، أو مفضين إليه أو في يوم القيامة، ولا إله إلى هو، اعتراض. والقيام والقيامة كالطلاب والطلابة وهي قيام الناس من القبور أو للحساب. "لا ريب فيه" في اليوم أو في الجمع فهو حال من اليوم، أو صفة للمصدر "ومن أصدق من الله حديثاً" إنكار أن يكون أحد أصدق منه، فإنه لا يتطرق الكذب إلى خبره بوجه لأنه نقص وهو على الله محال.
87. Allah! There is no God save Him. He gathereth you all unto a Day of Resurrection whereof there is no doubt. Who is more true in statement than Allah?
87 - God there is no God but he: of a surety he will gather you together against the day of judgment, about which there is no doubt. and whose word can be truer than God's?