43 - (أم) بل (اتخذوا من دون الله) أي الأصنام آلهة (شفعاء) عند الله بزعمهم (قل) لهم (أولو كانوا لا يملكون شيئا) من الشفاعة وغيرها (ولا يعقلون) أنكم تعبدونهم ولا غير ذلك لا
يقول تعالى ذكره : أم اتخذ هؤلاء المشركون بالله من دونه آلهتهم التي يعبدونها شفعاء تشفع لهم عند الله في حاجاتهم . وقوله : " قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون " يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لهم : أتتخذون هذه الألهة شفعاء كما تزعمون ولو كانوا لا يملكون لكم نفعاً ولا ضراً ، ولا يعقلون شيئاً قل لهم : إن تكونوا تعبدونها لذلك ، وتشفع لكم عند الله ، فاخلصوا عبادتكم لله ، وافردوه بالألوهة ، فإن الشفاعة جميعاً له ، لا يشفع عنده إلا من أذن له ، ورضي له قولاً ، وأنتم متى أخلصتم له العبادة ، فدعوتموه ، شفعكم " له ملك السماوات والأرض " يقول : له سلطان السماوات والأرض وملكها ، وما تعبدون أيها المشركون من دونه ملك له ، يقول فاعبدوا الملك لا المملوك الذي لا يملك شيئاً " ثم إليه ترجعون " يقول : ثم إلى الله مصيركم ، وهو معاقبكم على إشراككم به ، إن متم على شرككم .
ومعنى الكلام : لله الشفاعة جميعاً ، له ملك السماوات والأرض ، فاعبدوا المالك الذي له ملك السماوات والأرض ، الذي يقدر على نفعكم في الدنيا ، وعلى ضركم فيها ، وعند مرجعكم إليه بعد مماتكم ، فإنكم إليه ترجعون .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " أم اتخذوا من دون الله شفعاء " الألهة " قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا " الشفاعة .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : " قل لله الشفاعة جميعاً " قال : لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه .
قوله تعالى : " أم اتخذوا من دون الله شفعاء " أي بل اتخذوا يعني الأصنام وفي الكلام ما يتضمن لم ، أي " إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " لم يتفكروا ولكنهم اتخذوا آلهتهم شفعاء " قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا " أي قل لهم يا محمد أتتخذونهم شفعاء وإن كانوا لا يملكون شيئاً من الشفاعة " ولا يعقلون " لأنها جمادات . وهذا استفهام إنكار .
يقول تعالى ذاماً للمشركين في اتخاذهم شفعاء من دون الله وهم الأصنام والأنداد التي اتخذوها من تلقاء أنفسهم بلا دليل ولا برهان حداهم على ذلك وهي لا تملك شيئاً من الأمر بل وليس لها عقل تعقل به ولا سمع تسمع به ولا بصر تبصر به بل هي جمادات أسوأ من الحيوان بكثير, ثم قال: قل أي يا محمد لهؤلاء الزاعمين أن ما اتخذوه من شفعاء لهم عند الله تعالى أخبرهم أن الشفاعة لا تنفع عند الله إلا لمن ارتضاه وأذن له فمرجعها كلها إليه "من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه" "له ملك السموات والأرض" أي هو المتصرف في جميع ذلك "ثم إليه ترجعون" أي يوم القيامة فيحكم بينكم بعدله ويجزي كلاً بعمله, ثم قال تعالى ذاماً للمشركين أيضاً: "وإذا ذكر الله وحده" أي إذا قيل لا إله إلا الله وحده " اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة " قال مجاهد اشمأزت انقبضت وقال السدي نفرت وقال قتادة كفرت واستكبرت وقال مالك عن زيد بن أسلم استكبرت كما قال تعالى: "إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون" أي عن المتابعة والانقياد لها فقلوبهم لا تقبل الخير ومن لم يقبل الخير يقبل الشر ولذلك قال تبارك تعالى: "وإذا ذكر الذين من دونه" أي من الأصنام والأنداد قال مجاهد "إذا هم يستبشرون" أي يفرحون ويسرون.
قوله: 43- "أم اتخذوا من دون الله شفعاء" أم هي المنقطعة المقدرة ببل والهمزة: أي بل اتخذوا من دون الله آلهة شفعاء تشفع لهم عند الله " قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون " الهمزة للإنكار والتوبيخ والواو للعطف على محذوف مقدر: أي أيشفعون ولو كانوا إلخ، وجواب لو محذوف تقديره تتخذونهم: أي وإن كانوا بهذه الصفة تتخذونهم، ومعنى لا يملكون شيئاً أنهم غير مالكين لشيء من الأشياء وتدخل الشفاعة في ذلك دخولاً أولياً أو يعقلون شيئاً من الأشياء لأنها جمادات لا عقل لها، وجمعهم بالواو والنون لاعتقاد الكفار فيهم أنهم يعقلون.
43. " أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل "، يا محمد، " أو لو كانوا "، وإن كانوا يعني الآلهة، " لا يملكون شيئاً "، من الشفاعة، " ولا يعقلون "، أنكم تعبدونهم. وجواب هذا محذوف تقديره: وإن كانوا بهذه الصفة تتخذونهم.
43-" أم اتخذوا " بل اتخذت قريش " من دون الله شفعاء " تشفع لهم عند الله " قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون " ولو كانوا على هذه الصفة كما تشاهدونهم جمادات لا تقدر ولا تعلم .
43. Or choose they intercessors other than Allah? Say: What! Even though they have power over nothing and have no intelligence?
43 - What. Do they take for intercessors others besides God? Say: Even if they have no power whatever and no intelligence?