8 - (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) مقطوع
يقول تعالى ذكره : إن الذين صدقوا الله ورسوله ، وعملوا بما أمرهم الله به ورسوله ، وانتهوا عما نهيناهم عنه ، وذلك هو الصالحات من الأعمال " لهم أجر غير ممنون " يقول : لمن فعل ذلك أجر غير منقوص عما وعدهم أن يأجرهم عليه .
وقد اختلف في تأويل ذلك أهل التأويل ، وقد بيناه فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
وقد حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي " لهم أجر غير ممنون " قال بعضهم : غير منقوص . وقال بعضهم : غير ممنون عليهم .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : " أجر غير ممنون " يقول : غير منقوص .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، قال : وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : " لهم أجر غير ممنون " قال : محسوب .
قوله تعالى : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون " قال ابن عباس : غير مقطوع ، مأخوذ من مننت الحبل إذا قطعته ، ومنه قول ذي الإصبع :
إني لعمرك ما بابي بذي غلق على الصديق ولا خيري بممنون
وقال آخر :
فترى خلفها من الرجع والوقع منينا كأنه أهباء
يعني بالمنين الغبار الضعيف . وعن ابن عباس أيضاً و مقاتل : غير منقوص . ومنه المنون ، لأنها تنقص نمه الإنسان أي قوته ، وقال قطرب ، وأنشد قول زهير :
فصل الجياد البطاء فلا بعطي بذلك ممنوناً ولا نزقا
وقال الجوهري : والمن القطع ، ويقال النقص ، ومنه قوله تعالى : " لهم أجر غير ممنون " وقال لبيد :
غبس كواسب لا يمن طعامها
قال مجاهد : ( غير ممنون ) غير محسوب . وقيل : ( غير ممنون ) عليهم به . قال السدي : نزلت في الزمنى والمرض والهرمى إذا ضعفوا عن الطاعة كتب لهم من الأجر كأصح ما كانوا يعلمون فيه .
يقول تعالى: "قل" يا محمد لهؤلاء المكذبين المشركين "إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد" لا كما تعبدونه من الأصنام والأنداد والأرباب المتفرقين إنما الله إله واحد "فاستقيموا إليه" أي أخلصوا له العبادة على منوال ما أمركم به على ألسنة الرسل "واستغفروه" أي لسالف الذنوب "وويل للمشركين" أي دمار لهم وهلاك عليهم "الذين لا يؤتون الزكاة" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعني الذين لا يشهدون أن لا إله إلا الله وكذا قال عكرمة وهذا كقوله تبارك وتعالى: " قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها " وكقوله جلت عظمته: " قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى " وقوله عز وجل: " فقل هل لك إلى أن تزكى " والمراد بالزكاة ههنا طهارة النفس من الأخلاق الرذيلة ومن أهم ذلك طهارة النفس من الشرك, وزكاة المال إنما سميت زكاة لأنها تطهره من الحرام وتكون سبباً لزيادته وبركته وكثرة نفعه وتوفيقاً إلى استعماله في الطاعات, وقال السدي " وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة " أي يؤدون الزكاة, وقال معاوية بن قرة ليس هم من أهل الزكاة وقال قتادة يمنعون زكاة أموالهم وهذا هو الظاهر عند كثير من المفسرين واختاره ابن جرير وفيه نظر لأن إيجاب الزكاة إنما كان في السنة الثانية من الهجرة إلى المدينة على ما ذكره غير واحد وهذه الاية مكية اللهم إلا أن يقال لا يبعد أن يكون أصل الصدقة والزكاة وكان مأموراً به في ابتداء البعثة كقوله تبارك وتعالى: "وآتوا حقه يوم حصاده" فأما الزكاة ذات النصب والمقادير فإنما بين أمرها بالمدينة ويكون هذا جمعاً بين القولين كما أن أصل الصلاة كان واجباً قبل طلوع الشمس وقبل غروبها في ابتداء البعثة فلما كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف فرض الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس وفصل شروطها وأركانها وما يتعلق بها بعد ذلك شيئاً فشيئاً والله أعلم. ثم قال جل جلاله بعد ذلك: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون" قال مجاهد وغيره: غير مقطوع ولا مجبوب كقوله تعالى: " ماكثين فيه أبدا " وكقوله عز وجل: "عطاء غير مجذوذ" وقال السدي غير ممنون عليهم وقد رد عليه هذا التفسير بعض الأئمة فإن المنة لله تبارك وتعالى على أهل الجنة قال الله تبارك وتعالى: "بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان" وقال أهل الجنة فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إلا إن يتغمدني الله برحمة منه وفضل".
8- "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون" أي غير مقطوع عنهم، يقال مننت الحبل: إذا قطعته، ومنه قول الأصبغ الأودي:
إني لعمرك ما آبى بذي علق على الصديق ولا خيري بممنون
وقيل الممنون المنقوص، قاله قطرب، وأنشد قول زهير:
فضل الجواد على الخيل البطاقا يعطي بذلك ممنونا ولا مرقا
قال الجوهري: المن القطع ويقال النقص، ومنه قوله تعالى: "لهم أجر غير ممنون" وقال لبيد:
عنساً كواسب لا يمن طعامها
وقال مجاهد غير ممنون: غير محسوب، وقيل معنى الآية، لا يمن عليهم به لأنه إنما يمن بالتفضل، فأما الأجر فحق أداؤه. وقال السدي: نزلت في المرضى والزمنى والهرمى إذا ضعفوا عن الطاعة كتب لهم من الأجر كأصح ما كانوا يعملون فيه.
8. " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون "، قال ابن عباس: غير مقطوع. وقال مقاتل : غير منقوص، ومنه ((المنون)) لأنه ينقص منة الإنسان وقوته، وقيل: غير ممنون عليهم به.
وقال مجاهد : غير محسوب.
وقال السدي : نزلت هذه الآية في المرضى والزمنى والهرمى، إذا عجزوا عن الطاعة يكتب لهم الأجر كأصح ما كانوا يعملون فيه.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة، ثم مرض قيل للملك الموكل به: اكتب له مثل عمله إذا كان طليقاً حتى أطلقه أو أكفته إلي ".
8-" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر " عظيم . " غير ممنون " لايمن يه عليهم من المن وأصله الثقل ، أو لا يقطع من مننت الحبل إذا قطعته . وقيل نزلت في المرضى والهرمى إذا عجزوا عن الطاعة كتب لهم الأجر كأصلح ما كانوا يعملون .
8. Lo! as for those who believe and do good works, for them is a reward enduring.
8 - For those who believe and work deeds of righteousness is a reward that will never fail.