48 - (ونادى أصحاب الأعراف رجالا) من أصحاب النار (يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم) من النار (جمعكم) المال أو كثرتكم (وما كنتم تستكبرون) أي واستكباركم عن الإيمان ، ويقولون لهم مشيرين إلى ضعفاء المسلمين
قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤ5: " ونادى أصحاب الأعراف رجالاً " ، من أهل الأرض ، " يعرفونهم بسيماهم " ، سيما أهل النار، " قالوا ما أغنى عنكم جمعكم " ، ما كنتم تجمعون من الأموال والعدد في الدنيا، " وما كنتم تستكبرون " ، يقول : وتكبركم الذي كنتم تتكبرون فيها، كما :
حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي قال : فمر بهم يعني باصحاب الأعراف ناس من الجبارين عرفوهم بسيماهم . قال يقول : قال أصحاب الأعراف : " ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون " .
حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : " ونادى أصحاب الأعراف رجالاً " ، قال : في النار، " يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون " ، وتكبركم .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا جرير ، عن سليمان التيمى ، عن أبي مجلز : " ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون " ، قال .
هذا حين دخل أهل الجنة الجنة، " أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة" ، الآية، قلت لأبي مجلز : عن ابن عباس قال : لا، بل عن غيره .
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا ابن علية ، عن سليمان التيمي ، عن أبي مجلز : " ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم " ، قال : نادت الملائكة رجالاً في النار يعرفونهم بسيماهم ، " ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون " " أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة " ، قال : هذا حين دخل أهل الجنة الجنة، " ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون " .
حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : " ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم " ، فالرجال ، عظماء من أهل الدنيا. قال : فبهذه الصفة عرف أهل الأعراف أهل الجنة من أهل النار. لانما ذكر هذا حين يذهب رئيس أهل الخير ورئيس أهل الشر يوج القيامة . قال : وقال ابن زيد في قوله : " ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون " ، قال : على أهل طاعة الله .
قوله تعالى: "ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم" أي من أهل النار. "قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون" أي للدنيا واستكبارهم عن الإيمان.
يقول الله تعالى إخباراً عن تقريع أهل الأعراف لرجال من صناديد المشركين وقادتهم يعرفونهم في النار بسيماهم "ما أغنى عنكم جمعكم" أي كثرتكم "وما كنتم تستكبرون" أي لا ينفعكم كثرتكم ولا جموعكم من عذاب الله بل صرتم إلى ما أنتم فيه من العذاب والنكال "أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعني أصحاب الأعراف "ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون" وقال ابن جرير: حدثني محمد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس "قالوا ما أغنى عنكم جمعكم" الاية, قال فلما قالوا لهم الذي قضى الله أن يقولوا يعني أصحاب الأعراف لأهل الجنة وأهل النار قال الله لأهل التكبر والأموال "أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون".
وقال حذيفة إن أصحاب الأعراف قوم تكاثفت أعمالهم فقصرت بهم حسناتهم عن الجنة وقصرت بهم سيئاتهم عن النار فجعلوا على الأعراف يعرفون الناس بسيماهم فلما قضى الله بين العباد أذن لهم في طلب الشفاعة فأتوا آدم فقالوا: يا آدم أنت أبونا فاشفع لنا عند ربك فقال هل تعلمون أن أحداً خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وسبقت رحمته إليه غضبه وسجدت له الملائكة غيري ؟ فيقولون لا فيقول ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابني إبراهيم فيأتون إبراهيم صلى الله عليه وسلم فيسألونه أن يشفع لهم عند ربهم فيقول تعلمون من أحد اتخذه الله خليلاً هل تعلمون أن أحداً أحرقه قومه بالنار في الله غيري ؟ فيقولون لا فيقول ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابني موسى فيأتون موسى عليه السلام فيقول هل تعلمون من أحد كلمه الله تكليماً وقربه نجياً غيري فيقولون لا فيقول ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا عيسى فيأتونه عليه السلام فيقولون له اشفع لنا عند ربك فيقول هل تعلمون أحداً خلقه الله من غير أب فيقولون لا فيقول هل تعلمون من أحد كان يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله غيري ؟ قال: فيقولون لا, فيقول: أنا حجيج نفسي ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأضرب بيدي على صدري ثم أقول أنا لها ثم أمشي حتى أقف بين يدي العرش فآتي ربي عز وجل فيفتح لي من الثناء ما لم يسمع السامعون بمثله قط ثم أسجد فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي ثم أثني على ربي عز وجل ثم أخر ساجداً فيقال لي ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول ربي أمتي فيقول هم لك فلا يبقى نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا غبطني بذلك المقام وهو المقام المحمود فآتي بهم الجنة فأستفتح فيفتح لي ولهم فيذهب بهم إلى نهر يقال له نهر الحيوان حافتاه قصب مكلل باللؤلؤ ترابه المسك وحصباؤه الياقوت فيغتسلون منه فتعود إليهم ألوان أهل الجنة وريح أهل الجنة فيصيرون كأنهم الكواكب الدرية ويبقى في صدورهم شامات بيض يعرفون بها يقال مساكين أهل الجنة.
48- "ونادى أصحاب الأعراف رجالاً" من الكفار "يعرفونهم بسيماهم" أي بعلاماتهم "قالوا" بدل من نادى "ما أغنى عنكم جمعكم" الذي كنتم تجمعون للصد عن سبيل الله، والاستفهام للتقريع والتوبيخ، قوله: "وما كنتم تستكبرون". ما مصدرية: أي وما أغنى عنكم استكباركم.
48-" ونادى أصحاب الأعراف رجالاً" كانوا عظماء في الدنيا من أهل النار، " يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم "، في الدنيا من المال والولد، " وما كنتم تستكبرون"، عن الإيمان. قال الكلبي: ينادون وهم على السور: يا وليد بن المغيرة ويا أبا جهل بن هشام ويا فلان، ثم ينظرون إلى الجنة فيرون فيها الفقراء والضعفاء ممن كانوا يستهزؤون بهم، مثل سلمان وصهيب وخباب وبلال وأشباههم، فيقول أصحاب الأعراف لأولئك الكفار:
48. " ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم " من رؤساء الكفرة . " قالوا ما أغنى عنكم جمعكم " كثرتكم أو جمعكم المال . " وما كنتم تستكبرون " عن الحق ، أو على الخلق . وقرئ (تستكبرون ) من الكثرة .
48. And the dwellers on the Heights call unto men whom they know by their marks, (saying): What did your multitude and that in which ye took your pride avail you?
48 - The men on the heights will call to certain men whom they will know from their marks, saying: of what profit to you wear your hoards and your arrogant ways?