52 - (فسبح) نزه (باسم) الباء زائدة (ربك العظيم) سبحانه
قوله : " فسبح باسم ربك العظيم " بذكر ربك وتسميته ، العظيم ، الذي كل شيء في عظمته صغير .
"فسبح باسم ربك العظيم" أي فصل لربك، قاله ابن عباس. وقيل: أي نزه الله عن السوء والنقائص.
يقول تعالى: "ولو تقول علينا" أي محمد صلى الله عليه وسلم لو كان كما يزعمون مفترياً علينا فزاد في الرسالة أو نقص منها, أو قال شيئاً من عنده فنسبه إلينا وليس كذلك لعاجلناه بالعقوبة, ولهذا قال تعالى: "لأخذنا منه باليمين" قيل: معناه لانتقمنا منه باليمين لأنها أشد في البطش, وقيل لأخذنا منه بيمينه "ثم لقطعنا منه الوتين" قال ابن عباس : وهو نياط القلب وهو العرق الذي القلب معلق فيه, وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والحكم وقتادة والضحاك, ومسلم البطين وأبو صخر حميد بن زياد , وقال محمد بن كعب هو القلب ومراقه وما يليه. وقوله تعالى: "فما منكم من أحد عنه حاجزين" أي فما يقدر أحد منكم أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئاً من ذلك. والمعنى في هذا بل هو صادق بار راشد لأن الله عز وجل مقرر له ما يبلغه عنه ومؤيد له بالمعجزات الباهرات والدلالات القاطعات.
ثم قال تعالى: "وإنه لتذكرة للمتقين" يعني القرآن كما قال تعالى: "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى" ثم قال تعالى: "وإنا لنعلم أن منكم مكذبين" أي مع هذا البيان والوضوح سيوجد منكم من يكذب بالقرآن. ثم قال تعالى: "وإنه لحسرة على الكافرين" قال ابن جرير : وإن التكذيب لحسرة على الكافرين يوم القيامة. وحكاه عن قتادة بمثله, وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك "وإنه لحسرة على الكافرين" يقول لندامة , ويحتمل عود الضمير على القرآن, أي وإن القرآن والإيمان به لحسرة في نفس الأمر على الكافرين كما قال تعالى: " كذلك سلكناه في قلوب المجرمين * لا يؤمنون به " وقال تعالى: "وحيل بينهم وبين ما يشتهون" ولهذا قال ههنا "وإنه لحق اليقين" أي الخبر الصادق الحق الذي لا مرية فيه ولا شك ولا ريب, ثم قال تعالى: "فسبح باسم ربك العظيم" أي الذي أنزل هذا القرآن العظيم. آخر تفسير سورة الحاقة ولله الحمد والمنة)
52- "فسبح باسم ربك العظيم" أي نزهه عما لا يليق به، وقيل فصل لربك، والأول أولى.
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: "إني ظننت" قال: أيقنت. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب "قطوفها دانية" قال قريبة. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد و[ابن] المنذر عن البراء في الآية قال: يتناول الرجل من فواكهها وهو قائم. وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: "فاسلكوه" قال: السلسلة تدخل في استه ثم تخرج من فيه، ثم ينظمون فيه كما ينظم الجراد في العود ثم يشوى. وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي الدرداء قال: إن لله سلسلة لم تزل تغلي منها مراجل النار منذ خلق الله جهنم إلى يوم تلقى في أعناق الناس، وقد نجاها الله من نصفها بإيماننا بالله العظيم، فحضي على طعام المسكين يا أم الدرداء. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: الغسلين الدم والماء والصديد الذي يسيل من لحومهم. وأخرج الحاكم وصححه عن أبي سعيد الخردي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن دلواً من غسلين يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا". وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال: الغسلين اسم طعام من أطعمة أهل النار. وأخرج ابن جرير عنه " فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون " يقول: بما ترون وما لا ترون. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "لأخذنا منه باليمين" قال: بقدرة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه قال: "الوتين" عرق القلب. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عنه أيضاً قال: "الوتين" نياط القلب. وأخرج الن المنذر والحاكم وصححه عنه أيضاً قال: هو حبل القلب الذي في الظهر.
52- "فسبح باسم ربك العظيم".
52-" فسبح باسم ربك العظيم " فسبح الله بذكر اسمه العظيم تنزيهاً له عن الرضا بالتقول عليه وشكراً على ما أوحى إليك .
عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الحاقة حاسبه الله تعالى حساباً يسيراً " .
52. So glorify the name of thy Tremendous Lord.
52 - So glorify the name of thy Lord Most High.