62 - (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) في الآخرة
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إلا إن أنصار الله لا خوف عليهم في الآخرة من عقاب الله، لأن الله رضي عنهم فآمنهم من عقابه، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا.
و((الأولياء))، جمع ((ولي))، وهو النصير، وقد بينا ذلك بشواهده.
واختلف أهل التأويل فيمن يستحق هذا الاسم.
فقال بعضهم: هم قوم يذكر الله لرؤيتهم، لما عليهم من سيما الخير والإخبات.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا، حدثنا ابن يمان قال، حدثنا ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "، قال:الذين يذكر الله لرؤيتهم.
حدثنا أبو كريب وأبو هشام قالا، حدثنا ابن يمان، عن أشعث بن إسحق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن العلاء بن المسيب، عن أبي الضحى، مثله.
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه:" ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "، قال: الذين يذكر الله لرؤيتهم.
... قال، حدثنا ابن مهدي، وعبيد الله، عن سفيان، عن العلاء بن المسيب، عن أبي الضحى قال: سمعته يقول في هذه الآية: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "، قال: من الناس مفاتيح، إذا رأوا ذكر الله لرؤيتهم.
... قال، حدثنا أبي، عن مسعر، عن سهل أبي الأسد، عن سعيد بن جبير قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن " أولياء الله "، فقال: الذين إذا رأوا ذكر الله ".
... قال، حدثنا زيد بن حباب، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، عن عبد الله: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "، قال: الذين إذا رأوا ذكر الله لرؤيتهم.
... قال، حدثنا أبو يزيد الرازي، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هم الذين إذا رأوا ذكر الله ".
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا فرات، عن أبي سعد، عن سعيد بن جبير قال: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن " أولياء الله "، قال: هم الذين إذا رأوا ذكر الله ".
... قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا العوام، عن عبد الله بن أبي الهذيل في قوله: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " الآية، قال: إن ولي الله إذا رؤي ذكر الله.
وقال آخرون في ذلك بما:
حدثنا أبو هشام الرفاعي قال، حدثنا ابن فضيل قال، حدثنا أبي، عن عمارة بن القعقاع الضبي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير البجلي، عن أبي هريرة قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله عباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء ! قيل: من هم يا رسول الله؟ فلعلنا نحبهم! قال: هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، وجوههم من نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إلا حزن الناس ". وقرأ: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن عمر بن الخطاب قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله! قالوا: يا رسول الله، أخبرنا من هم وما أعمالهم؟ فإنا نحبهم لذلك! قال: هم قوم تحابوا في الله بروح الله، على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس. وقرأ هذه الآية: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " ".
حدثنا بحر بن نصر الخولاني قال، حدثنا يحيى بن حسان قال، حدثنا عبد الحميد بن بهرام قال، حدثنا شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي من أفناء الناس ونوازع القبائل، قوم لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله، وتصافوا في الله، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، فيجلسهم عليها، يفزع الناس فلا يفزعون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: ((الولي)) - أعني ((ولي الله)) - هو من كان بالصفة التي وصفه الله بها، وهوالذي آمن واتقى، كما قال الله: " الذين آمنوا وكانوا يتقون ".
وبنحو الذي قلنا في ذلك كان ابن زيد يقول.
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "، من هم يا رب؟ قال: " الذين آمنوا وكانوا يتقون "، قال أبي: لن يتقبل الإيمان إلا بالتقوى.
قوله تعالى: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم" أي في الآخرة. "ولا هم يحزنون" لفقد الدنيا. وقيل: "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" أي من تولاه الله تعالى وتولى حفظه وحياطته ورضي عنه فلا يخاف يوم القيامة ولا يحزن، قال الله تعالى: "إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها" -أي عن جهنم- "مبعدون" -إلى قوله- "لا يحزنهم الفزع الأكبر" [الأنبياء: 103]. وروى سعيد بن جبير:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: من أولياء الله؟ فقال: الذين يذكر الله برؤيتهم". و"قال عمر بن الخطاب في هذه الآية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن من عباد الله عباداً ما هم بأنبياء ولا شهداء تغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى. قيل: يا رسول الله، خبرنا من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم. قال: هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطون بها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس -ثم قرأ- "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"". وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أولياء الله قوم صفر الوجوه من السهر، عمش العيون من العبر، خمص البطون من الجوع، يبس الشفاه من الذوي. وقيل: "لا خوف عليهم" في ذريتهم، لأن الله يتولاهم. "ولا هم يحزنون" على دنياهم لتعويض الله إياهم في أولادهم وأخراهم لأنه وليهم ومولاهم.
يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون كما فسرهم ربهم, فكل من كان تقياً كان لله ولياً "فلا خوف عليهم" أي فيما يستقبلونه من أهوال الاخرة "ولا هم يحزنون" على ما وراءهم في الدنيا, وقال عبد الله بن مسعود وابن عباس وغير واحد من السلف أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله, وقد ورد هذا في حديث مرفوع كما قال البزار حدثنا علي بن حرب الرازي حدثنا محمد بن سعيد بن سابق حدثنا يعقوب بن عبد الله الأشعري وهو القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله من أولياء الله ؟ قال "الذين إذا رؤوا ذكر الله" ثم قال البزار وقد روي عن سعيد مرسلاً, وقال ابن جرير حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا أبو فضيل حدثنا أبي عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير البجلي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من عباد الله عباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء" قيل من هم يا رسول الله لعلنا نحبهم ؟ قال: "هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس" ثم قرأ "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" ثم رواه أيضاً أبو داود من حديث جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله وهذا أيضاً إسناد جيد إلا أنه منقطع بين أبي زرعة وعمر بن الخطاب والله أعلم, وفي حديث الإمام أحمد عن أبي النضر عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يأتي من أفناء الناس ونوازع القبائل قوم لم تتصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا في الله يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها يفزع الناس ولايفزعون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" والحديث مطول.
وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن ذكوان أبي صالح عن رجل عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " قال "الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له" وقال ابن جرير: حدثني أبو السائب حدثنا معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر عن أبي الدرداء في قوله: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " قال سأل رجل أبا الدرداء عن هذه الاية فقال: لقد سألت عن شيء ما سمعت أحداً سأل عنه بعد رجل سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له بشراه في الحياة الدنيا وبشراه في الاخرة الجنة" ثم رواه ابن جرير عن سفيان عن ابن المنكدر عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر أنه سأل أبا الدرداء عن هذه الاية فذكر نحو ما تقدم ثم قال ابن جرير حدثني المثنى حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح قال: سمعت أبا الدرداء سئل عن هذه الاية " الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى " فذكر نحوه سواء وقال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا أبان حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " فقال: "لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي أو قال أحد قبلك ـ تلك الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له" وكذا رواه أبو داود الطيالسي عن عمران القطان عن يحيى بن أبي كثير به, ورواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير فذكره ورواه علي بن المبارك عن يحيى عن أبي سلمة قال: نبئنا عن عبادة بن الصامت سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية فذكره.
وقال ابن جرير حدثني أبو حميد الحمصي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عمر بن عمرو بن عبد الأحموسي عن حميد بن عبد الله المزني قال: أتى رجل عبادة بن الصامت فقال: آية في كتاب الله أسألك عنها قول الله تعالى: "لهم البشرى في الحياة الدنيا" فقال عبادة ما سألني عنها أحد قبلك سألت عنها نبي الله فقال مثل ذلك "ما سألني عنها أحد قبلك الرؤيا الصالحة يراها العبد المؤمن في المنام أو ترى له" ثم رواه من حديث موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد بن صفوان عن عبادة بن الصامت أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " فقد عرفنا بشرى الاخرة الجنة فما بشرى الدنيا ؟ قال "الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له. وهي جزء من أربعة وأربعين جزءاً أو سبعين جزءاً من النبوة" وقال الإمام أحمد أيضاً حدثنا بهز حدثنا حماد حدثنا أبو عمران عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر أنه قال يا رسول الله: الرجل يعمل العمل ويحمده الناس عليه, ويثنون عليه به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تلك عاجل بشرى المؤمن" رواه مسلم, وقال أحمد أيضاً حدثنا حسن يعني الأشيب حدثنا بن لهيعة حدثنا دراج عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "" لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ـ قال ـ الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن جزء من تسعة وأربعين جزءاً من النبوة فمن رأى ذلك فليخبر بها, ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه فلينفث عن يساره ثلاثاً وليكبر ولا يخبر بها أحداً" لم يخرجوه. وقال ابن جرير حدثني يونس أنبأنا ابن وهب حدثني عمرو بن الحارث أن دراجاً أبا السمح حدثه عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لهم البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يبشرها المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة" وقال أيضاً ابن جرير حدثني محمد بن أبي حاتم المؤدب حدثنا عمار بن محمد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "" لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ـ قال ـ في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها العبد أو ترى له وهي في الاخرة الجنة" ثم رواه عن أبي كريب عن أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال: الرؤيا الحسنة بشرى من الله, وهي من المبشرات هكذا رواه من هذا الطريق موقوفاً, وقال أيضاً حدثنا أبو كريب حدثنا أبو بكر حدثنا هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا الحسنة هي البشرى يراها المسلم أو ترى له".
وقال ابن جرير حدثني أحمد بن حماد الدولابي حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت عن أم كريز الكعبية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ذهبت النبوة وبقيت المبشرات" وهكذا روي عن ابن مسعود وأبي هريرة وابن عباس ومجاهد وعروة بن الزبير ويحيى بن أبي كثير وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وغيرهم أنهم فسروا ذلك بالرؤيا الصالحة. وقيل: المراد بذلك بشرى الملائكة للمؤمن عند احتضاره بالجنة والمغفرة كقوله تعالى: " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم " وفي حديث البراء رضي الله عنه أن المؤمن إذا حضره الموت جاءه ملائكة بيض الوجوه بيض الثياب فقالوا اخرجي أيتها الروح الطيبة إلى روح وريحان ورب غير غضبان فتخرج من فمه كما تسيل القطرة من فم السقاء وأما بشراهم في الاخرة فكما قال تعالى: "لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون" وقال تعالى: "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم" وقوله: "لا تبديل لكلمات الله" أي هذا الوعد لا يبدل ولا يخلف ولا يغير بل هو مقرر مثبت كائن لا محالة "ذلك هو الفوز العظيم".
ثم لما بين سبحانه إحاطته بجميع الأشياء، وكان في ذلك تقوية لقلوب المطيعين، وكسر لقلوب العاصين ذكر حال المطيعين، فقال: 62- "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" الولي في اللغة: القريب. والمراد بأولياء الله: خلص المؤمنين كأنهم قربوا من الله سبحانه بطاعته واجتناب معصيته.
62-قوله تعالى: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" واختلفوا فيمن يستحق هذا الاسم. قال بعضهم: هم الذين ذكرهم الله تعالى فقال:
62." ألا إن أولياء الله "الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة."لا خوف عليهم"من لحوق مكروه."ولا هم يحزنون"لفوات مأمول .والآية كمجمل فسره قوله:
62. Lo! verily the friends of Allah are (those) on whom fear (cometh) not, nor do they grieve.
62 - Behold verily on God is no fear, nor shall they grieve;