51 - (يا قوم لا أسألكم عليه) على التوحيد (أجراً إن) ما (أجري إلا على الذي فطرني) خلقني (أفلا تعقلون)
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره ، مخبراً عن قيل هود لقومه : يا قوم لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من إخلاص العبادة لله وخلع الأوثان والبراءة منها ، جزاءً وثواباً ، "إن أجري إلا على الذي فطرني" ، يقول : إن ثوابي وجزائي على نصيحتي لكم ودعائكم إلى الله ، إلا على الذي خلقني ،"أفلا تعقلون" ، يقول : أفلا تعقولن أني لو كنت أبتغي بدعايتكم إلى الله غير النصحية لكم ، وطلب الحظ لكم في الدنيا والآخرة ، لالتمست منكم على ذلك بعض أعراض الدنيا ، وطلبت منكم الأجر والثواب ؟ .
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : "إن أجري إلا على الذي فطرني" ، أي :خلقني .
قوله تعالى: " يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني " تقدم معناه. والفطرة ابتداء الخلق. " أفلا تعقلون " ما جرى على قوم نوح لما كذبوا الرسل.
يقول تعالى "و" لقد أرسلنا "إلى عاد أخاهم هوداً" آمراً لهم بعبادة الله وحده لا شريك له ناهياً لهم عن الأوثان التي افتروها واختلقوا لها أسماء الالهة وأخبرهم أنه لا يريد منهم أجرة على هذا النصح والبلاغ من الله إنما يبغي ثوابه من الله الذي فطره أفلا تعقلون من يدعوكم إلى ما يصلحكم في الدنيا والاخرة من غير أجرة ثم أمرهم بالاستغفار الذي فيه تكفير الذنوب السالفة وبالتوبة عما يستقبلون, ومن اتصف بهذه الصفة يسر الله عليه رزقه وسهل عليه أمره وحفظ شأنه ولهذا قال: "يرسل السماء عليكم مدراراً" وفي الحديث "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب".
ثم خاطبهم فقال: 51- "يا قوم لا أسألكم عليه أجراً" أي لا أطلب منكم أجراً على ما أبلغه إليكم وأنصحكم به من الإرشاد إلى عبادة الله وحده وأنه لا إله لكم سواه، فالضمير راجع إلى مضمون هذا الكلام. وقد تقدم معنى هذا في قصة نوح "إن أجري إلا على الذي فطرني" أي ما أجري الذي أطلب إلا من الذي فطرني: أي خلقني فهو الذي يثيبني على ذلك "أفلا تعقلون" أن أجر الناصحين إنما هو من رب العالمين، قيل: إنما قال فيما تقدم في قصة نوح: مالاً، وهنا قال: أجراً لذكر الخزائن بعده في قصة نوح، ولفظ المال بها أليق.
51-" يا قوم لا أسألكم عليه "، أي: على تبليغ الرسالة، "أجراً"، جعلا، "إن أجري"، ما ثوابي "إلا على الذي فطرني"، خلقني، "أفلا تعقلون".
51."يا قوم لا أسألكم عليه أجراً إن أجري إلا على الذي فطرني "خاطب كل رسول به قومه إزاحة للتهمة و تمحيضاً للنصيحة فإنها لا تنجع مادامت مشوبة بالمطامع. " أفلا تعقلون " أفلا تستعملون عقولكم فتعرفوا المحق من المبطل والصواب من الخطأ.
51. O my people! I ask of you no reward for it. Lo! my reward is the concern only of Him who made me. Have ye then no sense?
51 - O my people I ask of you no reward for this (message). my reward is from none but him who created me: will ye not then understand?