8 - (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) بفتح النون وضمها صادقة بأن لا يعاد إلى الذنب ولا يراد العود إليه (عسى ربكم) ترجية تقع (أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات) بساتين (تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله) بادخال النار (النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم) أمامهم ويكون (وبأيمانهم يقولون) مستأنف (ربنا أتمم لنا نورنا) إلى الجنة والمنافقون يطفأ نورهم (واغفر لنا) ربنا (إنك على كل شيء قدير)
يقول تعالى ذكره : يا أيها الذين صدقوا الله " توبوا إلى الله " يقول : ارجعوا من ذنوبكم إلى طاعة الله ، وإلى ما يرضيه عنكم " توبة نصوحا " يقول : رجوعاً لا تعودون فيها أبداً .
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله " نصوحا " قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا هناد بن السري ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سمالك عن النعمان بن بشير ، قال : سئل عمر عن التوبة النصوح ، قال : التوبة النصوح : أن يتوب الرجل من العمل السيء ، ثم لا يعود إليه أبداً .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير ، عن عمر ، قال : التوبة النصوح : أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه ، أو لا تريد أن تعود .
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، قال : سمعت النعمان بن بشير يخطب ، قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " قال : يذنب الذنب ثم لا يرجع فيه .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير ، قال : سألت عمر عن قوله " توبوا إلى الله توبة نصوحا " قال : هو العبد يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه أبداً .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : التوبة النصوح : أن يتوب من الذنب فلا يعود .
حدثنا به ابن حميد مرة أخرى ، قال : أخبرني عن عمر بهذا الإسناد ، فقال : التوبة النصوح : الذي يذنب ثم لا يريد أن يعود .
حدثني أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله " توبة نصوحا " قال : يتوب ثم لا يعود .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال : التوبة النصوح : الرجل يذنب الذنب ثم لا يعود فيه .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " أن لا يعود صاحبها لذلك الذنب الذي يتوب منه ، ويقال : توبته أن لا يرجع إلى ذنب تركه .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثني الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " توبة نصوحا " قال : يستغفرون ثم لا يعودون .
حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي ، قال : ثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله " توبة نصوحا " قال : النصوح : أن تحول عن الذنب ثم لا تعود له أبداً .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " قال : هي الصادقة الناصحة .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قول الله " توبوا إلى الله توبة نصوحا " قال : التوبة النصوح الصادقة ، يعلم أنها صدق ندامة على خطئته ، وحب الرجوع إلى طاعته ، فهذا النصوح .
واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الأمصار خلا عاصم " نصوحا " بفتح النون على أنه من نعت التوبة وصفتها ، وذكر عن عاصم أنه قرأه ( نصوحاً ) بضم النون ، بمعنى المصدر من قولهم : نصح فلان لفلان نصوحاً .
وأولى القراءتين بالصواب في ذلك قراءة من قرأه بفتح النون على الصفة للتوبة لإجماع الحجة على ذلك .
وقوله " عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم " يقول : عسى ربكم أيها المؤمنون أن يمحو سيئات أعمالكم التي سلفت منكم " ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار " يقول : وأن يدخلكم بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار " يوم لا يخزي الله النبي " محمداً صلى الله عليه وسلم " والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم " يقول : يسعى نورهم أمامهم " وبأيمانهم " يقول : وبأيمانهم كتابهم .
كما حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي عن أبيه ، عن ابن عباس قوله " يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه " ... إلى قوله " وبأيمانهم " يأخذون كتابهم فيه البشرى " يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا " يقول جل ثناؤه مخبراً عن قيل المؤمنين يوم القيامة : يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ، يسألون ربهم أن يبقي لهم نورهم ، فلا يطفئه حتى يجوزوا الصراط ، وذلك حين يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا " انظرونا نقتبس من نوركم " [ الحديد : 13 ] .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " ربنا أتمم لنا نورنا " قال : قول المؤمنين حين يطفأ نور المنافقين .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن الحسن ، قال : ليس أحد إلا يعطى نوراً يوم القيامة ، يعطى المؤمن والمنافق ، فيطفأ نور المنافق ، فيخشى المؤمن أن يطفأ نوره ، فذلك قوله " ربنا أتمم لنا نورنا " .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن يزيد بن شجرة ، قال : كان يذكرنا ويبكي ، ويصدق قوله فعله ، يقول : يا أيها الناس إنكم مكتوبون عند الله عز وجل بأسمائكم وسيماكم ومجالسكم ونجواكم وخلائكم ، فإذا كان يوم القيامة قيل : يا فلان ابن فلان هاك نورك ، ويا فلان ابن فلان ، لا نور لك .
وقوله " واغفر لنا " يقول : واستر علينا ذنوبنا ، ولا تفضحنا بها بعقوبتك إيانا عليها " إنك على كل شيء قدير " يقول : إنك على إتمام نورنا لنا ، وغفران ذنوبنا ، وغير ذلك من الأشياء ذو قدرة .
قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ". فيه مسألتين: الأولى-: قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله" أمر بالتوبة، وهي فرض على الأعيان في كل الأحوال وكل زمان. وقد تقدم بيانها والقول فيها في النساء وغيرها. "توبة نصوحا" اختلفت عبارة العلماء وأرباب القلوب في التوبة النصوح على ثلاثة وعشرين قولا، فقيل: هي التي لا عودة بعدها كما لا يعود اللبن إلى الضرع، وروي عن عمر بن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم. ورفعه معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة: النصوح الصادقة الناصحة. وقيل: الخالصة، يقال: نصح أي أخلص له القول. وقال الحسن: النصوح أي يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر منه إذا ذكره. وقيل: هي التي لا يثق بقبولها ويكون على وجل منها. وقيل: هي التي لا يحتاج معها إلى توبة. وقال الكلبي: التوبة النصوح الندم بالقلب، والاستغفار باللسان، والإقلاع عن الذنب، والاطمئنان على أنه لا يعود. وقال
سعيد بن جبير: هي التوبة المقبولة، ولا تقبل ما لم يكن فيها ثلاثة شروط: خوف ألا تقبل، ورجاء أن تقبل، وإدمان الطاعات. وقالسعيد بن المسيب: توبة تنصحون بها أنفسكم.وقال القرظي: يجمعها أربعة أشياء: الاستغفار باللسان، والإقلاع بالأبدان، وإضمار ترك العود بالجنان، ومهاجرة سئ الخلان، وقال سفيان الثوري: علامة التوبة بالنصوح أربعة: القلة والعلة والذلة والغربة. وقال الفضيل بن عياض: هو أن يكون الذنب بين عينيه، فلا يزال كأنه ينظر إليه. ونحوه عن ابن السماك: أن تنصب الذنب الذي أقللت فيه ا لحياء من الله أمام عينيك وتستعد لمنتظرك. وقال أبو بكر الوراق: هو تضيق عليك الأرض بما رحبت، وتضيق عليك نفسك، كالثلاثة الذين خلفوا. وقال أبو بكر الواسطي: هي توبة لا لفقد عوض، لأن من أذنب في الدنيا لرفاهية نفسه ثم تاب طلباً لرفاهيتها في الآخرة، فتوبته على حفظ نفسه لا الله. وقال أبو بكر الدقاق المصري: التوبة النصوح هي رد المظالم، واستحلال الخصوم، وإدمان الطاعات. وقال رويم: هو أن تكون لله وجهاً بلا قفا، كما كنت له عند المعصية قفا بلا وجه. وقال ذو النون: علامة التوبة النصوح ثلاث: قلة الكلام، وقلة الطعام، وقلة المنام. وقال شقيق: هو أن يكثر صاحبها لنفسه الملامة، ولا ينفك من الندامة، لينجو من آفاتها بالسلامة. وقال سري السقطي: لا تصلح التوبة النصوح إلا بنصيحة النفس والمؤمنين، لأن من صحب توبته أحب أن يكون الناس مثله. وقال الجنيد: التوبة النصوح هو أن ينسى الذنب فلا يذكره أبداً، لأن من صحت توبته صار محباً لله، ومن أحب الله نسي مادون الله. وقال ذو الأذنين: هو أن يكون لصاحبها دمع مسفوح ،وقلب عن المعاصي جموح. وقال فتح الموصلي: علامتها ثلاث: مخالفة الهوى، وكثرة البكاء، ومكابدة الجوع والضمأ. وقال سهل بن عبد الله التستري: هي التوبة لأهل السنة والجماعة، لأن المبتدع لا توبة له، بدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: " حجب الله على كل صاحب بدعة أن يتوب ". وعن حذيفة: بحسب الرجل من الشر أن يتوب من الذنب ثم يعود فيه. وأصل التوبة النصوح من الخلوص، يقال: هذا عسل ناصح إذا أخلص من الشمع. وقيل: هي مأخوذة من النصاحة وهي الخياطة. وهي أخذها منها وجهان: أحدهما - لأنها توبة قد أحكمت طاعته وأوثقتها كما يحكم الخياط الثوب بخياطته ويوثقه. والثاني - لأنها قد جمعت بنيه وبين أولياء الله وألصته بهم، كما يجمع الخياط الثوب ويلصق بعضه ببعض. وقراءة العامة نصوحاً بفتح النون، على نعت التوبة، مثل امرأة صبور، أي توبة بالغة في النصح. وقرأ الحسن وخارجة وأبو بكر عن عاصم بالضم، وتأويله على هذه القرءة: توبة نصح لأنفسكم. وقيل: يجوز أن يكون نصوحاً، جمع نصح، وأن يكون مصدراً، يقال: نصح نصاحة ونصوحا. وقد يتفق فعالة وفعول في المصادر، نحو الذهاب والذهوب. وقال المبرد: أراد توبة ذات نصح، يقال: نصحت نصحاً ونصاحة ونصوحاً.
الثانية-: في الأشياء التي يتاب منها وكيف التوبة منها. قال العلماء: الذنب الذي تكون منه التوبة لا يخلو، إما أن يكون حقاً لله أو اللآدميين. فإن كان حقاً الله كترك صلاة فإن التوبة لا تصح منه حتى ينضم إلى الندم قضاء ما فات منها. وهكذا إن كان ترك صوم أو تفريطاً في الزكاة. وإن كان ذلك قتل نفس بغير حق فأن يمكن من القصاص إن كان عليه وكان مطلوباً به. وإن كان قذفاً يوجب الحد فيبذل ظهره للجلد إن كان مطلوباً به. فإن عفي عنه كفاه الندم والعزم على ترك العود بالإخلاص. وكذلك إن عفي عنه في القتل بمال فعليه أن يؤديه إن كان واجداً له، قال الله تعالى: "فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان" البقرة:178. وإن كان ذلك حداً من حدود الله - كائناً ما كان - فإنه إذا تاب إلى الله تعالى بالندم الصحيح سقط عنه. وقد نص الله تعالى على سقوط الحد عن المحاربين إذا تابوا قبل القدرة عليهم، حسب ما تقدم بيانه. وكذلك الشراب والسراق والزناة إذا أصلحوا وتابوا وعرف ذلك منهم، ثم رفعوا إلى الإمام فلا ينبغي له أن يحدهم. وإن رفعوا إليه فقالوا: تبنا، لم يتركوا، وهم في الحالة كالمحاربين إذا غلبوا. هذا مذهب الشافعي. فإن كان الذنب من مظالم العباد فلا تصح التوبة منه إلا برده إلى صاحبه والخروج عنه - عيناً كان أو غيره - إن كان قادراً عليه، فإن لم يكن قادراً فالعزم أن يؤديه إذا قدر في أعجل وقت وأسرعه. وإن كان أضر بواحد من المسلمين وذلك الواحد لا يشعر به أو لا يدري من أين أتى، فإنه يزيل ذلك الضرر عنه، ثم يسأله أن يعفو عنه ويستغفر له، فإذا عفا عنه فقط سقط الذنب عنه. وإن أرسل من يسأل ذلك له، فعفا ذلك المظلوم عن ظالمه - عرفه بعينه أو لم يعرفه - فذلك صحيح. وإن أساء رجل إلى رجل بأن فزعه بغير حق، أو غمه أو لطمه، أو صفعه بغير حق، أو ضربه بسوط فآلمه، ثم جاءه مستعفياً نادماً على ما كان منه، عازماً على أن لا يعود فلم يزل يتذلل له حتى طابت نفسه فعفا عنه، سقط عنه ذلك الذنب. وهكذا إن كان شانه بشتم لا حد فيه.
قوله تعالى: " عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم " عسى من الله واجبة. وهو معنى قوله عليه السلام " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ". وأن في موضع رفع اسم عسى.
قوله تعالى: "ويدخلكم" معطوف على "يكفر". وقرأ ابن أبي عبلة "ويدخلكم" مجزوماً، عطفاً على محل عسى أن يكفر. كأنه قيل: توبوا يوجب تكفير سيئاتكم ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار. "يوم لا يخزي الله النبي" العامل في يوم: يدخلكم أو فعل مضمر، ومعنى يجزي هنا يعذب، أي لا يعذبه ولا يعذب الذين آمنوا معه. "نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم" تقدم في سورة الحديد. "يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير" قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما: هذا دعاء المؤمنين حين أطفأ الله نور المنافقين، حسب ما تقدم بيانه في سورة الحديد
قال سفيان الثوري عن منصور عن رجل عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى: "قوا أنفسكم وأهليكم نارا" يقول: أدبوهم وعلموهم. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "قوا أنفسكم وأهليكم ناراً" يقول اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله, وأمروا أهليكم بالذكر ينجكم الله من النار, وقال مجاهد "قوا أنفسكم وأهليكم ناراً" قال اتقوا الله وأوصوا أهليكم بتقوى الله, وقال قتادة تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عنها وزجرتهم عنها, وهكذا قال الضحاك ومقاتل: حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه.
وفي معنى هذه الاية الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي من حديث عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها" هذا لفظ أبي داود, وقال الترمذي: هذا حديث حسن, وروى أبو داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك, قال الفقهاء وهكذا في الصوم ليكون ذلك تمريناً له على العبادة لكي يبلغ وهو مستمر على العبادة والطاعة ومجانبة المعصية وترك المنكر, والله الموفق.
وقوله تعالى: "وقودها الناس والحجارة" وقودها أي حطبها الذي يلقى فيها جثث بني آدم "والحجارة" قيل المراد بها الأصنام التي تعبد لقوله تعالى: "إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم" وقال ابن مسعود ومجاهد وأبو جعفر الباقر والسدي, هي حجارة من كبريت, زاد مجاهد: أنتن من الجيفة, وروى ذلك ابن أبي حاتم رحمه الله ثم قال حدثنا أبي حدثنا عبد الرحمن بن سنان المنقري حدثنا عبد العزيز ـ يعني ابن أبي رواد ـ قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الاية "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة" وعنده بعض أصحابه وفيهم شيخ فقال الشيخ: يا رسول الله حجارة جهنم كحجارة الدنيا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده لصخرة من صخر جهنم أعظم من جبال الدنيا كلها قال: فوقع الشيخ مغشياً عليه, فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو حي فناداه قال: يا شيخ قل لا إله إلا الله فقالها فبشره بالجنة. قال: فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا ؟ قال: نعم يقول الله تعالى: "ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد" "هذا حديث مرسل غريب.
وقوله تعالى: "عليها ملائكة غلاظ شداد" أي طباعهم غليظة قد نزعت من قلوبهم الرحمة بالكافرين بالله (شداد) أي تركيبهم في غاية الشدة والكثافة والمنظر المزعج. كما قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثنا أبي عن عكرمة أنه قال: إذا وصل أول أهل النار إلى النار وجدوا على الباب أربعمائة ألف من خزنة جهنم سود وجوههم, كالحة أنيابهم, قد نزع الله من قلوبهم الرحمة ليس في قلب واحد منهم مثقال ذرة من الرحمة, لو طير الطير من منكب أحدهم لطار شهرين قبل أن يبلغ منكبه الاخر ثم يجدون على الباب التسعة عشر, عرض صدر أحدهم سبعون خريفاً ثم يهوون من باب إلى باب خمسمائة سنة ثم يجدون على كل باب منها مثل ما وجدوا على الباب الأول حتى ينتهوا إلى آخرها.
وقوله: "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" أي مهما أمرهم به تعالى يبادروا إليه لا يتأخرون عنه طرفة عين وهم قادرون على فعله ليس بهم عجز عنه, وهؤلاء هم الزبانية ـ عياذاً بالله منهم ـ وقوله: "يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون" أي يقال للكفرة يوم القيامة: لا تعتذروا فإنه لا يقبل منكم ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون, وإنما تجزون اليوم بأعمالكم, ثم قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً" أي توبة صادقة جازمة تمحو ما قبلها من السيئات, وتلم شعث التائب وتجمعه وتكفه عما كان يتعاطاه من الدناءات.
قال ابن جرير: حدثنا ابن مثنى حدثنا محمد, حدثنا شعبة عن سماك بن حرب: سمعت النعمان بن بشير يخطب, سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً" قال: يذنب ثم لا يرجع فيه, وقال الثوري عن سماك عن النعمان عن عمر قال: التوبة النصوح أن يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه أو لا يريد أن يعود فيه. وقال أبو الأحوص وغيره عن سماك عن النعمان: سئل عمر عن التوبة النصوح فقال: أن يتوب الرجل من العمل السيء ثم لا يعود إليه أبداً. وقال الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله "توبة نصوحاً" قال: يتوب ثم لا يعود.
وقد روي هذا مرفوعاً فقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن عاصم عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعود فيه" تفرد به أحمد من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري, وهو ضعيف, والموقوف أصح والله أعلم. ولهذا قال العلماء: التوبة النصوح هو أن يقلع عن الذنب في الحاضر ويندم على ما سلف منه في الماضي ويعزم على أن لا يفعل في المستقبل, ثم إن كان الحق لادمي رده إليه بطريقه. قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان عن عبد الكريم, أخبرني زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن مغفل قال: دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود فقال: أنت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الندم توبة ؟" قال: نعم وقال مرة: نعم سمعته يقول: "الندم توبة" ورواه ابن ماجه عن هشام بن عمار عن سفيان بن عيينة عن عبد الكريم وهو ابن مالك الجزري به.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن عرفة, حدثني الوليد بن بكير أبو خباب عن عبد الله بن محمد العدوي عن أبي سنان البصري عن أبي قلابة, عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قيل لنا أشياء تكون في آخر هذه الأمة عند اقتراب الساعة, منها نكاح الرجل امرأته أو أمته في دبرها, وذلك مما حرم الله عليه ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله ومنها نكاح الرجل الرجل وذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله, ومنها نكاح المرأة المرأة وذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله, وليس لهؤلاء صلاة ما أقاموا على هذا حتى يتوبوا إلى الله توبة نصوحاً.
قال زر: فقلت لأبي بن كعب: فما التوبة النصوح ؟ فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "هو الندم على الذنوب حين يفرط منك فتستغفر الله بندامتك منه عند الحاضر ثم لا تعود إليه أبداً". وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا عمرو بن علي, حدثنا عباد بن عمرو حدثنا أبو عمرو بن العلاء سمعت الحسن يقول: التوبة النصوح أن تبغض الذنب كما أحببته وتستغفر منه إذا ذكرته, فأما إذا جزم بالتوبة وصمم عليها فإنها تجب ما قبلها من الخطيئات, كما ثبت في الصحيح "الإسلام يجب ما قبله, والتوبة تجب ما قبلها" وهل من شرط التوبة النصوح الاستمرار على ذلك إلى الممات ـ كما تقدم في الحديث وفي الأثر ـ ثم لا يعود فيه أبداً. أو يكفي العزم على أن لا يعود في تكفير الماضي بحيث لو وقع منه ذلك الذنب بعد ذلك لا يكون ذلك ضاراً في تكفير ما تقدم لعموم قوله عليه السلام: "التوبة تجب ما قبلها ؟" وللأول أن يحتج بما ثبت في الصحيح أيضاً "من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية, ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والاخر" فإذا كان هذا في الإسلام الذي هو أقوى من التوبة فالتوبة بطريق الأولى, والله أعلم.
وقوله تعالى: "عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار" وعسى من الله موجبة "يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه" أي ولا يخزيهم معه يعني يوم القيامة "نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم" كما تقدم في سورة الحديد "يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير" قال مجاهد والضحاك والحسن البصري وغيرهم: هذا يقوله المؤمنون حين يرون يوم القيامة نور المنافقين قد طفىء. وقال الإمام أحمد: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني, حدثنا ابن المبارك عن يحيى بن حسان عن رجل من بني كنانة قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فسمعته يقول: "اللهم لا تخزني يوم القيامة".
وقال محمد بن نصر المروزي: حدثنا محمد بن مقاتل المروزي, حدثنا ابن المبارك, أنبأنا ابن لهيعة, حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أنه سمع أبا ذر وأبا الدرداء قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أول من يؤذن له في السجود يوم القيامة, وأول من يؤذن له برفع رأسه, فأنظر بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم وأنظر عن يميني فأعرف أمتي من بين الأمم, وأنظر عن شمالي فأعرف أمتي من بين الأمم, فقال رجل: يا رسول الله, وكيف تعرف أمتك من بين الأمم ؟ قال: غر محجلون من آثار الطهور ولا يكون أحد من الأمم كذلك غيرهم, وأعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود, وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم".
8- "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً" أي تنصح صاحبها بترك العود إلى ما تاب عنه، وصفت بذلك على الإسناد المجازي، وهو في الأصل وصف للتائبين أن ينصحوا بالتوبة أنفسهم بالعزم على الترك للذنب وترك المعاودة له.
والتوبة فرض على الأعيان. قال قتادة: التوبة النصوح الصادقة، وقيل الخالصة. وقال الحسن: التوبة النصوح: أن يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر منه إذا ذكره. وقال الكلبي: التوبة النصوح الندم بالقلب، والاستغفار باللسان، والإقلاع بالبدن، والاطمئنان على أن لا يعود. وقال سعيد بن جبير: هي التوبة المقبولة. قرأ الجمهور "نصوحاً" بفتح النون على الوصف للتوبة: أي توبة بالغة في النصح، وقرأ الحسن وخارجة وأبو بكر عن عاصم بضمها: أي توبة نصح لأنفسكم، ويجوز أن يكون جمع ناصح، وأن يكون مصدراً: يقال نصح نصاحة ونصوحاً. قال المبرد: أراد توبة ذات نصح "عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار" بسبب تلك التوبة، وعسى وإن كان أصلها للإطماع فهي من الله واجبة، لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ويدخلكم معطوف على يكفر منصوب بناصبه وبالنصب قرأ الجمهور، وقرئ بالجزم عطفاً على محل عسى كأنه قال: توبوا يوجب تكفير سيئاتكم ويدخلكم "يوم لا يخزي الله النبي" الظرف متعلق بيدخلكم: أي يدخلكم يوم لا يخزي الله النبي "والذين آمنوا معه" والموصول معطوف على النبي، وقيل الموصول مبتدأ وخبره "نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم" والأول أولى وتكون جملة "نورهم يسعى" في محل نصب على الحال أو مستأنفة لبيان حالهم، وقد تقدم في سورة الحديد أن النور يكون معهم حال مشيهم على الصراط، وجملة "يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير" في محل نصب على الحال أيضاً، وعلى الوجه الآخر تكون خبراً آخر، وهذا دعاء المؤمنين حين أطفأ الله نور المنافقين كما تقدم بيانه وتفصيله.
وقد أخرج عبد الرزاق والفريابي وسيعد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب في قوله: "قوا أنفسكم وأهليكم ناراً" قال: علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال: اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله وأمروا أهلكم بالذكر ينجيكم الله من النار. وأخرج عبد بن حميد عنه في الآية قال: أدبوا أهليكم. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي عمران الجوني قال: بلغنا أن خزنة النار تسعة عشر ما بين منكب أحدهم مسيرة مائة خريف ليس في قلوبهم رحمة إنما خلقوا للعذاب، يضرب الملك منهم الرجل من أهل النار الضربة فيتركه طحناً من لدن قرنه إلى قدمه. وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد وابن منيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن النعمان بن بشير أن عمر بن الخطاب سئل عن التوبة النصوح، قال: أن يتوب الرجل من العمل السيء ثم لا يعود إليه أبداً. وأخرج أحمد وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعود إليه أبداً" وفي إسناده إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف، والصحيح الموقوف كما أخرجه موقوفاً عنه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي. وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: التوبة النصوح تكفر كل سيئة، وهو في القرآن، ثم قرأ هذه الآية. وأخرج الحاكم والبيهقي في البعث عن بن عباس في قوله: "يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى" الآية قال: ليس أحد من الموحدين لا يعطى نوراً يوم القيامة، فأما المنافق فيطفأ نوره، والمؤمن مشفق مما رأى من إطفاء نور المنافق، فهو يقول: "ربنا أتمم لنا نورنا".
8- "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً"، قرأ الحسن، وأبو بكر عن عاصم: "نصوحاً" بضم النون، وقرأ العامة بفتحها، أي: توبة ذات نصح تنصح صاحبها بترك العود إلى ما تاب منه.
واختلفوا في معناها قال عمر، وأبي، ومعاذ، التوبة النصوح أن يتوب ثم لا يعود إلى الذنب، كما لا يعود اللبن إلى الضرع.
قال الحسن: هي أن يكون العبد نادما على ما مضى، مجمعا على ألا يعود فيه.
قال الكلبي: أن يستغفر باللسان ويندم بالقلب ويمسك بالبدن.
قال سعيد بن المسيب: توبة تنصحون بها أنفسكم.
قال القرظي: يجمعها أربعة أشياء: الاستغفار باللسان، والإقلاع بالأبدان، وإضمار ترك العود بالجنان، ومهاجرة سيئ الإخوان.
"عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه"، أي لا يعذبهم الله بدخول النار، "نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم"، على الصراط، "يقولون"، إذا طفئ نور المنافقين، "ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير".
8-" يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً " بالغة في النصح وهو صفة التائب فإنه ينصح نفسه بالتوبة ، وصفت به على الإسناد المجازي مبالغة أو في النصاحة . وهي الخياطة كأنها تنصح ما خرق الذنب . وقرأ أبو بكر بضم النون وهو مصدر بمعنى النصح كالشكر والشكور ،والنصاحة كالثبات والثبوت تقديره ذات نصوح أو تنصح نصوحاً ، أو توبوا نصوحاً لأنفسكم . وسئل علي رضي الله تعالى عنه عن التوبة فقال : يجمعها ستة أشياء على الماضي من الذنوب الندامة ، وللفرائض الإعادة ، ورد المظالم واستحلال الخصوم ، وأن تعزم على أن لا تعود ، وأن تربي نفسك في طاعة الله كما ربيتها في المعصية . " عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار " ذكر يصيغة الاطماع جرياً على عادة الملوك ، وإشعاراً بأنه تفضل والتوبة غير موجبة وأن العبد ينبغي أن يكون بين خوف ورجاء . " يوم لا يخزي الله النبي " ظرف لـ" يدخلكم " " والذين آمنوا معه " عطف على النبي عليه الصلاة والسلام إحماداً لهم وتعويضاً لمن ناوأهم ، وقيل مبتدأ خبره " نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم " أي على الصراط . " يقولون " إذا طفئ نور المنافقين " ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير " وقيل تتفاوت أنوارهم بحسب أعمالهم فيسألون إتمامه تفضلاً .
8. O ye who believe! Turn unto Allah in sincere repentance! It may be that your Lord will remit from you your evil deeds and bring you into Gardens underneath which rivers flow, on the day when Allah will not abase the Prophet and those who believe with him. Their light will run before them and on their right hands: they will say: Our Lord! Perfect our light for us, and forgive us! Lo! Thou art Able to do all things.
8 - O ye who believe! Turn to God with sincere repentance: in the hope that your Lord will remove from you your ills and admit you to Gardens beneath which Rivers flow, the Day that God will not permit to be humiliated the Prophet and those who believe with him. Their Light will run forward before them and by their right hands, while they say, Our Lord! Perfect our Light for us, and grant us Forgiveness: for thou hast power over all things.