6 - (عذرا أو نذرا) أي للاعذار والانذار من الله تعالى وفي قراءة بضم ذال نذرا وقرىء بضم ذال عذرا
وقوله : " عذرا أو نذرا " يقول تعالى ذكره : فالملقيات ذكراً إلى الرسل إعذاراً من الله إلى خلقه ، وإنذاراً منه لهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " عذرا أو نذرا " قال : عذراً من الله ، ونذراً منه إلى خلقه .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " عذرا أو نذرا " : عذر الله على خلقه ، ونذراً للمؤمنين ينتفعون به ، ويأخذون به .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس " عذرا أو نذرا " يعني : الملائكة .
واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء المدينة والشام وبعض المكيين وبعض الكوفيين : " عذرا " بالتخفيف ، أو نذراً بالتثقيل ، وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة وبعض البصريين بتخفيفهما ، وقرأه آخرون من أهل البصرة بتثقيلهما ، والتخفيف فيهما أعجب إلي وإن لم أدفع صحة التثقيل لأنهما مصدران بمعنى الإعذار والإنذار .
قوله تعالى :" عذرا أو نذرا":اي تلقى الوحي اعتذرا من الله او انذارا الى خلقه من عذابه،قاله الفراء.وروي عن ابي صالح قال:يعني الرسل يعذرون وينذرون. وروى سعيد عن قتادة((عذرا)) قال:عذراالله جل ثناؤه الى خلقه،ونذرا للمؤمنين ينتفعون به وياخذون به. وروىالضحاك عن ابن عباس.((عذرا)) أي ما يلقيه الله جل ثناؤه من معاذير او ليائه وهى التوبه ((او نذرا)) ينذر اعداءه. وقرا ابو عمرو وحمزة والكسائي وحفص ((او نذرا))
باسكان الذال وجميع السبعة على اسكان ذال ((عذررا ونذرا)) بلواو العاطفة ولم يجعلا بينهما الفا. وهما منصوبان علىالفاعل له أي للاعذار او للانذار.وقيل:علىالمفعول به ، قيل:على البدل من ((ذكرا)) أي فالملقيات عذرا او نذرا. وقال ابو علي: يجوز ان يكون العذر والنذر بالتثقيل على جمع عاذر ونذرا . وقال ابو علي : يجوز ان يكون العذر والنذر بالتثقيل على جمع عاذر وناذر , كقوله تعالى: "هذا نذير من النذر الأولى" [ النجم :56] فيكون نصبا على الحال من الالقاء، أي يلقون الذكر في حال العذر والانذار. او يكون مفعولا ل((الذكرا)) أي ((فالملقيات)) أي تذكر"عذرا أو نذرا" . وقال المبرد: هما بالتثقيل جمع والواحد عذير ونذير.
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا زكريا بن سهل المروزي , حدثنا علي بن الحسن بن شقيق , حدثنا الحسين بن واقد , حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة "والمرسلات عرفاً" قال: الملائكة, وروي عن مسروق وأبي الضحى ومجاهد في إحدى الروايات والسدي والربيع بن أنس مثل ذلك وروي عن أبي صالح أنه قال: هي الرسل, وفي رواية عنه أنها الملائكة, وهكذا قال أبو صالح في العاصفات والناشرات والفارقات والملقيات أنها الملائكة. وقال الثوري عن سلمة بن كهيل عن مسلم البطين عن أبي العبيدين قال: سألت ابن مسعود عن المرسلات عرفاً قال: الريح, وكذا قال في " العاصفات عصفا * والناشرات نشرا " إنها الريح, وكذا قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبو صالح في رواية عنه وتوقف ابن جرير في "والمرسلات عرفاً" هل هي الملائكة إذا أرسلت بالعرف أو كعرف الفرس يتبع بعضهم بعضاً, أو هي الرياح إذا هبت شيئاً فشيئاً ؟ وقطع بأن العاصفات عصفاً الرياح كما قاله ابن مسعود ومن تابعه, وممن قال ذلك في العاصفات عصفاً أيضاً علي بن أبي طالب والسدي وتوقف في الناشرات نشراً هل هي الملائكة أو الريح كما تقدم ؟ وعن أبي صالح أن الناشرات نشراً هي المطر, والأظهر أن المرسلات هي الرياح كما قال تعالى: "وأرسلنا الرياح لواقح" وقال تعالى: "وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته" وهكذا العاصفات هي الرياح, يقال عصفت الرياح إذا هبت بتصويت, وكذا الناشرات هي الرياح التي تنشر السحاب في آفاق السماء كما يشاء الرب عز وجل.
وقوله تعالى: " فالفارقات فرقا * فالملقيات ذكرا * عذرا أو نذرا " يعني الملائكة. قاله ابن مسعود وابن عباس ومسروق ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس والسدي والثوري , ولا خلاف ههنا فإنها تنزل بأمر الله على الرسل تفرق بين الحق والباطل, والهدى والغي, والحلال والحرام, وتلقي إلى الرسل وحياً فيه إعذار إلى الخلق وإنذار لهم عقاب الله إن خالفوا أمره. وقوله تعالى: "إنما توعدون لواقع" هذا هو المقسم عليه بهذه الأقسام أي ما وعدتم به من قيام الساعة والنفخ في الصور وبعث الأجساد وجمع الأولين والاخرين في صعيد واحد ومجازاة كل عامل بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر, إن هذا كله لواقع أي لكائن لامحالة. ثم قال تعالى: "فإذا النجوم طمست" أي ذهب ضوؤها كقوله تعالى: "وإذا النجوم انكدرت" وكقوله تعالى: "وإذا الكواكب انتثرت" "وإذا السماء فرجت" أي انفطرت وانشقت وتدلت أرجاؤها ووهت أطرافها.
"وإذا الجبال نسفت" أي ذهب بها فلا يبقى لها عين ولا أثر كقوله تعالى: "ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً" الاية. وقال تعالى: "ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً" وقوله تعالى: "وإذا الرسل أقتت" قال العوفي عن ابن عباس : جمعت. وقال ابن زيد : وهذه كقوله تعالى: "يوم يجمع الله الرسل" وقال مجاهد : "أقتت" أجلت. وقال الثوري عن منصور عن إبراهيم "أقتت" أوعدت وكأنه يجعلها كقوله تعالى: "وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون". ثم قال تعالى: " لأي يوم أجلت * ليوم الفصل * وما أدراك ما يوم الفصل * ويل يومئذ للمكذبين " يقول تعالى لأي يوم أجلت الرسل وأرجىء أمرها حتى تقوم الساعة كما قال تعالى: "فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام * يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار" وهو يوم الفصل كما قال تعالى: "ليوم الفصل" ثم قال تعالى معظماً لشأنه: "وما أدراك ما يوم الفصل * ويل يومئذ للمكذبين" أي ويل لهم من عذاب الله غداً وقد قدمنا في الحديث أن ويل واد في جهنم ولا يصح.
6- "عذراً أو نذراً" انتصابهما على البدل من ذكراً، أو على المفعولية، والعامل فيهما المصدر المنون، كما في قوله: " أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما " أو على المفعول لأجله: أي للإعذار والإنذار، أو على الحال بالتأويل المعروف: أي معذرين أو منذرين. قرأ الجمهور بإسكان الذال فيهما. وقرأ زيد بن ثابت وابنه خارجة بن زيد وطلحة بضمهما. وقرأ الحرميان وابن عامر وأبو بكر بسكونها في عذراً وضمها في نذراً. وقرأ الجمهور "عذراً أو نذراً" على العطف بأو. وقرأ إبراهيم التيمي وقتادة على العطف بالواو بدون ألف، والمعنى: أن الملائكة تلقي الوحي إعذاراً من الله إلى خلقه وإنذاراً من عذابه، كذا قال الفراء، وقيل عذراً للمحقين ونذراً للمبطلين. قال أبو علي الفارسي: يجوز أن يكون العذر والنذر بالتثقيل جمع عاذر وناذر كقوله: "هذا نذير من النذر الأولى" فيكون نصباً على الحال من الإلقاء: أي يلقون الذكر في حال العذر والإنذار، أو مفعولان لذكرا: أي تذكر عذراً أو نذراً. قال المبرد: هما بالتثقيل جمع، والواحد عذير ونذير.
6- "عذراً أو نذراً"، أي للإعذار والإنذار، وقرأ الحسن "عذراً" بضم الذال واختلف فيه عن أبي بكر عن عاصم، وقراءة العامة بسكونها، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص "عذراً أو نذراً" ساكنة الذال فيهما، وقرأ الباقون بضمها، ومن سكن قال: لأنهما في موضع مصدرين بمعنى الإنذار والإعذار، وليسا بجمع فينقلا وقال ابن كثير ونافع، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم ويعقوب برواية رويس بن حسان: "عذراً" سكون الذال و "نذراً" بضم الذال، وقرأ روح بالضم في العذر والنذر جميعاً، وهي قراءة الحسن، والوجه فيهما أن العذر والنذر بضمتين كالأذن والعنق هو الأصل ويجوز التخفيف فيهما كما يجوز التخفيف في العنق والأذن، يقال: عذر ونذر، وعذر ونذر، كما يقال: عنق وعنق، وأذن وأذن، والعذر والنذر مصدران بمعنى الإعذار والإنذار كالنكير والعذير والنذير، ويجوز أن يكونا جمعين لعذير ونذير، ويجوز أن يكون العذر جمع عاذر، كشارف وشرف،، والمعنى في التحريك والتسكين واحد على ما بينا إلى ها هنا أقسام.
6-" عذراً أو نذراً " مصدر لعذر إذا محا الإساءة وأنذر إذا خوف ، أو جمعان لعذير بمعنى المعذرة ونذير بمعنى الإنذار ن أو بمعنى العاذر والمنذر ، ونصبهما على الأولين بالعلية " عذراً " للمحقين " أو نذراً " للمبطلين ، أو البدل من " ذكراً " على أن المراد به الوحي أو ما يعم التوحيد والشرك والإيمان الكفر وعلى الثالث بالحالية ، وقرأهما أبو عمرو و حمزة و الكسائي و حفص بالتخفيف .
6. To excuse or to warn,
6 - Whether of justification or of Warning;