53 - (هل ينظرون) ما ينتظرون (إلا تأويله) عاقبة ما فيه (يوم يأتي تأويله) هو يوم القيامة (يقول الذين نسوه من قبل) تركوا الإيمان به (قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو) هل (نرد) إلى الدنيا (فنعمل غير الذي كنا نعمل) نوحد الله ونترك الشرك فيقال لهم لا ، قال تعالى (قد خسروا أنفسهم) إذ صاروا إلى الهلاك (وضل) ذهب (عنهم ما كانوا يفترون) من دعوى الشريك
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : " هل ينظرون إلا تأويله " ، هل ينتظر هؤلاء المشركون الذين يكذبون بآيات الله ويجحدون لقاءه ، " إلا تأويله " ، يقول : إلا ما يؤول إليه أمرهم ، من ورودهم على عذاب الله ، وصليهم جحيمه ، وأشباه هذا مما أوعدهم الله به.
وقد بينا معنىالتأويل فيما مضى بشواهده ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " هل ينظرون إلا تأويله " ، أي : ثوابه ، " يوم يأتي تأويله " ، أي : ثوابه .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور قال ، حدثنا معمر ، عن قتادة : " هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله " ، قال : تأويله ، عاقبته .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو أسامة ، عن شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " هل ينظرون إلا تأويله " ، قال : جزاءه ، " يوم يأتي تأويله " ، قال : جزاؤه .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا يحيى بن أبي زائدة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : " هل ينظرون إلا تأويله" ، أما" تأويله " ، فعواقبه ، مثل وقعة بدر، والقيامة، وما وعد فيها من موعد. حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحق قال ، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس في قوله : " هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق" ، فلا يزال يقع من تأويله أمر بعد أمر، حتى يتم تأويله يوم القيامة، ففي ذلك أنزل :" هل ينظرون إلا تأويله " ، حيث أثاب الله تبارك وتعالى أولياءه وأعداءه ثواب أعمالهم .
يقول يومئذ الذين نسوه من قبل : " قد جاءت رسل ربنا بالحق " .
حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبى، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله" ، قال : يوم القيامة.
حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : " يوم يأتي تأويله " ، قال : يوم يأتي حقيقته ، وقرأ قول الله تعالى : " هذا تأويل رؤياي من قبل " قال : هذ! تحقيقها.
وقرأ قول الله : " وما يعلم تأويله إلا الله" ، قال : ما يعلم حقيقته ومتى يأتي ، إلا الله تعالى.
وأما قوله : " يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل " ، فإن معناه : يوم يجيء ما يؤول إليه أمرهم من عقاب الله ، " يقول الذين نسوه من قبل " ، أي : يقول الذين ضيعوا وتركوا ما أمروا به من العمل المنجيهم مما ال إليه أمرهم يومئذ من العذاب ، من قبل ذلك في الدنيا، " لقد جاءت رسل ربنا بالحق " ، أقسم المساكين حين عاينوا البلاء وحل بهم العقاب : أن رسل الله التي أتتهم بالنذارة وبلغتهم عن الله الرسالة، قد كانت نصحت لهم وصدقتهم عن الله ، وذلك حين لا ينفعهم التصديق ، ولا ينجيهم من سخط الله وأليم عقابه كثرة القال والقيل .
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمدبن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : " يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق " ، أما " الذين نسوه " ، فتركوه ، فلما رأوا ما وعدهم أنبياؤهم ، استيقنوا فقالوا : " قد جاءت رسل ربنا بالحق " .
حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " يقول الذين نسوه " ، قال : أعرضوا عنه .
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قأل ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
قال أبو جعفر : وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن هؤلاء المشركين الذين وصف صفتهم ، أنهم يقولون عند حلول سخط الله بهم ، وورودهم أليم عذابه ، ومعاينتهم تأويل ما كانت رسل الله تجدهم : هل لنا من أصدقاء وأولياء اليوم فيشفعوا لنا عند ربنا، فتنجينا شفاعتهم عنده مما قد حل بنا من سوء فعالنافي الدنيا، أو نرد الى الدنيا مرة أخرى، فنعمل فيها بما يرضيه ويعتبه من أنفسنا؟ قال هذا القول المساكين هنالك ، لأنهم كانوا عهدوا في الدنيا أنفسهم لها شفعاء تشفع لهم في حاجاتهم ، فيذكروا ذلك في وقت لا خلة فيه لهم ولا شفاعة .
يقول الله جل ثناؤه وقدست أسماؤه : " قد خسروا أنفسهم " ، يقول : غبنوا أنفسهم حظوظها ببيعهم ما لا خطر له من نعيم الآخرة الدائم ، بالخسيس من عرض الدنيا الزائل ، " وضل عنهم ما كانوا يفترون" ، يقول ة وأسلمهم لعذاب الله ، وحار عنهم أولياؤهم ، الذين كانوا يعبدونهم من دون الله ، ويزعمون كذبا وافتراء أنهم أربابهم من دون الله .
حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي قوله : " قد خسروا أنفسهم " ، يقول : شروها بخسران . لانما رفع قوله : " أو نرد " ولم ينصب عطفا على قوله : " فيشفعوا لنا" ، لأن المعنى: هل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا، أو هل نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ؟ ولم يردبه العطف على قوله : " فيشفعوا لنا" .
قوله تعالى: "هل ينظرون إلا تأويله" بالهمز، من آل. وأهل المدينة يخففون الهمزة. والنظر: الانتظار، أي هل ينتظرون إلا ما وعدوا به في القرآن من العقاب والحساب. وقيل: ينظرون من النظر إلى يوم القيامة. فالكناية في تأويله ترجع إلى الكتاب. وعاقبة الكتاب ما وعد الله فيه من البعث والحساب. وقال مجاهد: تأويله جزاؤه، أي جزاء تكذيبهم بالكتاب. قال قتادة: تأويله عاقبته. والمعنى متقارب. "يوم يأتي تأويله" أي تبدو عواقبه يوم القيامة. ويوم منصوب بيقول، أي يقول الذين نسوه من قبل يوم تأويله. "قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء" استفهام فيه معنى التمني. "فيشفعوا" نصب لأنه جواب الاستفهام. "لنا أو نرد" قال الفراء: المعنى أو هل نرد. "فنعمل غير الذي كنا نعمل" قال الزجاج: نرد عطف على المعنى، أي هل يشفع لنا أحد أو نرد. وقرأ ابن إسحاق أو نرد فنعمل بالنصف فيهما. والمعنى إلا أن نرد، كما قال:
فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
وقرأ الحسن أو نرد فنعمل برفعهما جميعاً. "قد خسروا أنفسهم" أي فلم ينتفعوا بها، وكل من لم ينتفع بنفسه فقد خسرها. وقيل: خسروا النعم وحظ أنفسهم منها. "وضل عنهم ما كانوا يفترون" أي بطل ما كانوا يقولون من أن مع الله إلهاً آخر.
يقول تعالى مخبراً عن إعذاره إلى المشركين بإرسال الرسل إليهم بالكتاب الذي جاء به الرسول وأنه كتاب مفصل مبين كقوله "كتاب أحكمت آياته ثم فصلت" الاية, وقوله "فصلناه على علم" للعالمين أي على علم منا بما فصلناه به كقوله "أنزله بعلمه" قال ابن جرير وهذه الاية مردودة على قوله "كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه" الاية, "ولقد جئناهم بكتاب" الاية, وهذا الذي قاله فيه نظر فإنه قد طال الفصل ولا دليل عليه وإنما الأمر أنه لما أخبر بما صاروا إليه من الخسارة في الاخرة ذكر أنه قد أزاح عللهم في الدنيا بإرسال الرسل وإنزال الكتب كقوله "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً" ولهذا قال "هل ينظرون إلا تأويله" أي ما وعدوا به من العذاب والنكال والجنة والنار قاله مجاهد وغير واحد, وقال مالك: ثوابه .
وقال الربيع: لا يزال يجيء من تأويله أمر حتى يتم يوم الحساب حتى يدخل أهل الجنة الجنة, وأهل النار النار فيتم تأويله يومئذ وقوله "يوم يأتي تأويله" أي يوم القيامة قال ابن عباس "يقول الذين نسوه من قبل" أي تركوا العمل به وتناسوه في الدار الدنيا "قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا" أي في خلاصنا مما صرنا إليه مما نحن فيه "أو نرد" إلى الدار الدنيا "فنعمل غير الذي كنا نعمل" كقوله "ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون" كما قال ههنا "قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون" أي خسروا أنفسهم بدخولهم النار وخلودهم فيها "وضل عنهم ما كانوا يفترون" أي ذهب عنهم ما كانوا يعبدونهم من دون الله فلا يشفعون فيهم ولا ينصرونهم ولا ينقذونهم مما هم فيه.
قوله: 53- "هل ينظرون إلا تأويله" بالهمز من آل، وأهل المدينة يخفون الهمزة. والنظر الانتظار: أي هل ينتظرون إلا ما وعدوا به في الكتاب من العقاب الذي يؤول الأمر إليه، وقيل: تأويله جزاؤه، وقيل: عاقبته. والمعنى متقارب. ويوم ظرف ليقول: أي يوم يأتي تأويله، وهو يوم القيامة "يقول الذين نسوه من قبل" أي تركوه من قبل أن يأتي تأويله "قد جاءت رسل ربنا بالحق" الذي أرسلهم الله به إلينا "فهل لنا من شفعاء" استفهام منهم، ومعناه التمني "فيشفعوا لنا" منصوب لكونه جواباً للاستفهام. قوله: "أو نرد". قال الفراء: المعنى أو هل نرد "فنعمل غير الذي كنا نعمل". وقال الزجاج: نرد عطف على المعنى: أي هل يشفع لنا أحد أو نرد. وقرأ ابن أبي إسحاق أو نرد فنعمل بنصبهما، كقول امرئ القيس:
فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
وقرأ الحسن برفعهما، ومعنى الآية: هل لنا شفعاء يخلصونا مما نحن فيه من العذاب، أو هل نرد إلى الدنيا فنعمل صالحاً غير ما كنا نعمل من المعاصي "قد خسروا أنفسهم" أي لم ينتفعوا بها فكانت أنفسهم بلاء عليهم ومحنة لهم فكأنهم خسروها كما يخسر التاجر رأس ماله، وقيل: خسروا النعيم وحظ الأنفس "وضل عنهم ما كانوا يفترون" أي افتراؤهم أو الذي كانوا يفترونه. والمعنى أنه بطل كذبهم الذي كانوا يقولونه في الدنيا أو غاب عنهم ما كانوا يجعلونه شريكاً لله فلم ينفعهم ولا حضر معهم.
53- " هل ينظرون" أي: هل ينتظرون، "إلا تأويله " قالمجاهد : جزاءه. وقال السدي : عاقبته. ومعناه: هل ينتظرون إلا ما يؤول إليه أمرهم، في العذاب ومصيرهم إلى النار. " يوم يأتي تأويله" أي جزاؤه وما يؤول إليه أمرهم،" يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق"، اعترفوا به حين لا ينفعهم الإعتراف، " فهل لنا"، اليوم، " من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد" ، إلى الدنيا،" فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم"، أهلكوها بالعذاب، " وضل " ، [وبطل]، " عنهم ما كانوا يفترون".
53. " هل ينظرون " ينتظرون . " إلا تأويله " إلا يؤول إليه أمره من تبين صدقه بظهور ما نطق به من الوعد والوعيد. . " يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل " تركوه ترك الناسي ." قد جاءت رسل ربنا بالحق " أي قد تبين أنهم جاؤوا بالحق . " فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا " اليوم . " أو نرد " أو هل نرد إلى الدنيا .وقرئ بالنصب عطفاً على " فيشفعوا " ، أو لأن " أو" بمعنى إلى أن فعلى الأول المسؤول أحد الأمرين الشفاعة أن ردهم إلى الدنيا ، وعلى الثاني أن يكون لهم شفعاء إما لأحد الأمرين أو لأمر واحد وهو الرد ." فنعمل غير الذي كنا نعمل " جواب الاستفهام الثاني وقرئ بالرفع أي فنحن نعمل . " قد خسروا أنفسهم " بصرف أعمارهم في الكفر . " وضل عنهم ما كانوا يفترون " بطل عنهم فلم ينفعهم .
53. Await they aught save the fulfillment thereof? On the day when the fulfillment thereof cometh, those who were before forgetful thereof will say: The messengers of our Lord did bring the Truth ! Have we any intercessors, that they may intercede for us? Or can we be returned (to life on earth), that we may act otherwise than we used to act? They have lost their souls, and that which they devised bath failed them.
53 - Do they just wait for the final fulfillment of the event? on the day the event is finally fulfilled those who disregarded it before will say: The apostles of our Lord did indeed bring true (tidings). have we no intercessors now to intercede on our behalf? or could we be sent back? then should we behave differently from our behavior in the past. in fact they will have lost their souls, and the things they invented will leave them in the lurch.