78 - (إن ربك يقضي بينهم) كغيرهم يوم القيامة (بحكمه) أي عدله (وهو العزيز) الغالب (العليم) بما يحكم به فلا يمكن أحدا مخالفته كما خالف الكفار في الدنيا أنبياءه
" إن ربك يقضي بينهم " يقول: إن ربك يقضي بين المختلفين من بني إسرائيل بحكمه فيهم، فينتقم من المبطل منهم، ويجازي المحسن منهم المحق بجزائه " وهو العزيز العليم " يقول: وربك العزيز في انتقامه من المبطل منه ومن غيرهم، لا يقدر أحد على منعه من الانتقام منه إذا انتقم، العليم بالمحق المحسن من هؤلاء المختلفين من بني إسرائيل فيما اخلتفوا فيه، ومن غيرهم من المبطل الضال عن الهدى.
قوله تعالى : " العليم " الذي لا يخفى عليه شيء .
يقول تعالى مخبراً عن كتابه العزيز وما اشتمل عليه من الهدى والبيان والفرقان أنه يقص على بني إسرائيل وهم حملة التوراة والإنجيل "أكثر الذي هم فيه يختلفون" كاختلافهم في عيسى وتباينهم فيه فاليهود افتروا والنصارى غلوا فجاء القرآن بالقول الوسط الحق العدل أنه عبد من عباد الله وأنبيائه ورسله الكرام, عليه أفضل الصلاة والسلام, كما قال تعالى: "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون", وقوله "وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين" أي هدى لقلوب المؤمنين به ورحمة لهم في العمليات.
ثم قال تعالى: "إن ربك يقضي بينهم" أي يوم القيامة "بحكمه وهو العزيز" أي في انتقامه "العليم" بأفعال عباده وأقوالهم "فتوكل على الله" أي في جميع أمورك وبلغ رسالة ربك "إنك على الحق المبين" أي أنت على الحق المبين وإن خالفك من خالفك ممن كتبت عليه الشقاوة وحقت عليهم كلمة ربك أنهم لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية, ولهذا قال تعالى: "إنك لا تسمع الموتى" أي لا تسمعهم شيئاً ينفعهم, فكذلك هؤلاء على قلوبهم غشاوة وفي آذانهم وقر الكفر, ولهذا قال تعالى: " ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون " أي إنما يستجيب لك من هو سميع بصير, السمع والبصر النافع في القلب والبصيرة, الخاضع لله ولما جاء عنه على ألسنة الرسل عليهم السلام.
78- "إن ربك يقضي بينهم بحكمه" أي يقضي بين المختلفين من بني إسرائيل بما يحكم به من الحق فيجازي المحق ويعاقب المبطل، وقيل يقضي بينهم في الدنيا فيظهر ما حرفوه. قرأ الجمهور "بحكمه" بضم الحاء وسكون الكاف. وقرأ جناح بكسرها وفتح الكاف جمع حكمة "وهو العزيز العليم" العزيز الذي لا يغالب، والعليم بما يحكم به، أو الكثير العلم.
78- "إن ربك يقضي"، يفصل، "بينهم"، أي: بين المختلفين في الدين يوم القامة، "بحكمه"، الحق، "وهو العزيز"، المنيع فلا يرد له أمر، "العليم"، بأحوالهم فلا يخفى عليه شيء.
78 -" إن ربك يقضي بينهم " بين بني إسرائيل . " بحكمه " بما يحكم به وهو الحق ، أو بحكمته ويدل عليه أن قرئ بحكمه . " وهو العزيز " فلا يرد قضاؤه . " العليم " بحقيقة ما يقضى فيه ، وحكمه .
78. Lo! thy Lord will judge between them of His wisdom, and He is the Mighty, the Wise.
78 - Verily thy Lord will decide between them by His Decree: and He is Exalted in Might, All Knowing.