43 - (فيم) في أي شيء (أنت من ذكراها) ليس عندك علمها حتى تذكرها
قوله تعالى : " فيم أنت من ذكراها " .
وقال عروة بن الزبير في قوله تعالى: " فيم أنت من ذكراها "؟ لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة، حتى نزلت هذه الآية " إلى ربك منتهاها".
يقول تعالى: "فإذا جاءت الطامة الكبرى" وهو يوم القيامة, قاله ابن عباس سميت بذلك لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع كما قال تعالى: "والساعة أدهى وأمر" "يوم يتذكر الإنسان ما سعى" أي حينئذ يتذكر ابن آدم جميع عمله خيره وشره كما قال تعالى: "يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى" "وبرزت الجحيم لمن يرى" أي أظهرت للناظرين فرآها الناس عياناً "فأما من طغى" أي تمرد وعتا "وآثر الحياة الدنيا" أي قدمها على أمر دينه وأخراه "فإن الجحيم هي المأوى" أي فإن مصيره إلى الجحيم وإن مطعمه من الزقوم ومشربه من الحميم "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى" أي خاف القيام بين يدي الله عز وجل وخاف حكم الله فيه ونهى نفسه عن هواها وردها إلى طاعة مولاها "فإن الجنة هي المأوى" أي منقلبه ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء ثم قال تعالى: " يسألونك عن الساعة أيان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إلى ربك منتهاها " أي ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق بل مردها ومرجعها إلى الله عز وجل, فهو الذي يعلم وقتها على التعيين "ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله" وقال ههنا "إلى ربك منتهاها" ولهذا لما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل".
وقوله تعالى: "إنما أنت منذر من يخشاها" أي إنما بعثتك لتنذر الناس وتحذرهم من بأس الله وعذابه فمن خشي الله وخاف مقامه ووعيده اتبعك فأفلح وأنجح, والخيبة والخسار على من كذبك وخالفك. وقوله تعالى: "كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها" أي إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر يستقصرون مدة الحياة الدنيا حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم أو ضحى من يوم, وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس "كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها" أما عشية فما بين الظهر إلى غروب الشمس "أو ضحاها" ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار, وقال قتادة : وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الاخرة. آخر تفسير سورة النازعات, و لله الحمد والمنة.
43- "فيم أنت من ذكراها" أي في أي شيء أنت يا محمد من ذكر القيامة والسؤال عنها، والمعنى: لست في شيء من علمها وذكراها إنما يعلمها الله سبحانه، وهو إنكار ورد لسؤال المشركين عنها: أي فيم أنت من ذلك حتى يسألونك عنه ولست تعلمه.
43- "فيم أنت من ذكراها"، لست في شيء من علمها وذكرها، أي لا تعلمها.
43-" فيم أنت من ذكراها " في أي شيء أنت من أن تذكر وقتها لهم أي ما أنت من ذكرها لهم ، وتبيين وقتها في شيء فإن ذكرها لا يزيدهم إلا غياً . ووقتها مما استأثر الله تعالى بعلمه . وقيل " فيم" إنكار لسؤالهم و " أنت من ذكراها " مستأنف ، ومعناه أنت ذكر من ذكرها أي علامة من أشراطها ، فإن إرساله خاتماً للأنبياء أمارة من أماراتها ، وقيل إنه متصل بسؤالهم والجواب .
43. Why (ask they)? What hast thou to tell thereof?
43 - Wherein art thou (concerned) with the declaration thereof?