52 - (ويا قوم استغفروا ربكم) من الشرك (ثم توبوا) ارجعوا (إليه) بالطاعة (يرسل السماء) المطر وكانوا قد منعوه (عليكم مدراراً) كثير الدرور (ويزدكم قوة إلى) مع (قوتكم) بالمال والولد (ولا تتولوا مجرمين) مشركين
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره ، مخبراً عن قيل هود لقومه : "ويا قوم استغفروا ربكم" ، يقول : آمنوا به حتى يغفر لكم ذنوبكم .
و الاستغفار ، هو الإيمان بالله في هذا الموضع ، لأن هوداً صلى الله عليه وسلم إنما دعا قومه إلى توحيد الله ليغفر لهم ذنوبهم ، كما قال نوح لقومه : ( اعبدوا الله واتقوه وأطيعون * يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ) .
وقوله : "ثم توبوا إليه" ، يقول : ثم توبوا إلى الله من سالف ذنوبكم وعبادتكم غيره ، بعد الإيمان به ، "يرسل السماء عليكم مدرارا" ، يقول : فإنكم إن آمنتم بالله وتبتم من كفركم به ، أرسل قطر السماء عليكم يدر لكم الغيث في قوت حاجتكم إليه ، وتحيى بلادكم من الجدب والقحط .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي بن داود قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : "مدرارا" ، يقول : يتبع بعضها بعضاً .
حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : "يرسل السماء عليكم مدرارا" ، قال : يدر ذلك عليهم قطراً ومطراً .
وأما قوله : "ويزدكم قوة إلى قوتكم" ، فإن مجاهداً كان يقول في ذلك ، ما :
حدثني به محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن ابي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : "ويزدكم قوة إلى قوتكم" ، قال : شدة إلى شدتكم .
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن ابي نجيح ، عن مجاهد و إسحاق قال ، حدثنا عبد الله ،عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ـ حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال ،قال مجاهد ، فذكر مثله .
حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : "ويزدكم قوة إلى قوتكم" ، قال : جعل لهم قوة ، فلو أنهم أطاعوه زادهم قوة إلى قوتهم . وذكر لنا أنه إنما قيل لهم : "ويزدكم قوة إلى قوتكم" ، قال : إنه كان قد انقطع النسل عنهم سنين ، فقال هود لهم : إن آمنتم بالله أحيى الله بلادكم ،ورزقكم المال والولد . لأن ذلك من القوة .
وقوله : "ولا تتولوا مجرمين" ، يقول :ولا تدبروا عما أدعوكم إليه من توحيد الله ، والبراءة من الأوثان والأصنام ، "مجرمين" ، يعني : كافرين بالله .
قوله تعالى: " ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه " تقدم في أول السورة. " يرسل السماء " جزم لأنه جواب وفيه معنى المجازاة. " عليكم مدرارا" نصب على الحال، وفيه معنى التكثير، أي يرسل السماء بالمطر متتابعاً يتلو بعضه بعضاً، والعرب تحذف الهاء في مفعال على النسب، وأكثر ما يأتي مفعال من أفعل، وقد جاء ها هنا من فعل، لأنه من درت السماء تدر وتدر فهي مدرار. وكان قوم هود - أعني عاداً - أهل بساتين وزروع وعمارة، وكانت مساكنهم الرمال التي بين الشام واليمن كما تقدم في ( الاعراف). " ويزدكم " عطف على يرسل. " قوة إلى قوتكم " قال مجاهد: شدة على شدتكم. الضحاك : خصباً إلى خصبكم. علي بن عيسى: عزاً على عزكم. عكرمة: ولداً إلى ولدكم. وقيل: إن الله حبس عنهم المطر وأعقم الأرحام ثلاث سنين فلم يولد لهم ولد، فقا لهم هود: إن آمنتم أحيي الله بلادكم ورزقكم المال والولد، فتلك القوة. وقال الزجاج: المعنى يزدكم قوة في النعم. " ولا تتولوا مجرمين " أي لا تعرضوا عما أدعوكم إليه، وتقيموا على الكفر.
يقول تعالى "و" لقد أرسلنا "إلى عاد أخاهم هوداً" آمراً لهم بعبادة الله وحده لا شريك له ناهياً لهم عن الأوثان التي افتروها واختلقوا لها أسماء الالهة وأخبرهم أنه لا يريد منهم أجرة على هذا النصح والبلاغ من الله إنما يبغي ثوابه من الله الذي فطره أفلا تعقلون من يدعوكم إلى ما يصلحكم في الدنيا والاخرة من غير أجرة ثم أمرهم بالاستغفار الذي فيه تكفير الذنوب السالفة وبالتوبة عما يستقبلون, ومن اتصف بهذه الصفة يسر الله عليه رزقه وسهل عليه أمره وحفظ شأنه ولهذا قال: "يرسل السماء عليكم مدراراً" وفي الحديث "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب".
ثم أرشدهم إلى الاستغفار والتوبة. والمعنى: اطلبوا مغفرته لما سلف من ذنوبكم ثم توسلوا إليه بالتوبة. وقد تقدم زيادة بيان لمثل هذا في قصة نوح، ثم رغبهم في الإيمان بالخير العاجل، فقال: 52- "يرسل السماء" أي المطر "عليكم مدراراً" أي كثير الدرور، وهو منصوب على الحال، درت السماء تدر وتدر فهي مدرار، وكان قوم هود أهل بساتين وزرع وعمارة، وكانت مساكنهم الرمال التي بين الشام واليمن "ويزدكم قوة إلى قوتكم" معطوف على يرسل: أي شدة مضافة إلى شدتكم، أو خصباً إلى خصبكم، أو عزاً إلى عزكم. قال الزجاج: المعنى يزدكم قوة في النعم "ولا تتولوا مجرمين" أي لا تعرضوا عما أدعوكم إليه وتقيموا على الكفر مصرين عليه، والإجرام: الآثام كما تقدم.
52-"ويا قوم استغفروا ربكم"، أي: آمنوا به، والاستغفار هاهنا بمعنى الإيمان، "ثم توبوا إليه"، من عبادة غيره ومن سالف ذنوبكم، "يرسل السماء عليكم مدراراً"، أي: يرسل المطر عليكم متتابعا، مرة بعد أخرى في أوقات الحاجة، "ويزدكم قوة إلى قوتكم"، أي: شدة مع شدتكم. وذلك أن الله عز وجل حبس عنهم القطر ثلاث سنين، وأعقم أرحام نسائهم فلم يلدن، فقال لهم هود عليه السلام: إن آمنتم أرسل الله عليكم المطر، فتزدادون مالا، ويعيد أرحام الأمهات إلى ما كانت، فيلدن فتزدادون قوة بالأموال والأولاد. وقيل تزدادون قوة في الدين إلى قوة البدن. "ولا تتولوا مجرمين"، أي: لا تدبروا مشركين.
52."ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه"اطلبوا مغفرة الله بالإيمان ثم توسلوا إليها بالتوبة وأيضاً التبري من الغير إنما يكون بعد الإيمان بالله والرغبة فيما عنده"يرسل السماء عليكم مدراراً" كثير الدر."ويزدكم قوةً إلى قوتكم"ويضاعف قوتكم ، وإنما رغبهم بكثرة المطر وزيادة القوة لأنهم كانوا أصحاب زروع وعمارات .وقيل حبس الله عنهم القطر وأعقم أرحام نسائهم ثلاثين سنة فوعدهم هود عليه السلام على للإيمان والتوبة بكثرة الأمطار و تضاعف القوة بالتناسل ."ولا تتولوا "ولا تعرضوا عما أدعوكم إليه "مجرمين"مصرين على إجرامكم.
52. And, O my people! Ask forgiveness of your Lord, then turn unto Him repentant; He will cause the sky to rain abundance on you and will add unto you strength to your strength. Turn not away, guilty!
52 - And O my people ask forgiveness of your Lord, and turn to him (in repentance): he will send you the skies pouring abundant rain, and add strength to your strength: so turn ye not back in sin