5 - (من كان يرجوا) يخاف (لقاء الله فإن أجل الله) به (لآت) فليستعد له (وهو السميع) لأقوال العباد (العليم) بألإعالهم
يقول تعالى ذكره: من كان يرجو الله يوم لقائه، ويطمع في ثوابه، فإن أجل الله الذي أجله لبعث خلقه للجزاء والعقاب لآت قرييباً، وهو السميع، يقول: والله الذي يرجوا هذا الراجي بلقائه ثوابه، السميع لقوله: آمنا بالله، العليم بصدق قيله إنه قد آمن من كذبه فيه.
قوله تعالى : " من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت " ( يرجو ) بمعنى يخاف من قول الهذلي في وصف عسال :
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها
وأجمع أهل التفسير على أن المعنى : من كان يخاف الموت فليعمل عملاً صالحاً فإن لابد أن يأتيه ، ذكره النحاس . قال الزجاج : معنى " يرجو لقاء الله " ثواب الله و( من ) في موضع رفع بالابتداء في موضع الخبر ، وهي في موضع جزم بالشرط ، و( يرجو) في موضع خبر كان ، والمجازاة " فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم " .
يقول تعالى: "من كان يرجو لقاء الله" أي في الدار الاخرة, وعمل الصالحات ورجا ما عند الله من الثواب الجزيل, فإن الله سيحقق له رجاءه ويوفيه عمله كلاماً موفراً, فإن ذلك كائن لا محالة لأنه سميع الدعاء بصير بكل الكائنات, ولهذا قال تعالى: " من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم " وقوله تعالى: "ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه" كقوله تعالى: "من عمل صالحاً فلنفسه" أي من عمل صالحاً فإنما يعود نفع عمله على نفسه, فإن الله تعالى غني عن أفعال العباد, ولو كانوا كلهم على أتقى قلب رجل منهم ما زاد ذلك في ملكه شيئاً, ولهذا قال تعالى: "ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين" قال الحسن البصري : إن الرجل ليجاهد وما ضرب يوماً من الدهر بسيف. ثم أخبر تعالى أنه مع غناه عن الخلائق جميعهم, ومع بره وإحسانه بهم, يجازي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أحسن الجزاء, وهو أن يكفر عنهم أسوأ الذي عملوا, ويجزيهم أجرهم بأحسن الذين كانوا يعملون, فيقبل القليل من الحسنات, ويثيب عليها الواحدة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف, ويجزي على السيئة بمثلها أو يعفو ويصفح, كما قال تعالى: "إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً" وقال ههنا: "والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون".
5- " من كان يرجو لقاء الله " أي من كان يطمع، والرجاء بمعنى الطمع. قاله سعيد بن جبير. وقيل الرجاء هنا بمعنى الخوف. قال القرطبي: وأجمع أهل التفسير على أن المعنى: من كان يخاف الموت. ومنه قول الهذلي:
إذا لسعته الدبر لم يرج لسعها
قال الزجاج: معنى من كان يرجو لقاء الله: من كان يرجو ثواب لقاء الله: أي ثواب المصير إليه، فالرجاء على هذا معناه الأمل "فإن أجل الله لآت" أي الأجل المضروب للبعث آت لا محالة. قال مقاتل: يعني يوم القيامة، والمعنى: فليعمل لذلك اليوم كما في قوله: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً" ومن في الآية التي هنا يجوز أن تكون شرطية والجزاء فإن أجل الله لآت، ويجوز أن تكون موصولة ودخلت الفاء في جوابها تشبيها لها بالشرطية. وفي الآية من الوعد والوعيد والترهيب والترغيب ما لا يخفى "وهو السميع" لأقوال عباده "العليم" بما يسرونه وما يعلنونه.
5- "من كان يرجو لقاء الله"، قال ابن عباس رضي الله عنهما، ومقاتل: من كان يخشى البعث والحساب. زالرجاء بمعنى الخوف. وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه: من كان يطمع في ثواب الله، "فإن أجل الله لآت"، يعني: ما وعد الله من الثواب والعقاب. وقال مقاتل: يعني: يوم القيامة لكائن.
ومعنى الآية: أن من يخشى الله أو يأمله فليستعد له وليعمل لذلك اليوم، كما قال: " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا " الآية الكهف 110، "وهو السميع العليم".
5ـ " من كان يرجو لقاء الله " في الجنة ، وقيل المراد بلقاء الله الوصول إلى ثوابه ، أو إلى العاقبة من الموت والبعث والحساب والجزاء على تمثيل حاله بحال عبد قدم على سيده بعد زمان مديد وقد اطلع السيد على أحواله ، فأما أن يلقاه ببشر لما رضي من أفعاله أو بسخط لما سخط منها . " فإن أجل الله " فإن الوقت المضروب للقائه . " لآت " لجاء وإذا كان وقت اللقاء آتياً كان اللقاء كائناً لا محالة ، فليبادر ما يحقق أمله ويصدق رجاءه أو ما يستوجب به القربة والرضا . " وهو السميع " لأقول العباد . " العليم " بعقائدهم وأفعالهم .
5. Whoso looketh forward to the meeting with Allah (let him know that) Allah's reckoning is surely nigh, and He is the Hearer, the Knower.
5 - For those whose hopes are in the meeting with God (In the Hereafter, let them strive); for the Term (appointed) by God is surely coming: and He hears and knows (all things).