6 - (ليس لهم طعام إلا من ضريع) هو نوع من الشوك لا ترعاه دابة لخبثه
وقوله : " ليس لهم طعام إلا من ضريع " يقول : ليس لهؤلاء الذين هم أصحاب الخاشعة العاملة الناصبة يوم القيامة ، طعام إلا ما يطعمةنه من ضريع . والضريع عند العرب : نبت يقال له الشبرق ، وتسمية أهل الحجاز الضريع إذا يبس ، ويسميه غيرهم : الشبرق ، وهو سم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه عن ابن عباس " ليس لهم طعام إلا من ضريع " قال : الضريع : الشبرق .
حدثني محمد بن عبيد المحاربي ، قال : ثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال محمد : ثنا وقال عباد أخبرنا محمد بن سليمان عن عبد الرحمن الأصبهاني ، عن عكرمة في قوله " ليس لهم طعام إلا من ضريع " قال : الشبرق .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا إسماعيل بن علية ، عن أبي رجاء ، قال : ثني نجدة رجل من عبد القيس عن عكرمة ، في قوله " ليس لهم طعام إلا من ضريع " قال : هي شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض ، فإن كان الربيع سمتها قريش الشبرق ، فإذا هاج العود سمتها الضريع .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد "ليس لهم طعام إلا من ضريع " قلا : الشبرق .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ليث عن مجاهد ، مثله .
حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " ضريع " قال : الشبرق اليابس .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : نا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " إلا من ضريع " قال : هو الشبرق إذا يبس يسمى الضريع .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " ليس لهم طعام إلا من ضريع " يقول : من شر الطعام وأبشعه وأخبثه .
حدثني محمود بن عبيد ، قال : ثنا شريك بن عبد الله ، في قوله : " ليس لهم طعام إلا من ضريع " قال : الشبرق .
وقال آخرون : الضريع : الحجارة .
ذكر من قال ذلك .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن جعفر ، عن سعيد ، في قوله " ليس لهم طعام إلا من ضريع " قال : الحجارة .
وقال آخرون : الضريع : شجر من نار .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله " ليس لهم طعام إلا من ضريع" يقول : شجر من نار .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " ليس لهم طعام إلا من ضريع " قال : الضريع : الشوك من النار . قال : وأما في الدنيا فإن الضريع : الشوك اليابس الذي ليس له ورق ، تدعوه العرب الضريع ، وهو في الآخرة شوك من نار .
قوله تعالى: " ليس لهم" أي لأهل النار. " طعام إلا من ضريع" لما ذكر شرابهم ذكر طعامهم. قال عكرمة ومجاهد: الضريع: نبت ذو شوك لاصق بالأرض، تسمية قريش الشبرق إذا كان رطباً، فإذا يبس فهو الضريع: لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه، وهو سم قاتل، وهو أخبث الطعام وأشنعه، على هذا عامة المفسرين. إلا أن الضحاك روى عن ابن عباس قال: وهو أخبث الطعام وأشنعه، على هذا عامة المفسرين. إلا أن الضحاك روى عن ابن عباس قال: هو شيء يرمي به البحر، يسمى الضريع، من أقوات الأنعام لا الناس، فإذا وقعت فيه الإبل لم تشبع، وهلكت هزلاً. والصحيح ما قاله الجمهور: أنه نبت. قال أبو ذؤيب:
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى وعاد ضريعاً بان منه النحائص
وقال الهذلي وذكر إبلاً وسوء مرعاها:
حبسن في هزم الضريع فلكها حدباء دامية اليدين حرود
وقال الخليل: الضريع: نبات أخضر منتن الريح، يرمي به البحر. وقال الوالبي عن ابن عباس: هو شجر من نار، ولو كانت في الدنيا لأحرقت الأرض وما عليها. وقال سعيد بن جبير: هو الحجارة، وقاله عكرمة. والأظهر أنه شجر ذو شوك حسب ما هو في الدنيا. وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"(الضريع: شيء يكون في النار، يشبه الشوك، أشد مرارة من الصبر، وأنتن من الجيفة، وأحر من النار، سماه الله ضريعاً) " . وقال خالد بن زياد: سمعت المتوكل بن حمدان يسأل عن هذه الآية " ليس لهم طعام إلا من ضريع" قال : بلغني أن الضريع شجرة من نار جهنم، حملها القيح والدم، أشد مرارة من الصبر، فذلك طعامهم. وقال الحسن: هو بعض ما أخفاه الله من العذاب. وقال ابن كيسان: هو طعام يضرعون عنده ويذلون، ويتضرعون منه إلى الله تعالى، طلباً للخلاص منه، فسمي بذلك، لأن آكله يضرع في أن يعفى منه، لكراهته وخشونته. قال أبو جعفر النحاس: قد يكون مشتقاً من الضارع، وهو الذليل، أي ذو ضراعة، أي من شربة ذليل تلحقه ضراعة. وعن الحسن أيضاً: هو الزقوم. وقيل : هو واد في جهنم. فالله أعلم. وقد قال الله تعالى في موضع آخر: " فليس له اليوم هاهنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين" [ الحاقة:35-36]. وقال هنا : (إلا من ضريع) وهو غير الغسلين. ووجه الجمع أن النار دركات، فمنهم من طعامه الزقوم، ومنهم من طعامه الغسلين. ومنهم من طعامه الضريع، ومنهم من شرابه الحميم، ومنهم من شرابه الصديد. قال الكلبي: الضريع في درجة ليس فيها غيره، والزقوم في درجة أخرى. ويجوز أن تحمل الآيتان على حالتين كما قال: " يطوفون بينها وبين حميم آن" [ الرحمن :44]. القتبي: ويجوز أن يكون الضريع وشجرة الزقوم نبتين من النار، أو من جوهر لا تأكله النار. وكذلك سلاسل النار وأغلالها وعقاربها وحياتها، ولو كانت على ما نعلم ما بقيت على النار. قال: إنما دلنا الله على الغائب عنده، بالحاضر عندنا، فالأسماء متفقة الدلالة، والمعاني مختلفة. وكذلك ما في الجنة من شجرها وفرشها. القشيري: وأمثل من قول القتبي أن تقول: إن الذي يبقي الكافرين في النار ليدوم عليهم العذاب، يبقي النبات وشجرة الزقوم في النار، ليعذب بها الكفار. وزعم بعضهم أن الضريع بعينه لا ينبت في النار، ولا أنهم يأكلونه. فالضريع من أقوات الأنعام، لا من أقوات الناس. وإذا وقعت الإبل فيه لم تشبع، وهلكت هزلاً، فأراد أن هؤلاء يقتاتون بما لا يشبعهم، وضرب الضريع له مثلاً، أنهم يعذبون بالجوع كما يعذب من قوته الضريع. قال الترمذي الحكيم: وهذا نظر سقيم من أهله وتأويل دنيء، كأنه يدل على أنهم تحيروا في قدرة الله تعالى، وأن الذي أنبت في هذا التراب هذا الضريع قادر على أن ينبته في حريق النار، جعل لنا في الدنيا من الشجر الأخضر ناراً، فلا النار تحرق الشجر، ينبته في حريق النار، جعل لنا في الدنيا من الشجر الأخضر ناراً، فلا النار تحرق الشجر، ولا رطوبة الماء في الشجر تطفئ النار، فقال تعالى:" الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون" [ يس:80] وكما قيل حين نزلت:
" " ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم" [الإسراء:97] قالوا يا رسول الله، كيف يمشون على وجوههم؟ فقال: (الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم) " . فلا يتحير في مثل هذا إلا ضعيف القلب. أو ليس قد أخبرنا أنه " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها" [ النساء:56] وقال: " سرابيلهم من قطران" [إبراهيم:50] وقال:" إن لدينا أنكالا" [ المزمل:12] أي قيوداً. " وجحيما * وطعاما ذا غصة" [ المزمل :12-13] قيل: ذا شوك. فإنما يتلون عليهم العذاب بهذه الأشياء.
الغاشية: من أسماء يوم القيامة. قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد لأنها تغشى الناس وتعمهم, وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا علي بن محمد الطنافسي , حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ "هل أتاك حديث الغاشية" فقام يستمع ويقول: "نعم قد جاءني" وقوله تعالى: "وجوه يومئذ خاشعة" أي ذليلة قاله قتادة , وقال ابن عباس : تخشع ولا ينفعها عملها. وقوله تعالى: "عاملة ناصبة" أي قد عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه وصليت يوم القيامة ناراً حامية. قال الحافظ أبو بكر البرقاني : حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي , حدثنا محمد بن إسحاق السراج , حدثنا هارون بن عبد الله , حدثنا سيار , حدثنا جعفر قال: سمعت أبا عمران الجوني يقول: مر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بدير راهب, قال فناداه يا راهب, فأشرف قال فجعل عمر ينظر إليه ويبكي, فقيل له: يا أمير المؤمنين ما يبكيك من هذا ؟ قال: ذكرت قول الله عز وجل في كتابه: "عاملة ناصبة * تصلى ناراً حامية" فذاك الذي أبكاني.
وقال البخاري : قال ابن عباس "عاملة ناصبة" النصارى, وعن عكرمة والسدي عاملة في الدنيا بالمعاصي وناصبة في النار بالعذاب والإهلاك, قال ابن عباس والحسن وقتادة "تصلى ناراً حامية" أي حارة شديدة الحر "تسقى من عين آنية" أي قد انتهى حرها وغليانها, قاله ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي . وقوله تعالى: "ليس لهم طعام إلا من ضريع" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : شجر من النار, وقال سعيد بن جبير : هو الزقوم, وعنه أنها الحجارة, وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبو الجوزاء وقتادة : هو الشبرق, قال قتادة : قريش تسميه في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع, قال عكرمة : وهو شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض. وقال البخاري : قال مجاهد : الضريع نبت يقال له الشبرق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم, وقال معمر عن قتادة "ليس لهم طعام إلا من ضريع" هو الشبرق إذا يبس سمي الضريع, وقال سعيد عن قتادة "ليس لهم طعام إلا من ضريع" من شر الطعام وأبشعه وأخبثه, وقوله تعالى: "لا يسمن ولا يغني من جوع" يعني لا يحصل به مقصود ولا يندفع به محذور.
ولما ذكر سبحانه شرابهم عقبه بذكر طعامهم فقال: 6- "ليس لهم طعام إلا من ضريع" هو نوع من الشوك يقال له الشبرق في لسان قريش إذا كان رطباً، فإذايبس فهو الضريع. كذا قال مجاهد وقتادة وغيرهما من المفسرين. قيل وهو سم قاتل، وإذا يبس لا تقربه دابة ولا ترعاه، وقيل هو شيء يرمي به البحر يسمى الضريع من أقوات الأنعام، لا من أقوات الناس، فإذا رعت منه الإبل لم تشبع وهلكت هزالاً. قال الخليل: الضريع نبات أخضر منتن الريح يرمي به البحر. وجمهور أهل اللغة والتفسير قالوا: بالأول، ومنه قول أبي ذؤيب:
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى وعاد ضريعاً بان عنه التحايص
وقال الهذلي إبلاً وسوء مرعاها:
وحبس في هرم الضـــريع وكلهــا قرنـاء داميــة اليــديـن جــرود
وقال سعيد بن جبير: الضريع الحجارة، وقيل هو شجرة في نار جهنم. وقال الحسن: وهو بعض ما أخفاه الله من العذاب. وقال ابن كيسان: هو طعام يضرعون عنده ويذلون ويتضرعون إلى الله بالخلاص منه، فسمي بذلك لأن آكله يتضرع إلى الله في أن يعفي عنه لكراهته وخشونته. قال النحاس: قد يكون مشتقاً من الضارع وهو الذليل: أي من شربه يلحقه ضراعة وذلة. وقال الحسن أيضاً: هو الزقوم، وقيل هو واد في جهنم، وقد تقدم في سورة الحاقة " فليس له اليوم هاهنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين " والغسلين غير الضريع كما تقدم، وجمع بين الآيتين بأن النار دركات، فمنهم من طعامه الضريع، ومنهم من طعامه الغسلين.
ثم ذكر طعامهم فقال:
6- "ليس لهم طعام إلا من ضريع"، قال مجاهد وعكرمة وقتادة: هو نبت ذو شوك لاطئ بالأرض، تسميه قريش الشبرق فإذا هاج سموها الضريع، وهو أخبث طعام وأبشعه. وهو رواية العوفي عن ابن عباس. قال الكلبي: لا تقربه دابة إذا يبس.
قال ابن زيد: أما في الدنيا فإن الضريع: الشوك اليابس الذي يبس له ورق، وهو في الآخرة شوك من نار، وجاء في الحديث عن ابن عباس: الضريع: شيء في النار شبه الشوك أمر من الصبر، وأنتن من الجيفة، وأشد حراً من النار.
وقال أبو الدرداء، والحسن: إن الله تعالى يرسل على أهل النار الجوع حتى يعدل عندهم ما هم فيه من العذاب، فيستغيثون فيغاثون بالضريع، ثم يستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة، فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالماء، فيستسقون، فيعطشهم ألف سنة، ثم يسقون من عين آنية شربة لا هنيئة ولا مريئة، فلما أدنوه من وجوههم، سلخ جلود وجوههم وشواها، فإذا وصل إلى بطونهم قطعها فذلك قوله عز وجل: "وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم" (محمد- 15).
6-" ليس لهم طعام إلا من ضريع " يبيس الشبرق وهو شوك ترعاه الإبل ما دام رطباً ، وقيل شجرة نارية تشبه الضريع ، ولعله طعام هؤلاء والزقوم والغسلين طعام غيرهم ، أو المراد طعامهم ما تتحاماه الإبل وتعافه لضره وعدم نفعه كما قال تعالى :
6. No food for them save bitter thorn fruit
6 - No food will there be for them but a bitter Dhari