52 - (أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن) يوسعه (يشاء ويقدر) امتحانا (إن) يضيقه لمن يشاء ابتلاء (في ذلك لآيات لقوم يؤمنون قل) به
يقول تعالى ذكره : أولم يعلم يا محمد هؤلاء الذين كشفنا عنهم ضرهم فقالوا : إنما أوتيناه على علم منا أن الشدة والرخاء والسعة والضيق والبلاء بيد الله ، دون كل من سواه يبسط الرزق لمن يشاء ، فيوسعه عليه ، ويقدر ذلك على من يشاء من عباده ، فيضيقه ، وأن ذلك من حجج الله على عباده ، ليعتبروا به ويتذكروا ، ويعلموا أن الرغبة إليه والرهبة دون الألهة والأنداد " إن في ذلك لآيات " يقول : إن في بسط الله الرزق لمن يشاء ، وتقتيره على من أراد ، لآيات : يعني دلالات وعلامات " لقوم يؤمنون " يعني : يصدقون بالحق ، فيقرون به إذا تبينوه وعلموا حقيقته أن الذي يفعل ذلك هو الله دون كل ما سواه .
قوله تعالى : " أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون " خص المؤمن بالذكر ، لأنه هو الذي يتدبر الآ يات وينتفع بها . ويعلم أن سعة الرزق قد يكون مكراً واستدراجاً ، وتقتيرره رفعة وإعظاماً .
يقول تبارك وتعالى مخبراً عن الإنسان أنه في حال الضراء يتضرع إلى الله عز وجل وينيب إليه ويدعوه وإذا خوله نعمة منه بغى وطغى وقال "إنما أوتيته على علم" أي لما يعلم الله تعالى من استحقاقي له ولولا أني عند الله خصيص لما خولني هذا, قال قتادة على علم عندي على خبر عندي قال الله عز وجل: "بل هي فتنة" أي ليس الأمر كما زعم بل إنما أنعمنا عليه بهذه النعمة لنختبره فيما أنعمنا عليه أيطيع أم يعصي مع علمنا المتقدم بذلك فهي فتنة أي اختبار "ولكن أكثرهم لا يعلمون" فلهذا يقولون ما يقولون ويدعون ما يدعون "قد قالها الذين من قبلهم" أي قد قال هذه المقالة وزعم هذا الزعم وادعى هذه الدعوى كثير ممن سلف من الأمم "فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون" أي فما صح قولهم ولا منعهم جمعهم وما كانوا يكسبون "فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء" أي من المخاطبين "سيصيبهم سيئات ما كسبوا" أي كما أصاب أولئك "وما هم بمعجزين" كما قال تبارك وتعالى مخبراً عن قارون أنه قال له قومه " لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين * وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين * قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون " وقال تعالى: "وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين" وقوله تبارك وتعالى: " أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " أي يوسعه على قوم ويضيقه على آخرين " إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون " أي لعبراً وحججاً.
52- " أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء " أي يوسع الرزق لمن يشاء أن يوسعه له "ويقدر" أي يقبضه لمن يشاء أن يقبضه ويضيقه عليه. قال مقاتل: وعظهم الله ليعتبروا في توحيده، وذلك حين مطروا بعد سبع سنين، فقال: أو لم يعلموا أن الله يوسع الرزق لمن يشاء ويقتر على من يشاء "إن في ذلك لآيات" أي في ذلك المذكور لدلالات عظيمة وعلامات الوعيد عقبة بذكر سعة رحمته وعظيم مغفرته.
52. " أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء "، أي: يوسع الرزق لمن يشاء، " ويقدر "، أي: يقتر على من يشاء، " إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ".
52-" أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " حيث حبس عنهم الرزق سبعاً ثم بسط لهم سبعاً " إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون " بأن الحوادث كلها ما الله بوسط أو غيره .
52. Know they not that Allah enlargeth providence for whom He will, and straiteneth it (for whom He will). Lo! herein verily are portents for people who believe.
52 - Know they not that God enlarges the provision or restricts it, for any he pleases? Verily, in this are signs for those who believe.