5 - (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) الفائزون
يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين وصفت صفتهم على بيان من ربهم ونور " وأولئك هم المفلحون " يقول: وهؤلاء هم المنجحون المدركون ما رجوا وأملوا من ثواب ربهم يوم القيامة.
وهي مكية آيتين قال قتادة: أولهما "ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام" إلى آخر الآيتين. وقال ابن عباس: ثلاث آيات، أولهن: "ولو أنما في الأرض ". وهي أربع وثلاثون آية.
قوله تعالى: "الم * تلك آيات الكتاب الحكيم" مضى الكلام في فواتح السور وتلك في موضع رفع على إضمار مبتدأ، أي هذه تلك. ويقال: تيك آيات الكتاب الحكيم بدلاً من تلك. والكتاب: القرآن. والحكيم: المحكم، أي لا خلل فيه ولا تناقض.
"هدى ورحمة للمحسنين" وقيل ذو الحكمة وقيل الحاكم "هدى ورحمة" بالنصب على الحال، مثل: "هذه ناقة الله لكم آية" الأعراف:73 وهذه قراءة المدنيين وأبي عمر وعاصم والكسائي. وقرأ حمزة: هدىً ورحمة بالرفع، وهو من وجهين: أحدهما: على إضمار مبتدأ، لأنه أول آية. والآخر: أن يكون خبر تلك. والمحسن: الذي يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإنه يراه. وقيل: هم المحسنون في الدين وهو الإسلام، قال الله تعالى:"ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله"النساء:125 الآية. "الذين يقيمون الصلاة" في موضع الصفة، ويجوز الرفع عل القطع بمعنى: هم الذين، والنصب بإضمار أعني وقد مضى الكلام في هذه الآية والتي بعدها في البقرة وغيرها.
تقدم في سورة البقرة عامة الكلام على ما يتعلق بصدر هذه السورة, وهو أنه سبحانه وتعالى جعل هذا القرآن هدى وشفاء ورحمة للمحسنين, وهم الذين أحسنوا العمل في اتباع الشريعة, فأقاموا الصلاة المفروضة بحدودها وأوقاتها وما يتبعها من نوافل راتبة وغير راتبة, وآتوا الزكاة المفروضة عليهم إلى مستحقيها, ووصلوا أرحامهم وقراباتهم, وأيقنوا بالجزاء في الدار الاخرة, فرغبوا إلى الله في ثواب ذلك لم يراؤوا به, ولا أرادوا جزاءاً من الناس ولا شكوراً, فمن فعل ذلك كذلك, فهو من الذين قال الله تعالى: "أولئك على هدى من ربهم" أي على بصيرة وبينة ومنهج واضح جلي "وأولئك هم المفلحون" أي في الدنيا والاخرة.
5- "أولئك على هدىً من ربهم وأولئك هم المفلحون" وقد تقدم تفسير هذا في أوائل سورة البقرة، والمعنى هنا: أن أولئك المتصفين بالإحسان وفعل تلك الطاعات التي هي أمهات العبادات هم على طريقة الهدى. وهم الفائزون بمطالبهم الظافرون بخيري الدارين.
5- "أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون".
5 -" أولئك على هدىً من ربهم وأولئك هم المفلحون " لاستجماعهم العقيدة الحقة والعمل الصالح .
5. Such have guidance from their Lord. Such are the successful.
5 - These are on (true) guidance from their Lord; and these are the ones who will prosper.