40 - (أفأصفاكم) أخلصكم يا أهل مكة (ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا) بنات لنفسه بزعمكم (إنكم لتقولون) بذلك (قولا عظيما)
يقول تعالى ذكره للذين قالوا من مشركي العرب : الملائكة بنات الله " أفأصفاكم " أيها الناس " ربكم بالبنين " يقول : أفخصكم ربكم بالذكور من الأولاد " واتخذ من الملائكة إناثاً" وأنتم لا ترضونهن لأنفسكم ، بل تئدونهن ، وتقتلونهن ، فجعلتم لله ما لا ترضونه لأنفسكم " إنكم لتقولون قولاً عظيماً" يقول تعالى ذكره لهؤلاء المشركين الذين قالوا من الفرية على الله ما ذكرنا: إنكم ايها الناس لتقولون بقيلكم : الملائكة بنات الله ، قولاً عظيماً ، وتفترون على الله فرية منكم .
وكان قتاده يقول في ذلك ، ما:
حدثنا محمد ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " واتخذ من الملائكة إناثاً " قال : قالت اليهود: الملائكة بنات الله .
هذا يرد على من قال العرب : الملائكة بنات الله ، وكان لهم بنات أيضا مع البنين ، ولكنه أراد : أفأخلص لكم البنين دونه وجعل البنات مشتركة بينكم وبينه . " إنكم لتقولون قولا عظيما " أي في الإثن عند الله عز وجل .
يقول تعالى راداً على المشركين الكاذبين الزاعمين, عليهم لعائن الله: أن الملائكة بنات الله, فجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً, ثم ادعوا أنهم بنات الله, ثم عبدوهم فأخطأوا في كل من المقامات الثلاث خطأ عظيماً, فقال تعالى منكراً عليهم "أفأصفاكم ربكم بالبنين" أي خصصكم بالذكور "واتخذ من الملائكة إناثاً" أي واختار لنفسه على زعمكم البنات, ثم شدد الإنكار عليهم فقال: "إنكم لتقولون قولاً عظيماً" أي في زعمكم أن لله ولداً, ثم جعلكم ولده الإناث التي تأنفون أن يكن لكم وربما قتلتموهن بالوأد, فتلك إداً قسمة ضيزى, وقال تعالى: " وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا * إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ".
40- "أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً" قال أبو عبيدة: أصفاكم خصكم، وقال الفضل: أخلصكم، وهو خطاب للكفار القائلين بأن الملائكة بنات الله، وفيه توبيخ شديد وتقريع بالغ لما كان يقوله هؤلاء الذين هم كالأنعام بل هم أضل، والفاء للعطف على مقدر كنظائره مما قد كررناه "إنكم لتقولون" يعني القائلين بأن لهم الذكور ولله الإناث "قولاً عظيماً" بالغاً في العظم والجراءة على الله إلى مكان لا يقادر قدره.
40 - قوله عز وجل : " أفأصفاكم ربكم " ، أي : اختاركم فجعل لكم الصفوة ولنفسه ما ليس بصفوة ، يعني : اختاركم ، " بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً " لأنهم كانوا يقولون الملائكة بنات الله ، " إنكم لتقولون قولاً عظيماً " ، يخاطب مشركي مكة .
40."أفأصفاكم ربكم بالبنين"خطاب لمن قالوا الملائكة بنات الله، والهمزة للإنكار والمعنى : أفخصكم ربكم بأفضل الأولاد وهم البنون. "واتخذ من الملائكة إناثاً"بنات لنفسه وهذا خلاف ما عليه عقولكم وعادتكم."إنكم لتقولون قولاً عظيماً"بإضافة الأولاد إليه، وهي خاصة بعض الأجسام لسرعة زوالها ، ثم بتفصيل أنفسكم عليه حيث تجعلون له ما تكرهون ثم يجعل الملائكة الذين هم من أشرف خلق الله أدونهم .
40. Hath your Lord then distinguished you (O men of Mecca) by giving you sons, and hath chosen for Himself females from among the angels? Lo! verily ye speak an awful word!
40 - Has then your Lord, (O pagans) preferred for you sons, and taken for himself daughters among the angels? truly ye utter a most dreadful saying