45 - (إنما يستأذنك) في التخلف (الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت) شكت (قلوبهم) في الدين (فهم في ريبهم يترددون) يتحيرون
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: إنما يستأذنك، يا محمد، في التخلف خلافك وترك الجهاد معك، من غير عذر بين، الذين لا يصدقون بالله ولا يقرون بتوحيده، " وارتابت قلوبهم "، يقول:وشكت قلوبهم في حقيقة وحدانية الله، وفي ثواب أهل طاعته، وعقابه أهل معاصيه، " فهم في ريبهم يترددون "، يقول: في شكهم متحيرون، وفي ظلمة الحيرة مترددون، لا يعرفون حقاً من باطل، فيعملون على بصيرة. وهذه صفة المنافقين.
وكان جماعة من أهل العلم يرون أن هاتين الآيتين منسوختان بالآية التي ذكرت في ((سورة النور)).
ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يحيى بن واضح، عن الحسين، عن يزيد، عن عكرمة والحسن البصري قالا: قوله: " لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله " إلى قوله: " فهم في ريبهم يترددون "، نسختهما الآية التي في ((النور)): " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله " إلى " غفور رحيم " [النور: 62].
وقد بينا ((الناسخ والمنسوخ))، بما أغنى عن إعادته ههنا.
ولذلك قال: "إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون". روى أبو داود عن ابن عباس قال: "لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله" نسختها التي في النور "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله" -إلى قوله- "غفور رحيم" [النور: 62] "أن يجاهدوا" في موضع نصب بإضمار في، عن الزجاج. وقيل: التقدير كراهية أن يجاهدوا، كقوله: "يبين الله لكم أن تضلوا" [النساء: 176]. "وارتابت قلوبهم" شكت في الدين. "فهم في ريبهم يترددون" أي في شكهم يذهبون ويرجعون.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا أبو حصين بن سليمان الرازي حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن عون قال: هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا ؟ نداء بالعفو قبل المعاتبة فقال "عفا الله عنك لم أذنت لهم" وكذا قال مورق العجلي وغيره. وقال قتادة: عاتبه كما تسمعون ثم أنزل التي في سورة النور فرخص له في أن يأذن لهم إن شاء فقال "فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم" الاية. وكذا روي عن عطاء الخراساني, وقال مجاهد: نزلت هذه الاية في أناس قالوا: استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أذن لكم فاقعدوا وإن لم يأذن لكم فاقعدوا, ولهذا قال تعالى: "حتى يتبين لك الذين صدقوا" أي في إبداء الأعذار "وتعلم الكاذبين" يقول تعالى هلا تركتهم لما استأذنوك فلم تأذن لأحد منهم في القعود لتعلم الصادق منهم في إظهار طاعتك من الكاذب فإنهم قد كانوا مصرين على القعود عن الغزو وإن لم تأذن لهم فيه .
ولهذا أخبر تعالى أنه لا يستأذنه في القعود عن الغزو أحد يؤمن بالله ورسوله فقال: " لا يستأذنك " أي في القعود عن الغزو " الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم " لأنهم يرون الجهاد قربة ولما ندبهم إليه بادروا وامتثلوا "والله عليم بالمتقين * إنما يستأذنك" أي في القعود ممن لا عذر له " الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر " أي لا يرجون ثواب الله في الدار الاخرة على أعمالهم "وارتابت قلوبهم" أي شكت في صحة ما جئتهم به "فهم في ريبهم يترددون" أي يتحيرون يقدمون رجلاً ويؤخرون أخرى وليست لهم قدم ثابتة في شيء فهم قوم حيارى هلكى لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً .
45- "إنما يستأذنك" في القعود عن الجهاد، والتخلف عنه "الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر" وهم المنافقون، وذكر الإيمان بالله أولاً، ثم باليوم الآخر ثانياً في الموضعين، لأنهما الباعثان على الجهاد في سبيل الله. قوله: "وارتابت قلوبهم" عطف على قوله: "الذين لا يؤمنون" وجاء بالماضي للدلالة على تحقق الريب في قلوبهم، وهو الشك. قوله: "فهم في ريبهم يترددون" أي في شكهم الذي حل بقلوبهم يتحيرون، والتردد التحير. والمعنى: فهؤلاء الذين يستأذنوك ليسوا بمؤمنين بل مرتابين حائرين لا يهتدون إلى طريق الصواب، ولا يعرفون الحق.
45-" إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم "، أي شكت ونافقت، "فهم في ريبهم يترددون"، متحيرين.
45."إنما يستأذنك " في التخلف . " الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر " تخصيص الإيمان بالله عز وجل واليوم الآخر في الموضعين للإشعار بأن الباعث على الجهاد والوازع عنه الإيمان وعد الإيمان بهما . " وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون " يتحيرون .
45. They alone ask leave of thee who believe not in Allah and the Last Day, and whose hearts feel doubt, so in their doubt they waver. .
45 - Only those ask thee for exemption who believe not in God and the last day, and whose hearts are in doubt, so that they are tossed in their doubts to and fro.