73 - (وجعلناهم أئمة) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء يقتدى بهم في الخير (يهدون) الناس (بأمرنا) إلى ديننا (وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) أي أن تفعل وتقام وتؤتى منهم ومن أتباعهم وحذف هاء إقامة تخفيف (وكانوا لنا عابدين)
القول في تأويل قوله تعالى : " و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و كانوا لنا عابدين " .
قوله تعالى: " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا " أي رؤساء يقتدى بهم في الخيرات وأعمال الطاعات. ومعنى " بأمرنا " أي بما أنزلنا عليهم من الوحي والأمر والنهي، فكأنه قال يهدون بكتابنا. وقيل: المعنى يهدون الناس إلى ديننا بأمرنا إياهم بإرشاد الخلق، ودعائهم إلى التوحيد. " وأوحينا إليهم فعل الخيرات " أي أن يفعلوا الطاعات. " وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين " أي مطيعين.
يقول تعالى مخبراً عن إبراهيم أنه سلمه الله من نار قومه وأخرجه من بين أظهرهم مهاجراً إلى بلاد الشام, إلى الأرض المقدسة منها. كما قال الربيع بن أنس عن أبي العالية , عن أبي بن كعب في قوله: "إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" قال: الشام وما من ماء عذب إلا يخرج من تحت الصخرة, وكذا قال أبو العالية أيضاً وقال قتادة : كان بأرض العراق, فأنجاه الله إلى الشام, وكان يقال للشام عماد دار الهجرة, وما نقص من الأراضي زيد في الشام, وما نقص من الشام زيد في فلسطين, وكان يقال: هي أرض المحشر والمنشر, وبها ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام, وبها يهلك المسيح الدجال.
وقال كعب الأحبار في قوله: "إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" إلى حران. وقال السدي : انطلق إبراهيم ولوط قبل الشام, فلقي إبراهيم سارة وهي ابنة ملك حران وقد طعنت على قومها في دينهم, فتزوجها على أن لا يغيرها, رواه ابن جرير , وهو غريب, والمشهور أنها ابنة عمه, وأنه خرج بها مهاجراً من بلاده. وقال العوفي عن ابن عباس : إلى مكة, ألا تسمع إلى قوله: " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ".
وقوله: "ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة" قال عطاء ومجاهد وعطية وقال ابن عباس وقتادة والحكم بن عيينة : النافلة ولد الولد, يعني أن يعقوب ولد إسحاق, كما قال: "فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب". وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : سأل واحداً, فقال "رب هب لي من الصالحين" فأعطاه الله إسحاق وزاده يعقوب نافلة, "وكلاً جعلنا صالحين" أي الجميع أهل خير وصلاح, "وجعلناهم أئمة" أي يقتدى بهم, "يهدون بأمرنا" أي يدعون إلى الله بإذنه, ولهذا قال: "وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة" من باب عطف الخاص على العام, "وكانوا لنا عابدين" أي فاعلين لما يأمرون الناس به, ثم عطف بذكر لوط, وهو لوط بن هاران بن آزر. كان قد آمن بإبراهيم عليه السلام واتبعه وهاجر معه, كما قال تعالى: "فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي" فآتاه الله حكماً وعلماً, وأوحى إليه وجعله نبياً وبعثه إلى سدوم وأعمالها, فخالفوه وكذبوه, فأهلكهم الله ودمر عليهم, كما قص خبرهم في غير موضع من كتابه العزيز, ولهذا قال: "ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين * وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين".
73- "وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا" أي رؤساء يقتدى بهم في الخيرات وأعمال الطاعات ومعنى بأمرنا بأمرنا لهم بذلك: أي بما أنزلنا عليهم من الوحي "وأوحينا إليهم فعل الخيرات" أي أن يفعلوا الطاعات، وقيل المراد بالخيرات شرائع النبوات "وكانوا لنا عابدين" أي كانوا لنا خاصة دون غيرنا مطيعين، فاعلين لما نأمرهم به، تاركين ما ننهاهم عنه.
73. " وجعلناهم أئمة "، يقتدى بهم في الخير، " يهدون بأمرنا "، يدعون الناس إلى ديننا، " وأوحينا إليهم فعل الخيرات "، العمل بالشرائع، " وإقام الصلاة "، يعني: المحافظة عليها، " وإيتاء الزكاة "، إعطاءها، " وكانوا لنا عابدين "، موحدين.
73ـ " وجعلناهم أئمةً " يقتدى بهم . " يهدون " الناس إلى الحق . " بأمرنا " لهم بذلك وإرسالنا إياهم حتى صاروا مكملين . " وأوحينا إليهم فعل الخيرات " ليحثوهم عليها فيتم كمالها بانضمام العمل إلى العلم ، وأصله أن تفعل الخيرات ثم فعلا الخيرات ثم " فعل الخيرات " وكذلك قوله : " وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة " وهو من عطف الخاص على العام للتفضيل ، وحذفت تاء الإقامة المعوضة من إحدى الألفين لقيام المضاف إليه مقامها . " وكانوا لنا عابدين " موحدين مخلصين في العبادة ولذلك قدم الصلة.
73. And We made them chiefs who guide by Our command, and We inspired in them the doing of good deeds and the right establishment of worship and the giving of alms and they were worshippers of Us (alone).
73 - And we made them leaders, guiding (men) by our command, and we sent them inspiration To do good deeds, To establish regular prayers, and to practise regular charity; and they constantly served Us (and us only).