46 - (كلوا وتمتعوا) خطاب للكفار في الدنيا (قليلا) من الزمان وغايته إلى الموت وفي هذا تهديد لهم (إنكم مجرمون)
يقول تعالى ذكره تهدداً ووعيداً منه للمكذبين بالبعث : كلوا في بقية آجالكم ، وتمتعوا ببقية أعماركم " إنكم مجرمون " مسنون بكم سنه من قبلكم من مجرمي الأمم الخالية التي متعت بأعمارها إلى بلوغ كتبها آجالها ، ثم انتقم الله منها بكفرها ، وتكذيبها رسلها .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون " قال : عني به أهل الكفر .
قوله تعالى:" كلوا وتمتعوا قليلا" هذا مردود إلى ما تقدم قبل المتقين، وهو وعيد وتهديد وهو حال من ((المكذبين)) أي الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم: " كلوا وتمتعوا قليلا". " إنكم مجرمون" أي كافرون. وقيل: مكتسبون فعلاً يضركم في الآخرة، من الشرك والمعاصي.
يقول تعالى مخبراً عن عباده المتقين الذين عبدوه بأداء الواجبات, وترك المحرمات, أنهم يوم القيامة يكونون في جنات وعيون أي بخلاف ما أولئك الأشقياء فيه من ظلل اليحموم وهو الدخان الأسود المنتن, وقوله تعالى: " وفواكه مما يشتهون " أي ومن سائر أنواع الثمار مهما طلبوا وجدوا "كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون" أي يقال لهم ذلك على سبيل الإحسان إليهم ثم قال تعالى مخبراً خبراً مستأنفاً: "إنا كذلك نجزي المحسنين" أي هذا جزاؤنا لمن أحسن العمل "ويل يومئذ للمكذبين". وقوله تعالى: "كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون" خطاب للمكذبين بيوم الدين وأمرهم أمر تهديد ووعيد فقال تعالى: "كلوا وتمتعوا قليلاً" أي مدة قليلة قريبة قصيرة "إنكم مجرمون" أي ثم تساقون إلى نار جهنم التي تقدم ذكرها "ويل يومئذ للمكذبين" كما قال تعالى: "نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ" : وقال تعالى: "إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون" وقوله تعالى: "وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون" أي إذاأمر هؤلاء الجهلة من الكفار أن يكونوا من المصلين مع الجماعة امتنعوا من ذلك واستكبرواعنه, ولهذا قال تعالى: "ويل يومئذ للمكذبين" ثم قال تعالى: " فبأي حديث بعده يؤمنون ".
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية : سمعت رجلاً أعرابياً بدوياً يقول: سمعت أبا هريرة يرويه إذا قرأ والمرسلات عرفاً ـ فقرأ ـ فبأي حديث بعده يؤمنون ؟ فليقل آمنت بالله وبما أنزل. وقد تقدم هذا الحديث في سورة القيامة. آخر تفسير سورة المرسلات, ولله الحمد والمنة, وبه التوفيق والعصمة.
46- "كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون" الجملة بتقدير القول في محل نصب على الحال من المكذبين: أي الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم ذلك تذكير لهم بحالهم في الدنيا، أو يقال لهم هذا في الدنيا، والمجرمون المشركون بالله، وهذا وإن كان في اللفظ أمراً فهو في المعنى تهديد وزجر عظيم.
ثم قال لكفار مكة: 46- "كلوا وتمتعوا قليلاً"، في الدنيا، "إنكم مجرمون"، مشركون بالله عز وجل مستحقون للعذاب.
46-" كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون " حال من المكذبين أي الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم ذلك ، تذكيراً لهم بحالهم في الدنيا وبما جنوا على أنفسهم من إيثار المتاع القليل على النعيم المقيم .
46. Eat and take your ease (on earth) a little. Lo! ye are guilty.
46 - (O ye Unjust!) Eat ye and enjoy yourselves (but) a little while, for that ye are Sinners.