7 - (تتبعها الرادفة) النفخة الثانية بينهما أربعون سنة والجملة حال من الراجفة واسع للنفختين وغيرهما فصح ظرفيته للبعث الواقع عقب الثانية
وقوله : " تتبعها الرادفة " يقول : النفخة الثانية .
حدثنا محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله " يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة " يقول : تتبع الآخرة الأولى ، والراجفة : النفخة الأولى ، والرادفة : النفخة الآخرة .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، قوله " يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة " قال : هما النفختان : أما الأولى فتميت الأحياء ، وأما الثانية فتحيي الموتى ، ثم تلا الحسن " ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " [ الزمر : 68 ] .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة " قال : هما الصيحتان ، أما الأولى ، فتميت كل شيء بإذن الله ، وأما الأخرى فتحيي كل شيء بإذن الله ، إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ( بينهما أربعون ) قال أصحابه : والله ما زادنا على ذلك ، وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " ويبعث في تلك الأربعين مطر يقال له الحياة ، حتى تطيب الأرض وتهتز وتنبت أجساد الناس نبات البقل ثم تنفخ النفخة الثانية فإذا هم قيام ينظرون " .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن إسماعيل بن رافع المدني ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن رجل ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن رجل من الأنصار ، " عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الصور ، فقال أبو هريرة : يا رسول الله ، وما الصور ؟ قال : قرن ، قال : فكيف هو ؟ قال : قرن عظيم ينفخ فيه ثلاث نفخات : الأولى نفخة الفزع ، والثانية نفخة الصعق ، والثالثة نفخة القيامة ، فيفزع أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله ، ويأمر الله فيديمها ويطولها ، ولا يفتر ، وهي التي تقول : ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ، فيسير الله الجبال ، فتكون سراباً ، وترج الأرض بأهلها رجاً ، وهي التي " يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة * قلوب يومئذ واجفة " " .
حدثنا أبو كريب ن قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عبد الله بن محمد ابن عقيل ، عن الطفيل بن أبي عن أبيه قال : "قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة " فقال : جاءت الراجفة تتبها الرادفة ، جاء الموت بما فيه " .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " يوم ترجف الراجفة " النفخة الأولى ، " تتبعها الرادفة " : النفخة الأخرى .
وقال آخرون في ذلك ما :
حدثني به محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله " يوم ترجف الراجفة " قال : ترجف الأرض والجبال ، وهي الزلزلة ، وقوله " الرادفة " قال : هو قوله " إذا السماء انشقت " [ الأنشقاق : 1 ] ، " فدكتا دكة واحدة " [ الحاقة : 14 ] .
وقال آخرون : ترجف الأرض ، والرادفة : الساعة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " يوم ترجف الراجفة " الأرض ، وفي قوله " تتبعها الرادفة " قال : الرادفة : الساعة .
واختلف أهل العربية في وضع جواب قوله " والنازعات غرقا " فقال بعض نحويي البصرة : قوله " والنازعات غرقا " : قسم والله أعلم على " إن في ذلك لعبرة لمن يخشى " وإن شئت جعلتها على " يوم ترجف الراجفة " " قلوب يومئذ واجفة " وهو كما قال الله وشاء أن يكون في كل هذا ، وفي كل الأمور ، وقال بعض نحويي الكوفة : جواب القسم في النازعات : ما ترك ، لمعرفة السامعين بالمعنى ، كأنه لو ظهر كان لتبعثن ولتحسبن قال : ويدل على ذلك " أإذا كنا عظاما نخرة " ألا ترى أنه كالجواب لقوله " لتبعثن " إذ قال " أإذا كنا عظاما نخرة " ، وقال آخر منهم نحو هذا ، غير أنه قال : لا يجوز حذف اللام في جواب اليمين ، لأنها إذا حذفت لم يعرف موضعها وذلك أنها تلي كل كلام .
والصواب من القول في ذلك عندنا : أن جواب القسم في هذا الموضع ، مما استغني عنه بدلالة الكلام ، فترك ذكره .
قوله تعالى" تتبعها الرادفة" الصيحة. وعنه أيضاً وابن عباس والحسن وقتادة: هما الصيحتان. أي النفختان. أما الأولى فتميت كل شيء بإذن الله تعالى، وأما الثانية فتحيي كل شيء بإذن الله تعالى. "وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((بينهما أربعون سنة))" وقال مجاهد أيضاً : الرادفة حين تنشق السماء وتحمل الأرض والجبال فتدك دكة واحدة، وذلك بعد الزلزلة. وقيل: (( الراجفة تحرك الأرض، والرادفة زلزلة اخرى تفني الأرضين)). فالله أعلم. وقد مضى في آخر ((النمل )) ما فيه كفاية في النفخ في الصور. وأصل الرجفة الحركة، قال الله تعالى : " يوم ترجف الأرض " وليست الرجفة ها هنا من الحركة فقط، بل من قولهم: رجف الرعد يرجف رجفاً ورجيفاً: أي أظهر الصوت والحركة، ومنه سميت الأراجيف، لاضطراب الأصوات بها، وإفاضة الناس فيها، قال:
أبالأراجيف يا بن اللوم توعدني وفي الأراجيف خلت اللؤم والخورا
" وعن أي بن كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب ربع الليل قام ثم قال: (( يأيها الناس أذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه)) ."
قال ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدي "والنازعات غرقاً" الملائكة يعنون حين تنزع أرواح بني آدم, فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرق في نزعها, ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حلته من نشاط وهو قوله: "والناشطات نشطاً" قاله ابن عباس , وعن ابن عباس "والنازعات" هي أنفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار رواه ابن أبي حاتم وقال مجاهد "والنازعات غرقاً" الموت, وقال الحسن وقتادة "والنازعات غرقاً * والناشطات نشطاً" هي النجوم, وقال عطاء بن أبي رباح في قوله تعالى: "والنازعات" "والناشطات" هي القسي في القتال والصحيح الأول وعليه الأكثرون. وأما قوله تعالى: "والسابحات سبحاً" فقال ابن مسعود : هي الملائكة, وروي عن علي ومجاهد وسعيد بن جبير وأبي صالح مثل ذلك, وعن مجاهد "والسابحات سبحاً" الموت, وقال قتادة : هي النجوم, وقال عطاء بن أبي رباح , هي السفن.
وقوله تعالى: "فالسابقات سبقاً" روي عن علي ومسروق ومجاهد وأبي صالح والحسن البصري يعني الملائكة, قال الحسن : سبقت إلى الإيمان والتصديق به وعن مجاهد : الموت. وقال قتادة : هي النجوم, وقال عطاء : هي الخيل في سبيل الله. وقوله تعالى: "فالمدبرات أمراً" قال علي ومجاهد وعطاء وأبو صالح والحسن وقتادة والربيع بن أنس والسدي : هي الملائكة, زاد الحسن : تدبر الأمر من السماء إلى الأرض يعني بأمر ربها عز وجل, ولم يختلفوا في هذا ولم يقطع ابن جرير بالمراد في شيء من ذلك, إلا أنه حكى في المدبرات أمراً أنها الملائكة ولا أثبت ولا نفى. وقوله تعالى: " يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة " قال ابن عباس : هما النفختان الأولى والثانية, وهكذا قال مجاهد والحسن وقتادة والضحاك وغير واحد, وعن مجاهد : أما الأولى وهي قوله جل وعلا: "يوم ترجف الراجفة" فكقوله جلت عظمته: "يوم ترجف الأرض والجبال" والثانية وهي الرادفة فهي كقوله "وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة" وقد قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع , حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جاءت الراجفة تتبعها الرادفة, جاء الموت بما فيه فقال رجل: يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك, قال: إذاً يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك" وقد روى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سفيان الثوري بإسناده مثله, ولفظ الترمذي وابن أبي حاتم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: "يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه".
وقوله تعالى: "قلوب يومئذ واجفة" قال ابن عباس : يعني خائفة, وكذا قال مجاهد وقتادة "أبصارها خاشعة" أي أبصار أصحابها وإنما أضيف إليها للملابسة أي ذليلة حقيرة مما عاينت من الأهوال. وقوله تعالى: " يقولون أإنا لمردودون في الحافرة " يعني مشركي قريش ومن قال بقولهم في إنكار المعاد. يستبعدون وقوع البعث بعد المصير إلى الحافرة وهي القبور, قاله مجاهد , وبعد تمزق أجسادهم وتفتت عظامهم ونخورها, ولهذا قالوا: " أإذا كنا عظاما نخرة " وقرىء ناخرة وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة : أي بالية, قال ابن عباس : وهو العظم إذا بلي ودخلت الريح فيه "قالوا تلك إذاً كرة خاسرة" وعن ابن عباس ومحمد بن كعب وعكرمة وسعيد بن جبير وأبي مالك والسدي وقتادة : الحافرة الحياة بعد الموت, وقال ابن زيد : الحافرة النار, وما أكثر أسماءها! هي النار والجحيم وسقر وجهنم والهاوية والحافرة ولظى والحطمة, وأما قولهم: "تلك إذاً كرة خاسرة" فقال محمد بن كعب : قالت قريش لئن أحيانا الله بعد أن نموت لنخسرن, قال الله تعالى: " فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة " أي فإنما هو أمر من الله لا مثنوية فيه ولا تأكيد, فإذا الناس قيام ينظرون وهو أن يأمر الله تعالى إسرافيل فينفخ في الصور نفخة البعث, فإذا الأولون والاخرون قيام بين يدي الرب عز وجل ينظرون, كما قال تعالى: "وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر" وقال تعالى: "وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب".
قال مجاهد: "فإنما هي زجرة واحدة" صيحة واحدة. وقال إبراهيم التيمي : أشد ما يكون الرب عز وجل غضباً على خلقه يوم يبعثهم, وقال الحسن البصري : زجرة من الغضب, وقال أبو مالك والربيع بن أنس : زجرة واحدة هي النفخة الاخرة. وقوله تعالى: "فإذا هم بالساهرة" قال ابن عباس : الساهرة الأرض كلها, وكذا قال سعيد بن جبير وقتادة وأبو صالح , وقال عكرمة والحسن والضحاك وابن زيد : الساهرة وجه الأرض, وقال مجاهد : كانوا بأسفلها فأخرجوا إلى أعلاها, قال والساهرة المكان المستوي, وقال الثوري : الساهرة أرض الشام, وقال عثمان بن أبي العاتكة : الساهرة أرض بيت المقدس, وقال وهب بن منبه : الساهرة جبل إلى جانب بيت المقدس, وقال قتادة أيضاً: الساهرة جهنم, وهذه أقوال كلها غريبة, والصحيح أنها الأرض وجهها الأعلى.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين , حدثنا حزر بن المبارك الشيخ الصالح , حدثنا بشر بن السري , حدثنا مصعب بن ثابت عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي "فإذا هم بالساهرة" قال: أرض بيضاء عفراء خالية كالخبزة النقي, وقال الربيع بن أنس : "فإذا هم بالساهرة" يقول الله عز وجل: "يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار" ويقول تعالى: " ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولا أمتا " وقال تعالى: "ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة" وبرزت الأرض التي عليها الجبال وهي لا تعد من هذه الأرض وهي أرض لم يعمل عليها خطيئة ولم يهرق عليها دم.
ومحل 7- "تتبعها الرادفة" النصب على الحال من الراجفة، والمعنى: لتبعثن يوم النفخة الأولى حال كون النفخة الثانية تابعة لها.
7- "تتبعها الرادفة"، وهي النفخة الثانية ردفت الأولى وبينهما أربعون سنة.
قال قتادة: هما صيحتان فالأولى تميت كل شيء، والأخرى تحيي كل شيء بإذن الله عز وجل.
وقال مجاهد: ترجف الراجفة تتزلزل الأرض والجبال، تتبعها الرادفة حين تنشق السماء، وتحمل الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة.
وقال عطاء: "الراجفة" القيامة و "الرادفة" البعث. وأصل الرجفة: الصوت والحركة.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أخبرني ابن فنجويه، حدثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك، حدثنا محمد بن هارون الحضرمي، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبي بن كعب قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام، وقال: يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه".
7-" تتبعها الرادفة " التابعة وهي السماء والكواكب تنشق وتنشر ، أو النفخة الثانية ، والجملة في موقع الحال .
7. And the second followeth it,
7 - Followed by oft repeated (Commotions):