51 - (قل) لهم (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) إصابة (هو مولانا) ناصرنا ومتولي أمورنا (وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره، مؤدباً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم: " قل "، يا محمد، لهؤلاء المنافقين الذين تخلفوا عنك " لن يصيبنا "، أيها المرتابون في دينهم، " إلا ما كتب الله لنا "، في اللوح المحفوظ، وقضاه علينا، " هو مولانا "، يقول: هو ناصرنا على أعدائه، " وعلى الله فليتوكل المؤمنون "، يقول: وعلى الله فليتوكل المؤمنون، فإنهم إن يتوكلوا عليه، ولم يرجوا النصر من عند غيره، ولم يخافوا شيئاً غيره، يكفهم أمورهم، وينصرهم على من بغاهم وكادهم.
قوله تعالى: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" قيل: في اللوح المحفوظ. وقيل: ما أخبرنا به في كتاب من أنا إما أن نظفر فيكون الظفر حسنى لنا، وإما أن نقتل فتكون الشهادة أعظم حسنى لنا. والمعنى كل شيء بقضاء وقدر. وقد تقدم في الأعراف أن العلم والقدر والكتاب سواء. "هو مولانا" أي ناصرنا. والتوكل تفويض الأمر إليه. وقراءة الجمهور يصيبنا نصب بلن. وحكى أبو عبيدة أن من العرب من يجزم بها. وقرأ طلحة بن مصرف هل يصيبنا. وحكي عن أعين قاضي الري أنه قرأ قل لن يصيبنا بنون مشددة. وهذا لحن، لا يؤكد بالنون ما كان خبراً، ولو كان هذا في قراءة طلحة لجاز. قال الله تعالى: "هل يذهبن كيده ما يغيظ" [الحج: 15].
يعلم تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعداوة هؤلاء له لأنه مهما أصابه من حسنة أي فتح وظفر على الأعداء مما يسره ويسر أصحابه ساءهم ذلك "وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل" أي قد احترزنا من متابعته من قبل هذا "ويتولوا وهم فرحون" فأرشد الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جوابهم في عداوتهم هذه التامة فقال: "قل" أي لهم "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" أي نحن تحت مشيئته وقدره "هو مولانا" أي سيدنا وملجؤنا "وعلى الله فليتوكل المؤمنون" أي ونحن متوكلون عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل .
ثم لما قالوا هذا القول أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يجيب عليهم بقوله: 51- "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" أي في اللوح المحفوظ، أو في كتابه المنزل علينا، وفائدة هذا الجواب أن الإنسان إذا علم أن ما قدره الله كائن، وأن كل ما ناله من خير أو شر إنما هو بقدر الله وقضائه هانت عليه المصائب، ولم يجد مرارة شماتة الأعداء وتشفي الحسدة "هو مولانا" أي ناصرنا وجاعل العاقبة لنا ومظهر دينه على جميع الأديان، والتوكل على الله تفويض الأمور إليه، والمعنى: أن من حق المؤمنين أن يجعلوا توكلهم مختصاً بالله سبحانه لا يتوكلون على غيره. وقرأ طلحة بن مصرف "يصيبنا" بتشديد الياء. وقرأ أعين قاضي الري يصيبنا بنون مشددة، وهو لحن لأن الخبر لا يؤك، ورد بمثل قوله تعالى: "هل يذهبن كيده ما يغيظ". وقال الزجاج: معناه لا يصيبنا إلا ما اختصنا الله من النصرة عليكم أو الشهادة.
51-"قل" لهم يا محمد "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، أي: علينا في اللوح المحفوظ، "هو مولانا"، ناصرنا وحافظنا، وقال الكلبي: هو أولى بنا من أنفسنا في الموت والحياة، "وعلى الله فليتوكل المؤمنون".
51."قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " إلا ما احتصنا بإثباته و إيجابه من النصرة ، او الشهادة أو ما كتب لأجلنا في اللوح المحفوظ لا يتغير بموافقتكم ولا بمخالفتكم . وقرئ (هل يصيبنا ) وهو من فيعل لا من فعل لأنه من بنات الواو لقولهم صاب السهم يصوب واشتقاقه من الصواب لأنه وقوع الشيء فيما قصد به . وقيل من الصواب ." هو مولانا " ناصرنا ومتولي أمورنا. " وعلى الله فليتوكل المؤمنون " لأن حقهم أن لا يتوكلوا على غيره .
51. Say: Naught befalleth us save that which Allah hath decreed for us. He is our protecting Friend. In Allah let believers put their trust!
51 - Say: nothing will happen to us except to us except what God has decreed for us: he is our protector: and on God let the believers put their trust.