57 - (لخلق السماوات والأرض) ابتداء (أكبر من خلق الناس) مرة ثانية وهي الإعادة (ولكن أكثر الناس) كفار مكة (لا يعلمون) ذلك فهو كالأعمى ومن يعلمه كالبصير
قوله تعالى لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس قال من خلق الدجال وأخرج عن كعب الأحبار في قوله الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان قال هم اليهود نزلت فيما ينتظرونه من أمر الدجال
يقول تعالى ذكره : لابتداع السموات والأرض وإنشاؤها من غير شيء أعظم أيها الناس عندكم إن كنتم مستعظمي خلق الناس وإنشائهم من غير شيء ، من خلق الناس ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن خلق جميع ذلك هين على الله .
قوله تعالى : " لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس " مبتدأ وخبره قال أبو العالية : أي أعظم من خلق الدجال حين عظمته اليهود . وقال يحيى بن سلام : هو احتجاج على منكري البعث ، أي هما أكبر من إعادة خلق الناس فلم اعتقدوا عجزي عنها ؟ " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " ذلك .
قوله تعالى : " وما يستوي الأعمى والبصير " أي المؤمن والكافر والضال والمهتدي " والذين آمنوا وعملوا الصالحات " أي ولا يستوي العامل للصالحات .
يقول تعالى منبهاً على أنه يعيد الخلائق يوم القيامة وأن ذلك سهل عليه يسير لديه بأنه خلق السموات والأرض وخلقهما أكبر من خلق الناس بدأة وإعادة فمن قدر على ذلك فهو قادر على ما دونه بطريق الأولى والأحرى كما قال تعالى: " أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير " وقال ههنا: "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون" فلهذا لا يتدبرون هذه الحجة ولا يتأملونها كما كان كثير من العرب يعترفون بأن الله تعالى خلق السموات والأرض وينكرون المعاد استبعاداً وكفراً وعناداً وقد اعترفوا بما هو أولى مما أنكروا ثم قال تعالى: "وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلاً ما تتذكرون" أي كما لا يستوي الأعمى الذي لا يبصر شيئاً والبصير الذي يرى ما انتهى إليه بصره, بل بينهما فرق عظيم كذلك لا يستوي المؤمنون الأبرار والكفرة الفجار "قليلاً ما تتذكرون" أي ما أقل ما يتذكر كثير من الناس ثم قال تعالى: " إن الساعة لآتية " أي لكائنة وواقعة "لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون" أي لا يصدقون بها بل يكذبون بوجودها. قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أشهب حدثنا مالك عن شيخ قديم من أهل اليمن قدم من ثم قال: سمعت أن الساعة إذا دنت اشتد البلاء على الناس واشتد حر الشمس, والله أعلم.
ثم بين سبحانه عظيم قدرته فقال: "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس" أي أعظم في النفوس وأجل في الصدور، لعظم أجرامهما واستقرارهما من غير عمد، وجريان الأفلاك بالكواكب من غير سبب، فكيف ينكرون البعث وإحياء ما هو دونهما من كل وجه كما في قوله: " أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم " قال أبو العالية: المعنى خلق السموات والأرض أعظم من خلق الدجال حين عظمته اليهود. وقال يحيى بن سلام: هو احتجاج على منكري البعث: أي هما أكبر من إعادة خلق الناس "ولكن أكثر الناس لا يعلمون" بعظيم قدرة الله وأنه لا يعجزه شيء.
57. " لخلق السموات والأرض "، مع عظمهما، " أكبر "، أعظم في الصدور، " من خلق الناس "، أي: من إعادتهم بعد الموت، " ولكن أكثر الناس "، يعني الكفار، " لا يعلمون "، حيث لا يستدلون بذلك على توحيد خالقها. وقال قوم: ((أكبر)) [أي:أعظم] من خلق الدجال، " ولكن أكثر الناس لا يعلمون "، يعني اليهود الذين يخاصمون في أمر الدجال.
وروي عن هشام بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من خلق الدجال ".
أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أخبرنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار ، [أخبرنا محمد بن زكريا العذافري ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، حدثنا عبد الرزاق ]، حدثنا معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فذكر الدجال، فقال: إن بين يديه ثلاث سنين: سنة تمسك السماء ثلث قطرها، والأرض ثلث نباتها ، والثانية تمسك السماء ثلثي قطرها، والأرض ثلثي نباتها ، والثانية تمسك السماء قطرها كله والأرض نباتها كله فلا يبقى ذات ظلف ولا ذات ضرس من البهائم إلا هلك، وإن من أشد فتنته أنه يأتي الأعرابي فيقول: أرأيت إن أحييت لك إبلك ألست تعلم أني ربك؟ قال: فيقول: بلى، فيتمثل له نحو إبله كأحسن ما يكون ضروعاً وأعظمه أسنمة، قال: ويأتي الرجل قد مات أخوه ومات أبوه فيقول:أرأيت إن أحييت لك أباك وأخاك ألست تعلم أني ربك؟ فيقول: بلى، فيتمثل له الشياطين نحو أبيه ونحو أخيه . قالت: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته، ثم رجع والقوم في اهتمام وغم مما حدثهم، قالت: فأخذ بلحمتي الباب فقال: مهيم أسماء؟ فقلت: يا رسول الله لقد خلعت أفئدتنا بذكر
الدجال، قال: إن يخرج وأنا حي فأنا حجيجه، وإلا فإن ربي خليفتي على كل مؤمن، قالت أسماء فقلت: يارسول الله والله إنا لنعجن عجيناً فما نخبزه حتى نجوع فكيف بالمؤمنين يومئذ؟ قال: يجزيهم ما يجزئ أهل السماء من التسبيح والتقديس ".
وبهذا الإسناد قال: أخبرنا معمر، عن ابن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة، السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كاضطرام السعفة في النار ".
أخبرنا أبو سعيد الطاهري ، أخبرنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار،أخبرنا محمد بن زكريا العذافري ، أخبرنا إسحاق الدبري ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال:إني لأنذركموه، وما من نبي إلا أنذر قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه/ تعلمون أنه أعور وإن الله ليس بأعور ".
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله قال: ذكر الدجال عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور، وأشار بيده إلى عينيه، وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية ".
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي ، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج، حدثنا علي بن حجر، حدثنا شعيب بن صفوان عن عبد الله بن عمير عن ربعي بن حراش عن عقبة بن عمرو بن مسعود الأنصاري قال: انطلقت معه إلى حذيفة بن اليمان فقال له عقبة: حدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدجال؟ قال: (( إن الدجال يخرج وإن معه ماءً وناراً، فأما الذي يراه الناس ماءً فنار تحرق، وأما الذي يراه الناس ناراً فماءً بارد عذب، فمن أدرك ذلك فليقع في الذي يراه ناراً فإنه ماء عذب طيب )) فقال عقبة: وأنا سمعته تصديقاً لحذيفة.
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثني إبراهيم بن المنذر ، حدثنا الوليد ، حدثنا ابن عمرو وهو الأوزاعي ، حدثنا إسحاق ، حدثني أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، ليس من نقابها إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، [ثم] ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج إليه كل كافر ومنافق ".
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني ، أخبرنا عبد الله بن عمر الجوهري ، حدثنا أحمد بن علي الكشميهني ، حدثنا علي بن حجر ، حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يأتي المسيح من قبل المشرق وهمته المدينة، حتى ينزل دبر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، وهناك يهلك ".
أخبرنا أبو سعيد الطاهري ، أخبرنا جدي عبد الصمد البزار ، أخبرنا محمد بن زكريا العذافري ، أخبرنا إسحاق الدبري ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يتبع الدجال من أمتي سبعون ألفاً عليهم السيجان "، ويرويه أبو أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مع الدجال يومئذ سبعون ألف يهودي كلهم ذو تاج وسيف محلى ".
57-" لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس " فمن قدر على خلقها مع عظمها أولاً من غير أصل قدر على خلق الإنسان ثانياً من أصل ، وهو بيان لا شكل ما يجادلون فيه من أمر التوحيد . " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " لأنهم لا ينظرون ولا يتأملون لفرط غفلتهم وإتباعهم أهواءهم .
57. Assuredly the creation of the heavens and the earth is greater than the creation of mankind; but most of mankind know not.
57 - Assuredly the creation of the heavens ant the earth is a greater (matter) than the creation of men: yet most men understand not.