79 - (فتوكل على الله) ثق به (إنك على الحق المبين) الدين البين فالعاقبة لك بالنصر على الكفار ثم ضرب أمثالا لهم بالموتى وبالصم وبالعمي
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ففوض إلى الله يا محمد أمورك، وثق به فيها، فإنه كافيك " إنك على الحق المبين " لمن تأمله، وفكر ما فيه بعقل، وتدبره بفهم، أنه الحق، دون ما عليه اليهود والنصارى المختلفون من بني إسرائيل، ودون ما عليه أهل الأوثان المكذبوك فيما أتيتهم به من الحق، يقول: فلا يحزنك تكذيب من كذبك، وخلاف من خالفك، وامض لأمر ربك الذي بعثك به.
قوله تعالى : " فتوكل على الله " أي فوض إليه أمرك واعتمد عليه ، فإنه ناصرك . " إنك على الحق المبين " أي الظاهر . وقيل : المظهر لمن تدبر وجه الصواب .
يقول تعالى مخبراً عن كتابه العزيز وما اشتمل عليه من الهدى والبيان والفرقان أنه يقص على بني إسرائيل وهم حملة التوراة والإنجيل "أكثر الذي هم فيه يختلفون" كاختلافهم في عيسى وتباينهم فيه فاليهود افتروا والنصارى غلوا فجاء القرآن بالقول الوسط الحق العدل أنه عبد من عباد الله وأنبيائه ورسله الكرام, عليه أفضل الصلاة والسلام, كما قال تعالى: "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون", وقوله "وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين" أي هدى لقلوب المؤمنين به ورحمة لهم في العمليات.
ثم قال تعالى: "إن ربك يقضي بينهم" أي يوم القيامة "بحكمه وهو العزيز" أي في انتقامه "العليم" بأفعال عباده وأقوالهم "فتوكل على الله" أي في جميع أمورك وبلغ رسالة ربك "إنك على الحق المبين" أي أنت على الحق المبين وإن خالفك من خالفك ممن كتبت عليه الشقاوة وحقت عليهم كلمة ربك أنهم لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية, ولهذا قال تعالى: "إنك لا تسمع الموتى" أي لا تسمعهم شيئاً ينفعهم, فكذلك هؤلاء على قلوبهم غشاوة وفي آذانهم وقر الكفر, ولهذا قال تعالى: " ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون " أي إنما يستجيب لك من هو سميع بصير, السمع والبصر النافع في القلب والبصيرة, الخاضع لله ولما جاء عنه على ألسنة الرسل عليهم السلام.
ثم أمره سبحانه بالتوكل وقلة المبالاة، فقال: 79- "فتوكل على الله" والفاء لترتيب الأمر على ما تقدم ذكره، والمعنى: فوض إليه أمرك واعتمد عليه فإنه ناصرك. ثم علل ذلك بعلتين: الأولى قوله: "إنك على الحق المبين" أي الظاهر، وقيل المظهر.
79- "فتوكل على الله إنك على الحق المبين"، البين.
79 -" فتوكل على الله " ولا تبال بمعاداتهم . " إنك على الحق المبين " وصاحب الحق حقيق بالوثوق بحفظ الله ونصره .
79. Therefor (O Muhammad) put thy trust in Allah, for thou (standest) on the plain Truth.
79 - So put thy trust in God: for thou art on (the Path of) manifest Truth.