7 - (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة) ملة عيسى (إن) ما (هذا إلا اختلاق) كذب
وقوله "ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة" اختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم : معناه : ما سمعنا بهذا الذي يدعونا إليه محمد من البراءة من جميع الآلهة إلا من الله تعالى ذكره ، وبهذا الكتاب الذي جاء به في الملة النصرانية، قالوا : وهي الملة الآخرة.
ذكر من قال ذلك:
حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله "ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة" يقول : النصرانية.
حدثني محمد بن سعد، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله "ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة" يعني النصرانية، فقالوا : لو كان هذا القرآن حقاً أخبرتنا به النصارى.
حدثني محمد بن إسحاق ، قال : ثنا يحيى بن معين ، قال : ثنا ابن عيينة، عن ابن أبي لبيد، عن القرظي في قوله "ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة " قال : ملة عيسى.
حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط عن السدي "ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة" النصرانية.
وقال آخرون : بل عنوا بذلك : ما سمعنا بهذا في ديننا دين قريش.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم ابن أبي بزة، عن مجاهد، في قوله "ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة" قال : ملة قريش.
حدثني محمد بن عمرو، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى، وحدثني الحارث ، قال ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، في قوله "في الملة الآخرة" قال : ملة قريش.
حدثنا بشر، قال : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة "ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة": أي في ديننا هذا ، ولا في زماننا قط.
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد، في قوله : "ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة" قال : الملة الآخرة : الدين الآخر. قال : والملة الدين.
وقيل : إن الملأ الذين انطلقوا نفر من مشيخة قريش ، منهم أبو جهل ، والعاص بن وائل ، والأسود بن عبد يغوث.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي أن أناساً من قريش اجتمعوا ، فيهم أبو جهل بن هشام ، والعاص بن وائل ، والأسود بن المطلب ، والأسود ابن عبد يغوث في نفر من مشيخة قريش ، فقال بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى أبي طالب ، فلنكلمه فيه ، فلينصفنا منه ، فيأمره فليكف عن شتم آلهتنا، وندعه وإلهه الذي يعبد، فإنا نخاف أن يموت هذا الشيخ ، فيكون منا شيء ، فتعيرنا العرب فيقولون : تركوه حتى إذا مات عمه تناولوه ، قال : فبعثوا رجلاً منهم يدعى المطلب ، فاستأذن لهم علي أبي طالب ، فقال : هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم يستأذنون عليك ، قال : أدخلهم ؟ فلما دخلوا عليه قالوا : يا أبا طالب أنت كبيرنا وسيدنا، فأنصفنا من ابن أخيك ، فمره فليكف عن شتم آلهتنا، وندعه وإلهه قال : فبعت إليه أبو طالب ؟ "فلما دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا ابن أخي هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم ، وقد سألوك النصف أن تكف عن شتم آلهتم ، ويدعوك وإلهك ؟ قال : فقال : أي عم أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها؟ قال : وإلام تدعوهم ؟ قال : أدعوهم إلى أن يتكتموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم ؟ قال : فقال أبو جهل من بين القوم : ما هي وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها، قال : تقولون لا إله إلا الله ، قال : فنفروا وقالوا : سلنا غير هذه ، قال : لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما سألتكم غيرها؟ قال: فغضبوا وقاموا من عنده غضاباً وقالوا : والله لنشتمنك والذي يأمرك بهذا "وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم ، إن هذا لشيء يراد" . إلى قوله "إلا اختلاق" وأقبل على عمه ، فقال له عمه : يا ابن أخي ما شططت عليهم ، فأقبل على عمه فدعاه ، فقال : قل كلمة أشهد لك بها يوم القيامة، تقول : لا إله إلا الله ، فقال : لولا أن تعيبكم بها العرب يقولون جزع من الموت لأعطيتكها، ولكن على ملة الأشياخ قال : فنزلت هذه الآية "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"" [القصص : 56].
حدثني محمد بن سعد، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله "وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد" قال : نزلت حين انطلق أشراف قريش إلى أبي طالب فكلموه في النبي صلى الله عليه وسلم وقوله "إن هذا إلا اختلاق" يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل هؤلاء المشركين في القرآن ما هذا القرآن إلا اختلاق : أي كذب اختلقه محمد وتخرصه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنا معاوية، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله "إن هذا إلا اختلاق" يقول : تخريص.
حدثني محمد بن عمرو، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، في قوله "إن هذا إلا اختلاق" قال : كذب.
حدثنا ابن حميد،قال : ثنا حكام ، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم ابن أبي بزة، عن مجاهد "إن هذا إلا اختلاق": يقول : كذب.
حدثنا بشر، قال : ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة "إن هذا إلا اختلاق" إلا شيء تخلقه.
حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي "إن هذا إلا اختلاق": اختلقه محمد صلى الله عليه وسلم.
حدثني يونس ، قال ، أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد، في قوله"إن هذا إلا اختلاق" قالوا : إن هذا إلا كذب.
قوله تعالى : " ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة " قال ابن عباس و القرظي و قتادة و مقاتل و الكلبي و السدي : يعنون ملة عيسى النصرانية وهي آخر الملل . والنصارى يجعلون مع الله إلهاً وقال مجاهد و قتادة أيضاً : يعنون ملة قريش . وقال الحسن ما سمعنا أن هذا يكون في أخر الزمان . وقيل : أي ما سمعنا من أهل الكتاب أن محمداً رسول حق " إن هذا إلا اختلاق " أي كذب وتخرص ، عن ابن عباس وغيره . يقال : خلق واختلق أي ابتدع . وخلق الله عز وجل الخلق من هذا ، أي ابتدعهم على غير مثال .
يقول تعالى مخبراً عن المشركين في تعجبهم من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيراً ونذيراً كما قال عز وجل: "أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين" وقال جل وعلا ههنا: "وعجبوا أن جاءهم منذر منهم" أي بشر مثلهم وقال الكافرون " هذا ساحر كذاب * أجعل الآلهة إلها واحدا " أي أزعم أن المعبود واحد لا إله إلا هو ؟ أنكر المشركون ذلك قبحهم الله تعالى وتعجبوا من ترك الشرك بالله فإنهم كانوا قد تلقوا عن آبائهم عبادة الأوثان وأشربته قلوبهم فلما دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى خلع ذلك من قلوبهم وإفراد الإله بالوحدانية أعظموا ذلك وتعجبوا وقالوا " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب * وانطلق الملأ منهم " وهم سادتهم وقادتهم ورؤساؤهم وكبراؤهم قائلين "امشوا" أي استمروا على دينكم "واصبروا على آلهتكم" ولا تستجيبوا لما يدعوكم إليه محمد من التوحيد, وقوله تعالى: "إن هذا لشيء يراد" قال ابن جرير إن هذا الذي يدعونا إليه محمد صلى الله عليه وسلم من التوحيد لشيء يريد به الشرف عليكم والاستعلاء وأن يكون له منكم أتباع ولسنا نجيبه إليه.
(ذكر سبب نزول هذه الايات الكريمة)
قال السدي إن ناساً من قريش اجتمعوا فيهم أبو جهل بن هشام والعاص بن وائل والأسود بن المطلب والأسود بن عبد يغوث في نفر من مشيخة قريش فقال بعضهم لبعض انطلقوا بنا إلى أبي طالب فلنكلمه فيه فلينصفنا منه فليكف عن شتم آلهتنا وندعه وإلهه الذي يعبده فإنا نخاف أن يموت هذا الشيخ فيكون منا إليه شيء فتعيرنا به العرب يقولون تركوه حتى إذا مات عنه تناولوه فبعثوا رجلاً منهم يقال له المطلب فاستأذن لهم على أبي طالب فقال هؤلاء مشيخة قومك وسراتهم يستأذنون عليك قال أدخلهم فلما دخلوا عليه قالوا يا أبا طالب أنت كبيرنا وسيدنا فأنصفنا من ابن أخيك فمره فليكف عن شتم آلهتنا وندعه وإلهه, قال فبعث إليه أبو طالب فلما دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا ابن أخي هؤلاء مشيخة قومك وسراتهم وقد سألوك أن تكف عن شتم آلهتهم ويدعوك وإلهك قال صلى الله عليه وسلم: "يا عم أفلا أدعوهم إلى ما هو خير لهم" قال وإلام تدعوهم ؟ قال صلى الله عليه وسلم "أدعوهم أن يتكلموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم" فقال أبو جهل لعنه الله من بين القوم ما هي وأبيك لنعطينكها وعشراً أمثالها قال صلى الله عليه وسلم: "تقولون لا إله إلا الله" فنفروا وقالوا سلنا غيرها قال صلى الله عليه وسلم: "لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما سألتكم غيرها" فقاموا من عنده غضاباً وقالوا والله لنشتمك وإلهك الذي أمرك بهذا "وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد" ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير وزاد فلما خرجوا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه إلى قوله لا إله إلا الله فأبى وقال بل على دين الأشياخ ونزلت "إنك لا تهدي من أحببت".
قال أبو جعفر بن جرير حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا أبو أسامة حدثنا الأعمش حدثنا عباد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل فقالوا: إن ابن أخيك يشتم آلهتنا ويفعل ويفعل ويقول ويقول, فلو بعثت إليه فنهيته فبعث إليه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل البيت وبينهم وبين أبي طالب قدر مجلس رجل قال فخشي أبو جهل لعنه الله إن جلس إلى جنب أبي طالب أن يكون أرق له عليه فوثب فجلس في ذلك المجلس ولم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً قرب عمه فجلس عند الباب فقال له أبو طالب أي ابن أخي ما بال قومك يشكونك ويزعمون أنك تشتم آلهتهم وتقول وتقول ؟ قال وأكثروا عليه من القول وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عم إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية" ففزعوا لكلمته ولقوله فقال القوم كلمة واحدة نعم وأبيك عشراً فقالوا وما هي ؟ وقال أبو طالب وأي كلمة هي يا ابن أخي ؟ قال صلى الله عليه وسلم "لا إله إلا الله" فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهم يقولون: " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " قال ونزلت من هذا الموضع إلى قوله "بل لما يذوقوا عذاب" لفظ أبي كريب وهكذا رواه الإمام أحمد والنسائي من حديث محمد بن عبد الله بن نمير كلاهما عن أبي أسامة عن الأعمش عن عباد غير منسوب به نحوه, ورواه الترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن جرير أيضاً كلهم في تفاسيرهم من حديث سفيان الثوري عن الأعمش عن يحيى بن عمارة الكوفي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما فذكر نحوه. وقال الترمذي حسن. وقولهم " ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة " أي ما سمعنا بهذا الذي يدعونا إليه محمد من التوحيد في الملة الاخرة.
قال مجاهد وقتادة وأبو زيد يعنون دين قريش وقال غيرهم يعنون النصرانية قاله محمد بن كعب والسدي. وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة يعني النصرانية قالوا لو كان هذا القرآن حقاً لأخبرتنا به النصارى "إن هذا إلا اختلاق" قال مجاهد وقتادة كذب وقال ابن عباس تخرص. وقولهم "أأنزل عليه الذكر من بيننا" يعني أنهم يستبعدون تخصيصه بإنزال القرآن عليه من بينهم كلهم كما قال في الاية الأخرى: "لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" قال الله تعالى: "أهم يقسمون رحمة ربك ؟ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات" ولهذا لما قالوا هذا الذي دل على جهلهم وقلة عقلهم في استبعادهم إنزال القرآن على الرسول من بينهم.
قال الله تعالى: "بل لما يذوقوا عذاب" أي إنما يقولون هذا لأنهم ما ذاقوا إلى حين قولهم ذلك عذاب الله تعالى ونقمته سيعلمون غب ما قالوا وما كذبوا به يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً. ثم قال تعالى مبيناً أنه المتصرف في ملكه الفعال لما يشاء الذي يعطي من يشاء ما يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويهدي من يشاء ويضل من يشاء وينزل الروح من أمره على من يشاء من عباده ويختم على قلب من يشاء فلا يهديه أحد من بعد الله, وإن العباد لا يملكون شيئاً من الأمر وليس إليهم من التصرف في الملك ولا مثقال ذرة وما يملكون من قطمير.
ولهذا قال تعالى منكراً عليهم "أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب" أي العزيز الذي لا يرام جنابه الوهاب الذي يعطي ما يريد لمن يريد, وهذه الاية الكريمة شبيهة بقوله تعالى: " أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا * أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا " وقوله تعالى: "قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتوراً" وذلك بعد الحكاية عن الكفار أنهم أنكروا بعثة الرسول البشري صلى الله عليه وسلم وكما أخبر عز وجل عن قوم صالح عليه السلام حين قالوا " أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر * سيعلمون غدا من الكذاب الأشر ".
وقوله تعالى: "أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب" أي إن كان لهم ذلك فليصعدوا في الأسباب. قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم يعني طرق السماء, وقال الضحاك رحمه الله تعالى فليصعدوا إلى السماء السابعة.
ثم قال عز وجل: "جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب" أي هؤلاء الجند المكذبون الذين هم في عزة وشقاق سيهزمون ويغلبون ويكبتون كما كبت الذين من قبلهم من الأحزاب المكذبين وهذه الاية كقوله جلت عظمته: " أم يقولون نحن جميع منتصر * سيهزم الجمع ويولون الدبر " كان ذلك يوم بدر "بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر".
7- "ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة" أي ما سمعنا بهذا الذي يقوله محمد من التوحيد في الملة الآخرة. وهي ملة النصرانية فإنها آخر الملل قبل ملة الإسلام، كذا قال محمد بن كعب القرظي وقتادة ومقاتل والكلبي والسدي. وقال مجاهد: يعنون ملة قريش، وروي مثله عن قتادة أيضاً. وقال الحسن: المعنى ما سمعنا: أن هذا يكون آخر الزمان. وقيل المعنى: ما سمعنا من اليهود والنصارى أن محمد رسول "إن هذا إلا اختلاق" أي ما هذا إلا كذب اختلقه محمد وافتراه.
7. " ما سمعنا بهذا "، أي بهذا الذي يقوله محمد من التوحيد، " في الملة الآخرة "، قال ابن عباس رضي الله عنهما، و الكلبي ، و مقاتل : يعنون النصرانية، لأنها آخر الملل وهم لا يوحدون، بل يقولون ثالث ثلاثة.
وقال مجاهد و قتادة : يعنون ملة قريش ودينهم الذي هم عليه.
" إن هذا إلا اختلاق "، كذب وافتعال.
7-" ما سمعنا بهذا " بالذي يقوله " في الملة الآخرة " في الملة التي أدركنا عليها آباءنا ، أو في ملة عيسى عليه الصلاة والسلام التي هي آخر الملل فإن النصارى يثلثون . ويجوز أن يكون حالاً من هذا أي سمعنا من أهل الكتاب ولا الكهان بالتوحيد كائناً في الملة المترقبة . " إن هذا إلا اختلاق " كذب اختلقه .
7. We have not heard of this in later religion. This is naught but an invention.
7 - We never heard (the like) of this among the people of these latter days: this is nothing but a made up tale.