8 - (ثم لتسألن) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين (يومئذ) يوم رؤيتها (عن النعيم) ما يلتذ به في الدنيا من الصحة والفراغ والأمن والمطعم والمشرب وغير ذلك
وقوله : "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " يقول : ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا ، ماذا علتم فيه ن ومن أين وصلتم إليه ، وفيم أصبتموه ، وماذا عملتم به .
واختلف أهل التأويل في ذلك النعيم ما هو ، فقال بعضهم : هو الأمن والصحة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني عباد بن يعقوب ، قال : ثنا محمد بن سليمان ،عن ابن أبي ليلى ، عن الشعبي عن ابن مسعود في قوله " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قال : الأمن والصحة .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا حفص ، عن ابن أبي ليلى ، عن الشعبي ، عن عبد الله ، مثله .
حدثني علي بن سعيد الكندي ، قال : ثنا محمد بن مروان ، عن ليث ، عن مجاهد " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم "قال : الأمن والصحة .
حدثنا ابن بشار قال : ثنا أبو عاصم قال : ثناسفيان قال : بلغني في قوله " لتسألن يومئذ عن النعيم " قال : الأمن والصحة .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن إسماعيل بن عياش ، عن عبد العزيز بن عبد الله ، قال : سمعت الشعبي يقول : النعيم المسئول عنه يوم القيامة : الأمن والصحة .
قال : ثنا مهران ، عن خالد الزيات ، عن ابن أبي ليلى ، عن عامر الشعبي ، عن ابن مسعود ، مثله .
قال : ثنا مهران ، عن سفيان " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قال : الأمن والصحة .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : ثم لتسئلن يومئذ عما أنعم الله به عليهم مما وهب لهم من السمع والبصر وصحة البدن .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم "قال : النعيم : صحة الأبدان والأسماع والأبصار ، قال : يسأل الله لعباد فيم استعملوها ، وهو أعلم بذلك منهم ، وهو قوله " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " [ الإسراء : 36 ] .
حدثني إسماعيل بن موسى الفزاري ، قال : أخبرنا عمر بن شاكر ، عن الحسن ، قال : كان يقول في قوله " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قال : السمع والبصر ، وصحة البدن .
وقال آخرون : هو العافية .
ذكر من قال ذلك :
حدثني عباد بن يعقوب ، قال : ثنا نوح بن دراج ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قال : العافية .
وقال آخرون : بل عني بذلك : بعض ما يطعمه الإنسان ، أو يشربه .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ،قال : ثنا سفيان ، عن بكير بن عتيق ، قال : رايت سعيد بن جبير أتي بشربة عسر ، فشربها ، وقال : هذا النعيم الذي تسئلون عنه .
حدثني علي بن سهل الرملي ، قال : ثنا الحسن بن بلال ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار ، قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : أتانا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما فأطعمناهم رطباً ، وسقيناهم ماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا من النعيم الذي تسئلون عنه "
حدثنا جابر بن الكردي : قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : ثنا حماد بن سلمة ،عن عمار بن أبي عمار قال : جابر بن عبد الله يقول : أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه .
حدثني الحسن بن علي الصدائي ، قال : ثنا الوليد بن القاسم ، عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : " بينما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما جالسان ، إذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال ما أجلسكما هاهنا ؟ قالا : الجوع ، قال : والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره ، فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار ، فاستقبلتهم المرأة ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أين فلان ؟ فقال : ذهب يستعذب لنا ماء ، فجاء صاحبه يحمل قربته ، فقال : مرحباً ، ما زار العباد شيء أفضل من شيء زارني اليوم ، فعلق قربته بكرب نخلة ، وانطلق فجاءهم بعذق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا كنت أجتنيت ؟ فقال : أحببت أن تكونوا الذين تختارون علي أعينكم ، ثم أخذ الشفرة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إياك والحلوب فذبح لهم يؤمئذ ، فأكلوا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لتسئلن عن هذا يوم القيامة ، أخرجكم من بيوتكم الجوع ، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا فهذا من النعيم " .
حثنا أبو كريب ،قال : ثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : ثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن عبد الملك بن عممير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر : " انطلقوا بنا إلى أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري ، فأتوه ، فانطلق بهم إلى ظل حديقته ، فبسط لهم بساطاً ، ثم انطلق إلى نخلة ، فجاء بقنو ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهلا تنقيت لنا من رطبه ؟ فقال : أردت أن تخيروا من رطبه وبسره ، فأكلوا وشربوا من الماء ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي أنتم فيه مسئولون عنه يوم القيامة ، هذا الظل البارد ، والرطب البارد ، عليه الماء البارد " .
حدثني صالح بن سمار الروزي ، قال : ثنا آدم بن أبي إياس ، قال : ثنا شيبان ، قال : ثنا عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه ، إلا أنه قال في حديثه : " طل بارد ، ورطب بارد ، وماء بارد " .
حدثنا علي بن عيسى البزاز ، قال : ثثنا سعيد بن سليمان ، عن حوج بن نباتة ، قال :ثنا أبو بصيرة عن أبي عسيب ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مر النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل حائطاً لبعض الأنصار ، فقال لصاحب الحائط : أطعمنا بسراً ، فجاءه بعذق فوضعه ، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه ،ثم دعا بماء بارد فشرب فقال : لتسئلن عن هذا يوم القيامة ، فأخذ عمر العذق ، فضرب به الأرض حتى تناثر البسر ،ثم قال : يا رسول الله ، إنا لمسئولون عن هذا ؟ قال : نعم إلا من كسرة يسد بها جوعة ، أو جحر يدخل فيه من الحر والقر " .
حدثني سعيد بن عمرو السكوني ، قال : ثنا بقية ، عن حشرج بن نباتة ، قال : حدثني أبو بصيرة ، عن أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :مر بي النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعاني وخرجت ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، فدخل حائطاً لبعض الأنصار ، فأتي ببسر عذق منه ، فوضع بين يديه ، فأكل هو وأصحابه ، ثم دعا بماء بارد ،فشرب ، ثم مقال : " لتسئلن عن هذا يوم القيامة ، فقال عمر : عن هذا يوم القيامة ؟ فقال : نعم ، إلا من ثلاثة : خرقة كف بها عورته ، أو كسرة سد بها جوعته ، أو حجر يدخل فيه من الحر والقر " .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن الجريري ، عن أبي بصيرة ، نقال : " أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وناس من أصحابه أكلة من خبز شعير لم ينحل بلحم سمين ، ثم شربوا من جدول ، فقال : هذا كله من النعيم الذي تسئلون عنه يوم القيامة " .
حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا محمد بن عمرو ، عن صفوان بن سليم ، عن محمد بن محمود بن لبيد ، قال : لما نزلت " ألهاكم التكاثر " فقرأها حتى بلغ" ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قالوا : يا رسول الله عن أي النعيم نسال ، وإنما هو الأسودان : الماء والتمر ، وسيوفنا على عواتقنا ، والعدو حاضر ؟ قال : ( إن ذلك سيكون ) .
حدثني يعقوب بن إبراهيم و الحسن بن علي الصدائي ، قالا : ثنا شبابة بن سوار ، قال : ثني عبد الله بن العلاء أبو رزين الشامي ، قال : ثنا الضحاك بن عرزم ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يسئل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له : الم ينصح لك جسمك ، وترو من الماء البارد " .
حدثني يعقوب ، قال :ثنا ابن علية ، قال : ثنا ليث ، عن مجاهد ، قال : قال أبو معمر عبد الله بن سخبرة : ما أصبح أحد بالكوفة إلا ناعماً ، إن أهونهم عيشاً الذي يأكل خبز البر ، ويشرب ماء الفرات ، ويستظل من الظل ، وذلك من النعيم .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن إسماعيل بن عياش ، عن عبد الرحمن بن الحارث التميمي ، عن ثابت البناني ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " النعيم المسئول عنه يوم القيامة : كسرة تقويه ، وما ء يرويه ، وثوب يواريه " .
قال : ثنا مهران ، عن إسماعيل بن عياش ، عن بشر بن عبد الله بن بشار ، قال : سمعت بعض أهل يمن يقول : سمعت أبا أمامة يقول : " النعيم السئول عنه يو القيامة : خبز البر ، والماء العذب " .
قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن بكير بن عتيق العامري ، قال : أتي سعيد بن جبير بشربه عسل ، فقال : أما إن هذا النعيم الذي نسال عنه يوم القيامة " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن بكير بن عتيق ، عن سعيد بن جبير ، أنه أتي بشربة عسل ، فقال : هذا من النعيم الذي تسألون عنه .
وقال آخرون : ذلك كل ما التذه الإنسان في الدنيا من شيء .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله الله " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم "قال : عن كل شيء من لذة الدنيا .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " : إن الله عز وجل سائل كل عبد عما استودعه من نعمه وحقه .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قال : إن الله تعالى ذكره سائل كل ذي نعمة فيما أنعم عليه .
وكان الحسن و قتادة يوقلان : ثلاث لا يسئل عنهن ابن آدم ، وما خلاهن فيه المسئلة والحساب ، إلا ما شاء الله : كسوة يواري بها سوءته ، وكسرة يشد بها صلبه ، وبيت يظله .
والصواب من القول في ذلك ، أن يقال : إن الله أخبر أنه سائل هؤلاء القوم عن النعيم ، ولم يخصص في خبره أنه سائلهم عن نوع من النعيم دون نوع ، بل عم بالخير في ذلك عن الجميع ، فهو سائلهم كما قال عن جميع النعيم ، لا عن بعض دون بعض .
قوله تعالى:" ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " روى مسلم في صحيحه" عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أوليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر ، فقال: (ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة)؟ قالا: الجوع يارسول الله. قال:(وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخركما، قوما)فقاما معه، فأتى رجلاً من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: مرحباً وأهلاً. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أين فلان)؟ قالت: يستعذب لنا من الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، ثم قال : الحمدلله! ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني. قال: فانطلق، فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا من هذه. وأخذ المدية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إياك والحلوب) فذبح لهم، فأكلوا من الشاة) ومن ذلك العذق، وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: (والذي نفسي بيده لتسألن عن نعيم هذا اليوم، يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم) " .خرجه الترمذي، وقال فيه :(هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة: ظل بارد، ورطب طيب، وماء بارد) وكنى الرجل الذي من الأنصار، فقال: أبو الهيثم بن التيهان. وذكر قصته.
قلت : اسم هذا الرجل الأنصاري مالك بن التيهان، ويكنى أبا الهيثم. وفي هذه القصة يقول عبدالله بن رواحة، يمدح بها أبا الهيثم بن التيهان:
فلم أر كالإسلام عزاً لأمة ولا مثل أضياف الإراشي معشرا
نبي وصديق وفاروق أمة وخير بني حواء فرعا وعنصرا
فوافوا لميقات وقدر قضية وكان قضاء الله قدرا مقدار
إلى رجل نجد يباري بجوده شموس الضحى جودا ومجدا ومفخرا
وفارس خلق الله في كل غارة إذا لبس القوم الحديد المسمرا
ففدى وحيا ثم أدنى قراهم فلم يقرهم إلا يقرهم إلا سميناً متمرا
و"قد ذكر أبو نعيم الحافظ، عن أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً، فخرجت إليه، ثم مر بأبي بكر فدعاه، فخرج إليه، فانطلق حتى دخل حائطاً لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: (أطعمنا بسرا) فجاء بعذق، فوضعه فأكلوا، ثم دعا بماء فشرب، فقال: (لتسألن عن هذا يوم القيامة) قال: وأخذ عمر العذق، فضرب به الأرض حتى تناثر البسر نحو وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله، إنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟ قال: (نعم إلا من ثلاث: كسرة يسد بها جوعته، أو ثوب يستر به عورته، أو جحر يأوي فيه من الحر والقر) " .
واختلف أهل التأويل في النعيم المسؤول عنه على عشرة أقوال:
أحدها: الأمن والصحة، قاله ابن مسعود. الثاني: الصحة والفراغ، قاله سعيد بن جبير. وفي البخاري عنه عليه السلام:
(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ). الثالث: الإدراك بحواس السمع والبصر، قاله ابن عباس. وفي التنزيل:" إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " [الإسراء:36] و"في الصحيح عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يؤتى بالعبد يوم القيامة، فيقول له: ألم أجعل لك سمعاً وبصراً، ومالاً وولداً...)، " الحديث. خرجه الترمذي وقال فيه: حديث حسن صحيح. الرابع: ملاذ المأكول والمشروب، قاله جابر بن عبدا لله الأنصاري. وحديث أبي هريرة يدل عليه. الخامس: أنه الغداء والعشاء، قاله الحسن. السادس: قول مكحول الشامي-: أنه شبع البطون، وبارد الشراب، وظلال المساكن، واعتدال الخلق، ولذة الخلق، ولذة النوم. ورواه زيد بن أسلم عن أبيه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لتسألن يومئذ عن النعيم " يعني عن شبع البطون....) فذكره. ذكره الماوردي، وقال: وهذا السؤال يعم الكافر والمؤمن، إلا أن سؤال المؤمن تبشير بأن يجمع له بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة. وسؤال الكافر تقريع أن قابل نعيم الدنيا بالكفر والمعصية. وقال قوم: هذا السؤال عن كل نعمة، إنما يكون في حق الكفار، فقد
"روي أن أبا بكر لما نزلت هذه الآية قال:
يا رسول الله، أرأيت أكله أكلتها معك في بيت أبي الهيثم بن التيهان، من خبز شعير ولحم وبسر قد ذنب، وماء عذب، أتخاف علينا أن يكون هذا من النعيم الذي نسأل عنه؟ فقال عليه السلام: (ذلك للكفار، ثم قرأ: " وهل نجازي إلا الكفور " [سبأ:17] " . ذكره القشيري أبو نصر. وقال الحسن : لايسأل عن النعيم إلا أهل النار. وقال القشيري: والجمع بين الأخبار: أن الكل يسألون، ولكن سؤال الكفار توبيخ، لأنه قد ترك الشكر. وسؤال المؤمن سؤال تشريف، لأنه شكر. وهذا النعيم في كل نعمة.
قلت: هذا القول حسن، لأن اللفظ يعم. وقد ذكر الفريابي قال: حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، في قوله تعالى:" ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قال: كل شيء من لذة الدنيا. وروى أبو الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إن الله تعالى ليعدد نعمة على العبد يوم القيامة، حتى يعد عليه: سألتني فلانة أن أزواجكها، فيسميها باسمها، فزوجتكها) وفي الترمذي عن أبي هريرة قال :
لما نزلت هذه الآية :" ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " قال الناس: يارسول الله، عن أي النعيم نسأل.؟ فإنما هما الأسودان والعدو حاضر، وسيوفنا على عواتقنا. قال : (إن ذلك سيكون). وعنه قال:
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن أول ما يسأل عنه يوم القيامة- يعني العبد- أن يقال له: ألم نصح لك جسمك، ونرويك من الماء البارد؟ "قال :" حديث ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(إذا كان يوم القيامة دعا الله بعبد من عباده، فيوقفه بين يديه، فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله)". والجاه من نعيم الدنيا لا محالة. وقال مالك رحمة الله: إنه صحة البدن، وطيب النفس. وهو القول السابع. وقيل: النوم مع الأمن والعافية. وقال سفيان بن عيينة: إن ما سد الجوع وستر العورة من خشن الطعام واللباس، لا يسأل عنه المرء يوم القيامة، وإنما يسأل عن النعيم. قال: والدليل عليه أن الله تعالى أسكن آدم الجنة. فقال له: " إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى "[طه:118-119] فكانت هذه الأشياء الأربعة-ما يسد به الجوع، وما يدفع به العطش، وما يستكن فيه من الحر، ويستر به عورته-لآدم عليه السلام بالإطلاق، لا حساب عليه فيها، لأنه لا بد له منها.
قلت : ونحو هذا ذكره القشيري أبو نصر، قال: إن مما لا يسأل عنه العبد لباساً يواري سوأته، وطعاماً يقيم صلبه، ومكاناً يكنه من الحر والبرد.
قلت : وهذا منتزع من قوله عليه السلام:
(ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وجلف الخبز والماء) خرجه الترمذي. وقال النضر بن شميل: جلف الخبز: ليس معه إدام. وقال محمد بن كعب: النعيم: هو ما أنعم الله علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم. وفي التنزيل : " لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم" [آل عمران:164] وقال الحسن أيضاً والمفضل: هو تخفيف الشرائع، وتسير القرآن، قال الله تعالى:" وما جعل عليكم في الدين من حرج" [الحج:78]، وقال تعالى:" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " [القمر:17].
قلت : وكل هذه نعم، فيسأل العبد عنها: هل شكر ذلك أم كفر. والأقوال المتقدمة أظهر. والله أعلم.
يقول تعالى: أشغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الاخرة وابتغائها, وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها.
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا زكريا بن يحيى الوقاد المصري حدثني خالد بن عبد الدائم عن ابن زيد بن أسلم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألهاكم التكاثر ـ عن الطاعة ـ حتى زرتم المقابر ـ حتى يأتيكم الموت" وقال الحسن البصري "ألهاكم التكاثر" في الأموال والأولاد, وفي صحيح البخاري في الرقاق منه وقال أخبرنا أبو الوليد , حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك عن أبي بن كعب قال كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت "ألهاكم التكاثر" يعني لو كان لابن آدم واد من ذهب. وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت قتادة يحدث عن مطرف يعني ابن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ""ألهاكم التكاثر" يقول ابن آدم مالي مالي, وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت ؟" ورواه مسلم والترمذي والنسائي من طريق شعبة به, وقال مسلم في صحيحه : حدثنا سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول العبد مالي مالي, وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو تصدق فاقتنى, وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس" تفرد به مسلم .
وقال البخاري : حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم , سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد: يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله" وكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث سفيان بن عيينة به, وقال الإمام أحمد : حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يهرم ابن آدم ويبقى منه اثنتان الحرص والأمل" أخرجاه في الصحيحين وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة الأحنف بن قيس واسمه الضحاك أنه رأى في يد رجل درهماً فقال: لمن هذا الدرهم ؟ فقال الرجل: لي, فقال: إنما هو لك إذا أنفقته في أجر أو ابتغاء شكر, ثم أنشد الأحنف متمثلاً قول الشاعر:
أنت للمال إذا أمسكته فإذا أنفقته فالمال لك
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة قال صالح بن حيان حدثني عن ابن بريدة في قوله: "ألهاكم التكاثر" قال: نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار في بني حارثة وبني الحارث تفاخروا وتكاثروا فقالت إحداهما فيكم مثل فلان بن فلان وفلان, وقال الاخرون مثل ذلك, تفاخروا بالأحياء ثم قالوا انطلقوا بنا إلى القبور فجعلت إحدى الطائفتين تقول: فيكم مثل فلان يشيرون إلى القبور, ومثل فلان, وفعل الاخرون مثل ذلك فأنزل الله " ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر " لقد كان لكم فيما رأيتم عبرة وشغل وقال قتادة : " ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر " كانوا يقولون: نحن أكثر من بني فلان, ونحن أعد من بني فلان, وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم, والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم, والصحيح أن المراد بقوله: زرتم المقابر أي صرتم إليها ودفنتم فيها, كما جاء في الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأعراب يعوده فقال: لابأس طهور إن شاء الله فقال: قلت طهور بل هي حمى تفور, على شيخ كبير, تزيره القبور, قال: فنعم إذن".
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني , أخبرنا حكام بن سالم الرازي عن عمرو بن أبي قيس عن الحجاج عن المنهال عن زر بن حبيش عن علي قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت " ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر " ورواه الترمذي عن أبي كريب عن حكام بن سالم به, وقال غريب. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا سلمة بن داود العرضي , حدثنا أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران قال: كنت جالساً عند عمر بن عبد العزيز فقرأ " ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر " فلبث هنيهة ثم قال: يا ميمون ما أرى المقابر إلا زيارة, وما للزائر بد من أن يرجع إلى منزله. وقال أبو محمد : يعني أن يرجع إلى منزله أي إلى جنة أو إلى نار, وهكذا ذكر أن بعض الأعراب سمع رجلاً يتلو هذه الاية: حتى زرتم المقابر, فقال بعث اليوم ورب الكعبة أي إن الزائر سيرحل من مقامه ذلك إلى غيره.
وقوله تعالى: "كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون" قال الحسن البصري هذا, و عيد , وقال الضحاك : "كلا سوف تعلمون" يعني أيها الكفار "ثم كلا سوف تعلمون" يعني أيها المؤمنون, وقوله تعالى: "كلا لو تعلمون علم اليقين" أي لو علمتم حق العلم لما ألهاكم التكاثر عن طلب الدار الاخرة حتى صرتم إلى المقابر, ثم قال: "لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين" هذا تفسير الوعيد المتقدم, وهو قوله: "كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون" توعدهم بهذا الحال, وهو رؤية أهل النار التي إذا زفرت زفرة واحدة خر كل ملك مقرب ونبي مرسل على ركبتيه من المهابة والعظمة ومعاينة الأهوال على ما جاء به الأثر المروي في ذلك, وقوله تعالى: "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" أي ثم لتسألن يومئذ عن شكر ما أنعم الله به عليكم من الصحة والأمن والرزق وغير ذلك ما إذا قابلتم به نعمه من شكره وعبادته.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا زكريا بن يحيى الجزار المقري , حدثنا عبد الله بن عيسى أبو خالد الجزار , حدثنا يونس بن عبيد عن عكرمة عن ابن عباس أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة فوجد أبا بكر في المسجد فقال: ما أخرجك هذه الساعة ؟ فقال: أخرجني الذي أخرجك يا رسول صلى الله عليه وسلم. قال: وجاء عمر بن الخطاب فقال: ما أخرجك يا ابن الخطاب ؟ قال أخرجني الذي أخرجكما, قال: فقعد عمر وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما ثم قال: هل بكما من قوة تنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان طعاماً وشراباً وظلاً ؟ قلنا: نعم. قال: مروا بنا إلى منزل ابن التيهان أبي الهيثم الأنصاري قال: فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا فسلم واستأذن ثلاث مرات, و أم الهيثم من وراء الباب تسمع الكلام تريد أن يزيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلام, فلما أراد أن ينصرف خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم فقالت: يا رسول الله قد والله سمعت تسليمك ولكن أردت أن تزيدني من سلامك, فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيراً ثم قال: أين أبو الهيثم لا أراه ؟ قالت: يا رسول الله هو قريب ذهب يستعذب الماء, ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله فبسطت بساطاً تحت شجرة, فجاء أبو الهيثم ففرح بهم وقرت عيناه بهم, فصعد على نخلة فصرم لهم أعذاقاً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك يا أبا الهيثم فقال: يا رسول الله تأكلون من بسره ومن رطبه ومن تذنوبه, ثم أتاهم بماء فشربوا عليه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا من النعيم الذي تسألون عنه", هذا غريب من هذا الوجه.
وقال ابن جرير : حدثني الحسين بن علي الصدائي , حدثنا الوليد بن القاسم عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " بينما أبو بكر وعمر جالسان إذ جاءهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أجلسكما ههنا ؟ قالا: والذي بعثك بالحق ما أخرجنا من بيوتنا إلا الجوع. قال: والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار, فاستقبلتهم المرأة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أين فلان ؟ فقالت: ذهب يستعذب لنا ماء, فجاء صاحبهم يحمل قربته فقال: مرحباً, ما زار العباد شيء أفضل من نبي زارني اليوم, فعلق قربته بقرب نخلة وانطلق فجاءهم بعذق, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا كنت اجتنيت ؟ فقال: أحببت أن تكونوا الذين تختارون على أعينكم, ثم أخذ الشفرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إياك والحلوب فذبح لهم يومئذ فأكلوا, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لتسألن عن هذا يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا فهذا من النعيم" ورواه مسلم من حديث يزيد بن كيسان به, ورواه أبو يعلى وابن ماجه من حديث المحاربي عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بكر الصديق به, وقد رواه أهل السنن الأربعة من حديث عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه بنحو من هذا السياق وهذه القصة.
وقال الإمام أحمد : حدثنا سريج , حدثنا حشرج عن أبي نضرة عن أبي عسيب , يعني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً فمر بي فدعاني فخرجت إليه, ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج إليه, ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه, فانطلق حتى دخل حائطاً لبعض الأنصار فقال لصاحب الحائط: أطعمنا بسراً فجاء بعذق فوضعه فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم دعا بماء بارد فشرب وقال: لتسألن عن هذا يوم القيامة قال: فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله إنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة ؟ قال: نعم إلا من ثلاثة: خرقة لف بها الرجل عورته, أو كسرة سد بها جوعته, أو جحر يدخل فيه من الحر والقر" تفرد به أحمد , وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد , حدثنا حماد , حدثنا عمار سمعت جابر بن عبد الله يقول: " أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رطباً وشربوا ماء, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا من النعيم الذي تسألون عنه" ورواه النسائي من حديث حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن جابر به, وقال الإمام أحمد : حدثنا أحمد حدثنا يزيد , حدثنا محمد بن عمرو عن صفوان بن سليم عن محمود بن الربيع قال: لما نزلت "ألهاكم التكاثر" فقرأ حتى بلغ "لتسألن يومئذ عن النعيم" قالوا: " يا رسول الله عن أي نعيم نسأل ؟ وإنما هما الأسودان الماء والتمر, وسيوفنا على رقابنا والعدو حاضر فعن أي نعيم نسأل ؟ قال: أما إن ذلك سيكون".
وقال أحمد : حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو , حدثنا عبد الله بن سليمان , حدثنا معاذ بن عبد الله بن حبيب , عن أبيه عن عمه قال " كنا في مجلس فطلع علينا لنبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه أثر ماء, فقلنا يا رسول الله نراك طيب النفس, قال: أجل ثم خاض الناس في ذكر الغنى, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لابأس بالغنى لمن اتقى الله والصحة لمن اتقى الله خير من الغنى وطيب النفس من النعيم" ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد عن عبد الله بن سليمان به. وقال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد , حدثنا شبابة عن عبد الله بن العلاء عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عزرب الأشعري قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: " قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أول ما يسأل عنه ـ يعني يوم القيامة ـ العبد من النعيم أن يقال له ألم نصح لك بدنك ونروك من الماء البارد ؟" تفرد به ا لترمذي ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبير به.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا مسدد , حدثنا سفيان عن محمد بن عمرو , عن يحيى بن حاطب عن عبد الله بن الزبير قال: قال الزبير : " لما نزلت "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" قالوا يا رسول الله لأي نعيم نسأل عنه وإنما هما الأسودان التمر والماء قال: إن ذلك سيكون" وقد رواه الترمذي وابن ماجه من حديث سفيان هو ابن عيينة به ورواه أحمد عنه وقال الترمذي حسن وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الظهراني حدثنا حفص بن عمر العدني عن الحكم بن أبان عن عكرمة قال لما نزلت هذه الاية "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" قال الصحابة: " يا رسول الله, وأي نعيم نحن فيه وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير ؟" فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم قل لهم أليس تحتذون النعال وتشربون الماء البارد ؟ فهذا من النعيم.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا إبراهيم بن موسى , أخبرنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني عن ابن أبي ليلى أظنه عن عامر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" قال الأمن والصحة" وقال زيد بن أسلم " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" يعني شبع البطون وبارد الشراب وظلال المساكن واعتدال الخلق ولذة النوم " , ورواه ابن أبي حاتم بإسناده المتقدم عنه في أول السورة. وقال سعيد بن جبير : حتى عن شربة عسل وقال مجاهد : عن كل لذة من لذات الدنيا, وقال الحسن البصري : من النعيم الغداء والعشاء. وقال أبو قلابة . من النعيم أكل السمن والعسل بالخبز النقي وقول مجاهد أشمل هذه الأقوال. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" قال: النعيم صحة الأبدان والأسماع والأبصار يسأل الله العباد فيما استعملوها وهو أعلم بذلك منهم وهو قوله تعالى: "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً".
وثبت في صحيح البخاري وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" ومعنى هذا أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين لا يقومون بواجبهما ومن لا يقوم بحق ما وجب عليه فهو مغبون. وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا القاسم بن محمد بن يحيى المروزي , حدثنا علي ين الحسين بن شقيق , حدثنا أبو حمزة عن ليث عن أبي فزارة , عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فوق الإزار وظل الحائط والخبز, يحاسب به العبد يوم القيامة أو يسأل عنه " ثم قال: لا نعرفه إلا بهذا الإسناد. وقال الإمام أحمد : حدثنا بهز وعفان قالا: حدثنا حماد , قال عفان في حديثه, قال إسحاق بن عبد الله عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل ـ قال عفان يوم القيامة ـ يا ابن آدم حملتك على الخيل والإبل وزوجتك النساء وجعلتك تربع وترأس فأين شكر ذلك ؟" تفرد به من هذا الوجه. آخر تفسير سورة التكاثر, ولله الحمد والمنة.
8- "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" أي عن نعيم الدنيا الذي ألهاكم عن العمل للآخرة. قال قتادة: يعني كفار مكة كانوا في الدنيا في الخير والنعمة، فيسألون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه، ولم يشكروا رب النعم حيث عبدوا غيره وأشركوا به. قال الحسن: لا يسأل عن النعيم إلا أهل النار. وقال قتادة: إن الله سبحانه سائل كل ذي نعمة عما أنعم عليه، وهذا هو الظاهر، ولا وجه لتخصيص النعيم بفرد من الأفراد، أو نوع من الأنواع لأن تعريفه للجنس أو الاستغراق، ومجرد السؤال لا يستلزم تعذيب المسؤول على النعمة التي يسأل عنها، فقد يسأل الله المؤمن عن النعم التي أنعم بها عليه فيم صرفها، وبم عمل فيها؟ ليعرف تقصيره وعدم قيامه بما يجب عليه من الشكر، وقيل السؤال عن الأمن والصحة، وقيل عن الصحة والفراغ، وقيل عن الإدراك بالحواس، وقيل عن ملاذ المأكون والمشروب، وقيل عن الغداء والعشاء، وقيل عن بارد الشراب وظلال المساكن، وقيل عن اعتدال الخلق، وقيل عن لذة النون، والأولى العموم كما ذكرنا.
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن أبي بردة في قوله: "ألهاكم التكاثر" قال: نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار في بني حارثة وبني الحارث تفاخروا وتكاثروا، فقالت إحداهما: فيكم مثل فلان وفلان. وقال الآخرون مثل ذلك، تفاخروا بالأحياء. ثم قالوا: انطلقوا بنا إلى القبور، فجعلت إحدى الطائفتين تقول: فيكم مثل فلان يشيرون إلى القبر، ومثل فلان، وفعل الآخرون كذلك، فأنزل الله " ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر " لقد كان لكم فيما زرتم عبرة وشغل. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "ألهاكم التكاثر" قال: في الأموال والأولاد. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ألهاكم التكاثر يعني عن الطاعة "حتى زرتم المقابر" يقول: حتى يأتيكم الموت "كلا سوف تعلمون" يعني لو قد دخلتم قبوركم "ثم كلا سوف تعلمون" يقول: لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم "كلا لو تعلمون علم اليقين" قال: لو قد وقفتم على أعمالكم بين يدي ربكم "لترون الجحيم" وذلك أن الصراط يوضع وسط جهنم، فناج مسلم ومخدوش مسلم ومكدوش في نار جهنم "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" يعني شبع البطون وبارد [المشرب] وظلال المساكن واعتدال الخلق ولذة النوم. وأخرج ابن مردويه عن عياض بن غنم مرفوعاً نحوه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" قال: صحة الأبدان والأسماع والأبصار، وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً" وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" قال: الأمن والصحة. وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب قال: النعيم العافية. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في الآية قال: من أكل خبز البر وشرب ماء الفرات مبرداً وكان له منزل يسكنه، فذلك من النعيم الذي يسأل عنه. وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآية: أكل خبز البر والنوم في الظل وشرب ماء الفرات مبرداً. ولعل رفع هذا لا يصح، فربما كان من قول أبي الدرداء. وأخرج أحمد في الزهد وابن مردويه عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية قال: "ناس من أمتي يعقدون السمن والعسل بالنقي فيأكلونه" وهذا مرسل. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما نزلت هذه الآية. قال الصحابة: يا رسول الله إي نعيم نحن فيه؟ وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير، فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن قل لهم: أليس تحتذون النعال، وتشربون الماء البارد، فهذا من النعيم. وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وأحمد وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن محمود بن لبيد قال: لما نزلت "ألهاكم التكاثر" فقرأ حتى بلغ "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" قالوا: يا رسول الله أي نعيم نسأل عنه؟ وإنما هما الأسودان: الماء والتمر، وسيوفنا على رقابنا، والعدو حاضر، فعن أي نعيم نسأل؟ قال: "أما إن ذلك سيكون" وأخرجه عبد بن حميد والترمذي وابن مردويه من حديث أبي هريرة. وأخرجه أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن المنذر وابن مردويه من حديث الزبير بن العوام. وأخرجه أحمد في الزهد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن حبان وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يسأل العبد عنه يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسدك ونروك من الماء البارد؟". وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن جابر بن عبد الله قال: "جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فأطعمناهم رطباً وسقيناهم ماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا من النعيم الذي تسألون عنه". وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي من حديث جابر بن عبد الله نحوه. وأخرج مسلم وأهل السنن وغيرهم عن أبي هريرة قالا: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: ما أخرجكما من بيوتكما الساعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله، قال: والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما فقوما، فقاما معه، فأتى رجلاً من الأنصار فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: مرحبا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين فلان؟ قالت: انطلق يستعذب لنا الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فقال: الحمد لله ما أحد اليوم أكم أضيافاً مني، فانطلق فجاء بعذق فيه بسر وتمر، فقال: كلوا من هذا وأخذ المدية، فقال له رسول الله: أياك والحلوب، فذبح لهم فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العذق وشربوا، فلما شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: والذي نفسي بيده لنسألن عن هذا النعيم يوم القيامة" وفي الباب أحاديث اهـ..
8- " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم "، قال مقاتل: يعني كفار مكة، كانوا في الدنيا في الخير والنعمة، فيسألون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه، ولم يشكروا رب النعيم حيث عبدوا غيره، ثم يعذبون على ترك الشكر، هذا قول الحسن.
وعن ابن مسعود رفعه قال: " لتسألن يومئذ عن النعيم " قال: الأمن والصحة.
وقال قتادة: إن الله يسأل كل ذي نعمة عما أنعم عليه:
أخبرنا أبو بكر بن أبي الهيثم الترابي، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، حدثنا إبراهيم بن خزيم الشاشي، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا شبابة عن عبد الله بن العلاء عن الضحاك بن عرزم الأشعري قال: سمعت أبا هريرة يقول: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول ما يسأل العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح جسمك؟ ونروك من الماء البارد".
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا محمد بن إسماعيل، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شيبان أبو معاوية، حدثنا عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟ فقال: خرجت لألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر إلى وجهه وللتسليم عليه، فلم يلبث أن جاء عمر، فقال: ما جاء بك يا عمر؟ قال: الجوع يا رسول الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا قد وجدت بعض ذلك، فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري، وكان رجلاً كثير النخل والشاء، ولم يكن له خدم، فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحبك؟ فقالت: انطلق ليستعذب لنا الماء، فلم يلبثوا أن جاء / أبو الهيثم بقربة يزعبها ماءً فوضعها، ثم جاء يلتزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفديه بأبيه وأمه، ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطاً، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفلا تنقيت لنا من رطبه وبسره، فقال: يا رسول الله إني أردت أن تخيروا أو قال: أن تختاروا من رطبه وبسره، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة، ظل بارد، ورطب طيب، وماء بارد، فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاماً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تذبحن ذات در، فذبح لهم عناقاً أو جدياً فأتاهم بها، فأكلوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك خادم؟ قال: لا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا أتانا سبي فأتنا، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اختر منهما، فقال: يا نبي الله اختر لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، إن المستشار مؤتمن، خذ هذا، فإني رأيته يصلي، واستوص به معروفاً فانطلق به أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت امرأته: ما أنت ببالغ فيه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تعتقه، قال: فهو عتيق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبياً ولا خليفة إلا وله بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالاً، ومن يوق بطانة السوء فقد وقي".
وروي عن ابن عباس قال: النعيم: صحة الأبدان والأسماع والأبصار، يسأل الله العبيد فيم استعملوها؟ وهو أعلم بذلك منهم، وذلك قوله: " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " (الإسراء- 36).
وقال عكرمة: عن الصحة والفراغ.
وقال سعيد بن جبير: عن الصحة والفراغ والمال.
أخبرنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا الحسين بن الحسن بمكة، حدثنا عبد الله بن المبارك والفضل بن موسى، قالا: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه، عن ابن عباس قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ".
قال محمد بن كعب: يعني عما أنعم عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو العالية: عن الإسلام والسنن. وقال الحسين بن الفضل: تخفيف الشرائع وتيسير القرآن.
8-" ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " الذي ألهاكم ،والخطاب مخصوص بكل من ألهاه دنياه عن دينه و " النعيم " بما يسغله للقرينة والنصوص الكثيرة كقوله : " من حرم زينة الله " " كلوا من الطيبات " وقيل يعمان إذ كل يسأل عن شكره .وقيل الآية مخصوصة بالكفار .
عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ ألهاكم لم يحاسبه الله سبحانه وتعالى بالنعيم الذي أنعم به عليه في دار الدنيا ، وأعطي من الأجر كأنما قرأ ألف آية " .
8. Then, on that day, ye will be asked concerning pleasure.
8 - Then, shall ye be questioned that Day about the joy (ye indulged in!)