7 - (واذكروا نعمة الله عليكم) بالإسلام (وميثاقه) عهده (الذي واثقكم به) عاهدكم عليه (إذ قلتم) للنبي صلى الله عليه وسلم حين بايعتموه (سمعنا وأطعنا) في كل ما تأمر به وتنهى مما نحب ونكره (واتقوا الله) في ميثاقه أن تنقضوه (إن الله عليم بذات الصدور) بما في القلوب فبغيرها أولى
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بذلك : واذكروا نعمة الله عليكم ، أيها المؤمنون ، بالعقود التي عقدتموها لله على أنفسكم ، واذكروا نعمته عليكم في ذلك بأن هداكم من العقود لما فيه الرضى، ووفقكم لما فيه نجاتكم من الضلالة والردى، في نعم غيرها جمة، كما:
حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد : "واذكروا نعمة الله عليكم"، قال : النعم ، آلاء الله.
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ، مثله.
وأما قوله : "وميثاقه الذي واثقكم به"، فإنه يعني : واذكروا أيضاً أيها المؤمنون ، في نعم الله التي أنعم عليكم ، "ميثاقه الذي واثقكم به"، وهو عهده الذي عاهدكم به.
واختلف أهل التأويل في الميثاق الذي ذكر الله في هذه الآية، أي مواثيقه عنى؟
فقال بعضهم : عنى به ميثاق الله الذي واثق به المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة له فيما أحبوا وكرهوا، والعمل بكل ما أمرهم الله به ورسوله.
ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية، عن علي ، عن ابن عباس قوله : "واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا" الآية، يعني : حيث بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب ، فقالوا: آمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالكتاب وأقررنا بما في التوراة، فذكرهم الله ميثاقه الذي أقروا به على أنفسهم ، وأمرهم بالوفاء به.
حدثنا محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن مفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : "واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا"، فإنه أخذ ميثاقنا فقلنا : سمعنا وأطعنا على الإيمان والإقرار به وبرسوله.
وقال آخرون : بل عنى به جل ثناؤه ، ميثاقه الذي أخذ على عباده حين أخرجهم من صلب آدم صلى الله عليه وسلم، وأشهدهم على أنفسهم : ألست بربكم ؟ فقالوا : بلى شهدنا.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : "وميثاقه الذي واثقكم به"، قال : الذي واثق به بني آدم في ظهر آدم.
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ، نحوه.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك ، قول ابن عباس ، وهو أن معناه : "واذكروا" ، أيها المؤمنون ، "نعمة الله عليكم"، التي أنعمها عليكم بهدايته إياكم للإسلام ، "وميثاقه الذي واثقكم به"، يعني : وعهده الذي عاهدكم به حين بايعتم رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة له في المنشط والمكره والعسر واليسر، "إذ قلتم سمعنا" ما قلت لنا، وأخذت علينا من المواثيق ، وأطعناك فيما أمرتنا به ونهيتنا عنه. وأنعم عليكم أيضاً بتوفيقكم لقبول ذلك منه بقولكم له :"سمعنا وأطعنا"، يقول : ففوا لله ، أيها المؤمنون بميثاقه الذي واثقكم به ، ونعمته التي أنعم عليكم في ذلك بإقراركم على أنفسكم بالسمع له والطاعة فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، يف لكم بما ضمن لكم الوفاء به إذا أنتم وفيتم له بميثاقه ، من إتمام نعمته عليكم ، وبإدخالكم جنته ، وإنعامكم بالخلود في دار كرامته ، وإنقاذكم من عقابه وأليم عذابه.
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب من قول من قال عنى به الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم صلوات الله عليه ، لأن الله جل ثناؤه ذكر بعقب تذكرة المؤمنين ميثاقه الذي واثقهم به ، ميثاقه الذي واثق به أهل التوراة - بعد ما أنزل كتابه على نبيه موسى صلى الله عليه وسلم فيما أمرهم به ونهاهم - فيها، فقال : "ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا" الآيات بعدها [المائدة 12 - 13]، منبهاً بذلك أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم على مواضع حظوظهم من الوفاء الله بما عاهدهم عليه ، ومعرفهم سوء عاقبة أهل الكتاب في تضييعهم ما ضيعوا من ميثاقه الذي واثقهم به في أمره ونهيه ، وتعزيز أنبيائه ورسله ، زاجراً عن نكث عهودهم ، فيحل بهم ما أحل بالناكثين عهوده من أهل الكتاب قبلهم.
فكان -إذ كان الذي ذكرهم فوعظهم به ونهاهم عن أن يركبوا من الفعل مثله ميثاق قوم أخذ ميثاقهم بعد إرسال الرسول إليهم وإنزال الكتاب عليهم - واجباً أن يكون الحال التي أخذ فيها الميثاق والموعوظين ، نظير حال الذين وعظوا بهم . وإذا كان ذلك كذلك ، كان بيناً صحة ما قلنا في ذلك ، وفساد خلافه.
وأما قوله : "واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور"، فإنه وعيد من الله جل اسمه للمؤمنين كانوا برسوله صلى الله عليه وسلم من أصحابه ، وتهدداً لهم أن ينقضوا ميثاق الله الذي واثقهم به في رسوله ، وعهدهم الذي عاهدوه فيه ، بأن يضمروا له خلاف ما أبدوا له بألسنتهم.
يقول لهم جل ثناؤه : واتقوا الله ، أيضاً المؤمنون ، فخافوه أن تبدلوا عهده وتنقضوا ميثاقه الذي واثقكم به ، أو تخالفوا ما ضمنتم له بقولكم : "سمعنا وأطعنا"، بأن تضمروا له غير الوفاء بذلك في أنفسكم ، فإن الله مطلع على ضمائر صدوركم ، وعالم بما تخفيه نفوسكم ، لا يخفى عليه شيء من ذلك ، فيحل بكم من عقوبته ما لا قبل لكم به ، كالذي حل بمن قبلكم من اليهود من المسخ وصنوف النقم وتصيروا في معادكم إلى سخط الله وأليم عقابه.
قوله تعالى :" واذكروا نعمة الله عليكم و ميثاقه الذي واثقكم به " قيل: هو الميثاق الذي في قوله عز وجل : " وإذ أخذ ربك من بني آدم " [ الأعراف : 172] مجاهد وغيره ونحن وإن لم نذكره فقد أخبرنا الصادق به فيجوز أن نؤمر بالوفاء به وقيل: هو خطاب لليهود بحفظ ما أخذ عليهم في التوراة والذي عليه الجمهور من المفسرين كابن عباس والسدي هو العهد والميثاق الذي جرى لهم مع النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره إذ قالوا سمعنا وأطعنا كما جرى ليلة العقبة وتحت الشجرة وأضافه تعالى إلى نفسه كما قال : " إنما يبايعون الله " [ الفتح : 10] فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند العقبة على أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأنباءهم وأن يرحل إليهم هو وأصحابه وكان أول من بايعه البراء بن معرور وكان له في تلك الليلة المقام المحمود في التوثق لرسول الله صلى الله عليه وسلم والشد لعقد أمره وهو القائل: والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر الخبر المشهور في سيرة ابن إسحاق ويأتي ذكر بيعة الرضوان في موضعها وقد اتصل هذا بقوله تعالى: "أوفوا بالعقود" فوفوا بما قالوا جزاهم الله تعالى عن نبيهم وعن الإسلام خيراً ورضي الله عنهم وأرضاهم : " واتقوا الله " أي في مخالفته إنه عالم بكل شيء.
يقول تعالى مذكراً عباده المؤمنين نعمته عليهم في شرعه لهم هذا الدين العظيم . وإرساله إليهم هذا الرسول الكريم وما أخذ عليهم من العهد والميثاق في مبايعته على متابعته ومناصرته ومؤازرته, والقيام بدينه وإبلاغه عنه, وقبوله منه, فقال تعالى: "واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا" وهذه هي البيعة التي كانوا يبايعون عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إسلامهم كما قالوا: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وأثرة علينا, وأن لا ننازع الأمر أهله, وقال الله تعالى: " وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين ", وقيل: هذا تذكار لليهود بما أخذ عليهم من المواثيق والعهود في متابعة محمد صلى الله عليه وسلم والانقياد لشرعه, رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .
وقيل: هو تذكار بما أخذ تعالى من العهد على ذرية آدم حين استخرجهم من صلبه وأشهدهم على أنفسهم "ألست بربكم قالوا بلى شهدنا" قاله مجاهد ومقاتل بن حيان, والقول الأول أظهر, وهو المحكي عن ابن عباس والسدي واختاره ابن جرير .
ثم قال تعالى: "واتقوا الله" تأكيد وتحريض على مواظبة التقوى في كل حال, ثم أعلمهم أنه يعلم ما يختلج في الضمائر من الأسرار والخواطر, فقال "إن الله عليم بذات الصدور", وقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله" أي كونوا قوامين بالحق لله عز وجل, لا لأجل الناس والسمعة, وكونوا "شهداء بالقسط" أي بالعدل لا بالجور, وقد ثبت في الصحيحين عن النعمان بن بشير أنه قال: نحلني أبي نحلاً فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجاءه ليشهده على صدقتي, فقال "أكل ولدك, نحلت مثله ؟" قال: لا , فقال "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم". وقال "إني لا أشهد على جور" قال: فرجع أبي فرد تلك الصدقة .
وقوله تعالى: " ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا " أي لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل فيهم, بل استعملوا العدل في كل أحد صديقاً كان أو عدواً, ولهذا قال "اعدلوا هو أقرب للتقوى" أي عدلكم أقرب إلى التقوى من تركه, ودل الفعل على المصدر الذي عاد الضمير عليه, كما في نظائره من القرآن وغيره, كما في قوله "وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم" .
وقوله: هو أقرب للتقوى من باب استعمال أفعل التفضيل في المحل الذي ليس في الجانب الآخر منه شيء, كما في قوله تعالى: "أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلا" وكقول بعض الصحابيات لعمر: أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم قال تعالى: "واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون" أي وسيجزيكم على ما علم من أفعالكم التي عملتموها, إن خيراً فخير, وإن شراً فشر, ولهذا قال بعده "وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة" أي لذنوبهم "وأجر عظيم" وهوالجنة التي هي من رحمته على عباده, لا ينالونها بأعمالهم بل برحمة منه وفضل, وإن كان سبب وصول الرحمة إليهم أعمالهم, وهو تعالى الذي جعلها أسباباً إلى نيل رحمته وفضله وعفوه ورضوانه فالكل منه وله, فله الحمد والمنة .
ثم قال: "والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم" وهذا من عدله تعالى, وحكمته وحكمه الذي لا يجور فيه, بل هو الحكم العدل الحكيم القدير. وقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم". قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الزهري, ذكره عن أبي سلمة, عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلاً, وتفرق الناس في العضاه يستظلون تحتها, وعلق النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه بشجرة, فجاء أعرابي إلى سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأخذه فسله, ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يمنعك مني ؟ قال: "الله عز وجل". قال الأعرابي, مرتين أو ثلاثاً: من يمنعك مني ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "الله". قال: فشام الأعرابي السيف, فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه, فأخبرهم خبر الأعرابي, وهو جالس إلى جنبه, ولم يعاقبه, وقال معمر: كان قتادة يذكر نحو هذا, ويذكر أن قوماً من العرب أرادوا أن يفتكوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا هذا الأعرابي, وتأول "اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم" الآية, وقصة هذا الأعرابي وهو غورث بن الحارث ثابتة في الصحيح .
وقال العوفي, عن ابن عباس في هذه الآية "يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم" وذلك أن قوماً من اليهود صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه طعاماً ليقتلوهم, فأوحى الله إليه بشأنهم, فلم يأت الطعام وأمر أصحابه فأتوه, رواه ابن أبي حاتم. وقال أبو مالك: نزلت في كعب بن الأشرف وأصحابه حين أرادوا أن يغدروا بمحمد وأصحابه في دار كعب بن الأشرف, رواه ابن أبي حاتم. وذكر محمد بن إسحاق بن يسار ومجاهد وعكرمة وغير واحد, أنها نزلت في شأن بني النضير حين أرادوا أن يلقوا على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحى, لما جاءهم يستعينهم في دية العامريين, ووكلوا عمرو بن جحاش ابن كعب بذلك, وأمروه إن جلس النبي صلى الله عليه وسلم تحت الجدار واجتمعوا عنده أن يلقي تلك الرحى من فوقه, فأطلع الله النبي صلى الله عليه وسلم على ما تمالؤوا عليه, فرجع إلى المدينة وتبعه أصحابه, فأنزل الله في ذلك هذه الآية. وقوله تعالى: "وعلى الله فليتوكل المؤمنون" يعني من توكل على الله كفاه الله ما أهمه, وحفظه من شر الناس وعصمه, ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغدو إليهم, فحاصرهم حتى أنزلهم فأجلاهم .
7- "نعمة الله" قيل: هي الإسلام. والميثاق: العهد، قيل: المراد به هنا: ما أخذه على بني آدم كما قال: "وإذ أخذ ربك من بني آدم" الآية. قال مجاهد وغيره: نحن وإن لم نذكره فقد أخبرنا الله به، وقيل: هو خطاب لليهود، والعهد: ما أخذه عليهم في التوراة. وذهب جمهور المفسرين من السلف ومن بعدهم إلى أنه العهد الذي أخذه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة عليهم، وهو السمع والطاعة في المنشط والمكره، وأضافه تعالى إلى نفسه لأنه عن أمره وإذنه كما قال: "إنما يبايعون الله"، وبيعة العقبة مذكورة في كتب السير، وهذا متصل بقوله: "أوفوا بالعقود". قوله: " إذ قلتم سمعنا وأطعنا " أي وقت قولكم هذا القول، وهذا متعلق بواثقكم، أو بمحذوف وقع حالاً: أي كائناً هذا الوقت. و "ذات الصدور" ما تخفيه الصدور لكونها مختصة بها لا يعلمها أحد، ولهذا أطلق عليها ذات التي بمعنى الصاحب، وإذا كان سبحانه عالماً بها فكيف بما كان ظاهراً جلياً.
7- قوله تعالى : " واذكروا نعمة الله عليكم " ، يعني : النعم كلها ، " وميثاقه الذي واثقكم به " ، عهده الذي عاهدكم به أيها المؤمنون ، " إذ قلتم سمعنا وأطعنا " وذلك حين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فيما أحبوا وكرهوا ، هذا قول أكثر المفسرين ، وقال مجاهد و مقاتل : يعني الميثاق الذي أخذ عليهم حين أخرجهم من صلب آدم عليه السلام ، " واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور " ، بما في القلوب من خير وشر .
7" واذكروا نعمة الله عليكم " بالإسلام لتذكركم المنعم وترغبكم في شكره. " وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا " يعني الميثاق الذي أخذه على المسلمين حين بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، أو ميثاقه ليلة العقبة أو بيعة الرضوان. " واتقوا الله " في إنساء نعمته ونقض ميثاقه. " إن الله عليم بذات الصدور " أي بخفياتها فيجازيكم عليها فضلاً عن جليات أعمالكم.
7. Remember Allah's grace upon you and His covenant by which He bound you when ye said: We hear and we obey; and keep your duty to Allah. Allah knoweth what is in the breasts (of men).
7 - And call in remembrance the favour of God unto you, and his convenient, which he ratified with you, when ye said: we hear and we obey; and fear God, for God knoweth well the secrets of your hearts.