54 - (ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون)
قوله تعالى : "ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون" .
" ثم إذا كشف الضر عنكم " أي البلاء والسقم. " إذا فريق منكم بربهم يشركون " بعد إزالة البلاء وبعد الجؤار. فمعنى الكلام التعجيب من الإشراك بعد النجاة من الهلاك، وهذا المعنى مكرر في القرآن، وقد تقدم في ( الأنعام ويونس)، ويأتي في ( سبحان) وغيرها. وقال الزجاج: هذا خاص بمن كفر.
يخبر تعالى أنه لا إله إلا هو, وأنه لا ينبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له, فإنه مالك كل شيء وخالقه وربه "وله الدين واصباً" قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وميمون بن مهران والسدي وقتادة وغير واحد: أي دائماً, وعن ابن عباس أيضا: أي واجباً. وقال مجاهد: أي خالصاً له, أي له العبادة وحده ممن في السموات والأرض, كقوله: " أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون " هذا على قول ابن عباس وعكرمة, فيكون من باب الخبر, وأما على قول مجاهد فإنه يكون من باب الطلب, أي ارهبوا أن تشركوا بي شيئاً وأخلصوا لي الطاعة, كقوله تعالى: "ألا لله الدين الخالص" ثم أخبر أنه مالك النفع والضر, وأن ما بالعباد من رزق ونعمة وعافية ونصر فمن فضله عليهم, وإحسانه إليهم "ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون" أي لعلمكم أنه لا يقدر على إزالته إلا هو فإنكم عند الضرورات تلجأون إليه وتسألونه وتلحون في الرغبة إليه مستغيثين به, كقوله تعالى: "وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً" وقال ههنا: "ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون * ليكفروا بما آتيناهم" قيل: اللام ههنا لام العاقبة. وقيل : لام التعليل بمعنى قيضنا لهم ذلك ليكفروا أي يستروا ويجحدوا نعم الله عليهم وأنه المسدي إليهم النعم, الكاشف عنهم النقم, ثم توعدهم قائلاً "فتمتعوا" أي اعملوا ما شئتم وتمتعوا بما أنتم فيه قليلاً "فسوف تعلمون" أي عاقبة ذلك.
54- "ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون" أي إذا رفع عنكم ما نزل بكم من الضر، إذا فريق أي جماعة منكم بربهم الذين رفع الضر عنهم يشركون فيجعلون معه إلهاً آخر من صنم أو نحوه، والآية مسوقة للتعجيب من فعل هؤلاء حيث يضعون الإشراك بالله الذي أنعم عليهم بكشف ما نزل بهم من الضر مكان الشكر له، وهذا المعنى قد تقدم في الأنعام ويونس، ويأتي في سبحان. قال الزجاج: هذا خاص بمكر وفكر، وقابل كشف الضر عنه بالجحود والكفر، وعلى هذا فتكون من في "منكم" للتبعيض حيث كان الخطاب للناس جميعاً، والفريق هم الكفرة وإن كان الخطاب موجهاً إلى الكفار فمن للبيان.
54 - " ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون " .
54."ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم "وهم كفاركم ."بربهم يشركون"بعبادة غيره ، هذا إذا كان الخطاب عاماً ، فإن كان خاصاً بالمشركين كان من للبيان كأنه قال: إذا فريق وهم أنتم ، ويجوز أن تكون من للتبعيض على أن يعتبر بعضهم كقوله تعالى : "فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد".
54. And afterward, when He hath rid you of the misfortune, behold! a set of you attribute partners to their Lord,
54 - Yet, when he removes the distress from you, behold some of you turn to other gods to join with their Lord