40 - (حتى) غاية للصنع (إذا جاء أمرنا) بإهلاكهم (وفار التنور) للخباز بالماء ، وكان ذلك علامة لنوح (قلنا احمل فيها) في السفينة (من كل زوجين) ذكر وأنثى أي من كل أنواعهما (اثنين) ذكراً وأنثى وهو مفعول وفي القصة أن الله حشر لنوح السباع والطير وغيرها ، فجعل يضرب بيده في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الأنثى فيحملها في السفينة (وأهلَكَ) أي زوجته وأولاده (إلا من سبق عليه القول) أي منهم بالإهلاك وهو ولده كنعان وزوجته بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم الثلاثة (ومن آمن وما آمن معه إلا قليل) قيل كانوا ستة رجال ونساءهم وقيل جميع من كان في السفينة ثمانون نصفهم رجال ونصفهم نساء
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره ، مخبراً عن قيل لقومه : "فسوف تعلمون" ، أيها القوم ، إذا جاء أمر الله ، من الهالك ، "من يأتيه عذاب يخزيه" ، يقول : الذي يأتيه عذاب الله منا ومنكم يهينه ويذله ، "ويحل عليه عذاب مقيم" ، يقول : وينزل به في الآخرة ، مع ذلك ،عذاب دائم لا انقطاع له ، مقيم عليه أبداً .
وقوله : "حتى إذا جاء أمرنا" ، يقول : ويصنع نوح الفلك ، "حتى إذا جاء أمرنا" ، الذي وعدناه أن يجيء قومه ، من الطوفان الذي يغرقهم .
وقوله : "وفار التنور" اختلف أهل التأويل في معنى ذلك :
فقال بعضهم : معناه : انبجس الماء من وجه الأرض ، "وفار التنور" ، وهو وجه الأرض .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم قال : أخبرنا العوام بن حوشب ، عن الضحاك ، عن ابن عباس أنه قال فيه : "وفار التنور" ، قال : "التنور" ، وجه الأرض . قال : قيل له : إذا رأيت الماء على وجه الأرض ، فاركب أنت ومن معك . قال : والعرب تسمي وجه الأرض ، تنور الأرض .
حدثني المثنى قال ، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم ، عن العوام ، عن الضحاك ، بنحوه .
حدثنا أبو كريب ، وأبو السائب قالا ، حدثنا ابن إدريس قال ، أخبرنا الشيباني ، عن عكرمة في قوله : "وفار التنور" ، قال : وجه الأرض .
وقال آخرون : هو تنوير الصبح ، من قولهم : نور الصبح تنويرا .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو هشام الرفاعي قال ، حدثنا محمد بن فضيل قال ، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن عباس مولى أبي جحيفة ، عن أبي جحيفة ، عن علي رضي الله عنه قوله : "حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور" ، قال : هو تنوير الصبح .
حدثنا ابن وكيع ، وإسحاق بن إسرائيل قالا ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن زياد مولى أبي جحيفة ، عن أبي جحيفة ، عن علي في قوله : "وفار التنور" ، قال : تنوير الصبح .
حدثنا حماد بن يعقوب قال ، أخبرنا ابن فضيل ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن مولى أبي جحيفة ـ أراه قد سماه ـ عن أبي جحيفة ، عن علي : "وفار التنور" ، قال : تنوير الصبح .
حدثني إسحاق بن شاهين قال ، حدثنا هشيم ، عن ابن إسحاق عن رجل من قريش ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : "وفار التنور" ، قال : طلع الفجر .
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثنا هشيم قال ، أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن رجل قد سماه ، عن علي بن أبي طالب قوله : "وفار التنور" ، قال : إذا طلع الفجر .
وقال آخرون : معنى ذلك : وفار أعلى الأرض وأشرف مكان فيها بالماء . وقال : :"التنور" ، أشرف الأرض .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثتا سعيد ، عن قتادة قوله : "حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور" ، كنا نحدث أنه أعلى الأرض وأشرفها وكان علماً بين نوح وبين ربه .
حدثنا محمد بن بشار قال ، حدثنا سليمان قال ، حدثنا أبو هلال ، قال سمعت قتادة قوله : "وفار التنور" ، قال : اشرف الأرض وأرفعها ، فار الماء منه .
وقال آخرون : هو التنور الذي يختبز فيه .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : "حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور" ، قال : إذا رأيت تنور أهلك يخرج منه الماء ، فإنه هلاك قومك .
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم ، عن ابي محمد ، عن الحسن قال : كان تنوراً من حجارة ، كان لحواء حتى صار إلى نوح . قال : فقيل له : إذا رأيت الماء يفور من التنور ، فاركب أنت وأصحابك .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو أسامة ، عن شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : "وفار التنور" ، قال : حين انبجس الماء ، وأمر نوح أن يركب هو ومن معه في الفلك .
حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ،حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: "وفار التنور" ، قال : انبجس الماء منه ، آيةً ، أن يركب بأهله ومن معه في السفينة .
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، نحوه ، إلا أنه قال : آية أن يركب أهله ومن معه في السفينة .
حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، بنحوه ، إلا أنه قال : آية بأن يركب بأهله ومن معهم في السفينة .
حدثني الحارث قال ، حدثنا القاسم قال ، حدثنا خلف بن خليفة ، عن ليث ، عن مجاهد قال : نبع الماء في التنور ، فعلمت به امرأته فأخبرته . قال : وكان ذلك في ناحية الكوفة .
قال ، حدثنا القاسم قال ، حدثنا علي بن ثابت ، عن السري بن إسماعيل ، عن الشعبي : أنه كان يحلف بالله ، ما فار التنور إلا من ناحية الكوفة .
حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا عبد الحميد الحماني ، عن النضر أبي عمر الخزاز ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : "وفار التنور" ، قال : فار التنور بالهند .
حدثت عن الحسين بن الفرج قال ، سمعت أبا معاذ يقول ، حدثنا عبيد بن سليمان قال ، سمعت الضحاك ، يقول في قوله : "وفار التنور" ، وكان آية لنوح ، إذا خرج منه الماء ، فقد أتى الناس الهلاك والغرق .
وكان ابن عباس يقول في معنى : فار ، نبع .
حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ،حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : "وفار التنور" ، قال : نبع .
قال أبو جعفر : و فوران الماء ، سورة دفعته . يقال منه : فار الماء يفور فوراً وفؤوراً وفوراناً ، وذلك إذا سارت دفعته .
قال أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال عندنا بتأويل قوله : التنور ، قول من قال : هو التنور الذي يخبز فيه ، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب . وكلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب ،إلا أن تقوم حجة على شيء منه بخلاف ذلك ، فيسلم لها . وذلك أنه جل ثناؤه إنما خاطبهم بما خاطبهم به ، لإفهامهم معنى ما خاطبهم به .
"قلنا" ، لنوح حين جاء عذابنا قومه الذي وعدنا نوحاً أن نعذبهم به ، وفار التنور الذي جعلنا فورانه بالماء آية مجيء عذابنا بيننا وبينه لهلاك قومه ، "احمل فيها" ، يعني في الفلك ، "من كل زوجين اثنين" ، يقول : من كل ذكر وأنثى ، كما :
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : "من كل زوجين اثنين" ، قال :ذكر وأنثى ، من كل صنف .
حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : "من كل زوجين اثنين" ، فالواحد زوج ، و الزوجين ، ذكر وأنثى من كل صنف .
قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : "من كل زوجين اثنين" ، قال : ذكر وأنثى من كل صنف .
قال ، حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ،عن ابن جريج ، عن مجاهد مثله .
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : "قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين" ، يقول : من كل صنف اثنين .
حدثت عن الحسين بن الفرج قال ، سمعت أبا معاذ قال ، حدثنا عبيد بن سليمان قال ، سمعت الضحاك يقول في قوله : "من كل زوجين اثنين" ، يعني بالزوجين اثنين ، ذكر وأنثى .
وقال بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين ، الزوجان في كلام العرب : الاثنان . قال ويقال : عليه زوجا نعال ، إذا كانت عليه نعلان ، ولا يقال : عليه زوج نعال ، وكذلك : عنده زوجا حمام ، و عليه زوجا قيود . وقال ألا تسمع إلى قوله : ( وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى ) ، فإنما هما اثنان .
وقال بعض البصريين من أهل العربية في قوله : "قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين" ، قال : فجعل الزوجين ، الضربين ، الذكور والإناث . قال : وزعم يونس أن قول الشاعر :
وأنت امرؤ تغدو على كل غرة فتخطىء فيها مرة وتصيب
يعني به الذئب . قال : فهذا أشذ من ذلك .
وقال آخر منهم : الزوج ، اللون . قال : وكل ضرب يدعى لوناً ، واستشهد ببيت الأعشى في ذلك :
وكل زوج من الديباج يلبسه أبو قدامة محبوا بذلك معا
وبقول لبيد :
وذي بهجة كن المقانب صوته وزينه أزواج نور مشرب
وذكر أن الحسن قال في قوله : ( ومن كل شيء خلقنا زوجين ) : السماء زوج ، والأرض زوج ، والشتاء زوج ، والصيف زوج ، والليل زوج ، والنهار زوج ، حتى يصير الأمر إلى الله الفرد الذي لا يشبهه شيء .
وقوله : "وأهلك إلا من سبق عليه القول" ، يقول : واحمل أهلك أيضاً في الفلك ، يعني بـ الأهل ، ولده ونساءه وأزواجه، "إلا من سبق عليه القول" ، يقول : إلا من قلت فيهم : إني مهلكه مع من أهلك من قومك .
ثم اختلفوا في الذي استثناه الله من أهله .
فقال بعضهم : هو بعض نساء نوح .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج قال ،قال ابن جريج : "وأهلك إلا من سبق عليه القول" ، قال : العذاب ، هي امرأته ،كانت في الغابرين في العذاب .
وقال آخرون : بل هو ابنه الذي غرق .
ذكر من قال ذلك :
حدثت عن المسيب ، عن أبي روق ، عن الضحاك في قوله : "وأهلك إلا من سبق عليه القول" ، قال : ابنه ، غرق فيمن غرق .
وقوله : "ومن آمن" ، يقول : واحمل معهم من صدقك واتبعك من قومك ، يقول الله : "وما آمن معه إلا قليل" ، يقول : وما أقر بوحدانية الله مع نوح من قومه إلا قليل .
واختلفوا في عدد الذين كانوا معه ، فحملهم معه في الفلك .
فقال بعضهم في ذلك : كانوا ثمانية أنفس .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : "وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل" ، قال : ذكر لنا أنه لم يتم في السفينة إلا نوح وامرأته ، وثلاثة بنيه ، ونساؤهم فجميعهم ثمانية .
حدثنا ابن وكيع ، و الحسن بن عرفة قالا ، حدثنا يحيى بن عبد الملك بن ابي غنية ، عن أبيه عن الحكم : "وما آمن معه إلا قليل" ، قال : نوح ، وثلاثة بنيه ، وأربع كنائنه .
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج قال ، قال ابن جريج : حدثت أن نوحاً حمل معه بنيه الثلاثة ، وثلاث نسوة لبنيه ، وامرأة نوح ، فهم ثمانية بأزواجهم . وأسماء بنيه : يافث ، وسام ، وحام . وأصاب حام زوجته في السفينة ، فدعا نوح أن يغير نطفته ، فجاء بالسودان .
وقال آخرون : بل كانوا سبعة أنفس .
ذكر من قال ذلك :
حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش : "وما آمن معه إلا قليل" ، قال : كانوا سبعة : نوح ، وثلاث كنائن له ، وثلاثة بنين .
وقال آخرون : كانوا عشرة سوى نسائهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ،عن ابن إسحاق قال : لم فار التنور ، حمل نوح في الفلك من أمره الله به ، وكانوا قليلاً كما قال الله ، فحمل بنيه الثلاثة : سام ، وحام ، ويافث ، ونساءهم ، وستة أناسي ممن كان آمن ، فكانوا عشرة نفر ، بنوح وبنيه وأزواجهم .
وقال آخرون : بل كانوا ثمانين نفساً .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج قال ، قال ابن جريج ، قال ابن عباس : حمل نوح معه في السفينة ثمانين إنساناً .
حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا سفيان : كان بعضهم يقول : كانوا ثمانين ، يعني القليل الذي قال الله : "وما آمن معه إلا قليل" .
حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال ، حدثنا زيد بن الحباب قال ، حدثني حسين بن واقد الخراساني قال ، حدثني أبو نهيك قال ، سمعت ابن عباس يقول : كان في سفينة نوح ثمانون رجلاً ، أحدهم جرهم .
قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك أن يقال كما قال الله : "وما آمن معه إلا قليل" ، يصفهم بأنهم كانوا قليلاً ، ولم يحد عددهم بمقدار ، ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح . فلا ينبغي أن يتجاوز في ذلك حد الله ، إذ لم يكن لمبلغ عدد ذلك حد من كتاب الله ، أو أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قوله تعالى: " حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور " اختلف في التنور على أقوال سبعة: الأول - أنه وجه الأرض، والعرب تسمي وجه الأرض تنوراً، قاله ابن عباس وعكرمة و الزهري وابن عيينة، وذلك أنه قيل له: إذا رأيت الماء على وجه الأرض فاركب أنت ومن معك. الثاني - أنه تنور الخبز الذي يخبز فيه، وكان تنوراً من حجارة، وكان لحواء حتى صار لنوح، فقيل له: إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت وأصحابك. وأنبع الله الماء من التنور، فعلمت به امرأته فقالت: يا نوح فار الماء من التنور، فقال: جاء وعد ربي حقاً. هذا قول الحسن، وقاله مجاهد وعطية عن ابن عباس. الثالث - أنه موضع اجتماع الماء في السفينة، عن الحسن أيضاً. الرابع - أنه طلوع الفجر، ونور الصبح، من قولهم: نور الفجر تنويراً، قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه. الخامس - أنه مسجد الكوفة، قاله علي بن أبي طالب أيضاً، وقاله مجاهد. قال مجاهد: كان ناحية التنور بالكوفة. وقال: أتخذ نوح السفينة في جوف مسجد الكوفة، وكان التنور على يمين الداخل مما يلي كندة. وكان فوران الماء منه علماً لنوح، ودليلاً على هلاك قومه. قال الشاعر وهو أمية :
فار تنورهم وجاش بماء صار فوق الجبال حتى علاها
السادس: أنه أعالي الأرض، والمواضع المرتفعة منها، قاله قتادة.
السابع: أنه العين التي بالجزيرة ( عين الوردة) رواه عكرمة. وقال مقاتل: كان ذلك تنور آدم، وإنما كان بالشام بموضع يقال له: ( عين وردة) وقال ابن عباس أيضاً: فار تنور آدم بالهند. قال النحاس : وهذه الأقوال ليست بمتناقضة، لأن الله عز وجل أخبرنا أن الماء جاء من السماء والأرض، قال: " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * وفجرنا الأرض عيونا " ( القمر: 11). فهذه الأقوال تجتمع في أن ذلك كان علامة. والفوران الغليان. والتنور اسم أعجمي عربته العرب، وهو على بناء فعل، لأن أصل بنائه تنر، وليس في كلام العرب نون قبل راء. وقيل: معنى ( فار التنور) التمثيل لحضور العذاب، كقولهم: حمي الوطيس إذا اشتدت الحرب. والوطيس التنور. ويقال: فارت قدر القوم إذا اشتد حربهم، قال شاعرهم:
تركتم قدركم لا شيء فيها وقدر القوم حامية تفور
قوله تعالى: " قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين " يعني ذكراً وأنثى، لبقاء أصل النسل بعد الطوفان. وقرأ حفص: ( من كل زوجين اثنين) بتنوين ( كل) أي من كل شيء زوجين. والقراءتان ترجعان إلى معنى واحد: شيء معه آخر لا يستغنى عنه. ويقال للاثنين: هما زوجان، في كل اثنين لا يستغنى أحدهما عن صاحبه، فإن العرب تسمي كل واحد منهما زوجاً. يقال: له زوجا نعل إذا كان له نعلان. وكذذلك عنده زوجا حمام، وعليه زوجا قيود، قال الله تعالى: " وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى " ( النجم: 45). ويقال للمرأة هي زوج الرجل، وللرجل هو زوجها. وقد يقال للاثنين هما زوج، وقد يكون الزوجان بمعنى الضربين، والصنفين، وكل ضرب يدعى زوجاً، قال الله تعالى: " وأنبتت من كل زوج بهيج " ( الحج: 5) أي من كل لون وصنف. وقال الأعشى :
وكل زوج من الديباج يلبسه أبو قدامة محبو بذاك معا
أراد كل ضرب ولون. و ( من كل زوجين) في موضع نصب بـ ( احمل). و ( اثنين) تأكيد. " وأهلك " أي واحمل أهلك. " إلا من سبق ". ( من) في موضع نصب بالاستثناء. " عليه القول " منهم أي بالهلاك، وهو ابنه كنعان وامرأته واعلة كانا كافرين. " ومن آمن " قال الضحاك وابن جريج: أي احمل من آمن بي، أي من صدقك، فـ ( من) في موضع نصب بـ ( ـحمل). " وما آمن معه إلا قليل " قال ابن عباس رضي الله عنهما: آمن من قومه ثمانون إنساناً، منهم ثلاثة من بنيه، سام وحام ويافث، وثلاث كنائن له. ولما خرجوا من السفينة بنوا قرية وهي اليوم تدعي قرية الثمانين بناحية الموصل. وورد في الخبر أنه كان في السفينة ثمانية أنفس، نوح وزوجته غير التي عوقبت، وبنوه الثلاثة وزوجاتهم، وهو قول قتادة والحكم بن عتيبة وابن جريج ومحمد بن كعب، فأصاب حام امرأته في السفينة، فدعا نوح الله أن يغير نطفته فجاء بالسودان. قال عطاء: ودعا نوح على حام إلا يعدو شعر أولاده آذانهم، وأنهم حيثما كان ولده يكونون عبيداً لولد سام ويافث. وقال الأعمش : كانوا سبعة، نوح وثلاث كنائن وثلاثة بنين، وأسقط امرأة نوح. وقال ابن إسحق: كانوا عشرة سوى نسائهم، نوح وبنوه سام وحام ويافث، وستة أناس ممن كان آمن به، وأزواجهم جميعاً. و ( قليل) رفع بآمن، ولا يجوز نصبه على الاستثناء، لأن الكلام قبله لم يتم، إلا أن الفائدة في دخول ( إلا) و ( ما) لأنك لو قلت: آمن معه فلان وفلان جاز أن يكون غيرهم قد آمن، فإذا جئت بما وإلا، أوجبت لما بعد إلا ونفيت عن غيرهم.
هذه موعدة من الله تعالى لنوح عليه السلام إذا جاء أمر الله من الأمطار المتتابعة والهتان الذي لا يقلع ولا يفتر, بل هو كما قال تعالى: "ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قدر * وحملناه على ذات ألواح ودسر * تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر" وأما قوله "وفار التنور" فعن ابن عباس التنور وجه الأرض, أي صارت الأرض عيوناً تفور حتى فار الماء من التنانير التي هي مكان النار صارت تفور ماء وهذا قول جمهور السلف وعلماء الخلف, وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه التنور فلق الصبح وتنوير الفجر, وهو ضياؤه وإشراقه والأول أظهر وقال مجاهد والشعبي: كان هذا التنور بالكوفة, وعن ابن عباس عين بالهند, وعن قتادة عين بالجزيرة يقال لها عين الوردة وهذه أقوال غريبة فحينئذ أمر الله نوحاً عليه السلام أن يحمل معه في السفينة من كل زوجين اثنين من صنوف المخلوقات ذوات الأرواح, قيل وغيرها من النباتات اثنين ذكراً وأنثى فقيل كان أول من أدخل من الطيور الدرة وآخر من أدخل من الحيوانات الحمار فتعلق إبليس بذنبه وجعل يريد أن ينهض فيثقله إبليس وهو متعلق بذنبه فجعل يقول له نوح عليه السلام: مالك ويحك ادخل فينهض ولا يقدر فقال: ادخل وإن كان إبليس معك فدخلا في السفينة, وذكر بعض السلف أنهم لم يستطيعوا أن يحملوا معهم الأسد حتى ألقيت عليه الحمى.
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث حدثني الليث حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما حمل نوح في السفينة من كل زوجين اثنين قال أصحابه: وكيف تطمئن المواشي ومعها الأسد ؟ فسلط الله عليه الحمى فكانت أول حمى نزلت في الأرض, ثم شكوا الفأر فقالوا: الفويسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعنا فأوحى الله إلى الأسد فعطس, فخرجت الهرة منه فتخبأت الفأرة منها".
وقوله "وأهلك إلا من سبق عليه القول" أي واحمل فيها أهلك وهم أهل بيته وقرابته إلا من سبق عليه القول منهم ممن لم يؤمن بالله فكان منهم ابنه يام الذي انعزل وحده وامرأة نوح وكانت كافرة بالله ورسوله, وقوله "ومن آمن" أي من قومك "وما آمن معه إلا قليل" أي نزر يسير مع طول المدة والمقام بين أظهرهم ألف سنة إلا خمسين عاماً, فعن ابن عباس كانوا ثمانين نفساً منهم نساؤهم, وعن كعب الأحبار كانوا اثنين وسبعين نفساً. وقيل كانوا عشرة, وقيل إنما كان نوح وبنوه الثلاثة سام وحام ويافث وكنائنه الأربع نساء هؤلاء الثلاثة وامرأة يام, وقيل بل امرأة نوح كانت معهم في السفينة وهذا فيه نظر, بل الظاهر أنها هلكت لأنها كانت على دين قومها فأصابها ما أصابهم كما أصاب امرأة لوط ما أصاب قومها, والله أعلم وأحكم.
قوله: 40- "حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور" حتى هي الابتدائية دخلت على الجملة الشرطية وجعلت غاية لقوله: واصنع الفلك بأعيننا.
والتنور اختلف في تفسيرها على أحوال: الأول: أنها وجه الأرض والعرب تسمي وجه الأرض تنوراً، روي ذلك عن ابن عباس وعكرمة والزهري وابن عيينة. الثاني: أنه تنور الخبز الذي يخبزونه فيه، وبه قال مجاهد وعطية والحسن، وروي عن ابن عباس أيضاً. الثالث: أنه موضع اجتماع الماء في السفينة، روي عن الحسن. الرابع: أنه طلوع الفجر، من قولهم تنور الفجر، روي عن علي بن أبي طالب. الخامس: أنه مسجد الكوفة، روي عن علي أيضاً ومجاهد، قال مجاهد: كان ناحية التنور بالكوفة. السادس: أنه أعالي الأرض والمواضع المرتفعة، قاله قتادة. السابع: أنه العين التي بالجزيرة المسماة عين الوردة، روي ذلك عن عكرمة. الثامن: أنه موضع بالهند، قال ابن عباس: كان تنور آدم بالهند. قال النحاس: وهذه الأقوال ليست بمتناقضة، لأن الله سبحانه قد أخبر بأن الماء قد جاء من السماء والأرض، قال: " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * وفجرنا الأرض عيونا " فهذه الأقوال تجتمع في أن ذلك كان علامة، هكذا قال، وفيه نظر، فإن القول الرابع ينافي هذا الجمع، ولا يستقيم عليه التفسير بنبع الماء. إلا إذا كان المراد مجرد العلامة كما ذكره آخراً. وقد ذكر أهل اللغة أن الفور: الغليان، والتنور: اسم عجمي عربته العرب، وقيل: معنى فار التنور: التمثيل بحضور العذاب كقولهم: حمي الوطيس: إذا اشتد الحرب، ومنه قول الشاعر:
تركتم قدركم لا شيء فيها وقدر القوم حامية تفور
يريد الحرب.
قوله: "قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين" أي قلنا: يا نوح احمل في السفينة من كل زوجين مما في الأرض من الحيوانات اثنين ذكراً وأنثى. وقرأ حفص "من كل" بتنوين كل: أي من كل شيء زوجين، والزوجان للاثنين اللذين لا يستغني أحدهما عن الآخر، ويطلق على كل واحد منهما زوج كما يقال للرجل زوج وللمرأة زوج، ويطلق الزوج على الاثنين إذا استعمل مقابلاً للفرد، ويطلق الزوج على الضرب والصنف، ومثله قوله تعالى: "وأنبتت من كل زوج بهيج"، ومثله قول الأعشى:
وكل ضرب من الديباج يلبسه أبو حذافة مخبو بذاك معا
أراد كل صنف من الديباج "وأهلك" عطف على زوجين، أو على اثنين على قراءة حفص، وعلى محل كل زوجين، فإنه في محل نصب باحمل، أو على اثنين على قراءة الجمهور، والمراد: امرأته وبنوه ونساؤهم "إلا من سبق عليه القول" أي من تقدم الحكم عليه بأنه من المغرقين في قوله: "ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون" على الاختلاف السابق فيهم، فمن جعلهم جميع الكفار من أهله وغيرهم كان هذا الاستثناء من جملة "احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك" ومن قال: المراد بهم ولده كنعان وامرأته واعلة أم كنعان جعل الاستثناء من أهلك، ويكون متصلاً إن أريد بالأهل ما هو أعم من المسلم والكافر منهم، ومنقطعاً إن أريد بالأهل المسلمون منهم فقط. قوله: "ومن آمن" معطوف على أهلك: أي واحمل في السفينة من آمن من قومك، وأفرد الأهل منهم لمزيد العناية بهم، أو للاستثناء منهم على القول الآخر. ثم وصف الله سبحانه قلة المؤمنين مع نوح بالنسبة إلى من كفر به فقال: "وما آمن معه إلا قليل" قيل: هم ثمانون إنساناً: منهم ثلاثة من بنيه، وهو سام، وحام، ويافث، وزوجاتهم، ولما خرجوا من السفينة بنوا قرية يقال لها قرية الثمانين، وهي موجودة بناحية الموصل، وقيل كانوا عشرة، وقيل سبعة، وقيل كانوا اثنين وسبعين، وقيل غير ذلك.
40-"حتى إذا جاء أمرنا" عذابنا، "وفار التنور"، اختلفوا في التنور: قال عكرمة والزهري: هو وجه الأرض، وذلك أنه قيل لنوح: إذا رأيت الماء فار على وجه الأرض فاركب السفينة.
وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: فار التنور أي: طلع الفجر ونور الصبح.
وقال الحسن و مجاهد و الشعبي: إنه التنور الذي يخبز فيه، وهو قول أكثر المفسرين.
ورواية عطية عن ابن عباس قال الحسن: كان تنورا من حجارة، كانت حواء تخبر فيه فصار إلى نوح عليه السلام، فقيل لنوح: إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت وأصحابك.
واختلفوا في موضعه، قال مجاهد والشعبي: كان في ناحية الكوفة وكان الشعبي يحلف: ما فار التنور إلا من ناحية الكوفة. وقال: اتخذ نوح السفينة في جوف مسجد الكوفة. وكان التنور على يمين الداخل مما يلي باب كنده، وكان فوران الماء منه علما لنوح عليه السلام.
وقال مقاتل: كان ذلك تنور آدم، وكان بالشام بموضع يقال له: عين وردة.
وروى عن ابن عباس: أنه كان بالهند.
والفوران: الغليان.
قوله تعالى: "قلنا احمل فيها"، أي في السفينة، "من كل زوجين اثنين"، الزوجان: كل اثنين لا يستغني أحدهما عن الآخر، يقال لكل واحد منهما زوج، يقال: زوح خف وزوج نعل، والمراد بالزوجين هاهنا: الذكر والأنثى.
قرأ حفص هاهنا وفى سورة المؤمنين: "من كل" بالتنوين أي: من كل صنف زوجين اثنين، ذكره تأكيدا.
وفى القصة: أن نوحا عليه الصلاة والسلام قال: يا رب كيف أحمل من كل زوجين اثنين؟ فحشر الله إليه السباع والطير، فجعل يضرب بيديه في كل جنس فيقع الذكر في يده اليمنى والأنثى في يده اليسرى، فيحملها في السفينة.
" وأهلك "، أي: واحمل واهلك، أي: ولدك وعيالك، "إلا من سبق عليه القول"، بالهلاك، يعنى: امرأته واعلة وابنه كنعان، "ومن آمن" يعني: واحمل من آمن بك، كما قال الله تعالى:
"وما آمن معه إلا قليل"، واختلفوا في عددهم: قال قتادة و ابن جريج و محمد بن كعب القرظي: لم يكن في السفينة إلا ثمانية نفر: نوح، وامرأته، وثلاثة بنين له سام وحام ويافث، ونساؤهم.
وقال الأعمش: كانوا سبعة نوح وثلاثة بنين له، وثلاث كنائن له.
وقال ابن إسحاق: كانوا عشرة سوى نسائهم، نوح وبنوه سام وحام ويافث وستة أناس ممن كان آمن به وأزواجهم جميعا.
وقال مقاتل كانوا اثنين وسبعين نفرا رجلا وامرأة وبنيه الثلاثة ونساءهم، فجميعهم ثمانية وسبعون، نصفهم رجال ونصفهم نساء.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان في سفينة نوح ثمانون رجلا أحدهم جرهم.
قال مقاتل: حمل نوح معه جسد آدم فجعله معترضا بين الرجال والنساء وقصد نوحا جميع الدواب والطيور ليحملها.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: أول ما حمل نوح الدرة وآخر ما حمل الحمار، فلما دخل الحمار ودخل صدره تعلق إبليس بذنبه، فلم يستقل رجلاه، فجعل نوح يقول: ويحك ادخل: فينهض فلم يستطع، حتى قال نوح: ويحك ادخل وإن الشيطان معك كلمة زلت على لسانه، فلما قالها نوح خلى الشيطان سبيله فدخل ودخل الشيطان، فقال له نوح: ما أدخلك علي يا عدو الله؟ قال: ألم تقل ادخل وإن كان الشيطان معك، قال: اخرج عني يا عدو الله، قال: مالك بد من أن تحملني معك، فكان فيما يزعمون في ظهر الفلك.
وروي عن بعضهم: أن الحية والعقرب أتيا نوحا فقالتا: احملنا، فقال: إنكما سبب الضر والبلاء، فلا أحملكما، فقالتا له: احملنا ونحن نضمن لك أن لا نضر أحدا ذكرك فمن قرأ حين خاف مضرتهما سلام على نوح في العالمين ما ضرتاه.
قال الحسن: لم يحمل نوح في السفينة إلا ما يلد ويبيض، فأما ما يتولد من الطين من حشرات الأرض كالبق والبعوض فلم يحمل منه شيئا.
40."حتى إذا جاء أمرنا"غاية لقوله"ويصنع الفلك"وما بينهما حال من الضمير فيه أو حتى هي التي يبتدأ بعدها الكلام ."وفار التنور"بنبع الماء منه وارتفع كالقدر تفور،و"التنور"تنور الخبز ابتدأ منه النبوع على خرق العادة وكان في الكوفة في موضع مسجدها ، أو في الهند أو بعين وردة من أرض الجزيرة وقيل التنور وجه الأرض أو أشرف موضع فيها."قلنا احمل فيها"في السفينة ."من كل"من كل نوع من الحيوانات المنتفع بها."زوجين اثنين"ذكراً وأنثى هذا على قراءة حفصوالباقون أضافوا على معنى احمل اثنين من كل صنف ذكر وصنف ذكر وصنف أنثى"وأهلك"عطف على"زوجين"أو"اثنين"،والمراد امرأته وبنوه ونساؤهم ."إلا من سبق عليه القول"بأنه من المغرقين يريد ابنه كنعان وأمه واعلة فإنهما كانا كافرين"ومن آمن"والمؤمنين من غيرهم ."وما آمن معه إلا قليل"قيل كانوا تسعة وسبعين زوجته المسلمة وبنوه الثلاثة سام وحام ويافث ونساؤهم واثنان وسبعون رجلاً وامرأة من غيرهم .روي أنه عليه الصلاة والسلام اتخذ السفينة في سنتين من الساج وكان طولها ثلاثمائة ذراع وعرضها خمسين وسمكها ثلاثين ،وجعل لها ثلاثة بطون فحمل في أسفلها الدواب والوحش وفي أوسطها الإنس وفي أعلاها الطير.
40. (Thus it was) till, when Our commandment came to pass and the oven gushed forth water, We said: Load therein two of every kind, a pair (the male and female), and thy household, save him against whom the word hath gone forth already, and those who believe. And but a few were they who believed with him.
40 - At length, behold there came our command, and the fountains of the earth gushed forth we said: embark therein, of each kind two, male and female, and your family except those against whom the word has already gone forth, and the believers. but only a few believed with him.