7 - (يخرج من بين الصلب) للرجل (والترائب) للمرأة وهي عظام الصدر
وقوله : " يخرج من بين الصلب والترائب " يقول : يخرج من بين ذلك ، ومعنى الكلام منهما ، كما يقال : سيخرج من بين هذين الشيئين خير كثير ، بمعنى : يخرج منهما .
واختلف أهل التأويل في معنى الترائب وموضعها ، فقال بعضهم : الترائب : موضع القلادة من صدر المرأة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني عبد الرحمن بن الأسود الطفاوي ، قال : ثنا محمد بن ربيعة ، عن سلمة بن سابور ، عن عطية العوفي ، عن ابن عباس " الصلب والترائب " قال : الترائب : موضع القلادة .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله " يخرج من بين الصلب والترائب " يقول : من بين ثديي المرأة .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال : سئل عكرمة عن الترائب ، فقال : هذه ، ووضع يده على صدره بين ثدييه .
حدثني ابن المثنى ، قال : ثني سلم بن قتيبة ، قال : ثني عبد الله بن النعمان الحداني أنه سمع عكرمة يقول : " يخرج من بين الصلب والترائب " قال : صلب الرجل ، وترائب المرأة .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن شريك ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، قال : الترائب : الصدر .
قال : ثنا ابن يمان ، عن مسعر ، عن الحكم ، عن أبي عياض ، قال : الترائب : الصدر .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن هب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " يخرج من بين الصلب والترائب " قال : الترائب : الصدر ، وهذا الصلب ، وأشار إلى ظهره .
وقال آخرون : الترائب : ما بين المنكبين والصدر .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن إسرائيل ، عن ثوير ، عن مجاهد ، قال " الترائب " ما بين المنكبين والصدر .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " الترائب " قال : أسفل من التراقي .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، قال : الصلب للرجل ، والترائب للمرأة ، والترائب فوق الثديين .
وقال آخرون : هو اليدان والرجلان والعينان .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله " يخرج من بين الصلب والترائب " قال : فالترائب أطراف الرجل واليدان والرجلان والعينان ، فتلك الترائب .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي روق ، عن الضحاك " يخرج من بين الصلب والترائب " قال : الترائب : اليدان والرجلان .
قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، قال : قال غيره : الترائب : ماء المرأة وصلب الرجل .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " يخرج من بين الصلب والترائب " : عيناه ويداه ورجلاه .
وقال آخرون : معنى ذلك ، أنه يخرج من بين صلب الرجل ونحره .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " يخرج من بين الصلب والترائب " يقول : يخرج من بين صلب الرجل ونحره .
وقال آخرون : هي الأضلاع التي أسفل الصلب .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن أشهث ، عن جعفر ، عن سعيد ، في قوله " يخرج من بين الصلب والترائب " قال : الترائب : الأضلاع التي أسفل الصلب .
وقال آخرون : هي عصارة القلب .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني الليث أن معمر بن أبي حبيبة المديني حدثه ، أنه بلغه في قول الله " يخرج من بين الصلب والترائب " قال : هو عصارة القلب ، ومنه يكون الولد .
والصواب من القول في ذلك عندنا : قول من قال : هو موضع القلادة من المرأة ، حيث تقع عليه من صدرها ، لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب ، وبه جاءت أشعارهم ، قال المثقب العبدي :
ومن ذهب يسن على تريب كلون العاج لين بذي غضون
وقال آخر :
والزعفران على ترائبها شرقاً به اللبات والنحر
قوله تعالى:" يخرج" أي هذا الماء" من بين الصلب" أي الظهر. وفيه لغات أربع: صلب، وصلب- وقرئ بهما- وصلب(بفتح اللام)، وصالب(على وزن قالب)، ومنه قول العباس:
تنقل من صالب إلى رحم
" والترائب": أي الصدر، الواحدة: تريبة، وهي موضع القلادة من الصدر. قال:
مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل
والصلب من الرجل، والترائب من المرأة. قال ابن عباس: الترائب: موضع القلادة. وعنه: ما بين ثدييها، وقال عكرمة. وروي عنه: يعني ترائب المرأة: اليدين والرجلين والعينين، وبه قالالضحاك. وقال سعيد بن جبير: هو الجيد. مجاهد: هو ما بين المنكبين والصدر. وعنه: الصدر. وعنه: التراقي. وعن ابن جبير عن ابن عباس: الترائب: أربع أضلاع من هذا الجانب. وحكى الزجاج: أن الترائب أربع أضلاع من يمنة الصدر، وأربع أضلاع من يسرة الصدر. وقال معمر بن أبي حبيبة المدني: الترائب عصارة القلب، ومنها يكون الولد. والمشهور من كلام العرب: أنها عظام الصدر والنحر. وقال دريد بن الصمة:
فإن تدبروا نأخذكم في ظهوركم وإن تقبلوا نأخذكم في الترائب
وقال آخر:
وبدت كأن ترائبا من نحرها جمر الغضى في ساعد تتوقد
وقال آخر:
والزعفران على ترائبها شرق به اللبات والنحر
وعن عكرمة: الترائب: الصدر، ثم أنشد:
نظام در على ترائبها
وقال ذو الرمة:
ضرجن البرود عن ترائب حرة
أي شققن. ويروى((ضرجن)) بالحاء، أي ألقين. وفي الصحاح: والتربية: واحدة الترائب، وهي عظام الصدر، ما بين الترقوة والثندوة.
قال الشاعر:
أشرف ثدياها على التريب
وقال المثقب العبدي:
ومن ذهب يسن على تريب كلون العاج ليس بذي غضون
عن غير الجوهري: الثندوة للرجل: بمنزلة الثدي للمرأة. وقال الأصمعي: مغرز الثدي. وقال ابن السكيت: هي اللحم حول الثدي، إذا ضممت أولها همزت، وإذا فتحت لم تهمز. وفي التفسير: يخلق من ماء الرجل الذي يخرج من صلبه العظم والعصب. ومن ماء المرأة الذي يخرج من ترائبها اللحم والدم، وقاله الأعمش. وقد تقدم. وقيل: إن ماء الرجل ينزل من الدماغ، ثم يجتمع في الأنثيين. وهذا لا يعارض قوله:((من بين الصلب))، لأنه إن نزل من الدماغ، فإنما يمر بين الصلب والترائب. وقال قتادة : المعنى ويخرج من صلب الرجل وترائب المرأة. وحكى الفراء أن مثل هذا يأتي عن العرب، وعليه فيكون معنى من بين الصلب: من الصلب. وقال الحسن: المعنى، يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل، ومن صلب المرأة وترائب المرأة. ثم إنا نعلم أن النظفة من جميع أجزاء البدن، ولذلك يشبه الرجل والديه كثيراً. وهذه الحكمة في غسل جميع الجسد من خروج المني.
وأيضاً المكثر من الجماع يجد وجعاً في ظهره وصلبه، وليس ذلك إلا لخلو صلبه عما كان محتبساً من الماء. وروى إسماعيل عن أهل مكة((يخرج من بين الصلب)) بضم اللام. ورويت عن عيسى الثقفي. حكاه المهدوي وقال: من جعل من المني يخرج من بين صلب الرجل وترائبه، فالضمير في ((يخرج)) للماء. ومن جعله من بين صلب الرجل وترائب المرأة، فالضمير للإنسان. وقرئ ((الصلب))، بفتح الصاد واللام. وفيه أربع لغات: صلب وصلب وصلب وصالب قال العجاج:
في صلب مثل العنان المؤدم
وفي مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
تنقل من صالب إلى رحم
يقسم تبارك وتعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة ولهذا قال تعالى: " والسماء والطارق " ثم قال: "وما أدراك ما الطارق" ثم فسره بقوله: "النجم الثاقب" قال قتادة وغيره: إنما سمي النجم طارقاً لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار, ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح نهى أن يطرق الرجل أهله طروقاً أي يأتيهم فجأة بالليل, وفي الحديث الاخر المشتمل على الدعاء "إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن". وقوله تعالى: "الثاقب" قال ابن عباس : المضيء وقال السدي : يثقب الشياطين إذا أرسل عليها, وقال عكرمة : هو مضيء ومحرق للشيطان.
وقوله تعالى: "إن كل نفس لما عليها حافظ" أي كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الافات كما قال تعالى: "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله". وقوله تعالى: " فلينظر الإنسان مم خلق " تنبيه للإنسان على ضعف أصله الذي خلق منه وإرشاد له إلى الاعتراف بالمعاد, لأن من قدر على البداءة فهو قادر على الإعادة بطريق الأولى كما قال تعالى: "وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه" وقوله تعالى: "خلق من ماء دافق" يعني المني يخرج دفقاً من الرجل والمرأة, فيتولد منهما الولد, بإذن الله عز وجل, ولهذا قال: "يخرج من بين الصلب والترائب" يعني صلب الرجل وترائب المرأة وهو صدرها. وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس "يخرج من بين الصلب والترائب " صلب الرجل وترائب المرأة أصفر رقيق لا يكون الولد إلا منهما, وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة والسدي وغيرهم, وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج , حدثنا أبو أسامة عن مسعر , سمعت الحكم ذكر عن ابن عباس "يخرج من بين الصلب والترائب" قال: هذه الترائب, ووضع يده على صدره.
وقال الضحاك وعطية عن ابن عباس : تريبة المرأة موضع القلاده, وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير , وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : الترائب بين ثدييها, وعن مجاهد : الترائب ما بين المنكبين إلى الصدر, وعنه أيضاً: الترائب أسفل من التراقي, وقال سفيان الثوري : فوق الثديين, وعن سعيد بن جبير : الترائب أربعة أضلاع من هذا الجانب الأسفل وعن الضحاك : الترائب بين الثديين والرجلين والعينين, وقال الليث بن سعد عن معمر بن أبي حبيبة المدني أنه بلغه في قول الله عز وجل: "يخرج من بين الصلب والترائب" قال: هو عصارة القلب من هناك يكون الولد, وعن قتادة "يخرج من بين الصلب والترائب" من بين صلبه ونحره.
وقوله تعالى: "إنه على رجعه لقادر" فيه قولان (أحدهما) على رجع هذا الماء الدافق, إلى مقره الذي خرج منه لقادر على ذلك. قاله مجاهد وعكرمة وغيرهما. (والقول الثاني) إنه على رجع هذا الإنسان المخلوق من ماء دافق أي إعادته وبعثه إلى الدار الاخرة لقادر لأن من قدر على البداءة قدر على الإعادة, وقد ذكر الله عز وجل هذا الدليل في القرآن في غير ما موضع, وهذا القول قال به الضحاك واختاره ابن جرير ولهذا قال تعالى: "يوم تبلى السرائر" أي يوم القيامة تبلى فيه السرائر أي تظهر وتبدو ويبقى السر علانية والمكنون مشهوراً, وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يرفع لكل غادر لواء عند استه يقال هذه غدرة فلان بن فلان" وقوله تعالى: "فما له" أي الإنسان يوم القيامة "من قوة" أي في نفسه "ولا ناصر" أي من خارج منه أي لا يقدر على أن ينقذ نفسه من عذاب الله ولا يستطيع له أحد ذلك.
ثم وصف هذا الماء فقال: 7- "يخرج من بين الصلب والترائب" أي صلب الرجل، وترائب المرأة، والترائب جمع تريبة، وهي موضع القلادة من الصدر، والولد لا يكون إلا من الماءين. قرأ الجمهور "يخرج" مبنياً للفاعل. وقرأ ابن أبي عبلة وابن مقسم مبنياً للمفعول. وفي الصلب: وهو الظهر لغات. قرأ الجمهور بضم الصاد وسكون اللام، وقرأ أهل مكة بضم الصاد واللام. وقرأ اليماني بفتحهما، ويقال صالب على وزن قالب. ومنه قول العباس بن عبد المطلب:
تنقل من صلب إلى رحم
في أبياته المشهورة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تقدم كلام في هذا عند تفسير قوله: "الذين من أصلابكم" وقيل الترائب: ما بين الثديين. وقال الضحاك: ترائب المرأة: اليدين والرجلين والعينين. وقال سعيد بن جبير: هي الجيد. وقال مجاهد: هي ما بين المنكبين والصدر. وروي عنه أيضاً أنه قال: هي الصدر، وروي عنه أيضاً أنه قال: هي التراقي. وحكى الزجاج: أن الترائب عصارة القلب، ومنه يكون الولد، والمشهور في اللغة أنها عظام الصدر والنحر، ومنه قول دريد بن الصمة:
فإن تدبروا نأخذكم في ظهوركم وإن تقبلوا نأخذكم في الترائب
قال عكرمة: الترائب الصدر، وأنشد:
نظام در على ترائبها
قال في الصحاح: التربية واحدة الترائب، وهي عظام الصدر، قال أبو عبيدة: جمع التريبة تريب، ومنه قول المثقب العبدي:
ومن ذهب بنين على تريب كلون العاج ليس بذي غصون
وقول امرئ القيس:
ترائبها مصقولة كالسجنجل
وحكى الزجاج: أن الترائب أربع أضلاع من يمنة الصدر، وأربع أضلاع من يسرة الصدر. قال قتادة والحسن: المعنى ويخرج من صلب الرجل وترائب المرأة. وحكى الفراء أن مثل هذا يأتي عن العرب يكون معنى من بين الصلب، من الصلب، وقيل إن ماء الرجل ينزل من الدماغ، ولا يخالف هذا ما في الآية لأنه إذا نزل من الدماغ نزل من بين الصلب والترائب، وقيل إن المعنى: يخرج من جميع أجزاء البدن، ولا يخالف هذا ما في الآية، لأن نسبة خروجه إلى بين الصلب والترائب باعتبار أن أكثر أجزاء البدن هي الصلب والترائب وما يجاورها وما فوقها مما يكون تنزله منها.
7- "يخرج من بين الصلب والترائب"، يعني صلب الرجل وترائب المرأة، و الترائب: جمع التربية، وهي عظام الصدر والنحر. قال ابن عباس: هي موضع القلادة من الصدر. وروى الوالبي عنه: بين ثديي المرأة. وقال قتادة: النحر. وقال ابن زيد: الصدر.
7-" يخرج من بين الصلب والترائب " من بين صلب الرجل وترائب المرأة وهي عظام صدرها ، ولو صح أن النطفة تتولد من فضل الهضم الرابع وتنفصل عن جميع الأعضاء حتى تستعد لأن يتولد منها مثل تلك الأعضاء ،ومقرها عروق ملتف بعضها بالبقض عند البيضتين ،فلا شك أن الدماغ أعظم الأعضاء معونة في توليدها ،ولذلك تشبهه ، ويسرع الإفراط في الجماع بالضعف فيه وله خليفة هو النخاع ! وهو في الصلب وشعب كثيرة نازلة إلى الترائب ،وهما أقرب إلى أقرب إلى أوعية المني فلذلك خصا بالذكر . وقرئ الصلب بفتحتين و الصلب بضمتين وفيه لغة رابعة وهي صالب .
7. That issued from between the loins and ribs.
7 - Proceeding from between the backbone and the ribs: