55 - ونزل في قريظة (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون)
ك قوله تعالى إن شر الدواب عند الله الذين كفروا الآية أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال نزلت ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون في ستة رهط من اليهود فيهم ابن التابوت
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إن شر ما دب على الأرض عند الله، الذين كفروا بربهم، فجحدوا وحدانيته، وعبدوا غيره، " فهم لا يؤمنون "، يقول: فهم لا يصدقون رسل الله، ولا يقرون بوحيه وتنزيله.
قوله تعالى: "إن شر الدواب عند الله" أي من يدب على وجه الأرض في علم الله وحكمه. "الذين كفروا فهم لا يؤمنون" نظيره "الصم البكم الذين لا يعقلون" [الأنفال: 22].
أخبر تعالى: أن شر ما دب على وجه الأرض هم الذين كفروا فهم لا يؤمنون, الذين كلما عاهدوا عهداً نقضوه, وكلما أكدوه بالأيمان نكثوه, "وهم لا يتقون" أي لا يخافون من الله في شيء ارتكبوه من الاثام, "فإما تثقفنهم في الحرب" أي تغلبهم وتظفر بهم في حرب, "فشرد بهم من خلفهم" أي نكل بهم, قاله ابن عباس والحسن البصري والضحاك والسدي وعطاء الخراساني وابن عيينة, ومعناه غلظ عقوبتهم وأثخنهم قتلاً, ليخاف من سواهم من الأعداء من العرب وغيرهم, ويصيروا لهم عبرة, "لعلهم يذكرون" وقال السدي: يقول: لعلهم يحذرون أن ينكثوا فيصنع بهم مثل ذلك .
قوله: 55- "إن شر الدواب" أي شر ما يدب على وجه الأرض "عند الله" أي في حكمه "الذين كفروا" أي المصرون على الكفر المتمادون في الضلال، ولهذا قال: "فهم لا يؤمنون" أي إن هذا شأنهم لا يؤمنون أبداً، ولا يرجعون عن الغواية أصلاً، وجعلهم شر الدواب لا شر الناس إيماء إلى انسلاخهم عن الإنسانية ودخولهم في جنس غير الناس من أنواع الحيوان لعدم تعقلهم لما فيه رشادهم.
55- " إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون " ، قال الكلبي و قاتل : يعني يهود بني قريظة ، منهم كعب بن الأشرف وأصحابه .
55. " إن شر الدواب عند الله الذين كفروا " أصروا على الكفر ورسخوا فيه ." فهم لا يؤمنون " فلا يتوقع منهم إيمان ، ولعله إخبار عن قوم مطبوعين على الكفر بأنهم لا يؤمنون ، والفاء للعطف والتنبيه على أن تحقق المعطوف عليه يستدعي تحقق المعطوف ، وقوله:
55. Lo! the worst of beasts in Allah's sight are the ungrateful who will not believe;
55 - For the worst of beasts in the sight of God are those who reject him: they will not believe.