57 - (فإن تولوا) فيه حذف إحدى التاءين أي تعرضوا (فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً) بإشراككم (إن ربي على كل شيء حفيظ) رقيب
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره ، مخبراً عن قيل هود لقومه : "فإن تولوا" ، يقول : فإن أدبروا معرضين عما أدعوهم إليه من توحيد الله وترك عبادة الأوثان ، "فقد أبلغتكم" ، أيها القوم ، "ما أرسلت به إليكم" ، وما على الرسول إلا البلاغ ، "ويستخلف ربي قوما غيركم" ، يهلككم ربي ، ثم يستبدل ربي منكم قوماً غيركم ، يوحدونه ويخلصون له العبادة ، "ولا تضرونه شيئا" ، يقول : ولا تقدرون له على ضر إذا أراد هلاككم ، أو أهلككم .
وقد قيل : لا يضره هلاككم إذا أهلككم ، لا تنقصونه شيئاً ، لأنه سواء عنده كنتم أو لم تكونوا .
"إن ربي على كل شيء حفيظ" ، يقول : إن ربي على جميع خلقه ذو حفظ وعلم . يقول : هو الذي يحفظني من أن تنالوني بسوء .
قوله تعالى: " فإن تولوا " في موضع جزم، فلذلك حذفت منه النون، والأصل تتولوا، فحذفت التاء لاجتماع تاءين. " فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم " بمعنى قد بينت لكم. " ويستخلف ربي قوما غيركم " أي يهلككم ويخلق من هو أطوع له منكم يوحدونه ويعبدونه. ( ويستخلف) مقطوع مما قبله فلذلك ارتفع، أو معطوف على ما يجب فيما بعد الفاء من قوله: ( فقد أبلغتكم). وروي عن حفص عن عاصم ( ويستخلف) بالجزم حملاً على موضع الفاء وما بعدها، مثل: " ويذرهم في طغيانهم يعمهون " ( الأعراف: 186).
قوله تعالى: " ولا تضرونه شيئا " أي بتوليكم وإعراضكم. " إن ربي على كل شيء حفيظ " أي لكل شيء حافظ. ( على) بمعنى اللام، فهو يحفظني من أن تنالوني بسوء.
يقول لهم هود: فإن تولوا عما جئتكم به من عبادة الله ربكم وحده لا شريك له فقد قامت عليكم الحجة بإبلاغي إياكم رسالة الله التي بعثني بها "ويستخلف ربي قوماً غيركم" يعبدونه وحده لا يشركون به ولا يبالي بكم فإنكم لا تضرونه بكفركم بل يعود وبال ذلك عليكم "إن ربي على كل شيء حفيظ" أي شاهد وحافظ لأقوال عباده وأفعالهم ويجزيهم عليها إن خيراً فخير وإن شراً فشر "ولما جاء أمرنا" وهو الريح العقيم فأهلكهم الله عن آخرهم ونجى هوداً وأتباعه من عذاب غليظ برحمته تعالى ولطفه "وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم" كفروا بها وعصوا رسل الله وذلك أن من كفر بنبي فقد كفر بجميع الأنبياء لأنه لا فرق بين أحد منهم في وجوب الإيمان به فعاد كفروا بهود فنزل كفرهم منزلة من كفر بجميع الرسل "واتبعوا أمر كل جبار عنيد" تركوا اتباع رسولهم الرشيد ؟ واتبعوا أمر كل جبار عنيد, فلهذا أتبعوا في الدنيا لعنة من الله ومن عباده المؤمنين كلما ذكروا وينادى عليهم يوم القيامة على رؤوس الأشهاد "ألا إن عاداً كفروا ربهم" الاية قال السدي: ما بعث نبي بعد عاد إلا لعنوا على لسانه.
57- "فإن تولوا" أي تتولوا فحذفت إحدى التاءين، والمعنى فإن تستمروا على الإعراض عن الإجابة والتصميم على ما أنتمن عليه من الكفر "فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم" ليس علي إلا ذلك، وقد لزمتكم الحجة "ويستخلف ربي قوماً غيركم" جملة مستأنفة لتقرير الوعيد بالهلاك: أي يستخلف في دياركم وأموالكم قوماً آخرين، ويجوز أن يكون عطفاً على فقد أبلغتكم. وروى حفص عن عاصم أنه قرأ ويستخلف بالجزم حملاً على موضع فقد أبلغتكم "ولا تضرونه شيئاً" أي بتوليكم، ولا تقدرون على كثير من الضرر ولا حقير "إن ربي على كل شيء حفيظ" أي رقيب مهيمن عليه يحفظه من كل شيء، قيل: وعلى بمعنى اللام، فيكون المعنى: لكل شيء حفيظ فهو يحفظني من أن تنالوني بسوء.
57-"فإن تولوا"، أي: تتولوا، يعني: تعرضوا عما دعوتكم إليه، "فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم"، أي: إن أعرضتم يهلككم الله عز وجل ويستبدل لكم قوما غيركم أطوع منكم، يوحدونه ويعبدونه، "ولا تضرونه شيئاً"، بتوليكم وإعراضكم، إنما تضرون أنفسكم. وقيل: لا تنقصونه شيئا إذا أهلككم لأن وجودكم وعدمكم عند سواء، "إن ربي على كل شيء حفيظ"، أي: لكل شيء حافظ، يحفظني من أن تنالوني بسوء.
57."فإن تولوا" فإن تتولوا ."فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم"فقد أديت ما علي من الإبلاغ وإلزام الحجة فلا تفريط مني ولا عذر لكم فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم."ويستخلف ربي قوماً غيركم"استئناف بالوعيد لهم بأن الله يهلكهم وستخلف قوماً آخرين في ديارهم وأموالهم ، أو يعطف على الجواب الفاء ويؤيده القراءة بالجزم على الموضع كأنه قيل: وإن تتولوا يعذرني ربي ويستخلف. "ولا تضرونه"لتوليكم ."شيئاً"من الضرر ومن جزم يستخلف أسقط النون منه ."إن ربي على كل شيء حفيظ"رقيب فلا تخفى عليه أعمالكم ولا يغفل عن مجازاتكم، أو حافظ مستول عليه فلا يمكن أن يضره شيء.
57. And if ye turn away, still I have conveyed unto you that wherewith I was sent unto you, and my Lord will set in place of you a folk other than you. Ye cannot injure Him at all. Lo! my Lord is Guardian over all things.
57 - If ye turn away, I (at least) have conveyed the message with which I was sent to you. my Lord will make another people to succeed you, and you will not harm him in the least. for my Lord hath care and watch over all things.