84 - (وأنتم) يا حاضري الميت (حينئذ تنظرون) إليه
" وأنتم حينئذ تنظرون"
" وأنتم حينئذ تنظرون " أمري وسلطاني . وقيل : تنظرون إلى البيت لا تقدرون له على شيء . وقال ابن عباس : يريد من حضر من أهل الميت ينتظرون متى تخرج نفسه . ثم قيل : هو رد عليهم في قولهم لإخوانهم " لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا " أي فهل ردوا روح الواحد منهم إذا بلغت الحلقوم . وقيل : المعنى فهلا إذا بلغت نفس أحدكم الحقوم عند النزع وأنتم حضور أمسكتم روحه في جسده ، مع حرصكم على امتداد عمره ، وحبكم لبقائه . وهذا رد لقولهم : " نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر " وقيل : هو خطاب لمن هو في النزع ، أي إن لم يك ما بك من الله فهلا حفظت على نفسك الروح .
يقول تعالى: "فلولا إذا بلغت" أي الروح "الحلقوم" أي الحلق وذلك حين الاحتضار, كما قال تعالى: " كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق " ولهذا قال ههنا: "وأنتم حينئذ تنظرون" أي إلى المحتضر وما يكابده من سكرات الموت "ونحن أقرب إليه منكم" أي بملائكتنا "ولكن لا تبصرون" أي ولكن لا ترونهم, كما قال تعالى في الاية الأخرى: "وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون * ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين" وقوله تعالى: " فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها " معناه فهلا ترجعون هذه النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها الأول ومقرها من الجسد إن كنتم غير مدينين. قال ابن عباس: يعني محاسبين, وروي عن مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك والسدي وأبي حزرة مثله.
وقال سعيد ين جبير والحسن البصري "فلولا إن كنتم غير مدينين" غير مصدقين أنكم تدانون وتبعثون وتجزون فردوا هذه النفس, وعن مجاهد "غير مدينين" غير موقنين. وقال ميمون بن مهران: غير معذبين مقهورين.
84- "وأنتم حينئذ تنظرون" إلى ما هو فيه ذلك الذي بلغت نفسه أو روحه الحلقوم. قال الزجاج: وأنتم يا أهل الميت في تلك الحال ترون الميت قد صار إلى أن تخرج نفسه، والمعنى أنهم في تلك الحال لا يمكنهم الدفع عنه، ولا يستطيعون شيئاً ينفعه أو يخفف عنه ما هو فيه.
84- "وأنتم حينئذ تنظرون"، يريد وأنتم يا أهل الميت تنظرون إليه متى تخرج نفسه. وقيل: معنى قوله "تنظرون" أي إلى أمري وسلطاني لا يمكنكم الدفع ولا تملكون شيئاً.
84-" وأنتم حينئذ تنظرون " حالكم ، والخطاب لمن حول المحتضر والواو للحال .
84. And ye are at that moment looking
84 - And ye the while (sit) looking on,